علماء يطورون لقاحا للطاعون الدبلي “الموت الاسود”

علماء يطورون لقاحا للطاعون الدبلي

كشفت مجموعة من العلماء، عن تطويرهم للقاح يعالج مرض الطاعون الدبلي او ما يعرف “بالموت الأسود”.الامر الذي اصبح محل جدل واسع لدى منظمة الصحة العالمية 

وقال عدد من الباحثين ان “العلماء الذين طوروا لقاح كوفيد 19 يقومون حالياً بتطوير لقاح الطاعون الدبلي المعروف بـ (الموت الأسود) وسط مخاوف من احتمال متزايد لظهور سلالة خارقة منه مما سيؤدي لوباء قادم قد يكون أكبر من جائحة كورونا”.

هذا الطاعون قتل 200 مليون إنسان في أوروبا لوحدها (ثلث سكانها) و 500 مليون إنسان حول العالم في القرن الرابع عشر (ما بين 20% إلى 40% من سكان الكرة الأرضية).

وهم يعملون حالياً على تطوير اللقاح لمنع التفشي الكارثي لهذا الطاعون في المستقبل، ووعدوا بأنه سيكون آمن وفعال.

ما هو الطاعون الدبلي؟

يُعد الطاعون مرضا معديا قد يفضي إلى الوفاة، وتحدث الإصابة به بسبب بكتيريا تسمى “يرسينية” تعيش في بعض الحيوانات، لاسيما القوارض، والبراغيث.

والطاعون الدَّبْلي هو النوع الأكثر شيوعا للمرض الذي يمكن أن يصيب الإنسان، وتأتي تسميته بهذا الاسم من الأعراض التي يسببها، مثل تورم مؤلم في العقد اللمفاوية أو “دّبْل” في الفخذ أو الإبط.

وشهدت الفترة بين عام 2010 إلى عام 2015 الإبلاغ عن 3248 حالة إصابة في شتى أرجاء العالم، فضلا عن تسجيل 584 حالة وفاة.

وأُطلق أيضا علي المرض، في الماضي، “الموت الأسود”، في إشارة إلى موت أجزاء في الجسم، مثل أصابع اليد وأصابع القدم، بسبب المرض.

العلامات و الاعراض 

ينتشر أساسًا بين القوارض الصغيرة والبراغيث التي تحملها. هو واحد من ثلاثة أنواع من الالتهابات التي يسببها طاعون يرسينيا (المعروف سابقًا باسم طاعون الباستوريلا) والذي ينتمي إلى عائلة الأمعائيات. يؤدي الطاعون الدبلي دون علاج إلى موت ثلثي المصابين خلال أربعة أيام من الإصابة به. في عام 2013 سجلت 750 حالة إصابة بالطاعون الدبلي، وأدى ذلك إلى موت 126 من المصابين به.

المصطلح الطاعون الدبلي مشتق من الكلمة الإغريقية βουβών والتي تعني «الأربية». حيث أن الغدد اللمفاوية المنتفخة تظهر غالباً تحت إبطين وفي أربية الشخص المصاب بالطاعون الدبلي. وغالباً ما تم استخدام مصطلح الطاعون الدبلي كمرادف إلى الطاعون، ولكن يُقصد بالطاعون الدبلي ذلك الذي يصيب المريض من خلال دخول الطفيليات المسببة له من خلال الجلد وانتقالها عبر الأوعية اللمفية، كما هو الملاحظ في الالتهابات التي تسببها البراغيث.

يعتقد أن الطاعون الدبلي مع طاعون إنتان الدم، والطاعون الرئوي، (والذين هما النوعان الآخران اللذان يسببهما طاعون يرسينيا) هم السبب وراء الموت الأسود الذي اجتاح أوروبا في القرن الرابع عشر وسبب وفاة 50 مليون شخص تقريباً، أو 25%-60% من سكان أوروبا. في منطقة البحر المتوسط، بدى أن الطاعون الدبلي كان يظهر في فصول الصيف. أما في شمال القارة الأوروبية، فكان الطاعون أغلب الظهور في فصل الخريف. ولأن الوباء تسبب في وفاة الكثير من الطبقة العاملة، ارتفعت قيمة الأجور بسبب الازدياد على طلب الأيدي العاملة. رأى بعض المؤرخين أن ذلك كان بمثابة نقطة التحول في تطور الاقتصاد الأوروبي.

أكثر الأعراض انتشاراً هو التهاب الغدد اللمفية المعروف بالأدبال، والتي تصبح تورمات مؤلمة. بعد أن ينتقل الطاعون بلدغة برغوث مصاب، بكتيريا طاعون اليرسينيا يتموضع في الغدد اللمفية حيث يبدأ في إقامة مستعمرات والتكاثر. الأدبال المرتبطة مع الطاعون الدبلي عادةً ما توجد في مناطق تحت الإبطين وفي أعلى الفخذ والأربية والرقبة. كما يسبب غرغرينا في أطراف الجسم. (مثال: أصابع اليدين والقدمين الشفاة والأنف.)

بسبب انتقاله بلسعة البراغيث، الطاعون الدبلي عادةً ما يكون أول مرض من سلسلة أمراض متدرجة. إن أعراض الطاعون الدبلي تظهر بشكل مفاجئ، عادةً ما بين 2-5 أيام بعد الإصابة بالبكتيريا المسسببة له. بعض الأعراض تشمل:

الغرغرينا في الأطراف والتي تشمل أصابع اليدين والقدمين، الشفاة وقمة الأنف.
قشعريرة.
الشعور بسوء الصحة بشكل عام.
درجة حرارة عالية. (102,C,39 | F)
تشنجات عضلية.

نوبات مرضية.

