أميركا تحاول العودة إلى القمر بعد غياب عقوداَ طويلة

تسعى شركتان من القطاع الخاص لإعادة الولايات المتحدة إلى عمليات الهبوط على سطح القمر بعد أكثر من 5 عقود على انتهاء برنامج “أبولو”.

ومنذ ذلك الحين، نجحت الصين والهند في الهبوط على القمر، بينما انتهت المحاولات الأخيرة من قبل روسيا واليابان وإسرائيل بتحطم المركبات.

ومن المقرر إطلاق مركبتي الهبوط لشركتي “أستروبوتيك تكنولوجي”، التي يقع مقرها في بيتسبرغ، و”إنتويتف ماشينز” التي يقع مقرها في هيوستن، من فلوريدا هذا الشهر والشهر المقبل على الترتيب، حسبما ذكرت “الأسوشيتد برس”.

ويأتي هذا في إطار الجهود التي تدعمها “ناسا” لبدء رحلات تجارية إلى القمر، حيث تركز وكالة الفضاء الأميركية على إرسال رواد فضاء إلى هناك.

وبرنامج “أبولو”، هو برنامج للفضاء دعمته “ناسا”، وكان يهدف لوصول وهبوط البشر على سطح القمر.

وخلال مهمة “أبولو 17” عام 1972، آخر مرة سار فيها البشر على سطح القمر، جمع رائدا الفضاء الأميركيان هاريسون شميت ويوجين سيرنان نحو 110.4 كيلوغرام من عينات التربة والصخور وعادا بها إلى الأرض لمزيد من الدراسة.

وأحد الأسباب التي أدت لبدأ المشروع هو المنافسة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، حيث كان الأخير عام 1961 أول دولة تبعث إنسانا إلى الفضاء يدور حول الأرض وهو رائد الفضاء الروسي يوري غاغارين.

أميركا تهيمن على سوق إطلاق صواريخ الفضاء

أذ و هيمنت الولايات المتحدة مجدداً بفضل شركة “سبيس إكس” على السوق العالمية للصواريخ الفضائية، إذ نفذت 107 رحلات مدارية عام 2023، متقدمة بفارق كبير عن الدول الأخرى في هذا القطاع الاستراتيجي.

واستحوذت شركة “سبيس إكس” وحدها على 96 عملية إطلاق، اي بمعدل عمليتين تقريباً في الأسبوع.

ثورة في مجال إطلاق صواريخ الفضاء

أميركا تهيمن على سوق إطلاق صواريخ الفضاء
أميركا تهيمن على سوق إطلاق صواريخ الفضاء

وشكّلت مواصلة نشر شبكة الأقمار الاصطناعية “ستارلينك” التابعة لها الهدف الرئيسي لعمليات الإطلاق هذه لصاروخها “فالكون 9”.

كذلك أطلقت صاروخها “فالكون هيفي” الذي نقل إلى المدار المسيّرة العسكرية الأميركية إكس-37 بي في مهمّة بحثية، وأجرت عمليتَي إطلاق تجريبيتين لصاروخها العملاق “ستارشيب”.

ويُتوقع أن يُخصص هذا الصاروخ لإنزال رواد فضاء مجدداً على سطح القمر في إطار مهام “أرتيميس”.

وقال نائب رئيس “سبيس إكس” بيل غيرستنماير، خلال جلسة استماع أمام مجلس الشيوخ الأميركي في أكتوبر الماضي، إن الشركة تعتزم “زيادة عدد الرحلات إلى نحو 12 شهرياً، أي 144” سنوياً، في 2024.

وفي مواجهة الهيمنة الأميركية، تعمل الصين على تطوير نشاطها الفضائي بخطى سريعة، وقد نفذت 67 عملية إطلاق عام 2023 في مقابل 64 عام 2022، وفقاً لموقع “سبايس نيوز”.

