كشف فريق من الخبراء أن مخاطر الإصابة بـ”كوفيد طويل الأمد” مبالغ فيها إلى حد كبير مع وجود أكثر من 200 عارض مرتبط بالحالة الامر الذي اثار جدلا واسعا على منصات السوشيال ميديا
وألقوا باللوم على التعريفات الفضفاضة للغاية، وانتقدوا عدم وجود مجموعات مقارنة مناسبة في الدراسات التي تبحث في حدوث الحالة وانتشارها والسيطرة عليها، ما أدى إلى التشخيص الخاطئ على نطاق واسع للحالات المختلفة التي ظهرت بعد “كوفيد“، ما يقوض علاج المرضى.
ونظر علماء من المملكة المتحدة والولايات المتحدة والدنمارك في تعريف “كوفيد طويل الأمد” من قبل عدد من المنظمات الصحية العالمية، بما في ذلك المعهد الوطني للتميز في الصحة والرعاية (NICE) ومنظمة الصحة العالمية (WHO).
ووجدوا أن أي أعراض جديدة تحدث بعد الإصابة المؤكدة أو المشتبه بها بـ “كوفيد”، يمكن اعتبارها متوافقة مع “كوفيد طويل الأمد”، ما يؤدي إلى أكثر من 200 عرض مرتبط به.
ويشعر معظم الأشخاص الذين يصابون بـ”كوفيد-19” بالتحسن في غضون أيام أو أسابيع، ولكن بالنسبة لبعض الأشخاص، يمكن أن تستمر الأعراض لفترة أطول من 12 أسبوعا.
ويبلّغ أولئك الذين يعانون من مرض “كوفيد طويل الأمد” عن التعب وضبابية الدماغ وألم في الصدر وضيق في التنفس.
وقال الفريق إن الدراسات التي أجريت في المراحل المبكرة من الوباء من المرجح أن تشمل عددا أقل من المرضى الذين يعانون من أعراض خفيفة أو معدومة، ما قد يؤدي إلى تحيز أخذ العينات.
ويحدث هذا عندما يكون من المرجح أن يتم تضمين مجموعات معينة في الدراسة أكثر من غيرها، مما يحد من النتائج.
وكتبوا في الطب المبني على الأدلة التابع لـ BMJ: “يشير تحليلنا إلى أنه، بالإضافة إلى تضمين الضوابط المتطابقة بشكل مناسب، هناك حاجة إلى تعريفات أفضل للحالة ومعايير أكثر صرامة (كوفيد الطويل)، والتي يجب أن تشمل الأعراض المستمرة بعد تأكيد الإصابة بعدوى SARS-CoV-2 وتأخذ في الاعتبار الخصائص الأساسية، بما في ذلك الصحة البدنية والعقلية، والتي قد تساهم في تجربة ما بعد كوفيد”.
وقالت الورقة البحثية إنه في المستقبل، يجب أن تشمل الأبحاث مجموعات مراقبة متطابقة بشكل صحيح، بالإضافة إلى وقت متابعة كاف بعد الإصابة.
وحذر الفريق من أن الافتقار إلى التعريف يمكن أن يؤدي إلى زيادة الإنفاق على الرعاية الصحية وزيادة القلق بين الناس، فضلا عن التشخيص الخاطئ.
كوفيد طويل الأمد: الآثار طويلة الأمد لكوفيد-19
تعتبر حالات ما بعد كوفيد أو حالات كوفيد طويلة الأمد بشكل عام من آثار الإصابة بكوفيد-19 التي تستمر لأكثر من أربعة أسابيع بعد تشخيص إصابة الشخص بفيروس كوفيد-19. ومن الممكن أن يحدث ذلك لأي شخص مصاب بكوفيد-19، حتى لو كانت مرحلة المرض الأولية للمريض خفيفة أو كانت بدون أعراض.
قد تتسبب عدوى كوفيد -19 في الإصابة بمتلازمة الالتهاب متعدد الأجهزة، والتي يمكن أن تسبب الحمى والإسهال والصدمة والفشل الكلوي. وتحدث هذه الحالات عادةً بعد مضي 2-4 أسابيع من التعافي من كوفيد-19.
يجب أن يبدأ المرضى الذين تعافوا من كوفيد-19 ببطء بممارسة تمارين خفيفة، مما يتيح للجسم التعافي تدريجيًا والعودة إلى كامل صحته. كما يجب عليهم مراجعة الطبيب بعد شهر إلى شهرين من التعافي من أجل الحصول على فحص طبي شامل لحماية أنفسهم من أي حالات مرضية طويلة الأمد لعدوى كوفيد.
