يوماً بعد يوم تتكشف خيوط إضافية عن أحد أهم نشطاء حزب الله وأخطرهم “ناصر عباس بحمد”.
إذ على ما يبدو شكل بحمد حلقة وصل مهمة في شبكة مالية لتجارة المخدرات تم إنشاؤها في إيران، وكان لها روابط تشغيلية في لبنان والعراق وأستراليا ونيجيريا وفييتنام والمثلث الحدودي في أميركا اللاتينية… حتى كان له اتصالات لبنانية في بوليفيا، وفقا لتقرير استخباراتي جديد صادر عن السلطات الباراغواية حصلت عليه “العربية.نت”.
ولكن الجديد الذي كشفه موقع “العربية.نت”، أن بعد اختفاء بحمد من الباراغواي وشريكته حنان حمدان في 31 ديسمبر 2017، متوجهين من البرازيل إلى بيروت على متن رحلة QR0774 .. عمد إلى إنشاء خط توريد جديد لعملياته المشبوهة ولكن هذه المرة من العراق وتحديدا من البصرة!
إذ حصلت “العربية.نت” على مستند عبارة عن إجازة تسجيل فرع في العراق للشركة الأجنبية ” GLOBAL TRADING GROUP GTG “، المؤسسة في أستراليا والتي يملكها بحمد وشريكته حمدان، وذلك في تاريخ 14 فبراير 2018، موقعة من قبل مدير عام مسجل الشركات في وزارة التجارة العراقية عبد العزيز جبار عبد العزيز.
وللعلم هنا، أنه قد تم محاولة الاتصال بـ”عبد العزيز”، ولكن الأخير قد رفض إعطاء تفاصيل عن السجل التجاري للشركة المذكورة.
حينها عمدت “العربية.نت” إلى التحقق، فحصلنا على مستند آخر يظهر أن عقد الإيجار المقدم عند التسجيل لفرع الشركة في البصرة وتحديدا في (البصرة/ شارع الجزائر/ قرب فندق السلطان/ رقم البناية 13/ 27 الطابق الأول)، كان بمثابة عقد مؤقت نافذ لغاية 20 سبتمبر 2018 أي لمدة 7 أشهر فقط! مهلة كافية لتنفيذ مهمة محددة ثم الابتعاد عن الأنظار..
وثيقة مزورة بأختام رسمية؟
وللمفارقة هنا، أكد مصدر أمني متعاون في البصرة للعربية.نت، أن لا وجود لشركة بهذا الاسم ” GLOBAL TRADING GROUP GTG” في تلك المنطقة ولا حتى لافتة أو إعلان يدل عليها، مما يطرح 3 سيناريوهات:
– إمّا أن تكون الشركة أعطت عنواناً وهمياً من أجل تسجيل الشركة و لم تكشف عليها لجنة من قبل مسجل الشركات بشكل حقيقي وهو مجرد عنوان يُكتب في السجلات.
– أو أنها غادرت هذا المكان بعد تسجيل الشركة، حتى لا تكون تحت الأنظار.
– أو أن وثيقة تسجيل الشركة هي عبارة عن وثيقة لا توجد فيها أي أوليّات في مسجل الشركات وهي عبارة عن وثيقة مزورة لكن بأختام رسمية .
وفي حين أشار المصدر الأمني أن هذه المنطقة مرصودة من قبل أجهزة الأمن بوجود نشاط لتجار المخدرات وتجار السلاح لكن ارتباط هؤلاء بأحزاب وميليشيات مسلحة جعل من الصعب إيقافهم او حتى محاسبتهم، كشف أن اسم ناصر عباس بحمد يعود لشخص لبناني مرتبط بحزب الله له نشاط في البصرة و تكرر اسمه كثيراً في ما يخص تجارة المخدرات في المحافظة.
فيزا للعمل في العراق
ولكن على ما يبدو ظاهراً أن بحمد كان يخطط لتأسيس فرعا لشركته في العراق لوضع أسس لشبكته وصلاته وروابطه هناك، حتى قبل وصوله إلى الباراغاوي في 25 نوفمبر 2016.
