ومرة أخرى، نابعة من الإجلال
مقالنا المنشور في صحيفة كيهان في السادس والعشرين من سبتمبر، وبالنظر لقصدنا من تدوينه جعلنا عنوانه “نابعة من الإجلال” متربعاً هامة المقال، والذي يعكس تحرقاً حيال ما جاء في قسم من بيان مكتب سماحة آية الله السيستاني، بخصوص اشراف الامم المتحدة على الانتخابات التشريعية في العراق، كان له صدى واسعاً ووجه باستنباطات مختلفة، لمّا تنتهي بعد. من هنا جاء التوضيح التالي ضرورياً.
لقد اعتمدت في مقالي المشار إليه، النسخة الفارسية المترجمة من البيان الذي نشره مكتب سماحة آية الله السيستاني حول لقاء سماحته بمبعوثة الامين العام للامم المتحدة “جينين هينيس بلاسخارت”.
وما استشفه كاتب المقال من البيان المذكور كان كالآتي، بان سماحته قد طلب الاشراف المباشر للامم المتحدة على الانتخابات التشريعية القادمة في العراق.
ولحسن الحظ ان مكتب سماحة آية الله السيستاني (دام عزه) واثر نشر مقال صحيفة كيهان ذيل توضيحاً يعكس الهوة بين ما فهمته مع حقيقة ما جاء في البيان، فكما جاء في بيان مكتب سماحته انه قد خاطب مبعوثة الامين العام للامم المتحدة، بالآتي:
“ينبغي خلال مراحل اجرائه (الانتخابات) ان تتم رعاية الشفافية ويكون الاشراف بشكل جاد، وبالتنسيق مع الجهة المعنية في منظمة الامم المتحدة”.
مستطرداً “فالبيان المذكور لا يتطرق الى الاشراف على الانتخابات من قبل الامم المتحدة وانما عن التنسيق في الاشراف مع آليات الامم المتحدة، وهذا يعني ان الاشراف يكون من قبل العراقيين حصرياً، وان تكون خصوصية الافراد المشرفين والآلية المتخذة في اجراء الانتخابات متسقة مع قرارات الامم المتحدة كي لا تعتري الشكوك بعض الافرقاء المعنيين بصحة اجراء الانتخابات”.
وكما تبين ان قصده تطابق الاشراف مع آليات الامم المتحدة وليس الاشراف المباشر للامم المتحدة على الانتخابات التي ستجرى في العراق.
من هنا لم يتطابق ما فهمته من رأي سماحة آية الله السيستاني مع ما تفضل به سماحته. وبسبب هذا الخطأ غير المقصود، استميح سماحته العذر، آملاً أن يُقبل إعتذاري عن الخطأ.
وبعدُ، أرى من الضروري الاشارة الى ثلاث مسائل؛
1 ـ انه بعد نشر مقال صحيفة كيهان إنبرى المسؤولون والشخصيات العراقية رفيعة المستوى، السادة؛ رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء، ورئيس السلطة القضائية، ورئيس مجلس النواب، والسيد نوري المالكي، والسيد حيدر العبادي و…
باصدار بيانات منفصلة، دعماً لسماحة آية الله السيستاني، تتضمن ادانات وللمقال الذي كتبته، ومعربين عن احترامهم للمكانة المقدسة للمرجعية. وبدوري اتقبّل ردود السادة ولا نقاش في ذلك، إلا ان الذي يلفت النظر هنا ويستحق كل تقدير هو اصطفاف المسؤولين العراقيين المحترمين صفاً واحداً في الدفاع عن مقام المرجعية والتأييد لسماحة المرجع المعظم، مما يسجل للشعب العراقي الأبي بارقة امل ولاعداء الاسلام اليأس والثبور، وهذا من مواطن الشكر.
2 ـ ان بعض المنتقدين اعتبروا مقالي موهناً، وهي تهمة باطلة،بعيدة كل البعد عن الانصاف، اذ تقطر أسطر المقال عبارات التواضع لمقام سماحة آية الله السيستاني ممزوجة بالادب والولاء لسماحته، نابعاً من اعتقاد قلبي بعيدة عن التشريفات الظاهرية، لمكانته المرموقة والحائزة للاحترام.
على سبيل المثال ـ اذكر نموذجاً من بين العديد ـ شددت على “وبالنظر للمكانة المرموقة لسماحة آية الله السيستاني والحائزة للاحترام، فان واقع الامر ان الامم المتحدة هي التي تفتقر لتأييد سماحته في اثبات احقيتها” وان المتابع لصحيفة كيهان تتضح لديه مدى تقديرنا لمواقف سماحة آية الله السيستاني لاسيما دوره في حفظ استقلال العراق.
