حذرت عائلة فتاة أسترالية توفيت بعد مشاركتها في تحد خطير على “تيك توك”، من خطورة مثل هذه المنافسات التي تستقطب الشباب بشكل رئيسي.

أذ و وفيت الأسترالية “إزرا هاينز”، البالغة من العمر 13 عامًا، بعد إصابتها بسكتة قلبية عقب مشاركتها في تحدي على موقع “تيك توك”، والذي يتضمن استنشاق مواد كيميائية، تمنح الأشخاص “نشوة” قصيرة المدى.

وقال بول هاينز والد الفتاة، إن الحادث وقع الشهر الماضي، حيث تلقى مكالمة من أصدقاء ابنته بعد أن فقدت الوعي عند محاولتها استنشاق مادة كيميائية.

هذا وأضاف هاينز أن ابنته تعرضت لسكتة قلبية وأمضت أسبوعا ونصف في المستشفى، ومن ثم تضرر دماغها بشكل كبير، الأمر الذي جعل العائلة تقرر إيقاف عمل الجهاز.

ودعت عائلة هاينز السلطات لاتخاذ إجراءات تحول دون وقوع وفيات قد تنجم عن مثل هذه التحديات على مواقع التواصل.

وينطوي تحدي الـ chroming، على استنشاق الدهانات المعدنية والمذيبات والبنزين أو المواد الكيميائية الأخرى التي تعمل على إبطاء الرسائل بين الجسم والدماغ، ما يخلق إحساسا “بالنشوة” قصيرة المدى.

واستجابت هيئة التعليم في ولاية فيكتوريا الأسترالية لنداء عائلة هاينز، حيث قررت تكثيف جهودها من أجل تعريف الطلاب بأضرار استنشاق المركبات الخطيرة وآثارها المميتة.

محتوى دون ركائز علمية

تعتمد منصة تيك توك على مقاطع الفيديو القصيرة التي ينشئها ويشاركها المستخدمون. وهذا يعني أن المحتوى الذي يتم تبادله على التطبيق قد يكون غير موثوق أو غير دقيق من الناحية العلمية. وضمن الأسباب المذكورة، فمن الصعب أن توفر المنصة الدقة والموثوقية اللازمتين لتشخيص الاضطرابات النفسية

إذا كنت قد استخدمت منصة تيك توك، فمن المرجح أنك قد صادفت مقاطع مصورة، لأشخاص يعرضون معاناتهم من الأمراض والاضطرابات، لاسيما النفسية منها، ويعطون إرشادات للتعامل معها أو علامات تشخيص لبعض الأمراض.

وتعد منصة تيك توك شديدة الشعبية بين الشباب والمراهقين.

في الوقت نفسه، يتزايد الاهتمام بمجال الصحة النفسية وتشخيص اضطرابات النمو والتطور، وتطرح تساؤلات حول إمكانية استخدام منصة تيك توك كأداة لتشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) أو عسر القراءة وغيرها، لكن يشير علماء النفس إلى أنه لا ينبغي الاعتماد على منصة تيك توك كأداة تشخيصية لهذه الاضطرابات.

آلية عمل تيك توك

يعتمد تيك توك على خوارزمية لتخصيص المحتوى لكل مستخدم بناءً على تفضيلاته وتفاعلاته السابقة، وهذا يعني أن المستخدمين قد يتعرضون فقط لنوع معين من المحتوى أو يتم عرض آراء ومعلومات مشوشة لهم تتعارض مع الواقع العلمي، وفق ما قاله خبير التسويق الإلكتروني محمد صادق.

ويضيف صادق، أن منصة تيك توك تتميز بمحتوى كبير ومتنوع يُصعب على الشركة المالكة التحكم الكامل فيه، وهذا يعني أنه “لا يوجد نظام رقابة صارم يتحكم في المحتوى المنشور على تيك توك، وبالتالي يصعب ضمان الدقة والصحة العلمية للمعلومات التي يتم تبادلها”.

وأشار صادق، إلى العديد من الأمور الأخرى التي تؤدي إلى خلو محتوى تيك توك من الدقة، مثل قدرة جميع المستخدمين على التعليق والتفاعل مع المحتوى. قد يقوم المستخدمون بترك تعليقات أو نشر آراء غير مبنية على أسس علمية بل مبنية على تجارب شخصية فقط، ما يمكن أن يؤدي إلى تشويش المعلومات والتضليل.

