رأى مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى وكالة، جووي هود، أن العراق وأفغانستان أنموجان بعيدان جداً عن بعضهما البعض، مشيرا الى أنه كانت له زيارات الى أربيل في الفترة الأخيرة، ويجري يومياً محادثات مع “الأصدقاء” هناك.
وقال جووي هود في مقابلة مع شبكة رووداو الاعلامية، إنهم يشجعون الحوار بين الأطراف الكوردية في شمال سوريا، معرباً عن امله في أن تجري الانتخابات في العراق في شهر تشرين الأول المقبل بصورة جيدة، وأن تتشكل في العراق حكومة تخدم الشعب.
وأدناه نص المقابلة:
رووداو: زادت مؤخراً النشاطات العسكرية في شمال شرق سوريا، إلى أي مدى تشعرون بالقلق من تصاعد تلك النشاطات العسكرية؟
جووي هود: نحن قلقون جداً لهذه النشاطات العسكرية في سوريا وفي شمال العراق. نشعر بقلق كبير من أنباء إصابة مدنيين جراء بعض تلك الأعمال العسكرية. معلوم أن هذه الأعمال لا تساهم في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. في نفس الوقت نحن نتفهم حاجة تركيا لاتخاذ موقف دفاعي من الأنشطة الإرهابية. نحن ندعو كل الفصائل إلى التوقف عن الأعمال العسكرية والإرهابية لكي نتمكن من التركيز على داعش، لمواجهة داعش والقضاء عليه نهائياً وإعادة بناء المنطقة ليتحقق عراق وسوريا مستقريْن مرفّهيْن.
رووداو: هل أنتم قلقون على سلامة جنودكم في المنطقة، خاصة في سوريا؟ في الأسبوع الماضي، كانت هناك عملية بالقرب من قامشلو، ونحن نعلم بوجود جنود أميركيين في تلك المنطقة، هل أنتم قلقون على سلامة جنودكم؟
جووي هود: تركيا حليف في ناتو، ولهذا فإن بيننا وبين تركيا تنسيق وثيق. إنْ شن أعداؤنا أي هجوم، فلدى جيشنا القدرة الكاملة للدفاع عن النفس وسيفعل ذلك، وقد فعل في عدد من الحالات. لكننا حقاً نريد تعزيز المصالحة من خلال الحوار بين كل المجاميع الكوردية، لكي نعمل على التصدي للفصائل الإرهابية وتكون حربنا موجهة ضد العدو الرئيس، وهو داعش.
رووداو: أميركا جزء من الحوار المستمر بين مختلف أحزاب روجافا، هل هناك أي تقدم في هذا الحوار؟
جووي هود: نعم، نحن نشجع الحوار بين الأطراف الكوردية. الأطراف الكوردية في شمال سوريا وفي شمال العراق. لاعتقادنا بأن وجود تفاهم أفضل، وتعاون أكبر وسلام أكثر بين هذه المجاميع، سيساعد في تهميش فصائل من قبيل (بي كا كا) الذي لا فائدة منه. كما سيكون مفيداً للسلام والرفاهية في إقليم كوردستان العراق وشمال شرق سوريا. لهذا الغرض كنت في شمال شرق سوريا قبل أشهر. قمنا بتنظيم حوار بين مختلف الأطراف الكوردية هناك. كانت لي بالتأكيد زيارات لأربيل أيضاً في الفترة الأخيرة. كما أجري يومياً محادثات مع الأصدقاء هناك، بالتأكيد من خلال قنصليتنا في أربيل والدبلوماسيين هناك وفي شمال شرق سوريا.
رووداو: أشرتم إلى الحوار في روجافا، ما هي العقبات التي تعترض سبيل هذا الحوار؟
جووي هود: أعتقد أن هناك دائماً تساؤلات عن الثقة والعلاقة والحوار. نحن في أميركا نبذل كل جهد ليكون هناك المزيد من الحوار والمحادثات والثقة بين الأطراف كافة لتقف جميعاً في مواجهة العدو الرئيس الذي هو داعش. كذلك ليعملوا معنا على مشروع الاستقرار الذي خصصنا له في السنة الحالية فقط خمسين مليون دولار. في إقليم كوردستان العراق، نتطلع إلى أن تجري الانتخابات في شهر أكتوبر بصورة جيدة. أن تتشكل في العراق حكومة تخدم الشعب بحق. لهذا السبب سنستمر، وسنبقى في العراق عسكرياً ودبلوماسياً ومالياً وبكل الأبعاد الأخرى. في العراق بالتحديد، تقضي المصلحة القومية الأميركية أن تكون لنا علاقات وثيقة معه. لكل الأسباب المعروفة لديكم، فهو مهم في سوق الطاقة العالمي، مهم للتراث العالمي. إقليم كوردستان أيضاً مهم للإبداع والسلام والاستقرار. إضافة إلى الموزائيك الذي يشكل شعب العراق بكل مكوناته الصغيرة.
