8 مقالات عن العراق في الصحف العربية يوم الجمعة

ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر
1 إلمامة من بعيد لبعض الروايات العراقية لعراق ما بعد صدام حسين

د. عبد الودود النزيلي
راي اليوم
لم يكن سقوط النظام العراقي سنة 2003م مجرد سقوط نظام، وقيام نظام بديل، بل سقوط أمن ورخاء واستقرار المواطن العراقي البسيط، فما نراه اليوم في العراق من دمار وخراب واستهتار بأرواح البشر، خير شاهد على المؤامرة التي حيكت، وما زالت تحاك ضد العراق، وتنفذها أيادي الشر، التي تغتال رايات الحرية في مكمنها، وتٌخرس صوت الحق، وتٌلجم أفواه الضعفاء والمساكين، الذين تفاقمت أحوالهم السيئة، وازدادت معاناتهم، الأمر الذي انعكس بجلاء في أدب الخيال العراقي (الرواية)، لتكتب هذه المعاناة بحروف من نار، وسهام مشتعلة، تقذف مرتكبي الجرائم بحمم من غضب الشعب الثائر المظلوم.
القارئ المتمعن في هذه الروايات يجد، في معظم الروايات العربية، ولاسيما العراقية منها، نتائج الحوادث والفواجع التي ألمت بعالمنا العربي إثر سقوط بعض الأنظمة القومية، ويٌدرك مدى الحسرة والندم المرتسم ناصعاً في جبين جل الروايات، التي تطرقت لها هذه المقالة، والتي سلطت الضوء بدرجة كبيرة على الوضع العراقي، حيث برع الروائي العراقي بتجسيد هذه الأحداث في صورة حية تكاد أن تنطق وتقول أنا نسخة تُكرِر نفسها في جميع الأقطار العربية الأخرى ذات الصلة مثل ليبيا واليمن وسوريا. وبالتالي، يجد القارئ نفسه أمام أدب جديد في الثقافة العراقية بالذات: وهي ثقافة المقاومة وأدب الحروب. يحاول الروائي العراقي سرد تلك الأحداث المؤلمة إبان الإحتلال الأمريكي وما بعده، كما يسعى إلى الكشف عن العوالم السرية لحياة المجرمين، وتكذيب السرديات الاستعمارية، وسرديات الهوية، فضلاً عن محاولته لإيجاد مخرج ما لمعاناة أفراد المجتمع، وإحياء ثقافة الثأر، والانتقام من متسببي الفضائع الوحشية التي يتكبدها كل فرد في حياته اليومية، ويتجرع كل بريء ومستضعف ويلاتها بعد سقوط دولة النظام والقانون.
رواية “حليب المارينز” (2006) للروائي العراقي عواد علي تصور عودة الروائي إلى بلده لدفع فدية مالية لإنقاذ أخية من الخطف، حيث يتفاجأ بمقتل أخيه (وهي تصوير لحقيقة ضياع الأمن والاستقرار، والاستهتار بأرواح الأبرياء). نفس المشهد يتكرر في الحقيقة والواقع، ومنها عودة الأستاذ الدكتور حاتم الصكر، أستاذ الأدب والنقد العربي، الذي أسهم في الأدب، وكان وما زال له الباع الطويل، والاسهامات الجليلة، في ثقافتنا العربية من خلال كتاباته ومحاضراته، التي ألقاها في جامعة صنعاء، وما زال الدكتور حاتم ينشد الملاء عن مصير ابنه المغيب في غياهب الجب، بلا ذنب أو خطيئة، أو سبب يُذكر، ولا يمكن لأي امرئ تخيل أي سبب في ذلك الفعل المذموم، إلا كون أبوه رمزاً وشخصية أدبية لها اسهاماتها في مجال الفكر العربي، وهذا من نتاج ما بعد السقوط المشؤوم. وما قصة الأستاذ الدكتور حاتم الصكر إلا شبيه بتلك القصة في رواية “حارس التبغ” (2008) لعلي بدر التي انتهج فيها البحث الصحفي، لإيجاد الموسيقار العراقي المختطف (كمال مدحت)، الذي وٌجد مقتول على ضفاف نهر دجلة، فهي حالة من تصفية الشخصيات المرموقة وذويهم لطي صفحة منيرة من تاريخ العرب، ونأمل ألا يكون مصير نجل الدكتور حاتم نفس مصير الموسيقار الضحية في هذه الرواية المأساوية. وبالمناسبة فقد كان ذلك الموسيقار العراقي يهودي الديانة، حقيقة لا يعلمها أحد لأنه تخفى تحت اسم مستعار، واستطاع العودة من الأراضي المحتلة (فلسطين) بجواز سفر مزيف، وانتقل إلى إيران، ثم إلى الكويت، ومنها إلى العراق، وكانت هجرته إلى فلسطين (الأراضي المحتلة) بعد مذبحة الفرهود (والتي تسمى عند اليهود بالهولوكوست المنسي) في العام 1941م.
تعد رواية “الحفيدة الأمريكية” (2008) للروائية العراقية إنعام كجه جي (وصلت هذه الرواية إلى القائمة القصيرة في جائزة البوكر العربية) من أكثر الروايات العراقية التي تصور المشهد المؤلم للعراق بعد سقوط نظام صدام، فينعكس هذا المشهد القاتم على نفسية بطلة الرواية، زينة، وتركيبتها النفسية، فقد أصبح العراق ساحة للموت والدمار والفرقة، فزينة التي تحمل الجنسية الأمريكية، وتعمل مترجمة مع القوات الأمريكية، تحمل أفكار مغايرة لجدتها (رحمة) التي تمثل ماضي العراق الجميل، الرافض لأي احتلال أو هوان، في حين أن حفيدتها تمثل فكرة تقبل الانتماء لوطن آخر والدفاع عنه. وتصور الكاتبة من خلال زينة لاسيما عند انتهاء عقدها كمترجمة الوعود البراقة، التي قطعها الأمريكان عند دخول العراق، بحياة أفضل، فتدرك زينة في الأخير مأساة الانتماءين، وزيف ما جاء به المحتل.
يبدع الروائي جمال حسين علي في رؤيته الملحمية عن عراق ما بعد الغزو الأمريكي في روايته “أموات بغداد” (2008)، حيث يعدها الكثير من النقاد، الرواية الأولى، التي حاولت خلق نموذج إنساني من أشلاء الضحايا للانتقام والثأر لما يجري في الساحة العراقية؛ وتتجسد فكرة خلق نموذج إنساني بصورة أنصع في رواية ” فرانكشتيان في بغداد” (2013) (الحاصلة على جائزة البوكر العربية لعام 2014) للروائي العراقي أحمد سعداوي، حيث يقوم بطل الرواية (هادي العتاك) بتجميع أشلاء ضحايا التفجيرات الإرهابية، وإلصاقها ببعض لخلق وحش غريب، سرعان ما ينهض حاملاً رغبة الانتقام لكل الضحايا، والثأر من المجرمين الذين قتلوا مالكي الأشلاء التي تكون منها هذا الوحش، يلي هذا التمثيل الروائي عملية قتل الوحش نفسه بنفسه، ليوضح حقيقة أشنع وهي القتل العشوائي، الناجم عن التفجيرات الإرهابية، وحالة الفوضى والدمار والقتل والتشريد ذات الأبعاد الحزبية أو الطائفية، التي يكون ضحيتها الإنسان البريء. وعلى نفس المنوال، يوضح الروائي العراقي برهان شاوي في روايته “مشرحة بغداد” (2012) حجم المعاناة التي يعانيها العراقي، لاسيما بعد سقوط نظام الرئيس صدام حسين، مما جعل من الجثث في المشرحة تتكلم وتروي مأساتها، فينكشف الغطاء عن عراق ما بعد صدام حسين، الذي أريق فيه الدم العراقي، دونما أدنى سبب.
هناك العديد من الروايات العراقية التي لم يسعفني الوقت لذكرها، مثل رواية خاتون بغداد (2017) لشاكر نوري، ورواية ساعة بغداد (2016) لشهد الراوي (التي دخلت القائمة القصيرة في جائزة البوكر العربية)، التي تعكس أدب الحروب، وتحاول توضيح الأحداث الدامية، والمعاناة المستمرة للمواطن العراقي، وتداعيات انهيار دولة النظام إبان دخول القوات الأمريكية، ولسان حال الروائيين يترحم على ذلك الزمن الجميل الذي كان فيه كرامة العراقي شامخة، يعيشون في هدوء وسلام، وحالة من الدعة والطمأنينة، بالرغم من شظف العيش، بسبب الحصار المفروض عليهم.
ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر
2 العراق ضحية الترتيبات المذهبية والعرقية والمحاصصة
د. عبد الستار قاسم

