أعلن اليوم الجمعة، عن وفاة اللواء المتقاعد خالد نزار، وزير الدفاع الجزائري الأسبق عن 86 عاما، بعد مرض عضال. وذكرت مصادر إعلامية ان خالد نزار توفي في منزله بالعاصمة الجزائرية ووسط افراد عائلته.
ونعى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الراحل نزار، مشيدا بمسيرته النضالية والمهنية. كما وصفه في برقية تعزية بأنه من ” أبرز الشخصيات العسكرية، كرس مشوار حياته الحافل بالتضحية والعطاء، خدمة للوطن من مختلف المناصب والمسؤوليات التي تقلدها”.
ويعد الفقيد نزار، رابع رئيس أركان للجيش الجزائري، كان التحق عام 1955 بالمدرسة الحربية الفرنسية “سان مكسان”، ولكن ما لبث حتى فر في آخر عام 1958 من الجيش الفرنسي ليلتحق بالناحية الأولى لجيش التحرير الوطني الجزائري التي كان على رأسها الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد.
وفي عام 1982 أصبح قائدا للمنطقة العسكرية الخامسة بقسنطينة شرقي الجزائر، ثم قائدًا للقوات البرية ونائبًا لرئيس أركان الجيش الوطني الشعبي في 16 يونيو 1987.
وكلف في أحداث (انتفاضة) أكتوبر 1988 بإعادة النظام، وفي 10 يوليو 1990 عيّنه الرئيس الشاذلي بن جديد وزيرا للدفاع، وبقي بهذا المنصب إلى 27 يوليو 1993.
وانسحب من الحياة السياسية بعد تسلم السلطة من قبل الرئيس اليامين زروال عام 1994. وكان عضوا أيضا بالمجلس الأعلى للدولة.
ويتهمه معارضوه بالوقوف وراء توقيف المسار الانتخابي لعام 1991، خوفا من فوز حزب الجبهة الإسلامية للإنقاذ المنحل بالانتخابات التشريعية. كما رفعوا ضده شكاوى أمام القضاء السويسري.
كان المدعي العام السويسري قدم نهاية أغسطس الماضي لائحة اتهام بحق خالد نزار للاشتباه في ارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بشبهة موافقته على عمليات تعذيب خلال موجة العنف الدموية التي شهدتها الجزائر في تسعينيات القرن الماضي.
وأوقف خلال زيارة إلى جنيف في أكتوبر 2011 لاستجوابه من جانب النيابة العامة بناء على شكوى قدّمتها ضده منظمة “ترايل إنترناشيونال” غير الحكومية التي تحارب الإفلات من العقاب على جرائم الحرب. وأُطلق سراحه بعد ذلك وغادر سويسرا.
وفي عام 2017، طوت النيابة العامة السويسرية الملف على أساس أن موجة العنف الجزائرية تلك لا تشكل ” نزاعا مسلحا داخليا” وأنّ سويسرا لا تملك صلاحية إجراء محاكمات لمتهمين بارتكاب جرائم حرب محتملة..
جنرال العشرية السوداء
قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، فى بيان نعى وزير الدفاع الأسبق خالد نزار، إنه كان “من أبرز الشخصيات العسكرية، كرس مشوار حياته الحافل بالتضحية والعطاء، خدمة للوطن من مختلف المناصب والمسؤوليات التي تقلدها”.
ووجّه القضاء السويسري في أغسطس الماضي، لائحة اتهام إلى خالد نزار، شملت تهمًا متعلقة جرائم ضد الإنسانية، للاشتباه بموافقته على أعمال تعذيب أثناء توليه وزارة الدفاع خلال ما تسمى “العشرية السوداء” في التسعينيات وقت الصدام مع الجماعات الإسلامية المسلحة والدولة.
ورفضت الجزائر الاتهامات الموجهة لوزير الدفاع الأسبق خالد نزار، معتبرة أنها أمر “غير مقبول”، وأن القضية بلغت حدودا “لا يمكن التسامح معها” وقد تؤدي إلى “طريق غير مرغوب فيه” في العلاقات بين البلدين.
لائحة اتهامات وزير الدفاع الجزائري الأسبق خالد نزار
ورأت الجزائر، أن “استقلالية القضاء لا تبرر اللامسؤولية، وأن أي نظام قضائي لا يمكن أن يعطي لنفسه الحق المطلق في الحكم على سياسات دولة مستقلة وذات سيادة”، معتبرة أن القضاء السويسري قدّم “باستخفاف شديد، منبرا للإرهابيين وحلفائهم ومؤيديهم بغية محاولة تشويه سمعة الكفاح المشرف الذي خاضته بلادنا ضد الإرهاب، وتلطيخ صورة وذكرى أولئك الذين سقطوا في مجابهته”.
وكانت النيابة العامة في سويسرا قالت إن خالد نزار “باعتباره شخصًا مؤثّرًا في الجزائر بصفته وزيرًا للدفاع وعضوًا بالمجلس الأعلى للدولة، وضع أشخاصًا محلّ ثقة لديه في مناصب رئيسية، وأنشأ عن علم وتعمّد هياكل تهدف إلى القضاء على المعارضة الإسلامية”، مضيفة “تبع ذلك جرائم حرب واضطهاد معمّم ومنهجي لمدنيين اتُّهموا بالتعاطف مع المعارضين”.
وكان خالد نزار أوقف خلال زيارة إلى جنيف في أكتوبر 2011 لاستجوابه من جانب النيابة العامة بناء على شكوى قدّمتها ضدّه منظمة “ترايل إنترناشيونال” غير الحكومية التي تحارب الإفلات من العقاب على جرائم الحرب. وأُطلق سراحه بعد ذلك وغادر سويسرا.
رحيل أكبر خصم لإسلاميي الجزائر
أعلن وفاة أكبر خصم للإسلاميين، الموقعُ الإلكتروني الذي يديره ابنه لطفي نزار «ألجيري باتريوتيك». وكان اللواء المتقاعد (86 سنة) قد عاد في أغسطس (آب) الماضي إلى الواجهة، بعد أن اتهمته النيابة السويسرية بـ«ارتكاب جرائم ضد الإنسانية» بناءً على شكوى رفعها ضده عضوان في «الجبهة الإسلامية للإنقاذ» المنحلّة، لاجئان في أوروبا، اتهماه بـ«تعذيبهما» خلال فترة الاقتتال الدامي مع الجماعات المتشددة. وعدّت السلطات الجزائرية اتهامه «أمراً غير مقبول»، وأن القضية «بلغت حدوداً لا يمكن التسامح فيها»، وأعلنت عزمها «استخلاص كل النتائج، بما فيها تلك التي هي أبعد من أن تكون مرغوبة في مستقبل العلاقات الجزائرية – السويسرية».
وقال الرئيس عبد المجيد تبون، معزياً، إن الراحل «كان من أبرز الشخصيات العسكرية، كرّس مشوار حياته الحافل بالتضحية والعطاء، خدمةً للوطن من مختلف المناصب والمسؤوليات التي تقلدها».
وبرحيله تطوى صفحة هامة من تاريخ الجزائر الحديث، حيث اقترن اسمه بقمع الانتفاضة الشعبية، التي وقعت في 5 أكتوبر (تشرين الأول) 1988، التي خلفت 500 قتيل. وبإلغاء نتائج انتخابات البرلمان نهاية 1991، التي حقق فيها الإسلاميون فوزاً ساحقاً، دخلت البلاد في حرب أهلية عرفت بـ«العشرية السوداء».
وفاة “غاستون جلوك” مخترع المسدس الذي يحمل اسمه