شني هاي ؟العراق “أرصفة موانئ وشركات وتجارة أسلحة”.. مصادر تكشف الجهات الداعمة لـ”فرق الموت” في العراق
كشفت مصادر استخبارية عراقية وأخرى في الحشد الشعبي معلومات بشأن عناصر “فرق الموت”، الذين اعتقل بعض قادتهم في البصرة قبل فترة وجيزة.
وذكرت المصادر أن محاولات تجري حاليا لاعتبار قضية المعتقلين من “فرق الموت” جنائية وليست متعلقة بالإرهاب.
وأكدت المصادر أيضا أن اثنين من أبرز قادة “فرق الموت” كانت قد صدرت بحقهما أوامر قبض ولم يعتقلا بعد، تم نقلهما إلى منطقة جرف الصخر، جنوب غرب العاصمة بغداد، تحت إشراف كتائب حزب الله، وبضغوط من قوى سياسية مقربة من طهران، فيما أشارت إلى وجود شركات تجارية واجهة، ورجال أعمال تقف خلف هذه الفرق.
وأعلن الكاظمي، منتصف الشهر الماضي، اعتقال “عصابة الموت” التي “أرعبت” أهل البصرة وقتلت الصحفي أحمد عبد الصمد، والناشطة جنان ماذي.
وكتب الكاظمي في تغريدة آنذاك: “عصابة الموت التي أرعبت أهلنا في البصرة ونشرت الموت في شوارعها الحبيبة وأزهقت أرواحا زكية، سقطت في قبضة أبطال قواتنا الأمنية تمهيدا لمحاكمة عادلة علنية”.
وأضاف: “قتلة جنان ماذي وأحمد عبد الصمد اليوم، وغدا القصاص من قاتلي ريهام والهاشمي وكل المغدورين”.
وأكد مصدر في الاستخبارات العراقية لـ”موقع الحرة” أن “المعتقلين وعددهم أربعة يقبعون حاليا في السجن، فيما تجري محاولات لاعتبار قضاياهم جنائية بدل أن تتم إحالتهم للمحاكم المتخصصة بقضايا الإرهاب”.
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، أن “جهات سياسية ضغطت في هذا الاتجاه لأن المعتقلين نفذوا جرائم اغتيال وقتل لصالحها”.
وأكد مصدر ثان أن “جهات سياسية مقربة من إيران تمارس ضغوطا كبيرة من أجل إطلاق سراح أحد المعتقلين، وهو يعمل مقاولا إضافة لعمله في فرق الموت”.
وقال المصدر إن تاجرا معروفا يدعى أ.أ (موقع الحرة يكتفي بذكر الأحرف الأولى من اسمه لأسباب قانونية) يعمل كواجهة لميليشيا كتائب حزب الله في البصرة، تكفل بدفع أجور المحامين الذين يدافعون عن المعتقلين.
وأضاف أن “تسجيلات صوتية وجدت في هاتف أحد المعتقلين ويدعى أبو جنات، وهو يتحدث مع هذا التاجر في أكثر من مناسبة”، من دون أن يكشف المصدر عن تفاصيل هذه التسجيلات.
وأشار إلى أن “هذا التاجر لديه أيضا صلات وثيقة بنائب سابق يدعى (خ.أ) ينتمي لحزب إسلامي شيعي معروف ويعد واجهة لشخصية سياسية بارزة داخل الحزب تولت رئاسة الوزراء في وقت سابق”.
وفي حين لم تكشف السلطات العراقية تفاصيل بشأن المعتقلين والجهات التي تقف خلفهم، نقلت وكالة فرانس برس عن مسؤول، رفض الكشف عن اسمه، قوله إن “قوة استخباراتية تمكنت من اعتقال أربعة من المشتبه بهم ضمن شبكة تتكون من 16 شخصا مسؤولة عن الاغتيالات التي وقعت في مدينة البصرة والتي استهدفت الناشطين”.
وأشارت الوكالة إلى أن “المتهمين اعترفوا بجرائم بينها قتل الناشط والصحفي العراقي احمد عبدالصمد، وعدد آخر من الناشطين”.
جرف الصخر
وفي حين أكدت المصادر الاستخبارية صعوبة إطلاق سراح المعتقلين حاليا لأنهم اعترفوا بجرائم قتل واغتيال، من بينها واحدة طالت محافظ البصرة السابق محمد مصبح الوائلي ورجل دين سني بارز، إلا إنها أشارت إلى أن اثنين من أبرز قادة فرق الموت تمكنا من الهرب قبل تنفيذ أمر اعتقالهم بفترة قصيرة.