راي اليوم

أهل العراق لا يستطيعون تشكيل حكومة، وإن شكلوها فإنها لن تدوم طويلا. والسبب لا تحتاج معرفته إلى عناء كبير: إنها المذهبية الطائفية والعرقية المقيتة. استسلم أهل العراق للترتيبات السياسية الخاصة بتوزيع المناصب العليا في البلاد والتي خطها الأمريكيون بعد غزوهم العراق والسيطرة عليها. لقد أسس الأمريكيون للخصومات الطائفية والفرقة والنزاعات بين أبناء الشعب العراقي كما فعل الفرنساويون في لبنان، وانساق العراقيون وراء هذا الترتيب الذي يمزق ولا يوحد، ويباعد ولا يقرب، ويزرع البغضاء والكراهية بين أبناء الشعب الواحد.
لم يستفد العراقيون من التجربتين اللبنانية والفلسطينية. تبنت التجربتان سياسة المحاصصة، وفشل الطرفان، أو على الأقل تمت عرقلة التطلعات اللبنانية والفلسطينية والإساءة في كثير من الأحيان لآمال الناس وطموحاتهم. ما زال اللبنانيون يتمسكون بالتخلف الطائفي الذي يصر على المحاصصة، وما زالت منظمة التحرير الفلسطينية متمسكة بالمحاصصة بين الفصائل والتي أدت إلى العديد من الاقتتال الداخلي الفلسطيني.
المحاصصة مدمرة ومخربة ويجب رفضها ونبذها وإخراجها نهائيا من الترتيبات السياسية الخاصة بإدارة شؤون البلاد. وهي كذلك لأنها:
أولا: تمزق الناس ولا تجمعهم وهي تبث الوعي الطائفي والمذهبي والعرقي، وتنبه من كان غافلا عنها أو غير مكترث بها لمراجعة حساباته ليكون جزءا من الصراعات الداخلية.
ثانيا: المحاصصة عنصرية لأنها تميز بين مواطن وآخر، وتقدم امتيازات لفئة على حساب أخرى. وبالتالي يتحول التعامل بين أبناء الشعب الواحد من فكرة المواطنة والتضامن والتكافل إلى الجنوح نحو الحسد والبغضاء والاستبعاد والاستهتار.
ثالثا: تعمل المحاصصة الطائفية والعرقية والمذهبية على إقصاء الكفاءات والخبرات العلمية والعملية والإنجازات الخاصة بالأفراد. يتم استبعاد المبدعين القادرين لصالح العاهات المحسوبة على طائفة دون أخرى أو، كما في الحالة الفلسطينية، المحسوبة على تنظيم معين.
رابعا: تتغذى المحاصصة على الفكر والفلسفات الاجتماعية والسياسية والنظريات الاقتصادية التي ثبت ضرورتها وحيويتها في بناء الدول والمجتمعات. لا وزن ولا قيمة لآراء المفكرين والمثقفين والمنظرين في مجتمعات المحاصصة إن لم يكونوا طائفيين أو عرقيين. وهذا طبعا ينطبق على محاصصة الأحزاب كما في الحالة الفلسطينية التي لا ترى قيمة لأي قدرات علمية وفكرية إلا إذا كانت من داخل التنظيم.
خامسا: تنظر ترتيبات المحاصصة عادة إلى مواقف المذهبيين الطائفيين لتقييم السياسات التي من الممكن أن تتبناها. وعادة تتبلور مواقف الطائفيين وفق ما يرونها أنها مصلحتهم، أي ان المصلحة الخاصة لها أولوية حتى لو تضاربت مع المصالح العامة. وبذلك تتحول الدولة إلى دولة مصالح عرقية وطائفية، وليذهب بعدها من لا يلتزمون بهذه المحاصصة إلى الجحيم. ظلم كبير يقع على المجتمع ككل، وبالأخص على الذين يؤمنون بالوحدة والمصالح العامة. أصدقاء المصالح العامة منبوذون قطعا، ولا دور لهم، ومن المحتمل جدا أن يتعرضوا للملاحقة والاضطهاد والتشهير والإساءات. المذهبيون والطائفيون والعرقيون والمنغلقون تنظيميا لا دين لهم، ولا تتوفر لديهم منظومات قيمية وأخلاقية سوى تلك التي تخدم مصالحهم.
أهل العراق يتمسكون بهذا الترتيب الغبي الذي أراده الأمريكيون من أجل شل العراق إلى الأبد، وإخراج الشعب العراقي من دائرة تقرير المصير والاستقلال والسير قدما نحز حياة تتطور وتتقدم بسواعد عراقية. ولا أخال أحدا في العراق يستبعد الدور الصهيوني في تقسيم العراق إلى سني وشيعي وعربي وكردي وأشوري وكلداني وأيزيدي، الخ.
أيها العراقيون: أنتم عراقيون أولا وأخيرا، وأنتم تنتمون إلى أمة عريقة ذات تاريخ مجيد، وقد ساهمتهم مساهمة فعالة في بناء حضارتها وأمجادها وصد العدوان عنها. وأنتم الآن أمام مسؤولية تاريخية، فلال تدعوا أنفسكم أمام مهزلة لا يقبلها التاريخ العراقي والعربي والإسلامي.
فأين الحل؟ يكمن الحل في تقديري في حظر كل التكتلات الطائفية والمذهبية والعرقية السياسية واستعاضتها بجمعيات، وتشجيع تشكيل أحزاب برامجية عامة. يصعب على الأحزاب الفكرية والبرامجية أن تنال ثقة الجمهور بعد كل هذا الضخ الطائفي والمذهبي في العراق، لكن التأسيس ضروري ليصبح جزءا من التركيبة النفسية والتربوية العراقية، ومع الزمن يتطور التفاف الناس حولها. ولكن يجب أن نأخذ بالاعتبار أن البرامج الحزبية المغلقة ضارة كالطائفة، ومن المفروض وضع قواعد أخلاقية غير عنصرية لتشكيل هذه الأحزاب. والأحزاب الفكرية والبرامجية تشكل كوابح للشراهة الطائفية في السيطرة.
ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر
3 المخرج هادي ماهود يرثي مدينته في الفيلم الوثائقي “مراثي السماوة” علي المسعود

