حصيلة صادمة تخص الأطفال اليتامى في غزة

كشفت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، في تقرير جديد الثلاثاء، أن حوالي 17 ألف طفل في غزة يتامى الامر الذي اصبح محل واسعا 

ونوهت الأونروا إلى 4 نقاط رئيسية في تقريرها الجديد، “حوالي 17 ألف طفل في غزة باتوا يتامى”، مشيرة الى أن “طفلا من كل 6 أطفال تحت سن السنتين يعاني من سوء التغذية الحاد في الشمال”.

وتضيف “يموت الأطفال ببطء تحت أنظار العالم”، مؤكدة أن “الأطفال الذين يموتون بسبب القنابل، والمزيد منهم يموتون الآن بسبب عواقب الحصار، هذه الوفيات المروعة يمكن الوقاية منها تماما”.

ومن جهة أخرى، أشارت الأمم المتحدة، إلى أن “المجاعة تهدد 2.2 مليون شخص أي الغالبية العظمى من سكان قطاع غزة، الذي تتحكم إسرائيل في كل ما يدخله”.

وقد يؤدي هذا النقص الخطير في الأغذية إلى “ارتفاع كبير” في معدل وفيات الرضع في شمال القطاع، حيث يقع واحد من كل ستة أطفال تحت سن الثانية ضحية لسوء التغذية الحاد، وفق المصدر نفسه.

وقال المفوض العام لوكالة أونروا، فيليب لازاريني عبر منصة “إكس”: “إنها كارثة من صنع الإنسان (…) وقد التزم العالم بعدم السماح بالمجاعة مجددا”.

وأضاف: “لا يزال من الممكن تجنب المجاعة من خلال إرادة سياسية حقيقية لإتاحة وصول مساعدات كبيرة وتأمينها”.

وقال فلسطينيون في غزة، بحسب وكالة “فرانس برس” في الأيام الأخيرة، إنهم يضطرون إلى أكل أوراق الشجر وعلف الماشية وحتى ذبح حيوانات الجر من أجل الغذاء.

أعداد الأيتام لا يمكن حصرها

يشكل الأطفال نحو نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، ويعيشون تحت قصف مستمر منذ عملية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. ويتكدس كثيرون منهم في ملاجئ مؤقتة، وفي مدارس تديرها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، بعد نزوحهم من منازلهم، ولا يملكون سوى القليل من الطعام والمياه النظيفة.

كما استشهد قرابة 5 آلاف طفل منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بما يعادل 40% من الضحايا، في حين أصبح الآلاف يتامى نتيجةً لوفاة والديهم جراء القصف.

آلاف الأيتام تحت القصف

 أعداد الأيتام لا يمكن حصرها
أعداد الأيتام لا يمكن حصرها

ورغم عدم حصر أعداد الأطفال الفلسطينيين الذين فقدوا أحد والديْهم أو كليهما بسبب ظروف الحرب، فإن مصيرا صعبا ينتظرهم بالنظر إلى ضعف إمكانات دور الأيتام في غزة.

الناشط في العمل الخيري أحمد خاطر، وأحد أعضاء جمعية “الساعة المباركة” الكويتية، قال لـ “الجزيرة.نت”، إن أعداد الأطفال الذين فقدوا والديهم منذ شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي تعد بالآلاف، ولا يمكن إحصاؤها حتى الآن، لأنها لن تكون دقيقة بأي حال.

وبحسب تقرير صدر عن برنامج “النظام الوطني لحماية الطفل والرعاية البديلة للطفل-SOS” في العام 2017، فلا يوجد سوى 4 دور في غزة، تضررت أهمها جراء قصف إسرائيلي في العام 2021.

وتبلغ الطاقة الاستيعابية لدور رعاية الأيتام في غزة 2800 طفل، علما بأنها تحولت إلى دور إيواء لمجمل النازحين بسبب ظروف الحرب، لتصبح الجمعيات الخيرية العربية سبيل الأيتام الوحيد للكفالة.

وبلغت أعداد الأطفال الأيتام قبل العدوان الأخير نحو 33 ألفًا، وفق آخر إحصاء لمؤسسة “إس. كاي. تي. ويلفير” الخيرية الإسلامية، بينما قدرتهم مؤسسة “أورفانز إن نيد” بأكثر من 22 ألف يتيم، و5 آلاف أرملة، يواجهون مخاطر لا يمكن تصورها على سلامتهم، كما تواجه الأرامل صعوبات لإعالة أطفالهن بمفردهن.