ونفذت الجمعية الصينية لعلوم وتكنولوجيا الفضاء الجمعة آخر عملية إطلاق في 2023، وأفادت عبر موقعها الإلكتروني بأن إجمالي عمليات الإطلاق التي نفذتها خلال السنة لمجموعة صواريخ “لونغ مارش” وحدها بلغت سبعاً وأربعين.

ونفذت روسيا 19 عملية إطلاق من بينها 17 لصاروخها “سويوز”، معظمها أقمار صناعية لتلبية احتياجاتها الحكومية والعسكرية، بالإضافة إلى مركبة الشحن “بروغرس” إلى محطة الفضاء الدولية، بحسب موقع “غونترز سبايس بيدج” الفضائي المتخصص.

أما صاروخ “إلكترون” من شركة “روكت لاب” الأميركية النيوزيلندية، وهو أحد الصواريخ الصغيرة النادرة، فاُطلق تسع مرات.

ونفذت هيئة الفضاء الهندية “إيسرو” سبع عمليات إطلاق خلال السنة لصواريخها من طراز “جي إس إل في” و”بي إس إل في” و”إس إس إل في”.

كان أول إطلاق سنة 2024 من “إيسرو”، وهو صاروخ “بي إس إل في” في تمام الساعة 4:30 بتوقيت غرينتش من يوم الاثنين، وضع في المدار قمراً اصطناعياً.

غير أن أوروبا التي تعاني أزمة في هذا المجال، اكتفت بثلاث عمليات إطلاق عام 2023، بينهما آخر رحلتين لصاروح “أريان 5” وثالثة لصاروخ “فيغا”.

ويأمل الأوروبيون في استعادة قدرتهم على الوصول إلى الفضاء بشكل مستقل بعد الرحلة الأولى لصاروخ “أريان 6” المقررة بين 15 يونيو ونهاية يوليو، وعودة الصاروخ الإيطالي “فيغا سي” في نهاية العام، بعدما توقفت الاستعانة به منذ فشل رحلته التجارية الأولى في ديسمبر 2023.

ونفذت اليابان أيضًا ثلاث عمليات إطلاق عام 2023، من بينها محاولة فاشلة لإطلاق صاروخها الثقيل الجديد “إتش 3”.

وأعلنت وكالة استكشاف الفضاء اليابانية “جاكسا” الخميس أن 15 فبراير المقبل حُدد موعداً لمحاولة جديدة.

الصين ترسل “أصغر طاقم” إلى الفضاء

 

الصين ترسل "أصغر طاقم" إلى الفضاء
الصين ترسل “أصغر طاقم” إلى الفضاء

أطلقت الصين أصغر طاقم سنا في تاريخها إلى محطتها الفضائية المدارية، الخميس، ضمن سعيها لإرسال رواد فضاء إلى القمر قبل حلول عام 2030.
وانطلقت المركبة الفضائية “شنتشو 17” من محطة “جيوتشيوان” لإطلاق الأقمار الصناعية الواقعة على حافة صحراء جوبي في شمال غربي الصين، على متن صاروخ من طراز “لونغ مارش 2 إف”، في الساعة 11:14 صباحا بالتوقيت المحلي.

وذكرت وكالة الفضاء المأهولة الصينية أن متوسط عمر الطاقم، المكون من 3 أفراد، هو الأصغر منذ إطلاق مهمة بناء المحطة الفضائية، حسبما أعلنه تلفزيون الصين المركزي الرسمي في وقت سابق.

وقالت صحيفة “تشاينا ديلي” الصينية الرسمية، إن متوسط أعمارهم يبلغ 38 عاما.

سيحل الرواد الثلاثة، تانغ هونغبو، وتانغ شينغ جي، وجيانغ شين لين، محل الطاقم الذي ظل في المحطة 6 أشهر.

ويعد تانغ أحد الرواد الذين قادوا مهمة فضائية عام 2021 استمرت 3 أشهر.