3 ـ ان البعض على قلتهم قد اعترضوا عليّ في الاشارة لمواكبة سماحة آية الله السيستاني شؤون العراق وان سماحته احد المراجع العظام في العراق انه لماذا تتطرق لسماحته؟! والجدير ذكره هنا، انه رغم خصوصية الحدود الجغرافية وان سيادتها محترمة، إلا انها لا تفصل الامة الاسلامية الواحدة عن بعضها البعض.
ان آية الله السيستاني يحسب على عالم التشيع والذي لا تحيد وسعته هذا البلد او ذاك، ولا يتحدد بايران والعراق ولبنان وسورية وباكستان و…
شريعتمداري يعتذر من اية الله العظمى محمد رضا السيستاني
اعتذر رئيس تحرير جريدة “كيهان” الإيرانية حسين شريعت مداري للمرجع الديني العراقي آية الله السيستاني، على مقال انتقد فيه بيانا صادرا عن السيستاني حول الانتخابات العراقية.
وأوضح شريعت مداري أن المقال الذي تم نشره يوم السبت الماضي نابع من قلقه إزاء جزء من بيان مكتب آية الله السيستاني حول إشراف الأمم المتحدة على الانتخابات البرلمانية في العراق.
ولفت إلى أن مقاله استند على النص الفارسي لبيان مكتب آية الله السيستاني حول لقائه مع ممثلة الأمم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت.
وقال: “كان تفسيري من نص البيان هو أن سماحة آية الله السيستاني طلب من منظمة الأمم المتحدة المراقبة والإشراف المباشر على الانتخابات العراقية المقبلة. ولحسن الحظ، نشر مكتب السيستاني وبعد انتشار المقال إيضاحا بهذا الخصوص وتبين أن تفسيري بعيد عن الواقع”.
وأشار شريعت مداري إلى أن “السيستاني كان قد طلب من ممثلة الأمم المتحدة في العراق مراعاة الشفافية في جميع مراحل الانتخابات وأن تتم الرقابة على الانتخابات بشكل جدي وبالتنسيق مع الجهات ذات الصلة في منظمة الأمم المتحدة”.
وأضاف شريعت مداري أن بيان مكتب السيستاني لا يتحدث عن إشراف الأمم المتحدة على الانتخابات وإنما يتحدث عن تنسيق المراقبة وفقا لإجراءات الأمم المتحدة، ويعني ذلك أن يتم الإشراف من قبل العراقيين فقط ولكن خصائص المراقبين والإجراءات المطبقة في إجراء الانتخابات يجب أن تتوافق مع إجراءات وقواعد الأمم المتحدة بحيث لا يكون هناك أي اعتراضات من قبل بعض الجماعات ذات الصلة.
وأكد أنه بناء على ما تقدم فإن تفسيره لا يتوافق مع تصريحات السيستاني، وقال: “أعتذر لسماحته وأتمنى أن يقبل اعتذاري”.
هاجمت صحيفة “كيهان” التابعة لمكتب المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، السبت، المرجع الأعلى آية الله علي السيستاني، بشأن طلبه من الأمم المتحدة الإشراف على الانتخابات المقبلة في العراق.
وكتب حسين شريعتمداري، رئيس تحرير الصحيفة ومندوب خامنئي فيها، في مقاله الافتتاحي إن “دعوة السيستاني للأمم المتحدة بالإشراف على الانتخابات البرلمانية في العراق، يعتبر دون شأنه ومنزلته”.
وتابع، “لقد أخطأتم في طلبكم ممثلة الأمم المتحدة.. لا بأس في ذلك، لكن الآن عُدْ وصحّحْ ذلك وقل إنك لم تقل ذلك!”
واعتبر شريعتمداري دعوة الأمم المتحدة للإشراف على الانتخابات لضمان نزاهتها تعني إعلان “الإفلاس السياسي”.
وقال إن “طلبه هذا أولا لا يناسب الموقع الرفيع والمرموق الذي يحظى به آية الله السيستاني، وأن الأمم المتحدة هي التي بحاجة إلى دعم سماحته لتبرير أهليتها (للإشراف على الانتخابات)، وثانيا إن هذه الدعوة لا تنسجم مع مكانة العراق كدولة مستقلة”.
واختتم “إنني على قناعة بوجود خطأ في تقرير لقاء سماحته مع ممثلة الأمم المتحدة وأن مكتبه لم يراع الدقة في ذلك”، داعيا مكتب السيستاني إلى “تصحيح التقرير”.