تترك الأزمات الاقتصاديَّة آثارًا كثيرة في المُجتمعات، بعضها ملموس والبعض الآخر غير مرئي، ولا يدرك أبعاده الكثيرون، وهذا النوع من الأمراض يتفشى بسبب الآثار المباشرة لتلك الأزمات. على سبيل المثال، ترك الكساد العظيم الذي ضرب الولايات المُتَّحدة والعالَم في العام 1929 آثارًا خطيرة في المُجتمعات بعد التدهور الهائل الذي أصاب البنية الاقتصاديَّة، ومِثل ذلك حصل في الأزمة الاقتصاديَّة العالميَّة في العام 2008، وبسبب قوَّة الاقتصاد العالَمي وترابط حلقاته فيما بَيْنَها فقد ضربت الأزمة مفاصل حياتيَّة واسعة في الدوَل والمُجتمعات.
لكنَّ الأزمة الأخطر على الاقتصاد بدأت مع جائحة كورونا وتكمن خطورتها في السبات الإجباري الشامل الذي فرضته الجائحة على المُجتمعات، والقرارات الوقائيَّة الواسعة التي اتَّخذتها منظَّمة الصحَّة العالميَّة وتعزيزها بإجراءات من السُّلطات في كُلِّ دولة، ومع استمرار تأثيرات الجائحة وظهور موجة أو ما يُمكِن تسميته بـ»زلزال» الذكاء الاصطناعي، فقد دخلت البَشَريَّة في حالة استنفار قصوى.
فبعد أن تنفَّسَ الكثيرون الصعداء مع انتهاء الجائحة وتوقَّف الكثير من المؤسَّسات والشركات عن العمل، ولجوء شركات كبرى ومتوسطة وحتى الصغرى لطريقة العمل عن بُعد، واكتشاف مفاصل كثيرة من قِبل القائمين على الإدارة والإنتاج حيث يُمكِن الاستغناء عن العاملين فيها حتى أولئك الذين يعملون في الحيز التقنيِّ، فأحدث ذلك هزَّة شديدة نتج عنها فقدان أعداد كبيرة من العاملين لوظائفهم ووجدوا أنفسهم يقفون في طابور العاطلين عن العمل.
نحن إزاء سلسلة من الزلازل التي عصفت وما زالت تضرب مفاصل حسَّاسة وكبيرة في سوق العمل، وشمل ذلك الغالبيَّة العظمى من الوظائف والمِهن بما فيها الوظائف التقنيَّة التي طالما قال الكثيرون إنَّها وظائف المستقبل، وإنَّها ستبقى الكفاءات والتخصُّصات فيها مطلوبة في مختلف أرجاء العالَم، كما أنَّ هذه الزلازل لَمْ تقتصر على بلد أو أُمَّة وشَعب، فمثلما عصفت الجائحة بالجميع فإنَّ زلزال الذكاء الاصطناعي يضرب في كُلِّ مكان، وتطارد أشباحه الكثيرين، والأخطر من ذلك أنَّ المختصِّين يطلقون تصريحات في غاية التشاؤم عن مستقبل المِهن والوظائف في العالَم.
تشير التوقُّعات إلى أنَّ ما بَيْنَ مائة مليون إلى ثلاثمائة مليون وظيفة مهدَّدة، وأنَّ جائحة البطالة ستغرق الكثيرين خلال السنوات الخمس القادمة، ويزداد وقع ذلك في النفوس بسبب الوقائع اليوميَّة التي تعلن عنها كبريات الشركات، جوجل تقلِّص آلاف العاملين وميتا «فيس بوك» كذلك وتويتر يعلن عن تقليصات، وثمَّة آلاف الشركات تعلن عن التقليصات، لكن لا تنشر ذلك وسائل الإعلام.