راي اليوم

شاهدت الفيلم الوثائقي ” مراثي السماوة ” للمخرج العراقي هادي ماهود ، الفيلم يوثق التفجيرين اللذين وقعا في مدينة السماوة في عام 2016 وراح ضحيتهما عراقيون أبرياء من مدينة السماوة ، مسقط رأس المخرج . سبق لي أن شاهدت له فيلم فيلم روائي قصير من تأليفه وإخراجه و يحمل عنوان “العربانة ” الذي تم تصويره في مدينة السماوة وسط العراق، وكان من بطولة جمال أمين وطه المشهداني والشاعر نجم عذوب وعدد آخر من الممثلين وهو يمثل متابعة لرحلة عربة يجرها حصان يقودها مجنون وتحمل جندياً تشير ملامحه وأزياؤه إلى أنه خارج من معركة خاسرة ، وهذه العربة تقطع طرقات ومن خلال هذه الطرقات نكتشف الكثير من المشاهد التي تشكل العراق بوضعه الحالي المتمثل بالاضطرابات والانقسامات والقتل والمفخخات، جسّد شخصية سائق العربة الممثل والمخرج جمال أمين، وكان أداءه متميزا و جمال امين صاحب تجربة عريضة في مجال الاخراج و التمثيل السينمائي .
أفتتاحية فيلم” مرثية السماوة” في أحدى الاسواق في مدينة السماوة ، و ينساب صوت المطرب حسن نعمة وهو يغني : /
نخل السماوة يكول طرتني سمرة
سعف وكرب ظليت مابية تمرة
ثم ينساب صوت الاذاعي الرائد انور عباس يذكرنا بمقطع من قصيدة الشاعر سعدي يوسف ( سيدة النهر) التي كتبها في سبعينيات القرن الماضي، والمقطع الشهير في أشارة الى السماوة المكان والمنفى
تتوهّمْتُ نخلَ السماوةِ ، نخلَ السماواتِ
حتى حسِبـْتُكِ عاشقةً ،
فانتظرتُ النهارَ الذي يَطْـلُـعُ النجمُ فيهِ.
توهّمْتُ
أَوْهَمْتُ
ومن ذكريات نكرة السلمان ياتي وجه السماوة ، حيث تسجل خواطر السجناء على الجدران ، ذالك السجن الذي كتب سعدي يوسف على جدراه قصائده ، ورسم عبد الله كوران الشاعر الكردي أناشيده الكردية المتخومة بالحنين الى كردستان وجبالها ووديانها واغاني الرعاة ، السماوة تلك المدينة التي تحضن احلام الفرات ، في مرثية السماوة البطل هم فقراء السماوة الذين ظلوا يشيدون أحلامهم بمن ينصفهم بخبز حافي لبطونهم الجائعة . ثم تنقل الكاميرا بحديث الرجل البسيط الذي يفتي بان لعبة الدومينو حرام وزنا لأن رجل الدين (السيد) اقنعه بخرافة ان الزنا مرة واحدة في حين لعب الدمينو مثل اللاعب على فرج امه 40 مرة في باب الكعبة فتبطل صلاته؟، بهذه العقول الساذجة يتحكم رجال الدين في تمرير خرافاتهم وهذه الحالة شائعة في جميع محافظات العراق ، لذا فيلم ماهود”مرثية السماوة “هو بمثابة مرثية وطن اسمه العراق!. العراق الذي نهشة الساسة بفسادهم ورجال الدين بتخريب العقول بخرافاتهم ، السماوة المدينة صاحبة التاريخ العريق والتي لم يخدمها المسؤول او الحاكم و التي غرقت بالاهمال وأصابها التصحرر في كل مرافق الحياة؟؟.
مثلا ، يتنتاقل الاهالي الناس حكاية عن محافظ للسماوة كانت لديه اكبر مزرعة لتربية الغزلان في بستان له في قضاء الرميثة وقد نشر أعمدة الكهرباء على جانب الطريق الصحراوي الواصل بين السماوة ونقرة السلمان كي تصل الطاقة الكهربائية الى مزرعته ، في حين تعاني احياء السماوة من شحة الكهربائية الوطنية!! .
السماوة التي قصفتها الطائرات الاطلسية وسرقت الحروب ابناءها وأكل الجوع في بطون فقراءها !!،وفوق كل هذا الاسى تاتي السيارات المفخخة لتحصد المزيد من الارواح البريئة ، اقصاءها تلك السيارة التي انفجرت في الكراج الموحد؟؟، وبعد تلك المذبحة و الذي تحول فيه السوق الى مسلخ بشري بفضل فتاوي شيوخ الفتنة ، يظهر لنا احد أعضاء مجلس النواب وهو من اهالي السماوة ، في تصريح عن الانفجار والملفت للنظر ظهور صور ة المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران (علي خامنئي) خلفة بدلا من صورة مسؤول عراقي وهذه اشارة واضحة الى تبعية النظام السياسي والاحزاب وأعضاء البرلمان الى النظام الايراني وهذه اشارة ذكية من المخرج، وبتقديري ان تلك اللقطة و التي مدتها لم تصل الى الدقيقة الواحدة، لكنها تعادل الاف من المقالات وثرثرة السياسين في الكشف عن تبعية الاحزاب الشيعية وممثليها في البرلمان، وينتهي الفيلم بصور الشهداء مع صور لمكان التفجير والذي يختلط الدم بعجلات السيارة .
فيلم “مرثية السماوة” مرثية الى مدينة أعطت للوطن أربعين روحا فقيرة وطيبة تبحث عن رزقها طارت الى السماء .
الفيلم الوثائقي ” مرثية السماوة” عمل يستحق المشاهدة و الثناء للكاتب و المخرج والمنتج لهذه الوثيقة المثابر هادي ماهود ، تحية لك وانت تخط وتحفر أسمك بالصخر في حجر الابداع العربي والعراقي بجهدك الخاص وبدون دعم من الدولة ومؤسساتها الثقافية .
ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر
4 بمناسبة الذكرى17 لاحتلال العراق قراءة هادئة في الدور الخليجي في غزو وأحتلال العراق 2003 أ. د. جاسم يونس الحريري