اضرار التيك توك

يدفع الفرد لمقارنة حياته بحياة الآخرين بشكل سلبي.
قد يصيبك باضطرابات الأكل.
منصة تعج بالتنمر، والمتنمرين.
يضيع الكثير من الوقت دون فائدة.
يمكن لتطبيق التيك توك أن يكون مضرًا من عدة جوانب، إليك بعض تأثيراته السلبية:

المقارنات السلبية: من خلال استخدامك لتطبيق التيك توك تلاحظ أنك بدأت في مقارنة حياتك، وطريقة معيشتك مع الآخرين، وهو شئ يحدث عند تصفحك لجميع منصات التواصل الأخرى، ولكن مع تيك توك يكون التأثير أكبر، حيث يشارك أشخاص من جميع أنحاء العالم أفضل ما في يومهم، وأكثر الأشياء خصوصية، وحميمية، حتى تعتقد بأن العالم يسير على نحو أفضل كثيرًا من حياتك.

اضطرابات التغذية: قد تؤثر عليك رؤية الفيديوهات التي تعرض أشخاصًا منخفضي الوزن بشكل ملحوظ، والمقاطع الأخرى التي قد تتضمن بعض العري، ولن يستغرق البرنامج وقتًا طويلًا حتى تقرأ خوازمياته اهتماماتك، وتتعرف على اهتمامك بخفض وزنك، وتبدأ في بث جميع المقاطع التي قد تقودك في النهاية للمعاناة من مشكلات في تناول الطعام، وإذا كنت محبًا للطعام، فسوف تجد مقاطع تناول الطعام بشراهة طريقها إليك، فإذا كنت تكافح من أجل خفض، أو زيادة وزنك، فإن له تأثير سلبي في الحالتين.

التنمر: من بين جميع وسائل التواصل الأخرى يعد التيك التوك من أكثر المنصات التي يمكنك من خلالها قراءة العديد من التعليقات السلبية، والمؤذية، بالإضافة للشتائم، والفضائح، والتشهير، فسواءً كنت مشاركًا أو متفرجًا، فإن التنمر سيصيبك مباشرةً في القلب، ويترك أثره على نفسيتك، فهناك العديد ممن يعانون من الاكتئاب، والقلق، والتوتر بسبب شبكات الإنترنت.

مضيعة للوقت: إذا كنت قد جربت الانضمام لمنصة مثل التيك توك فأنت تعلم جيدًا ما الذي أتكلم بشأنه، فهو ثقب أسود، يمتصك لساعات طويلة دون أن تشعر بما ضاع من الوقت دون أي فائدة تُذكر، يوفر التيك توك المزيد من التشتيت لأفكارك، وتجد نفسك في نهاية اليوم لم تُنتج شيئًا تقريبًا.

انخفاض انتباه وتركيز المستخدم: تقدم منصة تيك توك مقاطع قصيرة، لا تتعدى الدقيقة في الغالب، وهو ما دفع شركة Microsoft أن تجري دراسة لتكتشف تناقص متوسط الانتباه عند المستخدمين، فقد تكون فكرة مقاطع الفيديو القصيرة فكرة رائعة لأصحاب المنصات، ولكنها مؤذية للمستخدم.

نشر معلومات مضللة: يعتبر تيك توك من أكثر المنصات التي يُنشر من خلالها معلومات غير صحيحة، والمشكلة الأكبر أنها يتم التعامل معها على كونها حقائق، فعليك إن كنت من مستخدمي التيك توك أن تعلم أن أي شخص يمكنه نشر أي معلومة، فليس هناك مراجعة، أو رقيب، لذا لا تصدق كل ما تراه، أو كل ما تسمعه.

تقسيم الناس: يدخل المستخدمون في صراع دائم، سواءً كان على موضوعات سياسية، واجتماعية، أو حتى على عمل فني، أو غير ذلك، فيتجمَّع لكل موضوع مجموعة مناصرين، وينقسم الناس على فرق متعددة، وهو ما يزيد الكراهية، والتفرقة.

محتوى غير مناسب: يقدم تيك توك محتوى غير ملائم للمستخدمين الصغار، وتشير التقارير أن حوالي 32.5% من مستخدمي تيك توك تتراوح أعمارهم بين 10 و19 عام، وللأسف لا يهتم الآباء باستخدام أدوات الرقابة لحجب لمحتوى غير المناسب لأطفالهم.

