وأعلنت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) في بيان على مؤسسة أمجاد الإعلامية التابعة لها مقتل القحطاني الذي ينحدر من أصول عراقية جراء هجوم باستخدام حزام ناسف، نُفِّذ على يدي عنصر ينتمي لتنظيم داعش.
وجاء في بيان للمرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويعتمد على شبكة مصادر واسعة في سوريا “قتل القحطاني وأصيب اثنان من مرافقته بجروح خطيرة، نتيجة تفجير انتحاري”.
وأشار المرصد إلى ان الاسم الحقيقي للقحطاني هو ميسر علي عبدالله الجبوري، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل حول هوية الانتحاري.
ولم تعلن أي جهة على الفور مسؤوليتها عن مقتل القحطاني.
كما وأفاد المرصد بأن هيئة تحرير الشام كان قد أفرجت عن القحطاني، أحد قياديي الصف الأول فيها، في 7 مارس، بعد اعتقاله 7 أشهر، بتهمة التواصل مع جهات معادية.
تسيطر هيئة تحرير الشام على مساحات شاسعة في محافظة إدلب وأنحاء في حماة وحلب واللاذقية.
والقحطاني خاضع لعقوبات أميركية منذ العام 2012، وتـتّهمه وزارة الخزانة بأنه انتقل إلى سوريا في العام 2011 لنشر عقيدة القاعدة هناك قبل توليه مناصب قيادية في جبهة النصرة.
وأوقع النزاع في سوريا أكثر من 500 ألف قتيل وشرّد الملايين منذ اندلاعه في العام 2011.
مقتل أبو ماريا القحطاني الرجل الثاني في تنظيم جبهة النصرة بإدلب
نقل عن شهود عيان أن انفجارًا دوى داخل مكتب القحطاني أثناء قيام وجهاء المنطقة بتقديم “سيف عربي” له كعربون محبة وتقدير، وذلك بعد أيام من الإفراج عنه من سجون رفيق دربة “أمير عام جبهة النصرة”، الإرهابي أبو محمد الجولاني.
وأكد شهود العيان أن العبوة الناسفة كانت موضوعة داخل “غمد السيف” وانفجرت حال وضع القحطاني يده على الغمد.
وقتل مع القحطاني، 3 أشخاص آخرين جراء الانفجار الذي يبدو أنه ناجم عن مادة شديدة الانفجار، بينهم قيادي بارز في النصرة، يدعى “يوسف الهجر” أثناء تواجده مع القحطاني لحظة استهدافه.
وأضافت المصادر أن “هيئة تحرير الشام” فرضت طوقًا أمنيًّا مشددًا حول مقر القحطاني، تزامنًا مع وصول سيارات الإسعاف التابعة لمنظمة “الخوذ البيضاء”، الذراع الإنسانية لتنظيم النصرة، إلى مكان الانفجار.
وتم سجنه خلال الأشهر الـ7 الأخيرة بتهمة العمالة لتركيا، قبل أن يخرج قبل أيام تحت ضغط مجموعات مناهضة واظبت على تنظيم مظاهرات احتجاجية منذ أسابيع.
ويتخذ القحطاني مقرًّا ضخمًا محميًّا جيدًا من أتباعه، ويقع على بعد مئات الأمتار من الحدود السورية التركية، بريف إدلب الشمالي الغربي.
وأبو ماريا القحطاني (يكنى أيضا بـ(الهراري) نسبة إلى مسقط رأسه في العراق)، هو ميسر بن علي الجبوري القحطاني، ترعرع في كنف عائلة سلفية.
وفي عام 2011، وصل القحطاني إلى منطقة “الميادين” شرقي سوريا، موفدا من قيادة (تنظيم الدولة في العراق) كتمهيد لوصول رفيق دربه الجولاني الذي استقبله حين وصوله بعده بأيام.