أحد هؤلاء يدعى أ. ط. والآخر يعرف باسم سيد علاء. ويؤكد المصدر الاستخباري العراقي أنهما تمكنا من الهرب إلى منطقة جرف الصخر بمساعدة مسؤول بارز في الحشد الشعبي في البصرة يدعى أ.ي.ب، ويلقب “أ.ج”.
وقال المصدر إن “تسجيلات صوتية عثر عليها في هاتف أحد المعتقلين، تعود لرجل أعمال عراقي، يطلب فيها تحذير أ. ط. بصدور مذكرة اعتقال بحقه قبل شهر تقريبا من بدء عمليات الاعتقال بحق عناصر فرق الموت”.
وأكد مصدر في الحشد الشعبي لـ”موقع الحرة” صحة المعلومات المتعلقة بتهريب أ.ط. وسيد علاء إلى منطقة جرف الصخر جنوبي بغداد التي تسيطر عليها ميليشيا كتائب حزب الله.
وأشار إلى أن “أ.ط. كان ينتمي في السابق لميليشيا عصائب أهل الحق، لكنه تحول في ما بعد إلى العمل مع ميليشيا كتائب حزب الله”.
إمبراطورية اقتصادية
تصاعد نفوذ الميليشيات الموالية لإيران في العراق سواء على الصعيد السياسي أو الأمني خلال السنوات الماضية، كما باتت تمتلك أذرعا اقتصادية تدر عليها ملايين الدولارات شهريا.
ويقول المصدر الاستخباري إن “فرق الموت” باتت أشبه بالمافيات الدولية، فمعظمهم مطلوبون في قضايا جنائية كالقتل والسرقة، لكنهم في الوقت ذاته باتوا أذرعا فعالة بيد الميليشيات الموالية لطهران.
ويضيف “هم ينفذون ما تطلبه منهم هذه الميليشيات في حال احتاجت لقتل أو تصفية شخص ما، حتى يتخلصوا من المسؤولية”.
ويتابع أن “هذه الفرق تسيطر على رصيف في أحد موانئ البصرة المهمة بإشراف ميليشيا كتائب حزب الله”.
يتم استخدام الرصيف، وفقا للمصدر، في تجارة الأسلحة بأنواعها وكذلك تجارة المخدرات سواء إلى داخل العراق أو تهريبها إلى دول لمنطقة”.
وبالإضافة لذلك، يوضح المصدر، أن هناك “قضايا كبيرة سجلت بحقهم لكن تم التستر عليها بسبب الضغوط والتهديدات التي تمارسها أذرع إيران ومنها إدخال عملات مزورة ومنها الدولار”.
ويبين المصدر أن ميليشيا كتائب حزب الله تسيطر إضافة إلى ذلك، على رصيفين داخل أحد موانئ البصرة ولايجرأ أحد على التقرب منها، حيث يمارسون فيها أعمال تهريب نفط وسلاح ومخدرات”.
من يقف خلفهم؟
وفقا للمصدر الاستخباري، فإن الميليشيات الموالية لطهران ومنها عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله، لا تتعامل في أكثر الأحيان بشكل مباشر مع هذه المجموعات، وإنما تستخدم وسطاء يدفعون لهم الأموال مقابل عملياتهم، ومعظمهم تجار ومقاولون يعملون واجهات لقوى سياسية عراقية.
من بين هؤلاء الوسطاء، مجموعة شركة الخمائل للخدمات البحرية، التي تعمل على تمويل مليشيات متعددة في العراق، وتتبع للحرس الثوري لكنها بإدارة عراقية، وفقا للمصدر.
وأدرجت الولايات المتحدة هذه الشركة ضمن قائمة العقوبات في مارس الماضي، وهي شركة مقرها العراق تعمل خارج ميناء أم قصر.
وأكدت وزارة الخزانة الأميركية حينها أن شركة الخمائل المملوكة للحرس الثوري، قامت ببيع المنتجات البترولية الإيرانية عبر الميناء في انتهاك للعقوبات الأميركية ضد طهران.
الواجهة الأخرى هي شركة مقاولات، يديرها ويشرف عليها شخص يدعى ب.م.
