كوريا الشمالية تعلن عن قطع العلاقات الدبلوماسية مع ماليزيا

 أعلنت كوريا الشمالية اليوم الجمعة أنها ستقطع العلاقات الدبلوماسية مع ماليزيا، احتجاجا على تسليم ماليزيا أحد مواطنيها إلى الولايات المتحدة بتهمة غسيل الأموال، ووصفت واشنطن بأنها “المتلاعب من وراء الكواليس”.

وتم اتهام “مون تشول-ميونغ”، وهو رجل أعمال كوري شمالي يعيش في ماليزيا، بتوريد سلع فاخرة محظورة من سنغافورة إلى بيونغ يانغ وغسل الأموال من خلال شركات وهمية، في انتهاك لعقوبات الأمم المتحدة. وفي الأسبوع الماضي، قضت المحكمة العليا في ماليزيا بإمكانية تسليمه إلى واشنطن ورفضت الاستئناف الذي تقدم به ضد طلب التسليم المقدم من الولايات المتحدة.

وقالت وزارة الخارجية الكورية الشمالية في بيان نقلته وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية: “في 17 مارس، ارتكبت السلطات الماليزية جريمة لا تغتفر، وهي تسليم مواطن بريء من جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية قسرا إلى الولايات المتحدة بتوجيه الاتهام إليه بارتكاب جريمة”.

وأضاف البيان: “فيما يتعلق بالوضع الخطير السائد، تعلن وزارة خارجية جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية عن قطع العلاقات الدبلوماسية مع ماليزيا التي ارتكبت عملا عدائيا هائلا ضد بلدنا، خضوعا لضغوط الولايات المتحدة”.

وردًا على ذلك، نددت وزارة الخارجية الماليزية بقرار كوريا الشمالية ووصفته بأنه “غير ودي وغير بناء ولا يحترم روح الاحترام المتبادل وعلاقات حسن الجوار بين أعضاء المجتمع الدولي” في بيان صدر في وقت متأخر من اليوم الجمعة، كما أنها أمرت جميع الموظفين الدبلوماسيين وعائلاتهم في سفارة كوريا الشمالية في كوالالمبور بمغادرة ماليزيا في غضون 48 ساعة من اليوم.

وزعمت كوريا الشمالية أن رجل الأعمال يمارس “أنشطة تجارية خارجية مشروعة”، وحذرت من أن السلطات الماليزية ستتحمل المسؤولية الكاملة عن أي عواقب قد تترتب على ذلك بين البلدين.

كما حذرت كوريا الشمالية من أن الولايات المتحدة سوف “تدفع الثمن المستحق” باعتبارها “المتلاعب من وراء الكواليس والمسؤول الرئيسي عن هذا الحادث”.

ووصفت بيونغ يانغ في البيان علاقاتها مع واشنطن بأنها “أكثر العلاقات عداء على هذا الكوكب”، قائلة إن البلدين في حالة حرب من الناحية الفنية منذ أكثر من 70 عاما.

ثم زعمت كوريا الشمالية أن المسؤولين الرئيسيين في السلطات القانونية الماليزية تمت دعوتهم إلى “حفل شراب” نظمها السفير الأمريكي لدى ماليزيا بعد فترة وجيزة من الحادث وتلقوا وعودًا بالحصول على مكافآت ضخمة، وأن هناك “مساومة لتسليم الأسلحة مجانًا”.

وقالت: “هذا الحادث المذهل للعالم هو نتاج شامل لمؤامرة مناهضة لكوريا الديمقراطية نشأت عن السياسة العدائية الشائنة من قبل الولايات المتحدة والتي تهدف إلى عزل وخنق بلدنا”.

وقد حافظت كوريا الشمالية وماليزيا على علاقات وثيقة منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية الثنائية بين البلدين في عام 1973، لكن العلاقات توترت عندما قُتل “كيم جونغ-نام” الأخ غير الشقيق للزعيم الكوري الشمالي “كيم جونغ-أون” في مطار كوالالمبور في عام 2017، في حادث اغتيال ألقي باللوم فيه على بيونغ يانغ. وفي أعقاب الحادث، تبادل البلدان طرد السفراء من بلديهما بينما أُغلقت السفارة الماليزية في بيونغ يانغ.

وفي أكتوبر عام 2019، التقى رئيس اللجنة الدائمة لمجلس الشعب الأعلى في كوريا الشمالية “تشوي ريونغ-هيه” رئيس الوزراء الماليزي “مهاتير محمد” آنذاك في أذربيجان، لمناقشة سبل تطبيع العلاقات بين البلدين، لكن لم يتم إحراز تقدم يذكر وسط تفشي جائحة فيروس كورونا.