تتجه أنظار العالم نحو أوكرانيا حيث يحتدم الصراع بين كييف وموسكو، ومن خلفهما عدد كبير من الأطراف الأخرى وفي سياق أجواء الحرب التي ترافق الأزمة في أوكرانيا، تواصل موقع “سكاي نيوز عربية” مع أبناء الجالية اللبنانية وجاليات عربية أخرى هناك، خصوصا الطلاب المحاصرين في منازلهم، من أجل الاطلاع على أوضاعهم، لا سيما أن هناك عددا لا بأس به من الطلاب العرب في كييف والمدن المجاورة.
وعلم موقع صحيفة العراق الجمعة أن الطلاب اللبنانيين، كما العرب، يعيشون حالة خوف سببها ردة فعل الجامعات بحال تخلفهم عن الحضور، الأمر الذي منعهم من المغادرة الأسبوع الماضي، لا سيما أن ليس كل الجامعات في أوكرانيا تتيح الدراسة عن بعد.
وتحدث مصدر من الجالية اللبنانية عن “ارتفاع أسعار السلع الأساسية من غاز ومحروقات نتيجة الأزمة، كما أن أسعار المواد الغذائية ارتفعت ما بين 15 إلى 20 بالمئة، وهذا يؤثر على مصاريف الطلاب اللبنانيين الذين يعانون أصلا أزمة الدولار في بلدهم”.
كما قال طالب الطب اللبناني جواد مرمر الموجود حاليا في مدينة كيرفوغراد الأوكرانية: “نسمع الطيران والقصف، والجامعة مستمرة لم تتوقف إنما تحولت الأربعاء للتعليم عن بعد، وهذا ما منعنا من المغادرة لأن الإدارة كانت ترفض التعليم عن بعد. تعرضنا لضغط البقاء خصوصا طلاب التخرج”.
ووصف مرمر الوضع قائلا ان “المحال مقفلة حيث أسكن. وأمام السوبرماركت وماكينات سحب الأموال طوابير طويلة، والوضع أدى إلى فقدان الثقة بالمصارف. الجميع خائف هنا من توقف المصارف عن العمل حتى تلك التابعة للحكومة، بعد معلومات عن تحويل ما يقترب من 23 مليار دولار خارج البلاد”.
وختم: “نطالب السفارة اللبنانية في أوكرانيا مساعدتنا بالعودة إلى لبنان في أسرع وقت ممكن. بدأت أجمع المؤن وآخذ الحيطة والحذر خصوصا بعد إصدار الأحكام العرفية في أوكرانيا، وهي أشد من حالة الطوارئ. أثر ذلك على الحركة من مدينة لأخرى”.
كما أوضح الطالب اللبناني هادي نزيه طرادية، الذي يدرس الطب أيضا: “أكثر من 70 بالمئة من الطلاب اللبنانيين لا يزالون في أوكرانيا. بقينا هنا حتى لا نخسر عامنا الدراسي. نطالب بإجلائنا سريعا. لم نتوقع قصف المطار الداخلي هنا في غرب أوكرانيا”.
كما قالت والدة إحدى الطالبات اللبنانيات، الأستاذة الجامعية فاتن رعد، عن ابنتها سهى التي تدرس في أوكرانيا: “أجبرت ابنتي الطالبة في السنة السادسة الطب العام على العودة إلى لبنان، رغم تهديد إدارة الجامعة للطلاب بطرد كل من يغادر، خصوصا طلاب سنوات التخرج، لكنني أصريت على مغادرتها بمجرد سماع أخبار أن الوضع سيتأزم هناك، وأحمد الله أنها في لبنان حاليا”.
وأضاف السيد : ” الطلاب العرب كثيرون هنا خصوصا من المغرب وتونس ولبنان”، موضحا أن السفارة المغربية سارعت بإجلاء أبنائها الأسبوع الماضي، و”لم يبق إلا القليل منهم، بينما لا يزال الطلاب اللبنانيون في البلاد. ننتظر في المنازل وأخزن الطعام بانتظار قرار من السفارة بلادهم ، وأبقي النوافذ مغلقة. المدينة غير آمنة. في أوكرانيا حوالي 3 آلاف طالب وطالبة من دولا عربية عدة”.
