رصد مكافأة مغرية لمن يدلي بمعلومات لاعتقال مادورو

رئيس فنزويلا

اعلن مسؤولون في الإدارة الأمريكية، اليوم الجمعة، في تقرير ورد لصحيفة العراق عن أن الولايات المتحدة رصدت مكافأة مالية قدرها 25 مليون دولار أمريكي، لمن يدلي بمعلومات من شأنها أن تؤدي إلى اعتقال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.

وقال المسؤولون إلى أن “المكافأة مرصودة لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقال مادورو ووزير داخليته، بالإضافة إلى مكافأة جديدة قدرها 15 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تدين وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير بادرينو”.

وتأتي الزيادات في المكافأة على خلفية تنصيب مادورو في وقت سابق من اليوم الجمعة، حيث فاز في الانتخابات الرئاسية في حزيران الماضي، في حين أشار ممثلو الإدارة الأمريكية المنتهية الولاية، إلى أن أمريكا لا تعترف بنتائج تلك الانتخابات.

تنصيب مادورو لولاية ثالثة في فنزويلا

رئيس فنزويلا
رئيس فنزويلا

أدى الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو اليمين الدستورية الجمعة لولاية ثالثة مدتها ست سنوات، فيما وصفت المعارضة تنصيبه بأنه “انقلاب”.

وقال أمام الجمعية الوطنية “أقسم أن هذه الفترة الرئاسية الجديدة ستكون فترة السلام والرخاء والمساواة والديموقراطية الجديدة”، ليعلنه بعدها رئيس الجمعية خورخي رودريغيز “رئيسا دستوريا”.

وبعد أن وضع حول عنقه وشاح الرئاسة وقلادة مفتاح تابوت سيمون بوليفار، أضاف مادورو “قولوا ما تشاؤون (…) لكن هذا التنصيب الدستوري تم رغم كل شيء وهو انتصار كبير للديموقراطية الفنزويلية”.

تم تقديم موعد المراسم لمدة ساعة ونصف ساعة بدون سابق إنذار. ووصل نيكولاس مادورو إلى قصر الجمعية الوطنية قرابة الساعة 10,30 صباحا بالتوقيت المحلي (14,30 ت غ)، ومر بين صف من الجنود في زي رسمي قبل دخول المبنى حيث صافح لفترة طويلة الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل أحد رؤساء الدول القلائل الحاضرين مع الرئيس النيكاراغوي دانيال أورتيغا.

وهنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الفنزويلي بتنصيبه لولاية ثالثة، فيما شارك رئيس مجلس الدوما فياتشيسلاف فولودين في حفل التنصيب في كراكاس.

حضر المراسم أيضا معظم الشخصيات الحكومية الفنزويلية، ومن بينها وزير الداخلية ديوسدادو كابيلو ووزير الدفاع فلاديمير بادرينو لوبيز، الشخصيات الرئيسية في قمع الاحتجاجات التي أعقبت الانتخابات.

من جهته، قال تحالف المعارضة الرئيسي “بلاتافورما يونيتاريا” في بيان “لقد تم تنفيذ انقلاب”، منددا بـ”اغتصاب السلطة من قبل نيكولاس مادورو (…) المدعوم بالقوة الغاشمة، متجاهلا السيادة الشعبية التي تم التعبير عنها بقوة في 28 تموز/يوليو”.

وأضاف أن مرشح المعارضة في الانتخابات الرئاسية إدموندو غونزاليس أوروتيا “هو الذي يجب أن يتم تنصيبة اليوم أو غدا”.

أغلقت قوات الأمن المنطقة المحيطة بمقر الجمعية الوطنية في وسط كاراكاس، فيما بث التلفزيون الرسمي صورا لمئات من أنصار مادورو وهم يتظاهرون في الشوارع.

كما أغلقت الحكومة الحدود مع كولومبيا فجر الجمعة، مشيرة إلى “مؤامرة دولية تهدف إلى زعزعة سلام الفنزويليين”.

– “مهزلة” –

ندّدت الولايات المتحدة بـ”مهزلة” تنصيب مادورو، وفرضت عقوبات جديدة على كراكاس رافعة المكافأة مقابل الإدلاء بأي معلومات تؤدي إلى محاكمة الرئيس الفنزويلي إلى 25 مليون دولار.

ووصفت لندن نيكولاس مادورو بأنه “غير شرعي” وفرضت عقوبات على 15 شخصية بارزة في إدارته.

بدورها، اعتبرت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي كايا كالاس أن مادورو “لا يتمتع باي شرعية ديموقراطية”.

وأضافت كالاس في بيان باسم دول الاتحاد ال27 أن “الاتحاد الأوروبي يقف إلى جانب من يدافعون عن القيم الديموقراطية في فنزويلا”.

يأتي التنصيب غداة يوم من احتجاجات المعارضة ضد فوز الزعيم الاشتراكي البالغ 62 عاما في الانتخابات التي جرت في 28 تموز/يوليو، وأعقبتها اضطرابات دامية واعتقال الآلاف.

ويؤكد مرشح المعارضة إدموندو غونزاليس أوروتيا أنه فاز في الانتخابات، وشدد مجددا الخميس في جمهورية الدومينيكان على أنه “الرئيس المنتخب”.

– الجيش دعامة للسلطة –

دعت الحكومة الخميس إلى مسيرة لدعم مادورو في العاصمة، فيما نظمت المعارضة احتجاجا ظهرت فيه زعيمتها ماريا كورينا ماتشادو لأول مرة في العلن منذ آب/أغسطس.

وهتف آلاف المتظاهرين الذين تجمعوا بدعوة من المعارضة “لسنا خائفين”.

ساد بعض الارتباك نهاية اليوم، بعدما أعلنت المعارضة عن اعتقال زعيمتها ماريا كورينا ماتشادو “بشكل عنيف”، ثم إطلاق سراحها.

ولكن الحكومة نفت هذه الرواية للأحداث، ودان المدعي العام طارق وليام صعب “عملية نفسية تهدف إلى إثارة العنف في فنزويلا”.

وأعلن المجلس الوطني للانتخابات فوز مادورو بحصوله على 52% من الأصوات، لكن من دون نشر محاضر الانتخابات، قائلا إنه تعرض إلى قرصنة إلكترونية، وهي فرضية اعتبرها العديد من المراقبين غير معقولة.

وأثار إعلان المجلس الوطني للانتخابات موجة احتجاجات في أنحاء فنزويلا تم قمعها بشدة، ما خلّف 28 قتيلا وأكثر من 200 جريح و2400 موقوف بتهمة “الإرهاب”.

وكما حدث خلال احتجاجات أعوام 2014 و2017 و2019 التي خلفت أكثر من 200 قتيل، حظي مادورو بدعم الجيش، أحد أعمدة سلطته، فضلا عن النظام القضائي.

في هذا الصدد، دعا الأمين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش فنزويلا إلى الافراج عن جميع الاشخاص “المعتقلين تعسفيا”، مؤكدا أنه يتابع الوضع في فنزويلا “بقلق كبير”.