قال البروفيسور مجدي يعقوب، جراح القلب الشهير، إنه قد يتمكن مرضى القلب قريبًا من الحصول على صمامات قلب تنمو بشكل طبيعي داخل الجسم – مما ينهي الحاجة إلى المزيد من العمليات الجراحية.

وأضاف أنه من المقرر أن تتلقى مجموعة أولية تضم أكثر من 50 مريضاً صمامات مؤقتة مصنوعة من ألياف تعمل بمثابة “سقالة” يمكن زراعتها لتتكامل مع خلايا الجسم، ومع مرور الوقت، تذوب السقالات، تاركة وراءها صمامًا حيًا يتكون بالكامل من أنسجة المريض نفسه.

وأوضح أنه عندما تصبح صمامات القلب مريضة، فإنها قد تتصلب أو تصبح متسربة، مما يزيد من خطر الإصابة بقصور القلب أو السكتة الدماغية أو النوبات القلبية، مضيفا، إن خيارات استبدال الصمامات المتاحة للمرضى لها عيوب كبيرة.

وقال إن الصمامات المأخوذة من الأبقار أو الخنازير أو الأنسجة البشرية والتي يتم زرعها في المريض لا تدوم أكثر من عقد من الزمان أو نحو ذلك، ولا يزال من الممكن أن يرفضها جهاز المناعة في الجسم، أما الصمامات الميكانيكية فتتطلب من المرضى تناول الأدوية طوال حياتهم.

وأشار السير مجدى يعقوب إلى أنه تمثل العلاجات الحالية تحديًا كبيرًا للأطفال الذين يولدون بعيوب في القلب، حيث لا تنمو الصمامات مع أجسامهم ويجب استبدالها عدة مرات قبل وصولهم إلى مرحلة البلوغ، لكن الصمامات الجديدة يمكن أن تنمو مع نمو الطفل، بحيث تصبح واحدة مع جسم المريض.

وأكد البروفوسير مجدى يعقوب، وهو في الثمانينات من عمره، أنه يقود هذا المشروع، والذي أجرى أول عملية زرع قلب ورئة في المملكة المتحدة في مستشفى هاريفيلد في شمال غرب لندن.

في كل عام، يتم إجراء ما يقرب من 13000 عملية استبدال صمام القلب في إنجلترا و300000 عملية حول العالم – والأعداد تتزايد كل عام، وذلك وفقا لما ذكرته صحيفة “ديلى ميل” البريطانية.

وأضاف أنه قد يؤدي الصمام الحي الجديد إلى تغيير حياة هؤلاء المرضى من خلال القضاء على الحاجة إلى العمليات الجراحية المتكررة وتقليل خطر الرفض.

صورة من الايكو تظهرعيوب صمام القلب
صورة من الايكو تظهرعيوب صمام القلب

وقال الدكتور يعقوب لصحيفة صنداي تايمز: “أقول دائمًا إن الطبيعة هي أعظم تكنولوجيا، إنها متفوقة جدًا على أي شيء يمكننا صنعه، بمجرد أن يصبح شيء حيًا – سواء كان خلية أو نسيجًا أو صمامًا حيًا – فإنه يتكيف من تلقاء نفسه، مضيفا، إن علم الأحياء أشبه بالسحر”.

وأظهرت الأبحاث المنشورة في مجلة Nature Communications Biology ، نتائج واعدة في الأغنام.

وأوضح أنه في غضون 4 أسابيع فقط من عملية الزرع، يتم العثور على أكثر من 20 نوعًا من الخلايا – بما في ذلك الأنسجة العصبية والدهنية – في المواقع الصحيحة، محاكية صمام القلب الطبيعي، مضيفا، إنه على عكس المحاولات السابقة، نجح هذا المشروع، الذي تقوده شركة Heart Biotech في مستشفى هاريفيلد Harefield، في تحفيز نمو الخلايا العصبية في الصمام.

وأضاف أنه في غضون 6 أشهر، يصبح الهيكل مكونًا بالكامل من خلايا حية من المريض، وبعد مرور عام إلى عامين، يذوب الهيكل، تاركًا وراءه صمام قلب يعمل بكامل طاقته وينمو مع المريض طوال حياته، مؤكدا أنه من المقرر أن تبدأ التجارب البشرية على ما بين 50 إلى 100 مريض، بما في ذلك الأطفال، في غضون 18 شهرًا، وستقوم التجارب بمقارنة الصمام الحي الجديد مع الصمامات الاصطناعية التقليدية، وسيشارك فيها فريق دولي من الخبراء من مؤسسات مثل كلية لندن الجامعية، ومستشفى جريت أورموند ستريت، والمراكز الطبية في نيويورك، وإيطاليا، وهولندا.

وأشادت الدكتورة سونيا بابو نارايان، المديرة الطبية المساعدة لمؤسسة القلب البريطانية، بهذا التطور ووصفته بأنه “الكأس المقدسة” لجراحة صمام القلب.

توقعات واعدة فى الاغنام
توقعات واعدة فى الاغنام

وقالت: “إن الأمر ما زال مبكرا، ولكن إذا أظهرت الأبحاث الإضافية نجاح هذا النهج لدى البشر، فإن العديد من الأشخاص في جميع أنحاء العالم قد يعيشون بشكل جيد لفترة أطول دون الحاجة إلى عمليات صمام القلب المتكررة”.

ميزة الصمامات الجديدة

أوضح السير مجدي يعقوب في تصريحات نقلتها صحيفة “ديلي ميل”، بأن صمامات القلب التقليدية، سواء المأخوذة من أنسجة حيوانية أو بشرية أو الصمامات الميكانيكية، تواجه تحديات كبيرة، منها قصر عمرها الافتراضي أو الحاجة لتناول أدوية مدى الحياة، هذه المشكلات تكون أكثر صعوبة للأطفال الذين يولدون بعيوب في القلب، حيث تتطلب الصمامات الحالية عمليات استبدال متكررة مع نمو أجسامهم.

تتميز الصمامات الجديدة بأنها تنمو مع نمو جسم الطفل، وتتكامل مع خلايا المريض بشكل طبيعي.

تبدأ هذه الصمامات كـ”هياكل داعمة” مؤقتة تذوب تدريجيًا لتترك وراءها صمامًا حيًا يعمل بكفاءة ويواكب نمو الجسم، مما يحد من احتمالية رفض الجسم لها.

نتائج الدراسات العلمية

أظهرت الدراسة المنشورة في مجلة Nature Communications Biology نتائج واعدة، فعقب الزراعة بأربعة أسابيع، تم اكتشاف أكثر من 20 نوعًا من الخلايا داخل الصمام، مماثلة للخلايا الموجودة في جسم المريض، وتتنوع بين خلايا عصبية ودهنية.

وخلال 6 أشهر، يصبح هيكل الصمام مكونًا بالكامل من خلايا المريض، أما بعد عامين، فيذوب الهيكل تاركًا خلفه صمامًا حيًا متكامل الوظائف، قادرًا على النمو مع المريض مدى الحياة.

ومن المتوقع أن تبدأ التجارب السريرية البشرية على 50 إلى 100 مريض، بما في ذلك الأطفال، خلال الأشهر الـ18 المقبلة، ستقارن هذه التجارب بين الصمامات الجديدة والصمامات التقليدية بمشاركة خبراء من مؤسسات عالمية مرموقة.

*صورة من الصفحة الرسمية لمؤسسة مجدي يعقوب.