نشرت مجلة “فورين بوليسي”، أمس الأربعاء، مقالاً حول الغياب شبه الكامل للملف العراقي من موسم الانتخابات الأميركية، حتى أنه لم يبد كعامل أساسي للتأثير على تصويت الناخبين.
تقول الكاتبة مينا العريبي، إن العراق من القضايا المهمة وشبه الغائبة عن النقاش الانتخابي الجاري، على الرغم من أن مكانة الولايات المتحدة “تشكلت في العالم إلى حد كبير من خلال وجودها على مدى 17 سنة في العراق”.
وأضافت “أشرف الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش على بدء الحربين في أفغانستان والعراق بمجموعة من القرارات التي جعلتها حروبًا إلى الأبد. وركض خليفته الرئيس باراك أوباما على أساس برنامج لإعادة القوات إلى الولايات المتحدة، وتم سحب معظم الجنود الأميركيين على النحو الواجب بحلول ديسمبر 2011”.
وحتى عندما “تجاهل” أوباما ونائب الرئيس آنذاك جو بايدن الصراع الأهلي المستمر في العراق لم يتمكنا من ذلك لفترة طويلة، إذ عادت القوات الأميركية بحلول عام 2014، لمحاربة تنظيم داعش، وفق الكاتبة.
تتابع العريبي “واليوم، الولايات المتحدة في طريقها لسحب قواتها مجدداً (5200- 3000) جندي، بحلول نهاية سنة 2020”.
وتتوقع ألا يرتفع عدد الجنود الأميركيين في العراق “إلا إذا حدث تطوّر كبير، مثل مثل ظهور منظمة إرهابية دولية أخرى تهدد بزعزعة استقرار المنطقة”.
البقاء “أفضل”
وترى الكاتبة البريطانية- العراقية، أن بقاء الولايات المتحدة في العراق أمر ضروري لعدة أسباب، بشرط “ألا يُقاس وجودها بعدد القوات” وفق تعبيرها.
أما الأسباب، فهي مرتبطة بشكل أساسي بما حققته الولايات المتحدة من بقائها طيلة السنوات الماضية في العراق، حسب العريبي.
وكتبت “منذ أن قادت أميركا تحالفًا عالميًا لإزالة نظام صدام حسين سنة 2003، حظيت بنفوذ كبير في بلد يمثل الركيزة الأساسية لأية إستراتيجية أميركية في الشرق الأوسط”.
وتعلل العريبي هذا الأمر بقولها “لأسباب ليس أقلها الحدود التي تشترك فيها مع إيران والأردن والكويت والسعودية وسوريا وتركيا، كما يمتلك العراق أحد أكبر احتياطيات العالم من الهيدروكربونات (النفط والغاز) وسيكون تدفقه الحر ضروريًا للنمو الاقتصادي العالمي لسنوات قادمة”.
“يعتقد معظم العراقيين أن الولايات المتحدة يمكن أن تساعدهم على قلب سنوات من عدم الاستقرار والصراع الداخلي والفساد. وسواء كان هذا واقعيًا أم لا، فإن الولايات المتحدة يمكن أن توفر الدعم السياسي والاقتصادي للتأثير على بغداد نحو التعددية السياسية وسياسات السوق الليبرالية المطلوبة في الشرق الأوسط” تتابع العريبي.
وتستدرك القول في مقالها، المعنون بـ“العراق.. العنصر المفقود في سياسة أميركا داخل الشرق الأوسط”، إن أهمية البلد ليست بسبب إمكاناته الاقتصادية والإستراتيجية فقط، إنما بسبب إيران أيضاً.
تقول “في السراء والضراء امتدت السياسات الأميركية تجاه إيران إلى العراق. عندما كثفت واشنطن العقوبات على إيران، زادت من ضغطها الاقتصادي على العراق. وإذا كانت واشنطن تأمل في الحد من شبكة طهران للميليشيات والجماعات المسلحة في المنطقة، فعليها أن تفعل ذلك في العراق”.
وفي حين قال كل من الرئيس الأميركي دونالد ترامب والمرشح الرئاسي جو بايدن، إنهما “مهتمان بالتوصل إلى اتفاق مع إيران” فإن طبيعة تلك الصفقة ستؤثر على العراق.
ويخشى الكثير من العراقيين من أن إدارة بايدن قد تسعى إلى العودة للاتفاق النووي الإيراني دون تقييد أنشطة الحرس الثوري الإيراني ووكلائه في العراق، حسب الكاتبة.
وتختم العريبي بالقول، إن العراقيين أيضاً “يخشون من أن رئاسة ترامب الثانية قد تشهد اندفاعًا لإبرام صفقة بأي ثمن تقريبًا لا يأخذمصير البلاد في الحسبان”.