نجح مهندس تونسي متخصص في ابتكار وصناعة الروبوتات بتطوير جهاز روبوت يعرف باسم “الروبوت الحارس” والدخول به في مرحلة التصدير لكبرى الشركات في فرنسا وذلك بعد مضي 3 سنوات على استعماله من قبل وزارتي الداخلية والصحة في تونس إبان انتشار جائحة كورونا.

الذكاء الاصطناعي

لقد أصبح الذكاء الاصطناعي مصطلحًا شاملاً للتطبيقات التي تؤدي مهام مُعقدة كانت تتطلب في الماضي إدخالات بشرية مثل التواصل مع العملاء عبر الإنترنت أو ممارسة لعبة الشطرنج. يُستخدم هذا المصطلح غالبًا بالتبادل مع مجالاته الفرعية، والتي تشمل التعلم الآلي (ML) والتعلم العميق. ومع ذلك، هناك اختلافات.. على سبيل المثال، يُركز التعلم الآلي على إنشاء أنظمة تتعلم أو تحسّن من أدائها استنادًا إلى البيانات التي تستهلكها. ومن المهم أن نلاحظ أنه على الرغم من أن كل سُبل التعلم الآلي ما هي إلّا ذكاء اصطناعي، فإنه ليس كل ذكاء اصطناعي يُعد تعلمًا آليًا.

للحصول على القيمة الكاملة من الذكاء الاصطناعي، تقوم العديد من الشركات باستثمارات كبيرة في فرق علوم البيانات. إن علوم البيانات، التي تُعد مجالاً متعدد التخصصات يستخدم الأساليب العلمية وأساليب أخرى لاستخلاص القيمة من البيانات، تجمع بين المهارات المستمدة من مجالات مثل الإحصاء وعلوم الكمبيوتر مع المعرفة العلمية لتحليل البيانات التي يتم جمعها من مصادر متعددة.

وتمكن المهندس أنيس السحباني وهو دكتور في أنظمة الروبوتات المتطورة جدا منذ العام 2003، من اقتحام الأسواق الفرنسية وتسويق “الروبوت الحارس” الذي يستعمل من قبل أجهزة الأمن والمطارات والموانئ والمصانع للقيام بمهمة المراقبة وحراسة مختلف مكونات المباني الكبرى.

وفي 2020، أصبح “الروبوت الحارس”، حديث الجميع في تونس، ففي تلك الفترة التي عرفت فيها البلاد ذروة تفشي فيروس كورونا، استعملت وزارة الداخلية الروبوت لمراقبة تطبيق الحجر الصحي بالعاصمة تونس ودعوة المواطنين آنذاك لملازمة بيوتهم والالتزام بإجراءات التوقي من انتشار الفيروس.

الروبوت الحارس

بدأ الذكاء الاصطناعي في اقتحام الحياة البشرية حديثًا، ولهذا سعى مهندس تونسي متخصص في ابتكار وصناعة الإنسان الألي في تصميم أول روبوت يقوم بوظيفة الحارس المنزلي أو الشركة أطلق عليه اسم الروبوت الحرس خلال الساعات القليلة الماضية، وذلك استعداد للدخول في مرحلة جديدة في عالم الروبورتات تمكنهم من التصدير إلى فرنسا والدول الأوروبية بعد تجربة استمرت لأكثر من 3 سنوات متواصلة، وفقا لشبكة سكاي نيوز.

وكشف المهندس أنيس السحباني، الذي يعمل في أنظمة الروبوتات المتطورة منذ عام 2003، أنه يسعى إلى مرحلة جديدة باقتحام الأسواق الفرنسية وتسويق “الروبوت الحارس” الذي يستعمل من قبل أجهزة الأمن والمطارات والموانئ والمصانع للقيام بمهمة المراقبة وحراسة مختلف مكونات المباني الكبرى.

في سنة 2015، تمكنت شركة “إينوفا روبوتيكس” من تطوير أول روبوت في العالم بإمكانه السير في الشوارع وتولي مهمة المراقبة وذلك بفضل برمجية الذكاء الاصطناعي التي يعتمد عليها وأطلقت عليه اسم “الروبوت الحارس” أو الشرطي الروبوت وتم بيع أول جهاز في فرنسا.

الروبوت الحرس
الروبوت الحرس

يقول أنيس السحباني لمنصات التواصل الاجتماعي 

إينوفا روبوتيكس تمكنت في 2015 من تصميم أول جهاز ذكاء اصطناعي.
“الروبوت الحارس” وهو جهاز للذكاء الاصطناعي في شكل سيارة كهربائية ذكية مهمتها مراقبة وحراسة المنشآت والمصانع الكبرى والمطارات والحدود والموانئ، ويتنقل الروبوت بشكل ذكي بحيث أنه يتفادى الاصطدام بالسيارات والشاحنات وكل العربات التي تعترض طريقه.
يمكن للروبوت أن يستشعر ويحدد بين 1000 و1500 من الأشياء أو الأجسام التي تعترض طريقه، كما أنه بفضل تقنية الذكاء الاصطناعي المبرمجة فيه يستطيع أن يميز هل أن الأشخاص الموجودون بالقرب منه بإمكانهم الوقوف مثلا في ذلك المكان أم عليهم المغادرة.