 

مخاطر التيك توك للاطفال

مخاطر التيك توك للاطفال
مخاطر التيك توك للاطفال

يشاهدون محتوى لا يناسب أعمارهم، وغير متلائم مع المرحلة الفكرية لهم.
إمكانية تلقيهم رسائل لا يجب عليهم قراءتها.
ينحرف تفكير الطفل، ويرغب في المزيد من الشهرة.
قد يحاولون تجربة التحديات الخطيرة، والمهددة للحياة.
يتعرضون أو يتعلمون التنمر.
قد يعتبر البعض التيك توك منصة تتيح للطفل أن يكون مبدعًا، ومنفتحًا، بينما يعتبر التيك توك من أخطر المنصات التي يمكن أن يستخدمها طفلك، تعرف على بعض مخاطره على الأطفال:

محتوى غير مناسب لأعمارهم: يتعرض الأطفال عند استخدامهم لتطبيق التيك توك لمشاهد من العري لا تناسبهم أبدًا، مما يؤثر على بنائهم الفكري، كما أنها منصة متاحة للجميع، وقد يشاهدون من هم فينفس أعمارهم، أو أكبر قليلًا يشتمون بأقبح الألفاظ، ويتفاخرون بمقتنياتهم بشكل مستفز، علاوةً على عرض بعض المواد الإباحية، والتصرفات المجنونة، حيث يجرح البعض أنفسهم أمام الكاميرا.

رسائل لا يجب أن يتلقونها: على الرغم من إمكانية فلترة الرسائل، إلا أنا تجد طريقها إليهم، فسوف يتم التنمر عليهم، وشتمهم، وإيذائهم نفسيًا، حتى أنه قد يتم تهديدهم، وابتزازهم، وإرسال المواد الإباحية عنوةً إليهم.

إنحراف رغبات الأطفال وسلوكهم: يهتم الطفل بالإعجابات، والتعليقات، وينتابه شعور عارم في أن يكون مشهورًا، ويحاول إيجاد طرقًا لجذب المتابعين بأي طريق، حتى وإن بدأ في ممراسة سلوكيات عنيفة، أو مخجلة، وقد يعرضون أنفسهم للخطر.

تجربة التحديات الخطيرة: قد يحاول الأطفال تجربة بعض التجارب الخرقاء من أجل إثبات شجاعتهم، وتفوقهم على رفقائهم، هناك على سبيل المثال تحديًا يتضمن أن يقف الأطفال في دائرة هواتفهم على الأرض والكاميرات موجهة إليهم، يلقوم بأشياء في الهواء، ويحاولون تفادي لا تسقط فوق رؤوسهم، وتحديًا آخر يقومون بوضع العملات المعدنية خلف شاحن الهاتف، وإما تمر بسلام، أو يحدث ماس كهربائي، أو غيره.

التنمر: قد يتعرض طفلك للتنمر، والتعليقات الخبيثة، والسخيفة، أو أنه سيتعلم كيف يكون متنمرًأ حتى يواكب هذا العالم القاسي، والغبي.

حماية الأطفال من اضرار التيك توك
عيِّن حسابًا خاصًا لمتابعة حساب طفلك، وحدد من الذي يمكنه مشاهدته على منصة تيك توك.
اختر الأشخاص الذين يمكن لطفلك متابعتهم، والتعليق على محتواهم، واحرص أن يكونون أصحاب محتوى مفيد، ومناسب لعمره.
تحدث مع طفلك عن تيك توك، وناقشه حول محتواه.
اشرح للطفل مخاطر التجارب الغبية، وغير المحسوبة، والعواقب التي قد يواجهونها مستقبلا بسبب نشر أشياء بدون تفكير.
يجب أن يعرف الطفل أن كل ما ينشره، ويفعله، سواءً كان على تيك توك، أو على أي منصة أخرة، أو في الواقع سوف يتبعه مدى حياته.
علِّمه كيف يتصرف مع الناس على الإنترنت، وكيف يتكلم معهم، ويحمي نفسه من أذاهم، وكيفية التفاعل بطريقة لائقة مع الجميع.
استخدم أدوات تصفية المحتوى، وهي تقنيات لحماية طفلك من المحتوى الإباحي، والذي يشمل إيذاء للذات، ورعب، ودماء.
شاهد طفلك أثناء استخدامه للجوال، أو جهاز الكمبيوتر، وتابع الإعلانات، والألعاب التي يمارسها، كن صديقه، وحمايته في نفس الوقت.
كن قدوة، لا تطلب منه ترك الهاتف، بينما لا تتركه أبدًا، ولا تطلب منه عدم متابعة المقاطع المسفة، وتشاهدها أنت.
جرب تطبيق تيك توك حتى تقف على مخاطره، وتستطيع توجيه طفلك.
وجه أطفال لما يجب نشره، وما لا يجب نشره، حتى يميزوا بين المعلومات الشخصية، والخصوصية، والمعلومات العامة.
ادعم طفلك في مواجهة التنمر، والتهديدات، لا تجعله خائفًا من إخبارك بما يتعرض له.
عرِّفه على ما قد يواجهه من تهديد، وتنمر، وأعطه الأسلحة المناسبة لمواجهة ذلك، ادعمه نفسيًا، وأخبره بالطرق القانونية التي قد تلجأون لها.

طرق حديثة لتبييض الاسنان تعرف عليها !