وقالت وكالة الفضاء إن الطاقم الجديد سيجري تجارب في طب الفضاء وتكنولوجيا الفضاء ومجالات أخرى خلال مهمته، وسيساعد في تركيب وصيانة المعدات داخل المحطة وخارجها.

والأربعاء أعلنت الوكالة عن خطط لإرسال تلسكوب جديد لاستكشاف أعماق الكون.

وقال تلفزيون الصين إن التلسكوب سيمكن من إجراء عمليات مسح ورسم خرائط للسماء، لكن من دون تحديد إطار زمني لذلك.

وأجرت الصين أبحاثا حول حركة النجوم والكواكب منذ آلاف السنين، وتعمل في العصر الحديث كي تصبح رائدة في استكشاف الفضاء وعلومه.

ناسا تطلق مهمة فضائية إلى كويكب “سايكي” ذي التركيبة المعدنية

ناسا تطلق مهمة فضائية إلى كويكب "سايكي" ذي التركيبة المعدنية
ناسا تطلق مهمة فضائية إلى كويكب “سايكي” ذي التركيبة المعدنية

أطلقت وكالة الفضاء الأميركية “ناسا” الجمعة مهمة إلى كويكب سايكي البعيد الذي لم تتم دراسته حتى اليوم وذي التركيبة المعدنية، فيما يعتقد العلماء أنه قد يكون نواة جرم فلكي قديم.

وجرى إطلاق مسبار “سايكي” كما كان متوقعاً عند الساعة 10:19 صباحاً بالتوقيت المحلي (14:19 بتوقيت غرينيتش) من مركز كينيدي الفضائي في فلوريدا، بواسطة صاروخ “فالكون هيفي” من ابتكار شركة “سبيس إكس”.

وقال أحد المعلقين خلال النقل الحيّ الذي وفرته ناسا بعد دقائق قليلة من الإقلاع إن “المركبة تسير في مسار موفّر للطاقة”.

وقالت المسؤولة عن فريق الخبراء العلميين في المهمة ليندي إلكينز-تانتون في مؤتمر صحافي “سبق للبشر أن زاروا كواكب تركيبتها صخرية أو جليدية أو غازية، لكنها المرة الأولى التي سنزور فيها كويكبًا ذا سطح معدني”.

أطلقت وكالة الفضاء الأميركية “ناسا” الجمعة مهمة إلى كويكب سايكي البعيد الذي لم تتم دراسته حتى اليوم وذي التركيبة المعدنية، فيما يعتقد العلماء أنه قد يكون نواة جرم فلكي قديم.

وجرى إطلاق مسبار “سايكي” كما كان متوقعاً عند الساعة 10:19 صباحاً بالتوقيت المحلي (14:19 بتوقيت غرينيتش) من مركز كينيدي الفضائي في فلوريدا، بواسطة صاروخ “فالكون هيفي” من ابتكار شركة “سبيس إكس”.

وقال أحد المعلقين خلال النقل الحيّ الذي وفرته ناسا بعد دقائق قليلة من الإقلاع إن “المركبة تسير في مسار موفّر للطاقة”.

وقالت المسؤولة عن فريق الخبراء العلميين في المهمة ليندي إلكينز-تانتون في مؤتمر صحافي “سبق للبشر أن زاروا كواكب تركيبتها صخرية أو جليدية أو غازية، لكنها المرة الأولى التي سنزور فيها كويكبًا ذا سطح معدني”.

وستكون الرحلة للوصول إلى “سايكي” طويلة، إذ يقع هذا الكويكب في الجزء الخارجي من حزام الكويكبات، بين مداري المريخ والمشتري. وسيقطع مسبار ناسا حوالى 3,5 ملايين كيلومتر للوصول إليه، مع توقعات أن يصل إلى الكويكب في صيف 2029.

وبسبب الضوء المنعكس من سطحه، يُدرك العلماء أن سايكي كثيف جداً وأنّ تركيبته معدنية مع بعض المواد الأخرى كالصخور ربما.