إذ حصلت “العربية.نت” على جواز سفر بحمد، يظهر حصوله على تأشيرة زيارة /عمل إلى العراق من 27 سبتمبر 2016 لغاية 26 ديسمبر 2016، علماً أنه يظهر في الجواز وجود ختم من جمهورية العراق بأنه غادر أراضيها في يونيو 2016، ما يعني أن زيارته كانت متكررة للبلاد.
الواشي ذهب للعراق لتتبع بحمد؟
وما يؤكد أن لناصر عباس بحمد شبكة أعمال قوية في العراق، هو ما صرح به شريكه نبيل جباعي المقيم في المثلث الحدودي لعقود مضت، خلال استجوابه من وزير الأمانة الوطنية للمخابرات في الباراغواي ESTEBAN AQUINO BERNAL.
فقد وشى جباعي على بحمد للسطات آنذاك في 2017 مقابل عدم إلقاء القبض عليه وتوقيفه. بعبارات أخرى، ربما حاول جباعي كسب تأييد السلطات عن طريق إخبارهم بالمخطط.
ووفق النص الاستخباراتي الذي حصلت “العربية.نت” على نسخة منه، فإن ” جباعي يوافق بالحصول على “مغلف” شهرياً وسيتعاون في كل ما يمكن أن يعرفه من الشحنات والودائع والطرق والمسارات وما إلى ذلك. وقال إنه على استعداد للسفر إلى لبنان ومن هناك إلى العراق دون مشاكل لمعرفة تفاصيل عمليات بحمد ومجموعته”.
تحت المراقبة الأميركية..
وفي هذا الإطار، كشف مصدر قانوني من أميركا اللاتينية، للعربية.نت، أن كل من بحمد وحمدان وضعا على قائمة المراقبة الأميركية منذ ديسمبر / كانون الأول 2020.
لا شحنة صدرت من موانئ البصرة!
وما يثير العجب أنه من خلال تتبع السجل التجاري لشركة بحمد في موانئ البصرة، أكدت مصادر متعاونة في الجمارك للعربية.نت أنه لا توجد أيّ شحنة صدرت أو استلمت بضاعة باسم شركة “غلوبال تريدينغ غروب” لا من خلال المنافذ ولا حتى من الموانئ .
وتابعت المصادر:” أن هذه الشركات فقط أسماء تسجل ولا وجود لها في البيانات لدى دائرة الجمارك هي فقط أسماء يتم تسجيلها بشكل صوري للعمل تحت غطاء وهمي، بالتالي يتم تهريب البضائع من دون تسجيل أو جمرك من خلال المنافذ الحدودية غير الرسمية المسيطر عليها من قبل الميليشات والفصائل المسلحة”.
بالتالي فالأمر أسهل بكثير أمام بحمد لتنفيذ مخططه، مما حصل معه في الباراغواي حيث تم احتجاز شحنته من قبل الجمارك الباراغواية والتي كانت تحتوي على 12.7 طن من أكياس الفحم تحمل العلامة التجارية “garden shisha”، والذي كان مخططا أن يتم خلط الكوكايين داخل الفحم وتصديره.
علاقته بأدهم طباجة.. أكبر ممولي حزب الله
على أرض الواقع، لقد عُرف ممولي حزب الله باتباع استراتيجية إنشاء شبكات من الشركات الوهمية المعقدة للتحايل على العقوبات الأميركية، وهو تمام كما فعل أدهم طباجة الذي وضعته وزارة الخزانة الأميركية منذ العام 2015 على لائحتها السوداء مع شركة الإنماء للعقارات والمقاولات التي يملكها وتعمل في لبنان والعراق، والتي استُخدمت “للحصول على مشاريع نفطية وتنموية في العراق بهدف تقديم الدعم المالي والبنى التحتية التنظيمية لـ”حزب الله”.
ووفقا لبحث قامت به شركة استخباراتية خاصة مقرها واشنطن”sayari analytics” أظهر أن بحمد يملك شركة إنتاج في لبنان “فور ميديا آرت”، عنوانها الأخير المسجل، يقع في عقار مملوك لممول حزب الله (العقار 356/ 38 /B في المنطقة العقارية الشياح) أدهم طباجة.