راي اليوم

سنحاول أن نكون موضوعيين، ومحاديين لاستعراض المواقف الايجابية والسلبية لدول مجلس التعاون الخليجي من الغزو والاحتلال الامريكي للعراق وكما يأتي:-
المواقف الايجابية:-
طرحت دولة الامارات العربية المتحدة ومملكة البحرين مبادرتين سلميتين لحل الازمة العراقية ، وتجنب الحرب ، والغزو على العراق عام 2003وكما يأتي:-
1.المبادرة الاماراتية:-
أصاب المبادرة الاماراتية لحل الازمة العراقية الكثير من الجدل ، وبرز حولها الكثير من علامات الاستفهام لعل من أبرزها:- هل هي مبادرة أماراتية صرفة ، أم كانت تتم تحت ضغط أمريكي؟لاشك أن المبادرة الاماراتية كانت تمضي تحت ضغوط أمريكية تحت ذريعة أنذار العراق بمخاطر تصديه للمخطط الامريكي -البريطاني لغزو العراق.والتساؤل الاخر الذي يطرح في هذا المجال لماذا طرحت المبادرة من قبل الامارات حصرا وليس من قبل غيرها من دول الخليج الاخرى؟وذلك للاسباب التالية:-
أ-مكانة الامارات الاقليمية، والدولية.
ب-التمهيد للضغط على العراق لتقبل أزاحة قيادته السياسية، وتهيئة الاجواء، والبيئة الاقليمية، والعراقية لذلك.
ج-أن توقيت المبادرة جاء بعد يوم واحد من طلب ((كولن باول)) وزير الخارجية الامريكي الاسبق الى قمة ((شرم الشيخ)) في مصر لاصدار بيان ((شديد اللهجة)) يطالبون فيه العراق الالتزام بمطالب الامم المتحدة بنزع أسلحة الدمار الشامل ، وتقديم أقتراح بأن يتنحى الرئيس العراقي السابق صدام حسين عن رئاسة السلطة في العراق ، ويغادر البلاد للاقامة في المنفى.
2.المبادرة البحرينية:-
أبدت البحرين أستعدادها لاستضافة الرئيس العراقي السابق صدام حسين بعد تسليم المسؤولية الى جهات تتمكن من معالجة الموقف ، وقد رفض صدام حسين كلتا المبادرتين ، ووقعت الحرب أوزارها على العراق في الحادي والعشرين من مارس2003.
الدور السلبي لدول الخليج في غزو وأحتلال العراق العراق2003
1.لعب ((بندر بن سلطان ))سفير السعودية في واشنطن قبل غزو وأحتلال العراق دورا مهما للتنسيق مع كل الجهات لاطباق عملية الغزو على العراق الذي كان واسطة لنقل المعلومات بين واشنطن ، وفرنسا ، ومصر حول العراق، ودوره في مناقشة خطة الاطاحة بنظام صدام حسين.
2.دور بعض دول الخليج في تحمل تكاليف الحرب على العراق:-
أدركت واشنطن أن لدول الخليج دورين مهمين يجب أن تقوما بهما وهما :-
أ-لعب دور ((ظاهري))!!! وهو جدولة ديون العراق ، أو حذفها.
ب-لعب دور ((خفي))!!! لتحمل تكاليف الحرب ، والعدوان ، وأحتلال العراق.
وعلى هذا الاساس أدركت أدارة بوش أن فاتورة الحرب ، والاحتلال تتصاعد يوميا ، في ظل أرتفاع زخم المقاومة العراقية المسلحة التي أستهدفت قوات ، ومعدات الاحتلال الامريكي ، وهذا العامل أرهق الميزانية الامريكية الذي بدا عليها الترهل ، والشيخوخة ، بسبب التكاليف ، الباهظة للحرب .
ج-المخططات الخليجية لاستغلال غزو وأحتلال العراق لدعم الاقتصاد الخليجي:-
أولا:-أن أنشغال العراق بالحرب الامريكية –البريطانية سيعطل عودة دوره الاقتصادي الى سابق عهده من أنتاج النفط قبل الحرب ، وأنشغاله بحالة عدم الاستقرار ، وأستهداف أنابيب النفط العراقية لتعطيل عودة العراق بحصته التصديرية الى ماكان عليه قبل الغزو.
ثانيا:-تعزيز سيناريو قيام بعض دول الخليج بدور سلبي في الساحة العراقية لابعاد الاستثمارات الاجنبية اليه.
ثالثا:-حجز الانظار الى دول الخليج لجلب الاستثمارات نحوها بدلا من العراق.
د-الدور العسكري الخليجي في غزو وأحتلال العراق:-
أولا:- دولة الكويت:-
-أحتضان دول الخليج لمراكز القيادة والسيطرة الامريكية للاشراف على العمليات العسكرية في العراق منها ((دولة الكويت)) ، حيث وقعت أتفاقا مع أمريكا بتأريخ14/9/1991، وعلى ضوء هذا الاتفاق أستخدمت القوات الجوية الامريكية ((قاعدة أحمد الجابر الجوية))لصالح القوات الغازية.
-أنشئت الكويت ((قاعدة جوية جديدة)) في جنوب البلاد ، تسهيلا لامكانية الانتشار السريع للقوات الامريكية ، بحجة الدفاع عن الكويت.
-بررت الكويت تلك التسهيلات للامريكان لتوفير غطاء دفاعي ، عسكري يوفر للكويت الامن.
ثانيا :- دولة قطر:-
-يعلق ((باتريك ثيروس))السفير الامريكي في الدوحة عام2002 عندما قال ((أن القطريين قرروا أن ضمانات ، المستقبل اليهم هي أقامة أوثق العلاقات مع الولايات المتحدة ، وهم أكثر أستعدادا من بعض جيرانهم لتأييد هجوم أمريكي على العراق ، من أجل المحافظة على تلك العلاقات)).
-سمحت قطر لامريكا بأدارة قاعدة ((السيلية))، وأنها أنفقت أكثر من(( بليون)) دولار!!! لبناء قاعدة ((العديد))الجوية ، لجذب القوات الامريكية .
-أن المسؤولين القطريين أقترحوا كما يقول مسؤولون غربيون أقامة القيادة المركزية للقوات الامريكية في الخليج على أراضيهم.
-سمحت قطر للقوات الامريكية بأستخدام جزءا من مطار((الدوحة))في عمليات الامداد في موقع منه يعرف بأسم ((معسكر سكوبي)).
-سمحت قطر لامريكا بتخزين ذخائر في مكان سري في الصحراء يسمى هذا الموقع ((فالكون)).
-لاننسى دور قطر في السماح لانطلاق الطائرات الامريكية المخصصة للحرب النفسية ، والالكترونية الذي كانت تقوم بحراسة منطقة ((حظر الطيران)) في العراق ، في منتصف التسعينيات من القرن المنصرم ، وتنطلق من قطر للقيام بعمليات سرية فوق العراق من باب الدعاية ، والحرب النفسية هناك للتهيؤ للضربة الامريكية ، والعدوان على العراق.
ثالثا:-المملكة العربية السعودية:-
-الدور السعودي ((غير المرئي))!!! في الحرب على العراق لان الوثائق الامريكية تقول أن قيادة المعركة الجوية ضد العراق كان يتم على الاراضي السعودية ، حيث أدار قادة عسكريين أمريكيين مركز السيطرة ، والقيادة لاطلاق طلعات الطائرات F16 ، أو أعادة طلعات تعبئة وقود ، وطلعات خاصة للاستخبارات العسكرية الامريكية C.I.A.ظلت تلك المعلومات ((طي الكتمان))!!! ، خشية من أثارة الشارع السعودي ضد الحرب على العراق ، والذي يرفض الوجود العسكري الامريكي على الاراضي السعودية.
-بعد بدء الغزو الامريكي للعراق سمحت السعودية بمرور صواريخ ((كروز))في السماء السعودية لقصف العراق ، حيث سقط البعض منها على الاراضي السعودية بالخطأ.
-زود السعوديون القوات الامريكية بمحروقات بقيم مخفظة جدا ، وكان طابور صهاريج النفط الامريكية يمتد لاميال خارج قاعدة ((سلطان الجوية)).
رابعا:-سلطنة عمان والبحرين والامارات:-
فتحت الدول الثلاثة أعلاه مطاراتها للقوات الجوية الامريكية لاستخدامها للقيام بطلعات جوية ضد العراق.
هـ- التعاون الاستخباري الخليجي الامريكي ضد العراق:-
أولا:- سمحت دول الخليج لامريكا بتواجد مجاميعها الاستخبارية الخاصة لتنفيذ مهام أستخبارية ، أنطلاقا من الاراضي السعودية قبل الحرب .وكانت وثيقة((كوبرا 11))الامريكية قد سردت التفاصيل الخفية لتلك القوات ومن ضمن واجباتها:-
-الاستيلاء على مطار بغداد الدولي.
-تطهير العوائق والحطام لكي تسهل مرور القوات الامريكية .
-نسب لها مهام لاغراض ((التمويه))!!! التحقق من عدة مواقع يشتبه في أنها تحتوي على ((أسلحة دمار شامل))!!! في غرب العراق.
ثانيا:-طورت الاجهزة الاستخبارية الامريكية ، والبريطانية مع الاجهزة الاستخبارية الخليجية ضد العراق وهذا ماأكده ((مايكل ياف))المتخصص في شؤون الخليج لجامعة الدفاع الوطني بواشنطنD.C.
ثالثا:- حصلت دول الخليج على أجهزة أستخبارية متطورة التي تستخدمها البحرية الامريكية للتجسس ضد العراق ، لتزويد الطائرات الامريكية بالمعلومات مباشرة.
و-دور الاعلام الخليجي لتحشيد الرأي العام ضد العراق:-
حاولت القنوات الفضائية التابعة لبعض الدول الخليجية كقناة الجزيرة ، وMBC بكل فروعها ، وأبو ظبي ، ودبي أثارة الازمة ، وتصعيدها ، وأيجاد مبررات لها ، وتصوير الازمة ، وكأن حلها لايمكن ألا عبر الحرب ، وليس عبر المفاوضات ، وأن الحرب حتمية ، بحيث يتم تركيز الاخبار على نقاط جوهرية ك((الديكاتورية)) ، و((أسلحة الدمار الشامل)) ، و((نشر الاشاعات ))، و((صناعة قصص وهمية)) ، و((أختلاق الروايات ، والاحداث)) لتقوية ردود الافعال العاطفية ، وتغييب وعي المتلقي ، وتدميره نفسيا.وأستخدم الامريكان مصطلحات ((اله الاكاذيب))، و((بغداد أكسبريس))، و((تكتيك الخداع))، و((الدولة العدو))، و((نظرية الدومينو الجديدة))لتشويه صورة العراق ، وتبرير الغزو عبر عمليات غسيل الدماغ مركزة، لتسهيل تقبل العراقيين والخليجيين لخطة الغزو والاحتلال.
ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر
5 ما هي سيناريوهات الفوضى الإيرانية في العراق ؟
غانم العابد
عكاظ
ليس هناك أي شك في أن إيران بدأت سلسلة خسارتها في العراق برفض نفوذها فيه من قبل الشارع المنتفض (الشيعي تحديدا)، الذي عبّر بكل وضوح من خلال حركة الاحتجاجات برفض الهيمنة الإيرانية وأسقط كل قدسية كانت تتمتع بها أو مواليها منذ بداية الاحتلال الأمريكي عام 2003، ما جعل طهران تتعامل مع هذه الاحتجاجات على أنها شرارة لنهاية نفوذها في العراق.

