يُحتفل باليوم العالمي للغة الصينية في 20 أبريل/نيسان من كل عام، وذلك بمبادرة من منظمة “يونسكو”، تهدف إلى تعزيز الوعي بأهمية هذه اللغة العريقة وتاريخها العريق وتأثيرها الحضاري والثقافي على مستوى العالم.

يُعد اليوم العالمي للغة الصينية 2024 فرصة رائعة لتعزيز الوعي بأهمية هذه اللغة العريقة وتاريخها العريق وتأثيرها الحضاري والثقافي على مستوى العالم.

وتعتبر اللغة الصينية أكثر اللغات تحدثا في العالم، حيث يتحدث بها ما يقارب 1.3 مليار شخص في إحصائية صدرت عام 2021، أي ما يعادل نحو 16% من سكان العالم.

تُعدّ اللغة مفتاحا لعالم من الفرص في مجالات التجارة والأعمال والسياحة والثقافة والتكنولوجيا. على الرغم من التحديات فإنّ تعلم اللغة الصينية يُعدّ استثمارا ذا قيمة كبيرة للمستقبل.

تُعد اللغة الصينية لغة رسمية في 6 دول هي “الصين، وتايوان، وسنغافورة، وهونغ كونغ، وماكاو، وتايلاند”.

تُستخدم على نطاق واسع في مجالات التجارة والأعمال والسياسة، ولها دور مهم في التواصل الدولي، كما تُعد من أقدم اللغات المكتوبة في العالم، حيث يعود تاريخها إلى أكثر من 5000 عام.

تتميز بنظام كتابة فريد من نوعه، يعتمد على الشخصيات بدلاً من الحروف، وتُعد اللغة الصينية مفتاحًا لفهم الثقافة والحضارة الصينية، الغنية بالتاريخ والتقاليد والفلسفة.

وتكتب اللغة الصينية من اليسار لليمين بنظام معروف باسم الـ”هاندز”، كما تحتوي اللغة على الكثير من اللهجات، ويختلف النطق من مدينة إلى أخرى.

في ريو دي جانيرو، عرض الطلاب البرازيليون الأغنيات والرقصات الصينية وعروض فنون الدفاع عن النفس، كما قام المعلمون الصينيون في معاهد كونفوشيوس المحلية بالعزف على الآلات الموسيقية الصينية التقليدية مثل قوتشنغ (gu zheng) وبيبا (pipa).

وفي إثيوبيا، قام أعضاء الفريق الطبي الصيني في أفريقيا مع الطلاب المحليين بأداء فنون الدفاع عن النفس الصينية، وأقيمت فعاليات أخرى تسمح للحضور بتجربة فن الشاي الصيني والخط والطب الصيني التقليدي.

وعقدت اللجنة الوطنية الصينية في “يونسكو”، والوفد الدائم للصين لدى المنظمة، و مركز تعليم اللغة والتعاون، ومنظمة اليونسكو، والمحطة الأوروبية التابعة لمجموعة الصين للإعلام، حدثا مشتركا للاحتفال باليوم العالمي للغة الصينية لعام 2024 في مقر “يونسكو” في باريس بفرنسا.

وتم الكشف عن الأغنية الرئيسية لليوم العالمي للغة الصينية هذا العام والمهرجان الرابع للأفلام الأجنبية التابع لمجموعة الصين للإعلام.

وهذه هي المرة الثالثة التي تحتفل فيها “يونسكو” باليوم العالمي للغة الصينية، حيث يعرض عدد كبير من الكتب المصورة الصينية والفرنسية، والتي تشترك في التعبير عن عالم القراءة للأطفال الصينيين بعناصر صينية مميزة، مثل الخط وقص الورق والرسم بالحبر وغيرها من الموضوعات، تشمل الأساطير الصينية والعادات والحكايات الشعبية وأدب الأطفال، الذي أبدعه فنانون معاصرون.

وخلال المعرض، دعت يانغ شين يوي، الممثلة الدائمة للصين لدى “يونسكو”، ممثلي الوفود الدائمة لبعض البلدان وبعض مسؤولي “يونسكو” وأطفالهم لزيارة المعرض.

بالإضافة إلى ذلك، حضر المعرض دبلوماسيون من البعثات الدائمة للعديد من البلدان لدى “يونسكو” الذين يحبون الثقافة الصينية ويتعلمون اللغة الصينية وبعض الطلاب من المدارس المحلية في فرنسا تلبية للدعوة.

