القضية ليست محبة أو كره، وإنما ثناء أو ذمّ. وبشكل عام البعث السوري أسوأ لتطرفه في الإلحاد بينما البعث العراقي ليس لتلك الدرجة، ولست معجبا بكليهما. والأولى تاريخيا أن تتم المقارنة بين صدام وحافظ لكونهما من الجيل نفسه،
وعلى أية حال حتى لو وضعت حافظ وابنه سويا فلا يمكن مقارنتهما بالرماد الساقط من سيجار صدام حسين، والسبب لأفضلية صدام الكاسحة عليهما -كعربي محايد- نابعة من موقفه من القضية الفلسطينية، التي دعمها قولا وفعلا بينما استغلتها عائلة الأسد بالخيانة والعمالة. وارجعوا لكلام ياسر عرفات لتعلموا غدر حافظ ومكره، واسألوا حماس عن سفالة بشار وجرائمه.
لقد رعا صدام حسين فصائل الثورة الفلسطينية، ودعم أسر الشهداء والجرحى، ومنح الشهداء الحقوق نفسها الممنوحة للعراقيين، إضافة إلى اهتمامه الخاص باللاجئين في العراق. وقدم صدام دعما ماديا استثنائيا خلال انتفاضة الأقصى لأسرة كل شهيد ومصاب، إضافة إلى منح عاجلة لكل من فقد منزله في اجتياح مخيم جنين، وفي اجتياحات قطاع غزة. كما دعم الجامعات الفلسطينية وساهم في تأسيسها، وقدم منحا دراسية كاملة للطلبة الفلسطينيين في الجامعات العراقية. وكل هذا إلى جانب الدعم السياسي والمبدئي الذي تفرد به صدام حسين واستمر إلى يوم سقوط بغداد. ويكفي شهادة روكفلر (الذي لا يعرفه الأغلبية) لتوضح مكانة فلسطين عند صدام.
والسبب الآخر لأفضلية البعث العربي الاشترااكي في العراق و هو السياسة الداخلية، وكان العراق وقته متقدما علميا واقتصاديا وسمي بألمانيا العرب، وفي وقت صدام كان للعراق هيبة فلم يوجد جاسوس أجنبي واحد، ولا فساد إداري، وكل العراقيين سواسية ولم يعرف العراقي بمذهبه أو عرقيته. أما بعد صدام فقد تسلط العملاء التابعين لأمريكا وإيران على الشعب العراقي، وانتشر الفساد ونهب الدولة والجرائم والمخدرات وعادت الأمية من جديد، وأصبح بلد الحضارات محطما بائسا محكوما من قبل جهلة لا يحملون حتى شهادة الابتدائية. ومن جهة أخرى في سوريا، فإن حافظ صاحب فضيحة الانسحاب من القنيطرة، وقصف شعبه بالطائرات وباع الجولان لليهود حتى يورث الحكم لإبنه، الذي فاق أباه في قتل السوريين، وتمت استباحة سوريا في عهد بشار لكل طامع، وهو يضحك كالأبله وسعيد ببقاءه في السلطة!. انظر خريطة الانتشار الأجنبي في سوريا.
لم يتم اتهام صدام نهائيا بقصف الأكراد بالغاز السام، ولا علاقة له بالقضية اطلاقا. بل هناك دلائل أكدتها وثائق أفرج عنها مؤخرا تثبت الفعل ضد إيران. وعموما مهما بلغ جرم الأكراد فداحة فإن ذلك لا يبرر ما جرى سواء كان المتهم إيران أم العراق.
شن العراق الحرب ضد إيران في 22 سبتمبر 1980م لكن إيران هي التي بدأت العدوان بقصف المدن والبلدات والمنشآت الاستراتيجية العراقية في 4 سبتمبر (الصورة 1و2). كما وافق العراق على قرار الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار الصادر في يوليو 1982، لكن إيران رفضت الالتزام به، واستمرت في الحرب حتى استسلم الخميني!.
هسه مو عدموه بعد شكو؟ رسائل صدام لحافظ الاسد