ندّدت الحكومة الأرجنتينية، بقرار تسمية أحمد وحيدي، أحد المتهمين في تفجير استهدف مركزا يهوديا في بوينس أيرس في 1994، وزيرا للداخلية في الحكومة الجديدة التي اقترحها الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي.
وقالت وزارة الخارجية الأرجنتينية في بيان (12 آب 2021) جاء فيه “تعرب الأرجنتين مجددا عن إدانتها الشديدة لتعيين أحمد وحيدي في منصب وزاري في إيران”.
وأضافت أن الحكومة برئاسة ألبرتو فرنانديز تعتبر أن “تعيين أحمد وحيدي لتولي منصب في الحكومة الإيرانية وتحديدا وزارة الداخلية يشكل إهانة للقضاء الأرجنتيني وضحايا الاعتداء الإرهابي ضد الجمعية التعاضدية اليهودية الأرجنتينية”.
ووحيدي هو أحد كبار المسؤولين الإيرانيين الملاحقين من القضاء الأرجنتيني الذي يتهمه بالاضطلاع ب”دور أساسي في اتخاذ القرار والتخطيط للاعتداء الذي وقع في 18 تموز/يوليو 1994″ ضد مركز للجمعية الأرجنتينية اليهودية، و”هناك مذكرة توقيف دولية في حقه صادرة عن شرطة الأنتربول”، وفق بيان وزارة الخارجية.
وقال البيان إن تعيين وحيدي وزيرا للدفاع في آب/اغسطس 2009 كان “أثار قلقا كبيرا لدى الحكومة الأرجنتينية وكان يستحق أشد الإدانات”.
وأوقع تفجير بوينوس أيرس 85 قتيلا. وبعد 27 عاما على حصوله، لم يتم توقيف أي شخص.
ودعت الأرجنتين الحكومة الإيرانية الجديدة الى “التعاون كليا” ليحاكم الأشخاص المتهمون من القضاء الارجنتيني “أمام المحاكم المختصة” في بلد لا يتضمن نظامه القضائي نصا يجيز محاكمات غيابية.
وقدّم الرئيس الإيراني الأربعاء مرشحيه الى المناصب الوزارية وطغت على لائحته أسماء من التيار المحافظ منها، الى جانب أحمد وحيدي، الدبلوماسي حسين أمير عبداللهيان لوزارة الخارجية.
ولم يكشف بعد عن كل أسماء الوزراء المقترحين.
ومن المتوقع أن يعلن مجلس الشورى الذي يهيمن عليه المحافظون، لائحة الأسماء رسميا السبت، قبل أن يشرع في إجراءات منح أعضائها الثقة ليتم تعيينهم رسميا.
أحمد وحيدي (1940 -) سياسي إيراني ولد في مدينة شيراز. تولى في آب 2009 منصب وزير الدفاع في الولاية الثانية للرئيس أحمدي نجاد.
اشتهر باسم:احمد شريفي.
عمل لفترة طويلة في الحرس الثوري، وكان رئيسا لمؤسسة الصناعات الجوية الإيرانية إلى جانب توليه المسؤولية عن تطوير منظومة الصواريخ، وشغل أيضاً منصب نائب وزير الدفاع خلال فترة الرئاسة الأولى لأحمدي نجاد. وقد كان يعمل تحت اسمه الحركي (شريفي) وقد تورط في العديد من عمليات الإرهابية، فقد كان قائداً لكتيبة لبنان بالحرس الثوري الإيراني، ومن منصبه هذا في الثمانينيات جند عناصر من حزب الله وكان على صلة بعماد مغنية، حيث نجحا معاً في خطف وليم باكلي (William Buckley) رجل المخابرات الأميركية (CIA) في لبنان عام 1984، وإدارة عملية (إيران- كونترا) حين كانت حكومة رونالد ريغان تعتزم في تناقض صارخ مع السياسة الأميركية المعلنة بيع (صواريخ تاو) المضادة للدروع لعدوتها إيران التي كانت تحارب العراق عام 1985 م، واستعمال أموال بيع السلاح لتمويل أنشطة (الكونترا) المناوئة للنظام الشيوعي في نيكاراغوا. لكن الفصيل الشيعي الذي كان محتجزا وليم باكلي قام بإعدامه، كما فضحت العملية مجلة الشراع اللبنانية فتفجرت قضية (إيران- كونترا) فانهارت الصفقة بعد أن أوصلت طائرات النقل الأميركية 96 صاروخاً فقط لطهران.
قوة القدس بقيادة اللواء وحيدي تولى قيادة «قوات القدس» لسبع سنوات. في أثناء قيادته تمت عدة اغتيالات في خارج الحدود الإيرانية، منها : اغتيال غلامعلي اُويسي (المشيرالعسكري في عهد الشاه) وشابوربختيار (أخررئيس وزراء في عهد الشاه محمدرضابهلوي)، اغتيال رؤوسا الحزب الديمقراطي الكردستاني (الإيراني) في مطعم ميكونوس بألمانيا وعملية انفجار مركز يهود أرجنتين(آميا) في سنة 1994. كان المتهم في هذه الاغتيالات قوة القدس وبالتحديد احمد وحيدي. هذه الأحداث سببت باشتهار احمد وحيدي بالإرهابي الدولي مما أدى هذا الاشتهار إلى ملاحقته من قبل الشرطة الدولية إنتربول.
وكان من إنجازاته في قيادة«قوات القدس»: تدريب العشرات من الثوريين الأكراد ومن مسلمي الفلبين بل وحتى من المتمردين الخليجيين.
اللواء وحيدي وانتربول
اللواء احمد وحيدي مطلوب من قبل الانتربول للاشتباه بتورطه في الهجوم الذي وقع في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس عام 1994 والذي اسفر عن مقتل 85 شخصا واصابة أكثر من 150. ادانت الأرجنتين ترشيح احمد وحيدي لوزارة الدفاع في حكومة احمدي نجاد وقالت إن ترشيح وحيدي لهذه الوزارة يعتبر إهانة لضحايا الهجوم الذي وقع قبل 15 عاما.