يؤكد المصدر الاستخباري أن ب.أ.م هو مسؤول الوحدة الاقتصادية في مليشيا كتائب حزب الله، حيث تمتلك المجموعة مقرات لشركات في عدة مناطق ببغداد.
ويضيف أن “هذه الشركات تعمل في قطاع الخدمات النفطية والنقل والمقاولات والتجارة العامة والسياحة والسفر وشركات للخدمات اللوجستية في مطاري بغداد والبصرة”.
وإضافة لذلك، هنالك أيضا شركات تجارية تتبع عصائب أهل الحق بزعامة قيس الخزعلي، متخصصة في مجال الخدمات النفطية والأرصفة في موانئ البصرة، ويديرها س.أ وبإشراف مباشر من قبل ث.ر مسؤول الملف الاقتصادي في العصائب، وفقا للمصدر.
ويشير المصدر إلى “وجود تجار ورجال أعمال أيضا يمولون أعمال فرق الموت هذه، عبر منحها ما بين 10 إلى 40 في المئة من أرباحهم”.
ن.م من البصرة و ت.خ من المثنى و أ.ل من ميسان وهؤلاء يعملون لصالح كتائب حزب الله بالإضافة إلى أ.أ الذي ذكرناه سابقا وشقيقه ع.أ وكلاهما يقيمان في العاصمة الأردنية عمان ويترددان على العراق ولديهما ارتباطات أيضا بإيران.
أما التجار الذين يعملون لصالح عصائب أهل الحق ويدعمون فرق الموت بالأموال ويتشاركون معهم في أعمال تجارية فهم كل من ج.م، ع.د، و ف.ك ومعظمهم يعمل في أعمال تجارية بين العراق وإيران
تقرير: مسؤولون أميركيون يرجحون وقوف ميليشيا وراء هجوم عين الأسد
الحرة / ترجمات – واشنطن
التحديث 04 مارس 2021
يعتقد مسؤولون أميركيون وعراقيون أن ميليشيا “كتائب حزب الله” المدعومة من إيران هي المسؤولة عن الهجوم الصاروخي الذي استهدف، الأربعاء، قاعدة عين الأسد غربي العراق، وفقا لصحيفة “بوليتيكو” الأميركية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية قولهم إن معطيات الضربة الأخيرة على عين الأسد تشبه إلى حد كبير الهجمات السابقة المرتبطة بكتائب حزب الله.
وتضيف الصحيفة أنه وبينما لا يزال التحقيق في الهجوم على القاعدة جاريا، يعتقد المسؤولين أن كتائب حزب الله، أو جماعة مرتبطة لها، هي من نفذت الهجوم، الذي تسبب بمقتل متعاقد مدني أميركي.
واستقى هؤلاء المسؤولون، الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لأنهم غير مخولين بمناقشة قضايا استخبارية، معلوماتهم من معطيات أولية متعلقة بسير التحقيق.
وتقول الصحيفة أن متحدثا باسم القيادة المركزية الأميركية، التي تشرف على العمليات العسكرية في الشرق الأوسط، رفض الإدلاء بتعليق فوري حول هذه المعلومات.
وتعرضت قاعدة عين الأسد العراقية، التي تضم جنودا أميركيين، لهجوم صاروخي، صباح الأربعاء، تسبب بمقتل متعاقد بسبب إصابته بنوبة قلبية خلال محاولة الاحتماء.
وتوعد البنتاغون برد في حال إصابة الجنود الأميركيين في العراق، بينما أعلن البيت الأبيض أن واشنطن تحتفظ حاليا بحق الرد على الهجوم.
وأكد المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، أن الولايات المتحدة لن تتحدث بشكل مسبق عن أي رد محدد على هجوم عين الأسد في العراق، مشيرا إلى أن رد من واشنطن سيكون بالتنسيق مع السلطات العراقية والحلفاء.
وكشفت مصادر أمنية غربية لوكالة فرانس برس أن الصواريخ التي استهدفت القاعدة هي من نوع “آرش” إيرانية الصنع وهي ذات دقة أعلى من الصواريخ التي تستهدف عادة مواقع غربية في البلاد.
وفي ديسمبر 2019، أسفر هجوم صاروخي على قاعدة عسكرية عراقية في كركوك تضم قوات للتحالف الدولي عن مقتل متعاقد أميركي وإصابة العديد من العسكريين.
وردت الولايات المتحدة بشن ضربات استهدفت مواقع لكتائب حزب الله الموالية لطهران قرب الحدود العراقية السورية.