وقالت إلكينز-تانتون “نجهل شكل سايكي”، مضيفة “كثيراً ما أمزح قائلة إنه على شكل حبة بطاطا، لأن البطاطا تأتي بأشكال مختلفة، لذا فأنا لست مخطئة”.

ويعتقد العلماء أنّ سايكي الذي يبلغ طوله أكثر من مئتي كيلومتر، قد يكون نواة لجرم سماوي قديم تمزق سطحه بسبب اصطدام الكويكبات.

وتتمتع الأرض على غرار المريخ والزهرة وعطارد، بنواة معدنية. وقالت إلكينز-تانتون “نحن لن نرى هذه النواة مطلقاً لأنها حارة وعميقة جداً”، مضيفةً “ستكون مهمتنا إلى سايكي تاليًا الوسيلة الوحيدة لرؤية نواة”.

براكين وشقوق وحفر؟

تشكل سايكي قبل نحو 4.5 مليارات سنة، عند ولادة النظام الشمسي الذي ينتمي إليه كوكب الأرض، وقد يكون شهد ثورات بركانية بقيت آثار لها على شكل تدفقات حمم بركانية قديمة.

ويُرجّح أن يكون انكماش الكويكب تسبب في تشكّل شقوق ضخمة كلّما انخفضت حرارته.

ويتطلع العلماء أيضا إلى رؤية كيف تبدو الحفر على جرم سماوي معدني، إذ قد تكون المادة التي أُطلقت جراء تأثير الكويكبات ظلت جامدة في الهواء وشكلت نوعاً من النقاط.

وسيبقى المسبار في المدار حول سايكي لمدة تزيد قليلاً عن عامين، بهدف دراسة الكويكب مع التنقّل ضمن ارتفاعات عدة.

ويستخدم المسبار ثلاث أدوات علمية تتمثل في أجهزة تصوير متعددة الأطياف لتصوير الكويكب وأجهزة قياس الطيف لتحديد تركيبته وأجهزة قياس مغناطيسية لقياس حقله المغناطيسي.

وسيستخدم المسبار للتحرك دافعات تعمل بتأثير “هول”، وهي الأولى من نوعها في مهمة تتنقل بين الكواكب.

وستستخدم هذه المحركات تيارًا كهربائيًا توفره الألواح الشمسية للمسبار للحصول على أيونات الغاز الخامل (غاز الزينون) التي ستصبح سريعة لاحقاً عقب المرور عبر حقل كهربائي.

وأشار ديفيد أوه، وهو مهندس في “ناسا”، إلى أنّ هذه العناصر ستكون سرعتها عالية جداً، “أسرع بخمس مرات من الوقود الذي يخرج من صاروخ تقليدي”، وهو ما سيولّد قوة الدفع اللازمة.

وأضاف “هذا هو الأمر الذي سمعنا عنه في (أفلام) “ستار وورز” و”ستار ريك”، لكننا اليوم نحوّل المستقبل إلى حقيقة”.

وستختبر مهمة سايكي أيضاً نظام اتصال باستخدام أشعة الليزر، يُفترض أن يتيح نقل كميات من البيانات أكبر مما يُنقل عبر الاتصالات اللاسلكية.

تنافس في الفضاء

تسعى بكين إلى وضع خطط لإرسال رواد فضاء إلى القمر قبل نهاية العقد الجاري، وسط منافسة مع الولايات المتحدة لتحقيق إنجازات جديدة في الفضاء الخارجي.
يعكس ذلك التنافس على النفوذ بين أكبر اقتصادين بالعالم في المجالات التكنولوجية والعسكرية والدبلوماسية.
شيدت بكين محطة فضائية خاصة بها بعد استبعادها من محطة الفضاء الدولية، ويرجع ذلك إلى مخاوف الولايات المتحدة بشأن سيطرة الجيش الصيني على برنامج المحطة.

 الصين تهرول لحلم المركبات الذكية