بينما يتحسن معظم الأشخاص المصابين بكوفيد-19 خلال أسابيع، يستمر البعض في الشعور بأعراض يمكن أن تستمر لعدة أشهر بعد أول إصابة. وفي بعض الحالات، تظهر على الأشخاص أعراض جديدة، أو ربما تظهر عليهم أعراض متكررة في وقت لاحق. كما يمكن أن يحدث ذلك لأي شخص مصاب بكوفيد-19، حتى لو كانت مرحلة المرض الأولية للمريض خفيفة أو كانت بدون أعراض.
ما هو كوفيد طويل الأمد؟
تصف الإرشادات التي قدمتها المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها الأعراض المستمرة لمدة أربعة أسابيع أو أكثر بعد الإصابة بكوفيد-19 بأنها “حالات ما بعد كوفيد ” أو “كوفيد طويل الأمد”، وتنص على أنه اعتبارًا من يوليو 2021، يمكن اعتبار ذلك إعاقة بموجب قانون الأمريكيين ذوي الإعاقة.
وبالنسبة للمرضى المصابين بكوفيد طويل الأمد, يمكن أن تؤثر الإعاقات أو الحالات الفسيولوجية على الجهاز العصبي والجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية والدورة الدموية، من بين أمور أخرى. ويمكن أن تشمل الإعاقات العقلية الإجهاد والاكتئاب والاضطرابات العقلية أو العاطفية الأخرى.
أعراض كوفيد طويل الأمد
بينما تعد الأسباب الدقيقة لكوفيد طويل الأمد غير واضحة في الوقت الحالي، تشمل الأعراض ما يلي:
صعوبة التنفس أو ضيق التنفس
التعب أو الإرهاق
تفاقم الأعراض بعد القيام بأنشطة معينة (الشعور بالضيق بعد بذل مجهود)
صعوبة التفكير أو التركيز (ضباب الدماغ)
السعال وآلام الصدر
آلام البطن، إسهال
صداع، دوار
خفقان القلب أو تسارع ضربات القلب
آلام المفاصل أو العضلات
صعوبة النوم (الأرق)
حمة
الطفح الجلدي
تغيرات في المزاج
تغيرات في التذوق أو الشم
اضطراب الطمث
الآثار الجانبية على أعضاء الجسم وآثار علاج كوفيد-19
قد يعاني بعض المرضى الذين أصيبوا بمرض شديد جراء كوفيد-19 من إصابة عدد من الأعضاء المختلفة في جميع أنحاء الجسم، وربما من أمراض المناعة الذاتية. وقد تستمر هذه الأعراض والتأثيرات لأسابيع أو ربما لأشهر بعد الإصابة الأولية بكوفيد-19 ويمكن أن تتداخل مع العديد من أجهزة الجسم، بما في ذلك القلب والرئتين والكلى والجلد والدماغ. كما يمكن أن يهاجم جهاز المناعة عن غير قصد الخلايا السليمة داخل الجسم، مما يؤدي إلى الإصابة بمتلازمة الالتهاب متعدد الأجهزة، والتي تسبب الحمى والإسهال والصدمة والفشل الكلوي. وتحدث هذه الحالات عادةً بعد 2-4 أسابيع من التعافي من كوفيد-19.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تشمل آثار المرض أو الاستشفاء، ولاسيما لدى المرضى الذين تلقوا العلاج في وحدة العناية المركزة، الإصابة بمتلازمة ما بعد العناية المركزة، والتي تشير إلى الآثار الصحية مثل ضعف العضلات الشديد ومشاكل في التفكير والحكم واضطراب ما بعد الصدمة، وكلها تستغرق وقتًا للشفاء والتعافي منها.
علاج كوفيد طويل الأمد
قد تكون الأعراض التي تحدث بعد دخول المستشفى مشابهة لأعراض الفيروس نفسه، أو أعراض مختلفة، أو مزيج من كليهما معًا. وعلى هذا النحو، يجب على المرضى الاستمرار في المتابعة بعد العودة إلى المنزل من المستشفى، ويجب عليهم استشارة الطبيب الذي بإمكانه تقديم المساعدة في تمييز هذه الأعراض عن الأمراض الأخرى. وللقيام بذلك، سيأخذ الطبيب تاريخك الطبي ويسأل عن الأعراض التي تمر بها ومدى تأثيرها على حياتك اليومية. وستتلقى كذلك فحصًا صحيًا وقد تحتاج إلى اختبارات أخرى، مثل اختبارات الدم وفحوصات ضغط الدم ومعدل ضربات القلب ووظائف القلب وإجراء الأشعة السينية واختبارات وظائف الرئة واختبار بروتين سي التفاعلي للتحقق من كمية الالتهاب في الجسم. ويتم إجراء هذه الاختبارات وغيرها من الاختبارات حتى يمكن معالجة الحالة أو الأعراض بأفضل طريقة ممكنة وبأكثر الطرق فعالية.