وعلى الرغم من كل ما قامت به من خلال مليشياتها باستهداف هذه الاحتجاجات من اغتيالات وخطف وتهديد وترهيب وتعذيب، طال المئات وجرح الآلاف وخطف العشرات، إلا أنها لم تستطع إخمادها، بل على العكس استمدت قوة أكبر جابهت به هذه المخططات.

الآونة الأخيرة وفي ما يبدو أن إيران تريد استغلال التوقف الحاصل حاليا في حركة الاحتجاجات بسبب وباء كورونا من خلال تنفيذ مخططات تتيح لها تحقيق الكثير من أهدافها في العراق.

وبمراجعة بسيطة لما يجري على الأرض من أحداث وخروقات حدثت في الفترة الماضية، نجد أن جميعها حدثت في محافظات لم تشهد حركة احتجاجات أو شاركت بها مثل صلاح الدين ونينوى، واليوم في الأنبار وبتركيز أكبر وواضح في محافظتي كركوك وديالى. ونستثني هنا استهداف الشركات في البصرة وبغداد كون الغاية منها معلومة.

هذه الأحداث بكل وضوح هي محاولات استباقية من إيران قبل انتهاء أزمة كورونا وكذلك التحشيد الكبير الذي يعمل عليه المتظاهرون لمليونية قادمة.

إيران تسعى لاستباق الأحداث ومنع عودة حركة الاحتجاجات إلى ما كانت عليه قبل التوقف المفاجئ بسبب الفايروس عبر بث الفوضى في المحافظات المذكورة تستطيع من خلالها تحقيق أكثر من هدف، أولها: نقل الأزمة من المحافظات المحتجة (والإيحاء إليهم أن هناك تهديدا جديا قادما من هذه المحافظات) إلى المحافظات الغربية والشمالية ليتيح لها كسب الوقت وإعادة ترميم أوضاعها في المحافظات الجنوبية التي خسرتها والتي عبر من خلالها المحتجون عن رفضهم للهيمنة الإيرانية.

ثانيها: استمرار سيطرتها على تشكيل الحكومة العراقية التي باتت الورقة الأخيرة لها لاستمرار نفوذها، وإذا ما خسرت هذه الورقة المهمة لها فهذا معناه أن سيطرتها ستنتهي بنسبة كبيرة جداً.

ثالثها: إشغال الولايات المتحدة في صراع مع عدو تتخادم معه من أجل عدو أكبر ليس لها القابلية على مواجهته.

قد لا تكون هذه السيناريوهات هي نهاية المطاف أو الورقة الأخيرة بالنسبة لإيران، بل قد تذهب لسيناريوهات أسوأ (بالتذكيرهنا لما طرحه أمير موسوي في موضوع الانقلاب المزعوم أو هروب سجناء «داعش» من سجن الحوت) التي هي رغبة إيرانية ستلجأ إليها إذا ما انتهت كل الحدود لديها. أوأنها ستطلب تسديد ثمن صكوك الغفران التي منحتها لـ(السنة) بخلفية قتالية (أثناء الاحتلال الأمريكي للعراق) حان وقت تسديدها الآن عبر تجنيد مليشيات سنية (بندقية مستأجرة) تقاتل لصالح إيران في العراق، بعد أن أثبت الواقع أن المليشيات (الشيعية) الموالية لإيران أضعف من أن تقاتل أمريكا، بدليل استخدامهم مؤخراً أسماء لفصائل وهمية أو سرقتهم فيديوهات لعمليات حدثت أثناء فترة الاحتلال الأمريكي قامت بها جهات ونسبها إليهم ويساعدهم في ذلك الإعلام الإيراني المرتبط بفيلق القدس.
ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر
6 يكرهون الرياض.. ويتمنون وصال واشنطن !