رووداو: الناس هنا، في إقليم كوردستان والعراق، يشعرون بالقلق، خاصة بعد ما حدث في أفغانستان، يخشون حدوث شيء مماثل هنا أيضاً بعد قرار سحب القوات الأميركية. ما رأيكم في مخاوف الناس هنا؟
جووي هود: هذا بعيد جداً عن الحقيقة. العراق وأفغانستان أنموجان بعيدان جداً عن بعضهما البعض. نحن نركز كثيراً على العراق، وكما أسلفت، العراق مهم جداً للأمن القومي الأميركي. سنبقى عسكرياً، وسنساعد القوات الأمنية العراقية وبضمنها البيشمركة لحين القضاء التام على داعش، بحيث لا يعود أبداً تهديداً لهذا البلد أو للمنطقة. هو مهم أيضاً من الناحية الاقتصادية، لأن العراق مهم لسوق الطاقة العالمي. كما أنه يهمنا ثقافياً أيضاً. فأنتم موطن ثقافة عريقة، كما أكد البابا فرانسيس على ذلك خلال زيارته. العراق نفسه مهم للمصلحة القومية الأميركية. لهذا فإننا سنستمر مع العراق في كل هذه الأبعاد. من الناحية الثقافية، تحدثنا عن التعليم، هناك جامعة أميركية في السليمانية، ومدرسة أميركية في أربيل، وجامعة كاثوليكية في أربيل. كذلك توجد مدرسة أميركية في دهوك وأخرى في بغداد. نحن نقدم سنوياً مساعدات بعشرات الملايين من الدولارات لهذه المدارس والجامعات. نحاول استقدام المزيد من الطلبة من العراق والمنطقة إلى أميركا. في العقود القليلة الأخيرة استقدمنا مليوناً ونصف مليون طالب من المنطقة إلى أميركا، مائة ألف في السنة. هذا مهم، هذه مشاركة لم يتخذ القرار بشأنها في يوم أو اثنين لتنتهي. لا ينوي الرئيس بايدن أبداً إنهاء هذه المشاركة القوية في العراق.
رووداو: لننتقل للحديث عن انتخابات أكتوبر القادم في العراق، ألستم قلقين من احتمال حدوث تزوير فيها؟
جووي هود: أعتقد أن كل شخص في العالم يهمه إجراء انتخابات صحيحة. في كل مكان من العالم، رأينا مناوئين يبذلون كل جهد للتلاعب بالانتخابات.
رووداو: ما هي المخاوف الرئيسة بخصوص العراق؟
جووي هود: بخصوص العراق تحديداً، نحن نركز على توفير المال لجهود الأمم المتحدة لمراقبة الانتخابات بصورة دقيقة في كل البلد. لكي تخبر المجتمع الدولي فيما بعد بما رأت، بدءاً بالاستعداد للانتخابات ووصولاً إلى نتائجها. أعلم أن الاتحاد الأوروبي أيضاً يعمل على مراقبتها، ونحن نسانده. بالتأكيد عندنا دبلوماسيون في بغداد وأربيل سيتابعون مع دبلوماسيي الدول الأخرى مجريات الأحداث قبل الانتخابات وفي يوم الانتخابات، ثم عد الأصوات وتشكيل الحكومة. نحن نعلم أكثر من الدول الأخرى أن لشعب العراق توقعات كبيرة بأن تجري الانتخابات هذه المرة بصورة جيدة جداً. فإن لم تجر كما يحبون، أعتقد أنهم سيخرجون إلى الشوارع. سينظمون من جديد تظاهرات سلمية للتعبير عن آرائهم. أعتقد أن شعب العراق مؤمن بانتخابات تجري بصورة جيدة وتؤدي إلى تشكيل حكومة تخدم الشعب.
رووداو: هل لديكم مخاوف من تدخلات لدول المنطقة في هذه الانتخابات؟
جووي هود: أظن أن علينا جميعاً الشعور بالقلق من نشاطات المناوئين لنا الذين يحاولون التدخل في الانتخابات. ليس بغريب على مشاهديكم، أن لا تكون الحكومات كلها في العالم مؤمنة بالديمقراطية. أن لا تكون مؤمنة بمنح السلطة للشعب ليقرر الحكومة التي يريدها لنفسه. لكن هذا مبدأ أساس في أميركا، وأظن أنه مبدأ شعب العراق أيضاً. ربما لن يكونوا متفقين بشأن نتائج الانتخابات، ربما لن يتفقوا مع سياسات الحكومة التي ستتشكل بعد هذه الانتخابات، لكن أعتقد أننا جميعاً متفقون على حق الناس في التعبير عن آرائهم وأن تنعكس هذه الآراء على الانتخابات. علينا جميعاً بذل كل ما في مستطاعنا للتأكد من أن تكون هذه الانتخابات نزيهة، وهذا يبدأ بوجود فريق مراقبة دولي قوي، وقد أيدت أميركا هذا منذ أشهر. ننتظر إجراء الانتخابات في أكتوبر. أعلم بوجود شكوك تقول بأن أميركا تعمل سراً على تأجيل الانتخابات، وهذا ليس صحيحاً. نحن نريد للانتخابات أن تجري في موعدها في شهر أكتوبر. نريدها أن تجري بصورة صحيحة، وأن تنتج حكومة تقوم بالإصلاح وتقدم الخدمات للشعب.