وقبل 7 سنوات، ذكر تقرير لبرنامج “النظام الوطني لحماية الطفل والرعاية البديلة للطفل-SOS”، أن نسبة الأيتام المسجلين لدى وزارة التنمية الاجتماعية الفلسطينية، في العام 2016، بلغت 2.3% ممن تقل أعمارهم عن 17 سنة. لكن في عام 2018، أبلغت لجنة حقوق الطفل في الأمم المتحدة أن دولة فلسطين لم تقدم إحصاءًا بعدد الأطفال الأيتام، لأن حصرهم يعد تحديًا.

جدير بالذكر أن عدوان إسرائيل على غزّة في العام 2014، خلف نحو 1500 يتيم جديد في القطاع نتيجة لعملية “الجرف الصامد” الإسرائيلية، بينما قدرتهم وزارة الشؤون الاجتماعية الفلسطينية في تقرير وكالة أنباء “الأناضول” بـ2000.

الأطفال يواجهون صدمات مستمرة

وعلى صعيد الأوضاع النفسية للأطفال، نقلت وكالة “رويترز” للأنباء في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عن منظمة “إنقاذ الطفولة” أن الرفاهية النفسية والاجتماعية للأطفال في غزة وصلت “لمستويات منخفضة بشكل مثير للقلق”، بعد 11 يومًا من العدوان الإسرائيلي في العام 2021، مما ترك نصف الأطفال بحاجة إلى الدعم النفسي.

وقال خبراء الصحة العقلية في غزة إنه لا يوجد هناك شيء اسمه اضطراب ما بعد الصدمة في القطاع، لأن الصدمة مستمرة، مع نوبات متكررة من القصف، تمتد إلى ما يقرب من عقدين من الزمن، وبينما ينتحب الكبار يقف الأطفال يراقبون ولا تظهر على وجوههم أية تعابير.

ونقلت “رويترز” عن طبيب نفسي ملاحظته ظهور أعراض صدمة خطيرة على الأطفال بعد العدوان، مثل: التشنجات، والتبول اللاإرادي، والخوف، والسلوك العدواني، والعصبية، ورفض ترك والديهم. ولم يخف الطبيب على من أظهروا أعراض صدمة -رغم حاجتهم الماسة للعلاج- بقدر ما خاف على من احتفظوا بالرعب والصدمة بداخلهم.

كما أظهرت الأبحاث التي نشرتها منظمة “إنقاذ الطفولة” حتى العام 2021، أنه بالإضافة إلى الأذى الجسدي، والحرمان الاقتصادي، وصعوبة الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية، فقد أثار الحصار أزمة صحة نفسية للأطفال والشباب، فخلفت 15 عامًا من الحياة تحت الحصار إصابات جماعية بالاكتئاب، والقلق، والفزع، بين 4 من كل 5 أطفال في قطاع غزة.

ورصد البحث تدهورًا كبيرًا في صحة الأطفال العقلية، مقارنة ببحث مماثل في عام 2018، مع زيادة عدد الأطفال الذين أبلغوا عن ضائقة نفسية من 55% إلى 80%.

وقف إطلاق النار أصبح بيد حماس

خوفا من سلامة بايدن العقلية

أعلن جو بايدن الرئيس الأميركي، الثلاثاء، أن التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة “بات في أيدي حماس حاليا”.
وجاءت تصريحات بايدن خلال تواجده في ولاية ماريلاند الأميركية الثلاثاء.

وقال بايدن لصحفيين: “صفقة الرهائن والتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة بات أمرا في أيدي حماس حاليا”.

وواصل: “لا بد من وقف إطلاق النار، وإلا فإن الوضع في القدس سيصبح خطيرا جدا خلال شهر رمضان” وشدد: “يجب إدخال المزيد من المساعدات إلى غزة ولا أعذار في ذلك”.

ومن جهتها، اتهمت حماس “إسرائيل” بممارسة “أساليب المماطلة” في التعامل مع مبادرات وقف إطلاق النار وقال القيادي في حماس، أسامة حمدان، إنه لن يحصل تبادل للمحتجزين إلا بعد إعلان وقف إطلاق النار.

 لن نقبل اتفاقا لا يشمل وقف النار وكسر الحصار

لن نقبل اتفاقا لا يشمل وقف النار وكسر الحصار
لن نقبل اتفاقا لا يشمل وقف النار وكسر الحصار

صرح أسامة حمدان القيادي في حركة “حماس” الثلاثاء، بأن إسرائيل “كعادتها” تماطل في المفاوضات، مؤكدا رفض أي اتفاق لا يشمل وقف النار وكسر الحصار عن غزة وانسحاب الاحتلال من غزة.