وتعيش الطالبة التونسية مروى الشريف التي تدرس طب الأسنان في أوكرانيا، وضعا أصعب، حيث “لا سفارة تونسية في أوكرانيا. السفارة مقرها موسكو، وأنا على تواصل مع صديقاتي ومع زملائي العرب. جميعنا ينتظر طائرات إجلاء بينما المطارات أغلقت في دنبيرو وغيرها من المدن”.
وتابعت في حديثها : “الخوف سيد الموقف في المدينة، فيما توقفت المصارف عن الخدمة. أتمنى السفر سريعا وأناشد عبركم بلادي خصوصا ترحيلنا من أوكرانيا. حتى الآن يوجد إنترنت وكهرباء، ونتمنى أن تبقى الخدمتان خصوصا الإنترنت”.
وبعد تفاقم الوضع الأمني في أوكرانيا، قال وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب، الخميس، إن بيروت تتابع أوضاع اللبنانيين في أوكرانيا، مضيف: “تواصلنا مع سلطات رومانيا وبولندا لتأمين خروجهم برا”.
كما علق على الأزمة مدير الشؤون السياسية والقنصلية في وزارة الخارجية اللبنانية السفير غادي خوري، قائلا إن بوحبيب استدعى كل السفراء في الدول المعنية لدى لبنان لبحث الموضوع معهم، ووضع آلية لترحيل الطلاب إلى لبنان فورا، مشيرا إلى أن الوزير سيعقد اجتماعا موسعا معهم مساء الخميس.
وأوضع الخوري : “هناك ما يقارب 800 طالب لبناني يتابعون دراستهم من كافة الاختصاصات، والجالية اللبنانية تتعدى ذلك بأضعاف”.
وكانت وزارة الخارجية اللبنانية نصحت في 14 من فبراير الجاري اللبنانيين الموجودين في أوكرانيا بالمغادرة الطوعية السريعة إلى حين زوال التوتر وعودة الأمور لطبيعتها، كما نصحت الطلاب اللبنانيين المسجلين في الجامعات الأوكرانية بالتواصل والتنسيق مسبقا مع إدارات جامعاتهم للحفاظ على حقوقهم وضمان واجباتهم الأكاديمية.
لاعبو كرة قدم برازيليون يستغيثون للخروج من أوكرانيا
سجل عدد من لاعبي دينامو كييف وشاختار دونيتسك الأوكرانيين، الذين يحملون الجنسية البرازيلية، مقطع فيديو، الخميس، يناشدون فيه سلطات بلادهم بالمساعدة لإخراجهم من أوكرانيا.
وسجل اللاعبون الفيديو معا لمناشدة السلطات البرازيلية إنقاذهم، بعد أن بدأ الغزو الروسي لأوكرانيا، بحسب الصحفي البرازيلي أرثور كويزادا الذي نشر مقطع الاستغاثة عبر حسابه الرسمي على “تويتر”.
ووجه جونيور مورايس مهاجم شاختار رسالة قال فيها: “الوضع يائس. أطلب منكم الكشف عن هذا الفيديو حتى يصل إلى الحكومة البرازيلية”.
وأضاف: “الحدود مغلقة. البنوك مغلقة. لا وقود. سيكون هناك نقص في الغذاء. لا يوجد مال. لقد اجتمعنا في انتظار خطة لمغادرة أوكرانيا”.
ونشر مورايس رسالة على “إنستغرام” نصها: “كل الأصدقاء والعائلة.. الوضع خطير ونحن عالقون في كييف في انتظار حل للخروج. نحن داخل فندق. ادعوا لنا”.
وولد مورايس في البرازيل لكنه لاعب أوكراني دولي، فيما يضم فريق شاختار 12 لاعبا برازيليا، ويلعب المهاجم فيتينيو مع دينامو كييف.
وبدأت روسيا صباح الخميس “غزوا شاملا” لأوكرانيا، بحسب وصف وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا.
أوكرانيا تأسر جنديين روسيين
اذ أعلن الجيش الأوكراني، الخميس، أسر جنديين روسيين شاركا في الغزو الروسي الذي بدأته بلدهما على أوكرانيا، الخميس.
ونشرت الصفحات الرسمية للجيش الأوكراني على وسائل التواصل صورا للجنديين، مقيدين ومجردين من أسلحتهما وقال منشور الجيش على “تويتر” نقلا عن قائد الجيش الأوكراني فاليري زالوغني، إن الجيش أسر “محتليْن روسييْن”.
لكن القوات الأوكرانية لم تكشف موقع أسر الجنديين، ولا الظروف التي أدت إلى القبض عليهما.