محمد الساعد عكاظ
في الوقت الذي كان فيه إعلام الرئيس السوري (الراحل) حافظ الأسد يشتم أمريكا ليل نهار عبر إذاعاته وتلفزيونه وصحفه، ويصف الدول العربية التي تتمتع بعلاقة حسنة معها وعلى رأسها المملكة العربية السعودية بالرجعية والعميلة للغرب، كان حافظ الأسد هو من يطلب في الخفاء من ملوك السعودية كلما التقى بهم الحفاظ على العلاقة مع واشنطن بل وتعميقها وتوثيقها، مؤكداً أن علاقة الرياض وواشنطن هي الضمانة الحقيقية للأمن العربي، وهي الوحيدة القادرة على التأثير في القرار الأمريكي وكبح جماحه لو أراد القيام بأعمال عدائية تجاه سوريا أو مثيلاتها.

طلب حافظ الأسد من السعوديين يلخص عقلية عرب الشمال، التي تقول في الخفاء ما لا تقوله في العلن، وهم يعلمون يقيناً أنهم لا يستطيعون حكم شعوبهم من دون وجود شيطان يلقون عليه كل إخفاقاتهم -وهو هنا أمريكا-، يبنون شرعيتهم على عداء الغرب الإمبريالي -حسب وصفهم-، ويتباهون في إعلامهم بسب أمريكا ويدعون لمعاداتها، وفي الوقت نفسه يتمنون رضاها في الخفاء.

دعونا نستذكر أمثلة للمواقف السعودية التي كانت قادرة على توظيف علاقتها مع الغرب لصالح العالم العربي، وفي الوقت نفسه الفصل بين خلافاتها مع أي بلد عربي وبين الحفاظ على أمنه واستقراره، بل ولإبقاء الخلاف في حدوده الدنيا دون الانجراف إلى تهديد وجوده لا سمح الله.

في أعقاب هزيمة الأيام الستة 1967 ائتلفت القمة العربية في الخرطوم، كانت «مصر عبدالناصر» قبل أسابيع تقصف المدن السعودية بالنابالم، التقى العرب من أجل إنقاذ مصر من الانهيار الاقتصادي وعدم قدرتها على إعادة بناء قواتها العسكرية مرة أخرى، كان الملك فيصل حاضراً وكان عبدالناصر حاضراً، وعلى رغم المرارة السعودية إلا أن الفيصل قال -وهذا مسجل في محاضر القمة عندما طلبت مصر مساعدة الرياض اقتصادياً-: مصر تؤمر يا سيادة الرئيس ولا تطلب، إنها القيم السعودية التي لا تحيد عنها.

في عام 2003 اجتاحت أمريكا العراق واستطاعت خلال تسعة أيام الانقضاض على بغداد وإسقاط النظام، كانت دمشق تعلم تماماً أن الدور عليها فلجأت إلى الرياض -وكما كان حافظ الأسد يتوقع- استطاع المصمك إيقاف الدبابات الأمريكية من اقتحام سوق الحميدية في دمشق وإلحاق النظام السوري بأخيه العراقي.

على أثر خيانة دمشق (بشار) للسعوديين ونكثها بوعدها في الحفاظ على حياة رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري وقيامها باغتياله عام 2005، غضب العالم كله لجرأة النظام السوري على تلك العملية الإرهابية التي حاول كثيراً التنصل منها.

وصل الغضب الأمريكي ذروته وكانت واشنطن عازمة على ضرب الجيش السوري في لبنان والقضاء عليه وأمهلت «دمشق» 24 ساعة فقط لكي تنسحب من لبنان -وهي التي بقيت فيه 40 عاماً أسست قواعدها ومناطق نفوذها- حاول النظام السوري المراوغة لكنّ اتصالاً سعودياً أراد الحفاظ على سوريا من أن تحتل كان كفيلاً بإقناع دمشق بالانسحاب حفاظاً على دولتها، لقد بذلت الرياض جهوداً هائلة رغم الجرح العميق الذي ارتكبه بشار وحسن نصر الله بحقها.

إذن ما هو السر وراء ثقافة كراهية للسعودية المترسخة عن بعض العرب بحجة العداء للغرب؟؟

إنها عقيدة كراهية اخترعها عرب الشمال تخفي غضبهم وحسدهم من تفجر البترول في صحارى المملكة على أيدي الشركات الغربية، متمنين لو غارت الآبار أو أصبح النفط بلا قيمة، كما كانت فرحتهم قبل أيام عندما التبس عليهم سعر البيع الآجل في السوق الأمريكية.

لقد رسخت المنظومة القومجية والبعثية واليسارية بنيتها العقائدية والتنظيمية والإعلامية على العداء لأمريكا والغرب بالعموم، وبلا شك أن الآباء المؤسسين لتلك الثقافة هم ( ميشيل عفلق – وجورج حبش – نايف حواتمة – هواري بومدين – حافظ الأسد – صدام حسين – عبد الناصر – محمد حسنين هيكل) كلهم اقتاتوا على تلك العقيدة وبنوا شرعيتهم عليها، وصنعوا أدبيات أصبح من الصعوبة انعتاق الجماهير منها في سوريا ولبنان وفلسطين، وعرب شمال أفريقيا.

بل إن الثقافة الشعبية في تلك الدول كانت ولا زالت تتبنى تنمراً حضارياً يصور أبناء السعودية بدواً رحلاً لا يستحقون الثروات التي وهبهم الله إياها، فأحمد مطر وسعيد عقل ونزار قباني وغسان كنفاني، ومعظم صحفييهم وكتابهم وشعرائهم شربوا من ذلك النبع المناهض للسعوديين منتجاً الأحقاد التي لا تزال تعيش بين أبنائهم وأحفادهم لليوم.
ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر
7 صالح وداود تحسّرا على هجرتهما إلى إسرائيل
عبدالرحمن الناصر

الرياض

لم يكن العراقي فلفل كرجي المتوفى في إسرائيل سنة (1983) وحده المعروف بكتابة كلمات الأغاني والفنانة سلطانة يوسف المتوفية (1995)، بل كان عدد من يهود الخليج الذين أثروا الثقافة الإبداعية في إسرائيل رغم حركات النفي من المتشددين «الحريديم»، هذا الارتباط الإبداعي ظهر مع الموسيقي الجارف صالح الكويتي (1908-1986) الذي قدم ملمحاً بارزاً لمكانة الثقافة الشعبية العراقية الممزوجة بالأصالة الكويتية وتأثيرها برفقة شقيقه داود الكويتي (1910-1976)، واللذين أكملا حياتهما في حسّرة الهجرة وذكريات العراق وطفولة الكويت، والتي جعلتهما من أهم الفنانين المؤسسين في النصف الأول للقرن العشرين في الشرق الأوسط.