إذا كان للأعراض تأثير كبير على أنشطتك اليومية، ربما يحيلك الطبيب إلى خبير طبي متخصص في خدمات إعادة التأهيل العقلي أو بعض الأعراض الأخرى التي قد تعاني منها.
الوقاية من كوفيد طويل الأمد
أفضل طريقة للوقاية من حالات ما بعد كوفيد هي الوقاية من الإصابة بعدوى كوفيد-19 ابتداءً بتلقي اللقاح ضد كوفيد-19 في أقرب وقت ممكن. وبالإضافة إلى الوقاية من الإصابة بعدوى كوفيد-19، يمكن أن يساعد ذلك أيضًا في حماية من حولك. كما يجب عليك اتخاذ تدابير جيدة للعناية الذاتية والوقاية، بما في ذلك التباعد الاجتماعي وتكرار غسل اليدين وارتداء القناع دائمًا في الأماكن العامة.
بالنسبة للمرضى الذين تعافوا من كوفيد-19 ويرغبون في العودة إلى ممارسة الرياضة، يفضل البدء تدريجيا في ممارسة تمارين خفيفة. وعدم ممارسة الرياضة إلى درجة تكون فيها مرهق تماما، حيث يمكن حماية الرئتين من الإرهاق من خلال السماح للجسم بالتعافي والعودة إلى كامل عافيته تدريجياً. واحذر كذلك، أثناء التمرين، من أي أعراض غير طبيعية، مثل التعب الشديد والإرهاق وضيق الصدر أو الألم وخفقان القلب والدوار وفرط التعرق. فإذا واجهت أيًا من هذه الأعراض، يجب عليك أن تتوقف عن ممارسة الرياضة على الفور. ويجب على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا أو الذين يعانون من أمراض كامنة استشارة الطبيب قبل ممارسة الرياضة.
تسبب انتشار عدوى كوفيد-19 وزيادة أعدادها في جميع أنحاء العالم في زيادة القلق والاضطراب لدى الأفراد والمجتمعات والوضع الاقتصادي وغير ذلك. وهناك أيضًا العديد من المرضى في جميع أنحاء العالم الذين، بعد أن تعافوا بالفعل أو اعتقدوا أنهم تعافوا، عانوا من عدوى متكررة أو انتكاسة أو ربما الوفاة أو عانوا من كوفيد طويل الأمد أو أصيبوا بحالات أخرى بعد كوفيد أثرت على أعضائهم وجهاز المناعة لديهم بالإضافة إلى التسبب في مشاكل عقلية حادة وطويلة الأمد. وعلى هذا النحو، يجب على مرضى كوفيد-19 أن يكونوا منتبهين لأي أعراض، سواء كانت خفيفة أو شديدة. وحتى إذا لم تظهر عليك أي أعراض، يجب عليك أن تحرص دائماً وتطلب العناية الطبية بمجرد ملاحظة أي اضطرابات في صحتك الجسدية. وبالإضافة إلى ذلك، يجب على أي مريض أصيب بكوفيد-19 أن يراجع الطبيب في غضون شهر إلى شهرين بعد التعافي لإجراء فحص صحي شامل لحماية نفسك من حالات كوفيد طويل الأمد.
“اضطررت إلى ترك وظيفتي بسبب كوفيد طويل الأمد”
قبل ثلاث سنوات، كان أول مرضى يعانون مما يعرف بكوفيد طويل الأمد يتحدثون عن أعراض أدت إلى إصابتهم بضعف جسماني شديد. وقد وجد استبيان أجري مؤخرا أن 14 في المائة من الأشخاص الذين لديهم هذا المرض فقدوا وظائفهم.
قبل التفشي الوبائي لفيروس كوفيد-19، كان ماركوس وايتهد يعمل في منصب رفيع يتطلب الكثير من الجهد العقلي في قطاع الخدمات المالية في لندن. لكن بعد إصابته بفيروس كورونا عام 2020، ساءت حالته الصحية إلى درجة جعلته غير قادر على العمل.
وبعد مرور ثلاثة أعوام، وعلى الرغم من تحسن صحته الجسمانية، فإن ما تُعرف بـ “ضبابية الدماغ” منعت ماركوس البالغ من العمر 55 عاما من العودة إلى العمل.
يقول ماركوس إن لديه “شعورا بالضياع” بسبب تقاعده عن العمل في سن مبكرة وفقدانه نشاطه العقلي، مضيفا أنه أصبح شخصا مختلفا.