وقال في مؤتمر صحفي في العاصمة اللبنانية بيروت: “العدو يماطل كعادته ونجدد التأكيد أن ما فشل في تحقيقه بالقتال لن يحققه في المفاوضات، أمن شعبنا وسلامته لن يتحققا إلا بوقف العدوان ووقف إطلاق النار وانسحاب الاحتلال من غزة، ولن نسمح أن يكون مسار المفاوضات مفتوحا بلا أفق مع استمرار حرب التجويع والإبادة ضد شعبنا”.

وأضاف: “مرونتنا في التفاوض من أجل شعبنا يوازيها استعدادنا التام للدفاع عنه وعن المقدسات”، مشددا على أنه “لا يمكن القبول بأي حل لا يوقف العدوان ويؤدي إلى رفع الحصار والمقاومة ستبقى أمينة على التضحيات ومراكمة الإنجازات”.

تابعنا عبر تيليجرام لتلقي جميع أخبار العراق
تابع الراصد العراقي عبر تيليجرام
وتابع حمدان: “تتساقط شعارات الإنسانية والحرية والعدالة التي تتغنى بها الإدارات الأميركية المتعاقبة شريكة الاحتلال في العدوان، وتنكشف كل يوم المواقف المتخاذلة التي لم تفعل شيئاً لرفع المعاناة ومنع الإبادة عن غزة، حرب الإبادة والتجويع الإسرائيلية مستمرة ضد شعبنا أمام مرأى العالم ومسمعه رغم قرار محكمة العدل الدولية”.

وفي حديثه عن “مجزرة الرشيد” قال حمدان: “800 جريح في مجزرة دوار النابلسي على شارع الرشيد معظمهم إصابته في الجزء العلوي من الجسد، وبيان مجلس الأمن حول مجزرة دوار النابلسي لا يرقى إلى مستوى الجريمة”.

وأضاف: “بعض المساعدات التي تم إنزالها من الجو محل تقدير لكن هذه المساعدات لا تشكل إلا نزرا يسيرا من الحاجات. ندعو إلى إدخال المساعدات عبر المعابر البرية”.

وتطرق حمدان إلى قيام واشنطن بإلقاء مساعدات إنسانية جوا على قطاع غزة، وقال: “المساعدات الأمريكية من الجو لن تجمل صورة واشنطن الدموية، ندعو الإدارة الأمريكية لوقف إمداد الاحتلال بالسلاح ووقف استخدام حق الفيتو دعما لكيان الاحتلال”.

وتابع: “ندعو الدول العربية والإسلامية إلى تحرك جاد وإلى تطبيق مقررات قمتها الأخيرة بكسر الحصار عن غزة وإلى إدخال المساعدات على نحو كاف وتأمين حاجات القطاع، ونجدد الدعوة لشعوب أمتنا التي تمر قوافل الغذاء للعدو عبر أراضيها إلى وقف هذه القوافل وهذا أضعف الإيمان”.

ودعا حمدان “أبناء أمتنا إلى أن يكون شهر رمضان فرصة للضغط والعمل من أجل إنقاذ شعبنا من الموت، وندعو أمتنا إلى العمل من أجل الوصول لشراكة كاملة لإسناد مقاومة غزة أسوة بما تقوم به المقاومة في لبنان واليمن والعراق”.

كما دعا القيادي في حركة “حماس” الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى “إقالة الموظفة الأممية التي قدمت تقريرا مزيفا من دون أدلة تدعي فيه حصول عمليات اغتصاب من جانب المقاومة”.

وشدد حمدان على أن “استقرار المنطقة وأمنها لن يتحققا إلا بإنهاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وكاملة السيادة وعاصمتها القدس

سوء التغذية

سوء التغذية
سوء التغذية

أكدت منظمة الصحة العالمية، اليوم الثلاثاء، أن المجاعة في شمال قطاع غزة “شديدة”، حيث يعيش القطاع الذي يتعرض لقصف إسرائيلي متواصل، ظروفا إنسانية غاية في الصعوبة.
وقال ريتشارد بيبركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في غزة والضفة الغربية، إن “واحدا من كل ستة أطفال تحت سن الثانية يعاني من سوء التغذية الحاد في شمال غزة، مبينا أن “هذا الوضع كان في كانون الثاني الماضي”.

وحذر من أنه “من المرجح أن يكون الوضع أسوأ حاليا”.

وقبل أيام، حذر مجلس الأمن الدولي، من أنه “إذا لم تصل المساعدات الإنسانية بسرعة ودون عوائق إلى غزة، فإن سكانها “سيواجهون مستويات مثيرة للقلق من انعدام الأمن الغذائي الحاد”.

كما حذر رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة دنيس فرنسيس، من أن “الوكالة الأممية لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) على شفا الانهيار، والمجاعة تهدد المواطنين في غزة.

مقتل 7 رهائن إسرائيليين بقصف على قطاع غزة