تبنت فصائل عراقية مسلحة تنفيذ 3 هجمات في كل من العراق وسوريا طالت قواعد تحتفظ بوجود أميركي الامر الذي أصبح محل جدل للشارع العراقي .
واوضحت الفصائل في بيان لها أنها استهدفت قاعدة الجير، وكونيكو في سوريا، وقاعدة مطار أربيل في العراق.
وبينت الفصائل أن هذه الهجمات تأتي في ظل تصعيدها لعملياتها بسبب استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة.
وفي أوقات سابقة، تعرضت القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي في العراق وسوريا لعشرات الهجمات منذ منتصف أكتوبر، بعد أيام على اندلاع الحرب في غزة بين إسرائيل وحماس، في انعكاس للتوتر الإقليمي المتصاعد على خلفية تلك الحرب.
وتبنّت معظم تلك الهجمات “المقاومة الإسلامية في العراق”، التي تضمّ فصائل مسلحة حليفة لإيران ومرتبطة بالحشد الشعبي.
وأحصت واشنطن أكثر من 100 هجوم على قواتها في سوريا والعراق منذ 17 أكتوبر.
فصائل موالية لإيران تهاجم أكبر قواعد التحالف الدولي في سوريا
أفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، الخميس، بأن فصائل عراقية موالية لإيران هاجمت بطائرات مسيّرة، حقل “العُمر” النفطي حيث أكبر قواعد “التحالف الدولي” في سوريا.
وقال المرصد، إن طائرات مسيّرة أطلقتها جماعة تطلق على نفسها اسم “المقاومة الإسلامية في العراق”، استهدفت حقل العمر النفطي الذي تتمركز ضمنه قوات أميركية، مما أدى إلى وقوع إصابات.
وأوضح المرصد أنه بالتزامن مع الهجوم، حلقت طائرات مسيّرة ومروحية تابعة لـ”التحالف الدولي” في أجواء القاعدة وشريط نهر الفرات الفاصل بين مناطق الميليشيات الموالية لإيران ومناطق “قوات سوريا الديمقراطية”، كما انتشرت قوات برية في منطقة الشحيل بريف دير الزور الشرقي.
ووفق المرصد فقد تم رصد تعرض القواعد الأميركية داخل الأراضي السورية منذ 19 أكتوبر 2023 الفائت، لـ75 هجوما من قبل الفصائل الموالية لإيران، كان نصيب حقل العمر الأكبر منها بواقع 18 هجوما.
وتنشر واشنطن 2500 عسكري في العراق ونحو 900 في سوريا في إطار مكافحة تنظيم “داعش” ضمن “التحالف الدولي” الذي أنشئ في عام 2014.
مستقبل الوجود الأميركي في العراق؟
فيما يتصاعد التوتر على وقع استمرار استهداف قواعد التحالف الدولي في العراق من قبل فصائل مسلحة موالية لطهران، وما يعقبه من هجمات أميركية مضادة عليها، منذ منتصف أكتوبر الماضي، تزداد التكهنات حول مستقبل الوجود العسكري الأميركي في العراق وطبيعة العلاقة بين واشنطن وبغداد.
وفي هذا السياق، قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، إن العراق يريد خروجا سريعا ومنظما للقوات العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة من أراضيه عن طريق التفاوض لكنه لم يحدد موعدا نهائيا.
ووصف السوداني وجود تلك القوات على أراضيه بأنه مزعزع للاستقرار في ظل التداعيات الإقليمية لحرب غزة، وفقا لوكالة رويترز.
واكتسبت الدعوات التي أطلقتها منذ فترة طويلة فصائل، أغلبها شيعية، والعديد منها قريب من إيران، لرحيل التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، زخما بعد سلسلة من الضربات الأميركية على فصائل مرتبطة بإيران وتشكل أيضا جزءا من القوات العراقية الرسمية.
وأثارت تلك الضربات، التي جاءت ردا على عشرات الهجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ على القوات الأميركية على وقع حرب غزة، مخاوف من أن يصبح العراق مرة أخرى مسرحا لصراع إقليمي واسع.
وقال السوداني لرويترز في مقابلة الثلاثاء، إن هناك حاجة لإعادة تنظيم هذه العلاقة حتى لا تكون هدفا أو مبررا لأي طرف سواء كان داخليا أو خارجيا للعبث بالاستقرار في العراق والمنطقة، مضيفا أن خروج تلك القوات يجب أن يتم عبر التفاوض.
تكاليف باهظة
ويرى مراقبون أن تصريحات السوداني لا تعني بالضرورة أن بغداد ستذهب لحد المطالبة بانسحاب كلي وتام لقوات التحالف، وأنها تندرج في سياق محاولات امتصاص غضب التيارات والجماعات المناوئة للوجود الأميركي، منوهين للتكاليف الأمنية والاقتصادية والسياسية الباهظة لخروج قوات التحالف على العراق.
يقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد إحسان الشمري، في لقاء مع موقع سكاي نيوز عربية:
هي دعوات غير واقعية، خاصة وأن إقليم كردستان مثلا أعلن ضرورة بقاء القوات الأميركية بالعراق، فضلا عن أن السوداني نفسه قبل أسابيع أشار لضرورة وجود تلك القوات بل وتوسيع نطاق التنسيق والتعاون معها.
هذه المواقف هي غالبا لإرضاء الفصائل المسلحة وبعض قوى الإطار التنسيقي، خاصة بعد الضربة الأميركية الأخيرة في بغداد.
علاوة على أن أي خروج أميركي سريع حتى لو تم، فلن يكون قبل سنتين إلى 5 سنوات على الأقل، كونها عملية ليست يسيرة وبحاجة لترتيبات واتفاقات وجداول زمنية.
ولا ننسى أن هكذا توجه سيقابله رفض كردي وسني، وهو ما قد يقود لأزمة سياسية ووطنية كبرى، ويجعله مطلبا لا يحظى بالإجماع بين مختلف المكونات والقوى السياسية المؤثرة والفاعلة.
من جهته يقول الكاتب والخبير في الشؤون الكردية طارق جوهر، في حوار خاص لصحيفة العراق
لا تبدو فكرة منطقية ولا عملية، فالانسحاب الأميركي من العراق قد يولد فراغا أمنيا خطيرا وهو ما ستستغله بطبيعة الحال جماعات متطرفة كتنظيم داعش، وهو ما يهدد بتبديد جهود سنوات من مكافحة الإرهاب ودحره في العراق والمنطقة عامة.
وما يزيد من خطورة هكذا انسحاب أن داعش لا زال موجودا رغم تراجع قوته، لكنه مع ذلك يشكل تهديدا لأمن العراق وسلامة مواطنيه.
ولا ننسى أن إقليم كردستان على وجه الخصوص لن يقبل بهكذا توجه للاستغناء عن وجود ودور قوات التحالف الدولي التي تتمركز بقوة في الإقليم، حيث ليس خافيا حجم العلاقة المميزة التي تربط أربيل بواشنطن وبقية عواصم التحالف الدولي.
كما وأن التبعات الاقتصادية لهكذا انسحاب هي الأخرى تؤشر لمدى الضرر الذي ستلحقه هكذا خطوة بمصالح العراق ومجمل علاقاته الدولية.
“حماس العراق” تستهدف قاعدة “عين الأسد” الأميركية
قالت حركة تطلق على نفسها اسم المقاومة الإسلامية في العراق إنها استهدفت قاعدة “عين الأسد” التي تنتشر فيها قوات أميركية غربي العراق.
وقالت الحركة، والتي تسمى بـ”حماس العراق” إنه تم استهداف القاعدة بطائرة مسيرة وأصابت هدفها بشكل مباشر.
تصاعد الهجمات على قواعد أميركية
وكان قد أعلن البنتاغون عن تعرّض القوات الأميركية المتمركزة في العراق وسوريا لـ55 هجوما خلال الشهر الماضي، ما أدى إلى إصابة عشرات الجنود الأميركيين بجروح طفيفة.
وتحمّل واشنطن مسؤولية تصاعد العنف لقوات تدعمها طهران وقد شنّت الولايات المتحدة ضربات على مواقع في سوريا تقول إنها مرتبطة بإيران في ثلاث مناسبات منفصلة لكن الهجمات بوساطة طائرات مسيّرة لم تتوقف.
وقالت سابرينا سينغ نائبة المتحدث باسم البنتاغون للصحافيين “منذ 17 أكتوبر وحتى اليوم رصدنا 55 هجوما على القوات الأميركية. لقد وقع 27 هجوما على قوات أميركية في العراق و28 هجوما في سوريا”، مشيرة إلى إصابة 59 أميركيا.
وترتبط زيادة الهجمات على القوات الأميركية بالحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس والتي بدأت في أعقاب تنفيذ الحركة الفلسطينية هجوما مباغتا عبر الحدود انطلاقا من غزة في السابع من أكتوبر، أوقع بحسب السلطات الإسرائيلية نحو 1200 قتيل.
بعد الهجوم، سارعت الولايات المتحدة إلى تقديم دعم عسكري لإسرائيل التي تشنّ مذّاك الحين هجوما جويا وبريا وبحريا لا هوادة فيه على غزة التي تسيطر عليها حماس.
وتثير هذه الحصيلة غضبا عارما في الشرق الأوسط وقد أعطت زخما لشن هجمات على القوات الأميركية من جانب قوات معارضة لوجودها في المنطقة.
ويتمركز نحو 2500 جندي أميركي في العراق ونحو 900 جندي في سوريا في إطار الجهود المبذولة لمنع عودة تنظيم داعش.