يستمد اليهود غالباً في إسرائيل ثقافتهم الموسيقية من الأخوين «عزرا»، حين كونا مرحلة مفصلية في تحسين الذائقة الفنية، وتكوين قاعدة بيانات أدبية أصيلة، كان آخر عهدهما عام (1980)، عندما قام شلومو «سليمان» ابن صالح عزرا «الكويتي» بتسريب شريط فيديو عن حفلة قديمة كانت آخر ما قدمه صالح وداود في التلفزيون الإسرائيلي، وغنيا لأم كلثوم «يا ليلة العيد» وأغاني ذات أصول كويتية.. الكويتيون لهم تأثير واضح على ثقافة الغناء وتجليها على السطح الفني، هذه الأسطوانة سجلت قبل أكثر من سبعين عاماً، لكن «شلومو» ابن صالح أعاد توزيعها وإنتاجها عام (2006)، حيث جاءت كحالة إثبات للثقافة المستوردة من الخليج وتداولها بكثرة في إسرائيل.

يقول «شلومو»: «إن الأسطوانة تحتوي على العديد من الأغاني التي كان يغنيها والدي صالح الكويتي، مضاف معها «CD»، آخر لعمي داود عزرا الكويتي والذي اشتهر بالعزف على العود، ومصاحبة والده في الثلاثينات، أثناء الحفلات الغنائية والجلسات التي كانت تقام في الكويت والعراق». هذا الانهمار والتأثير في الثقافة الفنية والتراث الذي تركته الكويت والعراق في ذهن صالح وداود من أغانٍ وأصول تراثية قديمة، اُعيدت في «CD» كمذكرات وثائقية وإبداعية من تأليف صالح، منبعها الساحل الخليجي، بدأت من «زر من تحب، ياليل لدانه، ملك الغرام، يا بديع الجمال، قلبك صخر جلمود، يا حافر البير» وغيرها.

كان الكويتيون سباقون في تقديم الأغاني بصيغ الجلسات الشعبية السائدة آنذاك، في ثلاثينيات القرن الماضي، قدموا من خلالها تحفاً فنية، جلها تَرِكَةً من تراث الراحلين عبداللطيف الكويتي (1904- 1975) ومحمود الكويتي والعراقي خضيري بوعزيز، إلى جانب بعض الأغاني الكويتية القديمة التي كان يتميز بها صالح عزرا عن عبدالله الفرج (1836 – 1902م) «مؤسس الصوت الخليجي» ومحمد بن فارس وغيرهما، من كلمات كويتية أصيلة أخذت من صميم الحياة الاجتماعية والكلمات الحُمينية البارزة في تفاصيل الصوت الخليجي.

شكلت التوأمة بين صالح وداود مساحة أبداعية لشغفهما بالموسيقى منذ الصغر، عند الكويتي خالد البكر الذي علمهما العزف والغناء، استمدا من خلالها المعرفة على الموسيقى العراقية والمصرية، بعد أن تعلما الألحان الكويتية والبحرينية واليمانية والحجازية والاستماع إلى نتاج الأسطوانات. هذه الترسانة المعلوماتية الفنية، جعلتهما يتميزان في الظهور بداية الأمر عند وجهاء المجتمع في الكويت، قبل أن ينتشرا أكثر في دول الخليج.

في أحد أيام عام «1927» رافق صالح عزرا، المطرب الكويتي المعروف عبداللطيف الكويتي الذي تغنى بكثير من القصائد النبطية إلى البصرة لتسجيل الأسطوانات، من هناك كما يبدو بدأت تسميته بصالح الكويتي أسوة بالشهير عبداللطيف، وبعضهم ألمح إلى أن الاسم جاء على إثر ولادته في الكويت، حيث كانت أسرته من يهود مدينة العمارة «جنوب العراق» تتنقل إلى البصرة والكويت للمتاجرة باللؤلؤ مع الهند عن طريق الخليج العربي.

صِلة الفنان صالح الكويتي «العراقي الأصل» بقيت مع الموسيقى الكويتية بعد انتقاله للعيش في بغداد، حيث إن أحد شيوخ البحرين كان يستمع يومياً إلى تقسيمات موسيقية يهديها صالح الكويتي له وكان يطرب لها ويبادله الهدية.

الصراع الأبدي في إعلاء سلم الثقافة الفنية، ساهم في إبراز عزفه المدهش وألحانه لمعظم مطربي ومطربات تلك الحقبة أمثال سليمة مراد، وزكية جورج، ومنيرة الهوزوز وسلطانة يوسف، كما وضع الكثير من المقدمات واللزمات الموسيقية لعدد من الفنانين في الكويت والعراق، قبل أن يستقر بشكل نهائي في بغداد عام (1929)، حيث استمر صالح الكويتي وأخوه يعزفان ويغنيان التراث الكويتي، ويقدمانه للوجهاء الكويتيين الذين كانوا يزورون العراق، ليؤكد حنينه لوطن المولد والنشأة، وفي غالب الأحيان يعودان للكويت لإحياء حفلات للجمهور الكويتي، الذي كان ولا يزال يكن الاحترام والتقدير لاهتمام صالح وأخيه داود بالتراث الموسيقي الكويتي.

هذه الدلالات الواضحة على شدّة ولع الأخوين بالموسيقى البارزة في الخليج، حين أشار صالح عزرا «الكويتي» إلى تطويره للمقام اللامي، الذي في أصله حداء بدوي من تراث قبيلة بني لام العراقية.

يقول (شلومو)، مستنداً على تسجيلات صوتية لوالده صالح الكويتي: بثت من الإذاعة الإسرائيلية، أنه في زيارة الفنان محمد عبدالوهاب إلى العراق عام (1932) تعاون مع والده، عندما اُعجب في (تكنيك) مقام (اللامي) الذي وضعه الفنان العراقي محمد القبانجي، وسمع أغنية (ويلي شمصيبة) من نفس المقام، وغنتها سليمة مراد وناظم الغزالي، وعندما عاد عبدالوهاب إلى مصر استوحى هذا المقام في لحنه لأغنية (يلي زرعتو البرتقال) لتكون أول أغنية مصرية على مقام اللامي العراقي. عبدالوهاب زار العراق أكثر من مرّة، قدم من خلالها عدة حفلات بمشاركة صالح الكويتي في العزف على الكمان في أغنية (خدعوها بقولهم حسناء). إضافة إلى أن أم كلثوم أعادت غناء لحن صالح الكويتي والتي غنته سليمة مراد (قلبك صخر جلمود) عند زيارتها إلى بغداد عام (1935)، قبل أن تعيد هذه التجربة في مصر.

الثقافة الفنية البارزة في إسرائيل خلال العقود الأخيرة، سببها ما كوّنه المبدعون على سطح الخليج في تسجيل الجلسات والبرامج في الإذاعة الإسرائيلية لتكون مواد تعريفية أصيلة، بحكم الظروف والنزاعات عام «1951» التي نشأت بسبب النزاع العربي الإسرائيلي والانتقال الطوعي للمبدعين، حيث ترك الشقيقان صالح وداود الكويتي العراق، منتهين من حقبة الإبداع الفكري والإنتاج الفني الغزير، إلى تأسيس حقبة ثقافية منقولة لمجتمع جديد لم يقدر ما هية الثقافة المنقولة من الخليج، حين تحسّر الأخوان وغيرهما من رموز الثقافة الفنية بالانتقال إلى إسرائيل، وفي كُل مرّة يتمنيان أنهما أطاعا الفنانة اليهودية سليمة مراد زوجة ناظم الغزالي، برفضها الهجرة إلى إسرائيل، قائلة: (لمن أغني في إسرائيل، حياتي في العراق مع جمهوري، ولا حياة للفنان من غير جمهوره).