غدد لمفية متورمة على شكل أدبال ملساء، عادةً ما يتواجد على أعلى الفخذ ولكن يمكن أن يتواجد على الرقبة وتحت الإبطين، وعادةً ما يكون في مكان الإصابة بالعدوى الأولي. (خدش أو لسعة).

من الممكن الشعور بالألم في المنطقة قبل تورمها.
لون الجلد قد يتغير في بعض الحالات إلى الوردي.
بعض الأعراض الأخرى تتضمن التنفس الثقيل (الصعب)، قيء الدم، آلام في الأطراف، السعال، الإرهاق الشديد، مشاكل في الجهاز الهضمي، وجود نقاط سوداء في مختلف مناطق الجسم، هذيان، غيبوبة والآلام الشديدة. الألم عادةً ما يكون نتيجة انحلال وتحلل أنسجة الجلد بينما الشخص لا يزال حياً. النوعان الآخران من الطاعون الذي يسببه بكتيريا يرسينيا هما الطاعون الرئوي وطاعون إنتان الدم. الطاعون الرئوي يختلف عن الدبلي وطاعون إنتان الدم في أنه يشمل نوبات سعال، وبذلك يكون شديد العدوى حيث يمكنه الانتقال من شخص إلى آخر.

المسببات

الطاعون الدبلي هو إلتهاب في الجهاز اللمفي، وعادةً يكون نتيجة لدغة من برغوث مصاب (برغوث الجرذان Xenopsylla cheopis). في حالات نادرة جداً، كما في طاعون إنتان الدم، فإن المرض يمكن أن ينتقل بالاحتكاك المباشر بنسيج مصاب بالعدوى أو من خلال التعرض لسعال شخص آخر مصاب. البراغيث عادةً ما توجد على القوارض مثل الفئران والجرذان،

وتقوم بالبحث على فريسة أخرى عندما يموت القارض الذي كان يستضيفهم. البكتيريا تبدأ حياتها غير مؤذية، وتعيش في أمعاء الثديات. القدرة على الانتشار والتكاثر تعتمد فقط على قدرتها على التنقل من حيوان ثديي مستضيف لها إلى آخر. إن البكتيريا تبقى غير مضرة للبرغوث، وبذلك تسمح للحيوان المستضيف الجديد بنشر البكتيريا. البكتيريا تتجمع في معدة البرغوث المُصاب، (حيث أن البرغوث يتغذّى على الدم) وبذلك يتقيأ الدم المهضوم (الذي يكون دم مصاب) في موضع اللدغة في جلد القارض أو الإنسان. حالما يحدث ذلك، تبدأ البكتيريا في الانتشار السريع إلى الغدد اللمفية وتبدأ بالتكاثر والتضاعف بشكل سريع.

بكتيريا اليرسينيا يمكنها مقاومة البلعمة، كما يمكنها التكاثر داخل خلايا البلعمة وبالتالي قتلها. عندما يتقدم المرض، فإن العقد والغدد اللمفاوية يمكن أن تبدأ بالنزف والانتفاخ ومن ثم الموت. الطاعون الدبلي يمكنه أن يتقدم إلى طاعون إنتان الدم القاتل في بعض الحالات. الطاعون معروف أيضاً بالإنتشار إلى الرئة وبالتالي يتحول إلى المرض المعروف بالطاعون الرئوي. ذلك النوع من الطاعون لديه قدرة عالية على الانتشار حيث أن البكتيريا تنتشر عند السعال أو العطس.

التشخيص

إن الاختبارات المختبرية مطلوبة للتشخيص والتأكيد على الإصابة بالطاعون الدبلي. عادةً ما يتم التشخيص عن طريق التعرف على البكتيريا المسببة للمرض ووجودها في عينة زراعية مأخوذة من عينة المريض. ويتم التأكيد على الإصابة من خلال فحص عينة من مصل الدم والتي تؤخذ في المراحل المتقدمة والمتأخرة من الإصابة بالبكتيريا. وقد تم تطوير غمائس للفحص السريع للأشخاص الذين يعتقد أنهم مصابون حيث أنها تستخدم لاختبار وجود المولدات المضادة لبكتيريا اليريسنا، وقد طورت تلك الطريقة لإستعمالها في العمل الميداني.

العلاج

هنالك العديد من أصناف المضادات الحيوية الفعالة لمعالجة الطاعون الدبلي. ويندرج من ضمنها أمينوغليكوزيد (Aminoglycosides) مثل الستريبتوميسين (Streptomycin) والجنتاميسين (gentamicin)، التتراسيكلين (Tetracycline) وبالأخص (دوكسي سايكلين Doxycycline)، وال (Fluoroquinolone ciprofloxacin). نسبة الوفيات المرتبطة مع الحالات المعالجة من مرض الطاعون الدبلي هي حوالي 1-15% بالنسبة إلى الحالات الغير معالجة والتي يكون معدل الوفيات فيها حوالي 40-60%. إن الأشخاص المحتمل إصابتهم بالطاعون يحتاجون العناية الفورية، حيث أن المضادات الحيوية يجب أن تعطى خلال 24 ساعة من بدء الأعراض لمنع الوفاة. بعض العلاجات الأخرى تتضمن الأكسجين، السوائل الوريدية، والدعم التنفسي. الأشخاص الذين كانوا على اتصال مع أي شخص مصاب بالطاعون الرئوي يُعطى مضادات حيوية اتِّقائِيّة (prophylactic). باستخدام المضادات الحيوية كالستريبتوميسين على نطاق واسع، أثبت نجاحه في علاج الطاعون الدبلي خلال 12 ساعة من الإصابة.

مفاجأة … بهذه الطريقة فيروس كورونا قد يكون مفتاحا لعلاج السرطان