جسر يربط بين مدينتين في الصين

جسر يربط بين مدينتين في الصين
جسر يربط بين مدينتين في الصين

حتى في بلد يشتهر ببنية تحتية ضخمة تحطم الأرقام القياسية، يلفت هذا المشروع الأنظار، إذ تبلغ كلفة جسر شينزين – تشونغشان الصيني الطموح الذي يضم جزرًا اصطناعية ونفقًا تحت البحر، ما قيمته 6.7 مليار دولار، ويبلغ طوله 15 ميلاً (24 كيلومترًا)، وعرضه ثمانية خطوط.

ويرى بعض المراقبين أن بناء هذه الجسور العملاقة المجاورة لبعضها البعض إلى هذا الحد يشهد على طموحات الصين المتنامية على المسرح العالمي، والمشاكل التي تواجهها لتحقيقها.

وإسوة بالجسر الشقيق في هونغ كونغ، فإن جسر شينزين – تشونغشان لدى افتتاحه العام المقبل بعد ثماني سنوات من البناء، سيشكل ركيزة أساسية في الخطة الرئيسية للصين، الهادفة إلى تطوير منطقة الخليج الكبرى، إحدى أكبر مناطق العالم الحضرية وأكثرها اكتظاظًا بالسكان، إلى مركز اقتصادي وتكنولوجي يمكن أن ينافس مدن سان فرانسيسكو، أو نيويورك، أو طوكيو.

ويُعتبر هذا الطموح كبير. إذ أن منطقة الخليج الكبرى تشكل موطنًأ لـ68 مليون شخص، وتغطي 21800 ميل مربع وتشمل 11 مدينة: هونغ كونغ، وماكاو، وتسع مدن أخرى ضمنًا تشونغشان وشينزين. ويقطن في شينيزن وحدها أكثر من 12 مليون شخص، وعشرات الشركات التي تُقدّر بمليارات الدولارات مثل صانع الطائرات من دون طيار “DJI”، وشركة وسائل التواصل الاجتماعي “Tencent” التي ساعدت في اكتسابها لقب “وادي سيليكون الصيني”.

وتأمل بكين بأن تساعد الجسور في الجمع بين المدن بهذه المنطقة الشاسعة والمتنوعة من الناحية المادية والمفاهيمية. ويُتوقع أن تنخفض أوقات السفر بين تشونغشان ومطار شينزين باوان الدولي، ثالث أكثر المطارات ازدحامًا في الصين، الذي استضاف أكثر من 37 مليون مسافر في عام 2019، من ساعتين (باستخدام الطرق الحالية) إلى 20 دقيقة.

لكن، يعتقد العديد من المراقبين أن الجسور تهدف أيضًا إلى خدمة غرض سياسي آخر، من خلال إدراج المناطق المتباينة تمامًا في الوقت الحالي: هونغ كونغ مستعمرة بريطانية سابقة، وماكاو مستعمرة برتغالية سابقة، في إطار هوية صينية واحدة. ووفقًا لما ذكره بعض النقاد، فإن حجم هذا التعهد قزّم حتى من حجم الجسور.

تسجيل موقف

وقال أوستن سترينج، المتخصص بالسياسة الخارجية الصينية في جامعة هونغ كونغ، إن الجسر الجديد سيحقق بلا شك “قيمة اقتصادية حقيقية” من خلال تخفيض مدة التنقل بين المدن بشكل كبير، وخفض حركة المرور أيضًا.

لكنه لفت إلى وجود بُعد ثانوي أيضًا، يشبّهه بجهود الصين من خلال مبادرة الحزام والطريق، حيث تنفق بكين المليارات على تمويل مشاريع البنية التحتية مثل الموانئ والطرق في البلدان بجميع أنحاء العالم.

ويُنظر إلى هذا المشروع على أنه محاولة من الصين لتعزيز نفوذها الاقتصادي والسياسي على المسرح العالمي، ويتّهمها بعض النقاد باكتساب نفوذ في الدول الأصغر من خلال تقديمها قروض لا تأمل بسدادها.

وأوضح سترينج أنه “من الواضح أن الحكومة الصينية تعلن عن الجسر، الذي لا تُرتب عملية بنائه ديونًا، باعتباره إنجازًا على مستوى عالمي”. وتابع أن “البنية التحتية تمثل جزءًا أساسيًا من سمعة الصين في التنمية العالمية، وهي أيضًا رابط رئيسي بين كيفية تعامل الصين مع التنمية المحلية والدولية”.

ورغم ذلك، فإن مدى عمق الانطباع الذي سيخلّفه الجسر على بقية العالم سيعتمد جزئيًا ليس فقط على حجمه، لكن على مدى نجاحه وشعبيته بين المسافرين.

ومن ناحية أخرى، فإنها تٌخاطر بفتح باب الانتقادات التي توجه غالبًا إلى بعض مشاريع الحزام والطريق الأكثر تعقيدًا.

منها بغداد : الاحتفالات بـ”العام الصيني الجديد” يثير الجدل !