ما نريد تأشيره، أنَّ هذه العواصف وما هو متوقَّع من زلازل عاصفة ستضرب سوق العمل في العالم أن « امراضا» نفسية واجتماعيَّة ستجد مساحات وبيئة لها بَيْنَ الناس وفي دواخلهم وستُشكِّل ظواهر ليست سهلة، فهل يتَّخذ المعنيون ـ حكومات ومُجتمعًا دوليًّا ـ الإجراءات والمستلزمات لمواجهة هذا التحدِّي؟
ما هي الدول التي تتصدر سباق الذكاء الاصطناعي؟
من المقرر أن تكشف Google عن ردها على ChatGPT من OpenAI في 8 فبراير ، وهو تطور مثير في السباق لإنشاء تقنية الذكاء الاصطناعي (الذكاء الاصطناعي). تسببت هذه الأخبار في إثارة ضجة بين مراقبي التكنولوجيا والمستثمرين على حد سواء ، حيث تتطلع العديد من الدول الرائدة في جميع أنحاء العالم إلى قيادة الطريق في تطوير الذكاء الاصطناعي.
في أعقاب حدث طارئ ، يمكن استخدام قوة الذكاء الاصطناعي لإعادة تصور كيفية بحث الأشخاص عن المعلومات والموارد الهامة. تستثمر شركات مثل Google بالفعل بكثافة في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة ، والتي ستكون بلا شك بمثابة ميزة رئيسية أثناء الأزمات. يجب أن تستفيد من نموذج اللغة الكبيرة القائم على الذكاء الاصطناعي LaMDA (نموذج اللغة لتطبيقات الحوار) من Alphabet. أعلنت Google مؤخرا عن ردها على ChatGPT – LaMDA من OpenAI ، وهو نموذج لغوي كبير يحتوي على حوالي 135 مليار معلمة تسمح للأشخاص بطرح الأسئلة وتلقي إجابات مفصلة مماثلة ل ChatGPT. لا شك أن هذه التكنولوجيا ستثبت أنها لا تقدر بثمن في أوقات الأزمات لأنها تساعد الناس على الوصول بسرعة إلى المعلومات والموارد الهامة.
كجزء من التزامها بإنشاء حلول الذكاء الاصطناعي متقدمة ، استثمرت Google بكثافة في البحث والتطوير على مدار العقد الماضي!
بدأ سباق التسلح الذكاء الاصطناعي رسميا!
في السنوات الأخيرة ، كان سباق الذكاء الاصطناعي (الذكاء الاصطناعي) يحتدم ، حيث تتنافس البلدان في جميع أنحاء العالم على التفوق في هذا المجال المتطور. ولكن من الذي يقود المجموعة حقا؟ فيما يلي نظرة على بعض المتنافسين الرئيسيين.
والدول العشرة الرائدة التي تتصدر باقي دول العالم في مجال التسلح بالذكاء الاصطناعي حسب المعايير الأربعة السابقة مجتمعة؛ هي -على التوالي- سنغافورة وألمانيا وأميركا والسويد وإستونيا وبريطانيا وكندا وإسرائيل والصين وكوريا الجنوبية
سباق التسلح العالمي للذكاء الاصطناعي.. إسرائيل في المقدمة ولا ذكر للعرب
وجد باحثان أن الدول العشرة الرائدة التي تتصدر دول العالم في مجال التسلح بالذكاء الاصطناعي هي -على التوالي- سنغافورة وألمانيا وأميركا والسويد وإستونيا وبريطانيا وكندا وإسرائيل والصين وكوريا الجنوبية
تأتي إسرائيل ضمن الدول العشر الرائدة في العالم بمجال البحث والاستثمار بالذكاء الاصطناعي، بينما تغيب الدول العربية بشكل كامل عن القائمة.
ونشر مؤخرا الباحث ترونغ غاي -مدير قطاع الطاقة والخدمات العامة في مؤسسة “أرثر دي ليتل سنغافورة” (Arthur D. Little’s Singapore)- والباحث أبيشيك سريفاستافا -مدير إدارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في ذات الشركة- بحثا مشتركا في غاية الأهمية تحت عنوان “سباق التسلح العالمي للذكاء الاصطناعي – كيف يمكن للأمم تجنب التخلف عن الركب؟” (The global AI arms race – How nations can avoid being left behind).