أذ و يضم الروبوت الحارس، أو السيارة الروبوت عدة مكونات من بينها جهاز كاميرا حراري وجهاز كاميرا مجهز بالأشعة تحت الحمراء، وميكروفون، كما أنه يمتلك حاسة الشم باعتبار أنه مخصص لمراقبة واستشعار الخطر داخل المصانع الكبرى والتي قد تنبعث منها أو من أجهزتها غازات خطيرة.
تمتاز النسخة الحالية من “الروبوت الحارس” بالشحن الذاتي للبطارية حيث أنه يشحن بطاريته بصفة فردية لإنجاز مهام يوم عمل كامل بعد أن كان يعمل مدة ثماني ساعات قبل أن تنفد بطاريته ما يتطلب إعادة شحنها.
يتحدث السحباني عن المهمة الأساسية للروبوت، قائلا:

بعد جمع المعلومات ورصد مختلف المكونات القريبة منه أو التي تأتي على طريقه، وبفضل برمجية الذكاء الاصطناعي التي يتوفر عليها، يرسل الروبوت إشارات لمركز المراقبة داخل المصانع والمنشآت الكبرى وفي المطارات والموانئ وغيرها، كما أنه يرسل عبر تقنية “الستريمينغ” الصور ومقاطع الفيديو التي يلتقطها خلال تجواله بفضل الكاميرات المثبتة داخله.
تتلخص مهمة الروبوت أساسا في كيفية تسهيل عملية حراسة ومراقبة المصانع الكبرى واستشعار الطوارئ وإرسال إشارات تنبه مركز المراقبة بهدف التوقي منها أو معالجتها كما أنه يستشعر الحرائق ويتعرف إلى مرتكبي عمليات السرقة في الموانئ والمطارات وغيرها.
ويعد المهندس الدكتور أنيس السحباني من أشهر المبتكرين المتخصصين في مجال الذكاء الاصطناعي، هو أستاذ بجامعة السربون في باريس منذ 2004، وفي 2014 نجح في إنشاء أول شركة للروبوت والذكاء الاصطناعي في تونس وأطلق عليها إسم “إينوفا روبوتيكس” قبل أن ينشئ فرعا للشركة ذاتها في باريس وذلك في العام 2018.

غزو السوق الفرنسية والتطلع لأسواق عالمية

وبعد استعماله في تونس للحد من انتشار فيروس كورونا ودعوة المواطنين إلى الالتزام بإجراءات الحجر الصحي وملازمة بيوتهم، نجح المهندس أنيس السحباني في تطوير الروبوت الحارس والتوجه نحو تسويقه في فرنسا، حيث أشار إلى تزايد الطلب عليه من قبل كبرى الشركات والمصانع والمطارات والموانئ في باريس.

الروبوت الحارس في تونس
الروبوت الحارس في تونس

وقال السحباني: منذ أول نسخة من “الروبوت الحارس”، سعت شركتنا على امتداد 8 سنوات إلى تطوير هذا الجهاز واعتماد أكثر ما يمكن من تقنيات الذكاء الاصطناعي، أدخلنا عديد الإضافات لنصل إلى النسخة الحالية 2023، وذلك بهدف تعزيز قدراته في الحراسة والاستشعار وإرسال الإشارات والتخاطب بشكل جعل عديد الشركات في فرنسا تقبل على اقتنائه.

نجحت شركة “إينوفا روبوتيكس” في تصنيع و تطوير نحو 20 من أجهزة الروبوت وهي موجهة أساسا للتصدير بمبلغ 150 ألف يورو للروبوت الواحد، وتعمل الشركة على تطوير نسخة جديدة من الروبوت من حيث الشكل والوظائف والمهام وينتظر أن تكون الروبوتات الجديدة جاهزة سنة 2024

اذ ويتطلع السحباني إلى اقتحام أسواق أخرى في العالم فضلا عن منافسة الشركات الكبرى في العالم وتحديدا في الصين وباكستان والانفتاح عليها.

ويضيف أن “المرحلة المقبلة هي تطوير مجال عمل الروبوتات قبل الانفتاح على السوق الأميركية وهي مهمة صعبة ولكنها ستكون هدفا لشركة “إنوفا روبوتيكس”.

 

حديث إماراتي عن “راشد 2” يُثير الجدل بعد فشل المهمة الأولى