وساهم القحطاني بالتحضير الأولية لـ”الثورة” هناك، وبعد خروجه إلى محافظة درعا، جنوب سوريا، نهاية 2013، بدأ بتأسيس إمارة في ريف درعا الغربي شمال منطقة المثلث السوري الأردني مع الجولان السوري المحتل، وهو أحد المسؤولين عن اختطاف البعثة الأممية الهندية المشاركة في مهام الرقابة ضمن منطقة الفصل بين قوات الجيشين السوري والإسرائيلي.
شغل القحطاني منصب “الأمير الشرعي” في تنظيم “جبهة النصرة”، وأميرًا للمنطقة الشرقية بعد تبديل اسم تنظيمه (لواء طارق بن زياد/ الجيش الحر) إلى تنظيم “جبهة النصرة”.
وبقيت شخصيته طي الكتمان إلى أن نشر تنظيم “داعش” إصدارًا عام 2014 أظهر فيه وجهه، متحدثا عن تشكيل “المجلس العسكري” وبعد عامين أسس فيهما تشكيلات درعا، انتقل إلى محافظة إدلب في شمال غرب سوريا، لاستكمال تأسيس التشكيلات العسكرية.
وكان القحطاني قد مسيرته الإرهابية مع احتلال الجيش الأمريكي للأراضي العراقية عام 2003، وقاتل ضمن صفوف المجموعات المسلحة بقيادة أبو مصعب الزرقاوي الذي يتبع لتنظيم القاعدة في أفغانستان.
علاقته مع البغدادي
يعد أبو ماريا القحطاني من أبرز قيادات تنظيم القاعدة في سوريا، وهو ميسر علي موسى عبد الله الجبوري والمعروف بـ القحطاني، هو جهادي من العراق.
وفي العام 2011، أرسله البغدادي مع الجولاني إلى سوريا لتأسيس فرع لتنظيم القاعدة، وشغل منصب المسؤول الشرعي والقاضي العام للجبهة.
يشار إلى أن القحطاني عين مسؤولا عن ديوان الحسبة وعضو اللجنة الشرعية في مدينة نينوى بعد الإعلان عن دولة العراق الإسلامية في تشرين الأول 2006، بعد أن خرج من السجن.
وأفرجت هيئة تحرير الشام عن القيادي في الصف الأول أبو ماريا القحطاني وهو من الجنسية العراقية في 7 آذار، بعد اعتقاله 7 أشهر، بتهمة التواصل مع جهات معادية.
وجاء في بيان اللجنة القضائية، بعد الاطلاع في قضية “المتهمين بالعمالة” براءة المدعى عليه ميسر الجبوري – أبو ماريا القحطاني – من تهمة العمالة، والإفراج عن ميسر الجبوري.
وخضع القحطاني للإقامة الجبرية في منتصف آب الفائت، إثر اعتقال خلية تعمل لصالح “التحالف الدولي” واعتراف أفرادها بتورطه.
وأعلنت هيئة تحرير الشام عن تجميد مهام وصلاحيات القيادي في صفوفها أبو ماريا القحطاني، ثم وصلت أنباء عن تصفيته.
وقالت في بيان لها: “القحطاني أخطأ في إدارة تواصلاته” دون اعتبار لحساسية موقعه أو ضرورة الاستئذان وإيضاح المقصود من هذا التواصل.
وتتكتم هيئة تحرير الشام عن مصير العملاء، وتجري عمليات إعدامهم في ظروف مجهولة كما تدفن جثثهم بطريقة سرية ولا تسلمها لذويهم إلا في حالات خاصة.
واعتقل الجهاز الأمتي التابع لـ”الهيئة” عشرات العناصر العسكرية بينهم قيادات في الصف الأول.
وذكرت المصادر بأن الجولاني، حذر القيادات الأمنية والعسكرية في الهيئة من تداول قضية أبو ماريا القحطاني في وسائل الإعلام أو أي جهة أخرى، تحت طائلة المسائلة.
تعرف على قصة القيادي أبا ماريا القحطاني الذي أفرجت عنه جبهة تحرير الشام في سوريا