بيناتهم ثار !وزير الثقافة يحتج على ولاية بطيخ

طالبت وزارة الثقافة والسياحة صناع الدراما في العراق بان يلتزموا بالضوابط المهنية والأعراف الاجتماعية عند تناولهم القضايا المطروحة وذلك بعد الضجة التي اثارها مسلسل بنج عام وما تناوله بشان جريمة سبي الايزيديات .

من جهتها دخلت لجنة الثقافة النيابية على خط الازمة التي اججها المسلسل والقناة، داعية الى اخضاع الاعمال التلفزيونية الى الرقابة حرصا على حماية التعايش السلمي والابتعاد عن الطائفية.

ودعت لجنة الثقافة والسياحة والاثار البرلمانية، في بيان لها ، كلا من نقابة الفنانين العراقيين والاتحاد العام للأدباء والكتاب ونقابة الصحفيين العراقيين وجميع وسائل الإعلام إلى “إرساء مبدأ التعايش السلمي الحقيقي الذي يعزز روح المواطنة الحقيقية في جميع البرامج التي تبث على شاشات التلفزة والإذاعات المحلية”.

وشددت اللجنة على ضرورة “الابتعاد عن كل ما يثير النعرات الطائفية والقومية والمذهبية ونبذ التطرف بجميع أشكاله، مشددة على ضرورة احترام جميع المكونات العراقية ومراعاة الذوق العام والمرتكزات الاخلاقية للمجتمع العراقي وفقا لأحكام الدستور النافذ”.

ونقل البيان عن رئيس اللجنة سميعة الغلاب ونائب الرئيس حمدالله الركابي وعضوي اللجنة بشار الكيكي وعلي الحميداوي، تأكيدهم على “ضرورة ان يأخذ كل دوره من مكانه، للوقوف على كل ما يطرح في وسائل الإعلام من برامج وما ينشر في الصحف والوكالات ومواقع التواصل من قضايا تثير الفتنة خصوصا في هذا الظرف الحرج الذي يمر به العراق”.

وقالت رئاسة اللجنة واعضائها انها “من باب مسؤوليتها البرلمانية عن مراقبة اداء الثقافة بجميع مفاصلها في البلاد وفقا للنظام الداخلي لمجلس النواب، عزمت على تشكيل لجنة مع الجهات المعنية لمتابعة البرامج التلفزيونية والمسلسلات وجميع ما يعرض في وسائل الاعلام”، مشيرة الى ضرورة “اتخاذ الإجراءات القانونية بحق من ينتهك الأمن المجتمعي والأهلي باثارة المواضيع الحساسة التي تخص المعتقدات والأديان والاعراق، مطالبة هيئة الإعلام والاتصالات بأخذ دورها الحقيقي باعتبارها الجهة التنفيذية المختصة بهذا الأمر”.

وفي السياق ذاته، اصدرت النائبة عن المكون الايزدي فيان دخيل بياناً ادانت المسلسل واعتبرت عرضه بأنه استخفاف بمأساة ابناء المكون.

وقالت دخيل، في البيان ، “اطلعنا بذهول وصدمة يمتزج معهما ألم المأساة وجروحها التي لم تندمل بعد على مشاهد الحلقة الخاصة بسبي الايزيديات من مسلسل “بنج عام ” التي عُرضت على قناة UTV وكيف أساءت للقضية وتجاوزت بشكل غير مبرر على ديانةٍ اصيلة ومكون أساس من مكونات الشعب العراقي وكيف استخدمت المأساة بكل استهتار واستخفاف وعدم شعورٍ بالمسؤولية من أجل تسويق العمل والقناة بقصد الربح على حساب أرواح وأعراض آلاف الضحايا الايزيديين ومئات الآلاف من أبناء جلدتهم”.

واضافت النائبة الايزدية بالقول “وإذ نستكر وندين بشدة المفردات السوقية الخادشة للحياء التي تضمنها العمل والتي مثلت تجاوزاً كبيراً على المجتمع الايزيدي وعلى الديانة الايزيدية بوجه خاص فإننا نذكر القائمين على هذه القناة انكم لعبتم في الماضي القريب دور الجلاد ولن يغفر لكم اليوم التخفي في دور المتعاطف مع الضحية”.

وتابعت النائبة “وهنا نعلن أمام الرأي العام العراقي والدولي اننا باشرنا بإتخاذ الإجراءات القانونية بحق القناة وأدارتها وبحق القائمين على العمل بشكل مباشر وبحق هيئة الاعلام والاتصالات التي وكما يبدو انها لاتعلم أبجديات عملها عندما تغافلت أو غضت الطرف بشكل متعمد عن هذه الإساءة الكبيرة للايزيديين”. وتابعت فيان دخيل “كما نجدد مطالبتنا للحكومة العراقية بالقيام بواجبها الشرعي والأخلاقي تجاه آلاف المفقودات والمفقودين الايزيديين والعمل بكل الوسائل على الكشف عن مصيرهم وإعادتهم إلى ذويهم وجبر خواطر عشرات آلاف العوائل الايزيدية الأخرى التي انتهكت حرماتها وقتل اعز رجالها نطالبها بذلك بدل وقوفها متفرجةً على تلك الاساءات ومثيلاتها”.

بدوره ادان النائب عن المكون الايزيدي صائب خضر المسلسل والقناة التي عرضته من دون تسمية.

وقال خضر، في تغريدة ، ان “الفن رسالة انسانية وليس تسويق عنصري واستهزاء بقضايا انسانية فقبل ايام ظهر فنان كردي تحدث بأسلوب مقزز عن الايزيدية وبنظريات بالية وخاطئة بكل المعايير الفكرية والتاريخية وبالامس مسلسل عراقي كوميدي تناول موضوع حساس وجوهري بأسلوب غير لائق ومستخف بالايزيديات ومعاناتهم لدى داعش”.

 

https://www.youtube.com/watch?v=TrIuIEeL6X4

وقالت الوزارة في بيان انها تتابع باهتمام بالغ ما أثير من ضجة بشأن المسلسل  الدرامي الانتقادي (بنج عام) الذي يعرض على قناة utv  ولا سيما الحلقة التي تناولت مأساة الطائفة الايزيدية المحترمة التي تشكل مع باقي الأطياف النسيج العراقي الجميل.
وشددت على الأهمية الكبرى التي تؤديها الدراما بوصفها أداة مهمة من أدوات التعبير عن الواقع وتسليط الضوء على المشكلات السياسية والاجتماعية والإقتصادية والنفسية بغية إيجاد حلول عملية ضمن إطار درامي وفني مقبول.
ومضت الى القول ” انها تهيب بصناع الدراما بأن يلتزموا بالضوابط المهنية والأعراف الاجتماعية عند تناولهم القضايا المطروحة “.
ورحبت “بأي عمل يتناول الحياة الإجتماعية في العراق من دون إسفاف أو استهانة بأي مكون تحت اية ذريعة : مبينة في الوقت انها تستنكر المس بالمكون الايزيدي الكريم وتتعاطف أشد التعاطف  مع مأساته.
كما اكدت الوزارة انها “تدعم الأعمال الدرامية الهادفة والرصينة.”
وجددت الوزارة دعوتها إلى صناع الدراما بوجوب “توخي الدقة في تناول الموضوعات الحساسة والإلتزام بالضوابط والمعايير الفنية والأخلاقية التي تنسجم مع تقاليد مجتمعنا وأعرافه بما يسهم في  تدعيم الوشائج الاجتماعية وهو أنبل دور تؤديه الدراما في هذا الوقت”.