دمشق تنتظركم : الجولاني يخاطب “قوى المعارضة”

الجولاني

حث قائد هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني، السبت، مقاتليه على الزحف نحو العاصمة السورية دمشق.

ووجه الجولاني حديثه لمقاتليه في بيان على قناة تليغرام: “اتركوا المدن المحررة للشرطة ودمشق تنتظركم”.

يأتي حديث الجولاني بعد إعلان “المعارضة المسلحة” في سوريا أنها بدأت المرحلة الأخيرة تطويق العاصمة السورية تمهيدا لاقتحامها والان ما بيد المعارضة السياسية والعسكرية اليوم فعله في ظل ما آل له الوضع (وهو وضع جيد للثورة وسيئ للنظام) يتمثل عمليا بأربع نقاط، اثنتين متعلقتين بالحل السياسي واثنتين بالحسم العسكري:

1- الإعلان بشكل واضح أن بشار الأسد وآل الأسد وأركان حكمهم لا يمكن أن يكونوا شريكا في مفاوضات تمهد لأي حل سياسي لا في جنيف ولا في غيرها مع تحديد قائمة بهؤلاء بما قد يشمل عشرات الشخصيات، وعلى المجتمع الدولي الراغب بالتسوية السياسية التخلص من هؤلاء سواء بصواريخ كروز أو بإجبارهم على مغادرة البلاد أو بتشجيع انقلاب عسكري من داخل النظام.

2- الإعلان بأن التفاوض سيجري مع قادة النظام الجدد فقط بعد خطوات متبادلة مع الثوار تتمثل بوقف شامل لإطلاق النار وفك الحصار الإنساني وإطلاق سراح شامل كامل لكافة المعتقلين، وأخيرا دخول وسائل الإعلام العالمية والمنظمات الإغاثية دون قيود أو شرط، طبعا مع وضع العدالة كشرط مسبق لا بد من الإقرار به قبل بدء أي عملية، وبالمناسبة فجنيف 1 لا ينص على هذه النقاط بشكل واضح (وبشكل مقصود) كما قد يتصور البعض بل “يشجع على البدء بها”.


السهل الممتنع الأهم يتمثل بعمل المعارضة بشكل جدي لتنظيم ومساعدة الثوار على تشكيل مجالس إدارة مناطقية مدنية وهيئات عسكرية تستند إلى معظم القوى الحقيقية الموجودة على الأرض

3- على التوازي الطلب من أصدقاء سوريا الحقيقيين حصرا (السعودية وقطر وتركيا) تزويد المعارضة بالسلاح بما فيه النوعي وبكميات كافية مفتوحة وبسرعة، وتجاوز الضغوط الأميركية بهذا الخصوص أو إلى الجحيم بأي حل سياسي يلهثون خلفه وفق تعريفهم.

4- أما السهل الممتنع الأهم فيتمثل بعمل المعارضة بشكل جدي لتنظيم ومساعدة الثوار على تشكيل مجالس إدارة مناطقية مدنية وهيئات عسكرية تستند إلى معظم القوى الحقيقية الموجودة على الأرض بما يعنى مقاربات جديدة تماما بهذا الخصوص تتجاوز كل المقاربات السابقة التي فشلت بامتياز وأوصلت الوضع العسكري والسياسي في الداخل إلى حال الفوضى الحالية التي أخرت النصر وعظمت ثمن إسقاط النظام وما بعد إسقاطه.

نعني بذلك مقاربات جديدة تملك الشجاعة والوطنية للتخلي عن بعض من الطموح السياسي الشخصي والحزبي ما سيدفع لتجاوز معظم الهيئات العسكرية والمدنية المصطنعة السابقة التي فرضت على الثورة.

إن هذا التنظيم سيسمح بردم جزء مهم من فجوة التسليح من ناحية ويساعد بترسخ بديل حقيقي للنظام، بديل مطلوب سوريا وإقليميا ودوليا لإدارة سوريا الجديدة تخفيفا للفوضى الحالية أو المحتملة، بديل لا يمكن اصطناعه بعيدا عن القوى الحقيقية الفاعلة على الأرض ولا تمثل قوى المعارضة السياسية الحالية تجسيدا له كما قد يتوهم البعض.

إن الحكومة الجديدة وبدعم إقليمي تمثل الأداة لتنفيذ هذه المهمة فيما لو امتلكت الكفاءة والغطاء السياسي والدعم العسكري والمادي الإقليمي ورفعت اليد عنها من قبل المعارضات بشكل كبير وتم القبول بالفكرة الشجاعة للتخلي عن الهيئات العسكرية والمدنية السابقة وإعادة هيكلتها بشكل شامل.

النقاط الأربع بيد الثورة والمعارضة، قد لا يستجيب المجتمع الدولي للنقطتين الأولى والثانية المتعلقتين بالحل السياسي وتعريفه وفق شروط الثورة وأهدافها، وسواء قبل المجتمع الدولي هذا التعريف أو رفضه، يمكن العمل على التوازي بالنقطتين الثالثة والرابعة المتعلقتين بالحسم العسكري وهي نقاط بيد الثورة والمعارضة بالكامل بمساعدة الأصدقاء الحقيقيين، فإسقاط النظام ليس بالحل السياسي فقط كما يروج الغرب وجماعة جنيف، بل بالحسم العسكري وهو المرجح بشكل كبير ومن السذاجة بل الخيانة تجاوزه.

ماقصة الجولاني الذي قاتل مع داعش الارهابي في العراق