أغاني صالح عزرا وأخيه داود تبرز دائماً في إذاعة إسرائيل، فمنذ قيام الكيان الصهيوني في نهاية الأربعينات من القرن الماضي، كان الإسرائيليون يستولون على الموروث الذي تركه الأخوان، والذي ألمح فيه صالح الكويتي من خلال الحوارات التي كانت تجرى معه في خمسينيات القرن الماضي، أن هذه الأعمال كويتية وعراقية.

لقد كان الخليجيون مؤثرين في ثقافتهم التي بنوها من القدم في الخليج العربي، قبل انتقالهم الطوعي إلى إسرائيل تاركين خلفهم ثقافة خليجية أصيلة في إسرائيل.
ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر
8 الإمام الكاظم.. سجينُ وشايةِ ابنِ أخيهِ
رشيد الخيّون
الاتحاد الامارات

تحولت ذكرى الإمام موسى بن جعفر الكاظم (ت183هج)، إلى مظلومية أبدية أخذت تنخر في الطائفة نفسها، بحيث إن قادة سياسيين مِن الأحزاب الدِّينية لا يريدون خسارة مجد «المظلوم»، وهم في مجد السُّلطة! لذا تراهم حريصين على لبس دور الضّحية لنيل المجدين، الثوار والحكام معاً، وإن كان هذا يأتي على حساب تعرض الأرواح لوباء فتاك، فالوقت عندهم مناسب لضخ الخرافة، وقبل أن يصوروا للناس مكانة أصحاب المراقد، يحرصون على بث المعجزات، وأخطرها المعجزات الطّبية، ومعلوم أنهم لا أطباء ولا مهندسون، يحترمهم الجميع لسيرهم الأخلاقية.
لا نشك بمنزلة الكاظم مما عرفناه مِن قراءة معاجم الرِّجال، كان هو وآباؤه رجال فقه ووجاهة، ليسوا ميالين للسياسة بمعناها الثَّوري، وربَّما أبلغ قول قيل بحقِّ والد موسى الكاظم: «ولا نازع أحداً في الخلافةِ قطّ، ومَنْ غرفَ من بحرٍ لم يطمع في شطٍ» (الشَّهرستاني، الملل والنِّحل).
كان تاريخ السِّياسة الإسلامية، الثَّورات والحكومات، تجاربَ مريرة، فالسلطة عضوض، وسرعان ما تنقلب الثورة إلى عضوض أيضاً، قيل: «إِنَّ دِينَكُمْ نُبوَّةٌ وَرَحْمَة، ثُم خِلافَة وَرَحْمَة، ثُمّ مُلْك وَجَبْرِيَّة، ثُمَّ مُلْك عَضُوض» (الطبراني، المعجم الكبير)، كذلك مَن تَسلم السُّلطة باسم آل البيت، كثيراً ما صار عضوضاً، ومِن أجل ذلك قُتل عبيد الله بن علي بن أبي طالب شقيق أبي بكر! على يد المختار الثَّقفي (67هج)، وهو الذي أدعى بأخذ ثأرهم، في معركة «المذار»(الأصفهاني، مقاتل الطَّالبيين).
نأتي على قضية الكاظم، وقد جعل له الذين يسمون أنفسهم بـ«الرساليين» تنظيماً ثورياً، ونأخذ خبر سجنه ووفاته مِن عدة مصادر شيعية، فما نسمع به مِن على المنابر فاق التَّصور، حتى صارت ذكرى الإمام مناسبة لاستعراض القوة وطغيان بنشر الأوهام.
يذكر اليعقوبي (ت292هج)، أنه توفى في الحبس ببغداد، وأحضروا قواد الجيش، والهاشميين والطالبيين والقضاة، وكُشف عن وجهه، فشهدوا ليس فيه أثر اغتيال، وكفن ودفن في مقبرة قريش(تاريخ اليعقوبي)، وكانت حينها بمثابة مقبرة ملكية، فقبل عام دفن فيها قاضي قضاة الدولة العباسية، وجعفر بن المنصور، وزبيدة زوجة الرشيد وغيرهم.
ذَكر أبو فرج الأصفهاني (ت356هج)، أن موسى بن جعفر كان مِن الأثرياء الكرماء، واشتهر بمنح صرار الدَّنانير، حتى صارت مثلاً «صِرار موسى» (مقاتل الطَّالبيين). وأورد أنه سجن بوشاية من ابن أخيه، حضر الأخير إلى بغداد بترتيب مع البرامكة، وسعى بعمه بأنه يعد للخروج، وأن الأموال تجبى له، لهذا حبسه الرشيد، ولما انشق جماعة «الواقفية»، بقولهم إن موسى لم يمت، وضعت جنازته على جسر بغداد، لينتهي القائلون بمهدويته(المصدر نفسه).
كتب ابنُ الطقطقي (ت708هج)، أن بعض الحُساد مِن أقاربه، دون تسميته، وشى به إلى الرشيد، بأنه يعزم على الخروج، فحُبس ودبر له أمر خفي (الفخري في الآداب السلطانيَّة).
أما أبو الحسن المسعودي(ت346هج)، فينفرد برواية إطلاق سراحه وإكرامه(مروج الذهب)، غير أن فرقة شيعية مِن الغالية بثت أنه مات في الحبس، مسموماً بأمر مِن البرامكة (النوبختي، فرق الشِّيعة).
ما تقدم، روايات مؤرخين شيعة، بُني عليها الكثير مِن الأوهام، وكتبوا قصة تحاكي «مقتل الحُسين»، وأخذت تمثل شخصيته، بتشييع جنازته سنوياً.
لا يُبرر السجن ولا القتل، ولكن هل نعتقد أن زمن الرَّشيد والكاظم لم يكن فيه الحكم استبدادياً عضوضاً، وإذا أخذنا رواية سعي ابن إسماعيل بعمه، فالخلاف على إمامة الشِّيعة وصل إلى حد السعاية لدى السّلطة والتكذيب، وهذا ما ورد في الخلاف بين الأخوين جعفر بن علي الهادي(ت271هج) وأخيه الحسن العسكري (ت260هج) الحادي عشر عند الإماميَّة، والإمامية يسمونه «الكذاب» والسُّنة يسمونه«الزَّكي» لأنه ابن إمام. كان شأن النِّزاع على الإمامة شأن الخلاف على السلطة بين العباسيين أنفسهم، سجن المعتصم (ت227هج) ابن أخيه المأمون حتى مات(223هج)، لأنه سعى ضد عمه الخليفة (ابن كثير، البداية والنّهاية)! إن البقاء على تسخير المظلومية في زمن السلطة لا يعني غير قدم في الثَّورة وأخرى في السلطة، وهذا ما يفعله العديد مِن الجماعات الدِّينية! وضحية هذه الازداوجية هم النَّاس، والأئمة أيضاً.