ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر
1 أمريكا مهزومة في عراق المجاهدين دوما وابدا
وليد الطائي
راي اليوم
أمريكا أسست تنظيم داعش الإرهابي وبدعم مالي خليجي وتنسيق اردوغاني وارسلتهم إلى العراق وسهلت لهم فتح الحدود العراقية بالتعاون مع عملائها من السياسيين وبعثيين متواجدين في المنظومة العسكرية والأمنية ولم تكن تعلم أمريكا ان المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف ستعلن عن فتوى ويستجيب لهذه الفتوى المباركة ملايين من العراقيين بمختلف مسمياتهم معلنين التضحية والشهادة والدفاع عن الأرض والعرض ولم تكن تعلم أمريكا سيكون هناك حشدا شعبيا جماهيريا سيكون متصديا بكل شراسة لمشروعها الإرهابي . بل كانت أمريكا متيقنة سيقوم داعش بذبح العراقيين عن بكرة أبيهم إذا لم تذبح الاغلبية من الشعب العراقي .
وتنفرد هي وحدها بالاستيلاء على النفط العراقي والثروات العراقية الأخرى وتعطي أوامرها لداعش بالانسحاب من العراق ويتحول العراق إلى ضيعة أمريكية تابعا لها ولا يجرؤ احد على ردعها وطردها هكذا كانت تحلم وتفكر أمريكا بل كانت متيقنة انها ستحقق ذلك بسهولة على يد مرتزقتها الدواعش ومن يدعمهم لكن كانت المفاجئة الصادرة من النجف الاشرف موجعة لأمريكا وجعلتها متخبطة حتى في تصريحاتها أتذكر تصريح أوباما الرئيس الأمريكي السابق المؤسس لداعش : في ذلك الوقت قال بأن العراقيين يحتاجون ثلاثين عاما حتى يحرروا بلدهم ثم سارعت أمريكا في عام ٢٠١٤ بتأسيس جيوشا من المرتزقة في كافة وسائل الإعلام المختلفة وصرفت أموالا طائلة على هؤلاء المرتزقة كل ذلك من أجل تشويه سمعة الحشد الشعبي الذي تأسس بفتوى المرجعية الدينية وتسقيطه في عيون الشعب العراقي لكنها فشلت رغم أنها أنفقت ملايين من الدولارات على مرتزقتها ولن تستطيع أن تحقق شيا وبقي الشعب العراقي متمسكا بالحشد الشعبي وبسبب ذلك ظهر جيشا عراقيا شعبيا متطوعا في وسائل الإعلام العراقية خصوصا مواقع التواصل الاجتماعي معلنا الدفاع عن الحشد الشعبي والتصدي لهؤلاء المرتزقة الذين يستهدفون المجاهدين العراقيين وقادتهم ورموزهم الوطنية وهذا جرى ويجري بدون اي مقابل إنما يعتبرون ذلك واجبا أخلاقيا وطنيا وفاءا للذين حفظوا العراق والعراقيين ودحروا المشروع الأمريكي داعش الإرهابي والى الان مستمرين بالدفاع عن الحشد الشعبي والمقاومة ورموزها
، إضف إلى ذلك الحشد تحول الى قوة رسمية ضمن مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية العراقية ولها قانون شرع في مجلس النواب العراقي وأصبح مرتبطا بشكل مباشر بالقائد العام للقوات المسلحة العراقية . وأكد أن المرتزقة الذين أنفقوا عليهم ملايين الدولارات وعملوا على استهداف الحشد الشعبي ليس فقط في العراق بل في دول الخليج بصورة عامة وسائل إعلام سعودية واسعة تعمل منذ سنوات على تسقيط الحشد الشعبي وتستضيف مرتزقة من البعثيين والداعمين لفكر داعش الإرهابي اقول لن ولم ولا يستطيعوا تحقيق نصرا إعلاميا على حشد العراق والعراقيين لأن ببساطه هناك شعب حر شعب عظيم لا يقبل ان يمس او يستهدف أبناءه المضحين والمجاهدين وسيبقى النصر للعراق دوما وابدا .
ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر
2 الخطوات الاميركية الاخيرة في العراق.. انسحاب ام هروب الى الامام؟
عادل الجبوري
راي اليوم
في غضون اقل من اسبوع واحد، اقدمت الولايات المتحدة الاميركية على سحب قواتها من ثلاث قواعد عسكرية في العراق، الاولى في قضاء القائم بمحافظة الانبار، والثاني في قضاء القيارة بمحافظة نينوى، والثالثة بين العاصمة بغداد ومحافظة كركوك.
ولاشك ان خطوات من هذا القبيل ينبغي ان تقرأ من زوايا مختلفة ارتباطا بالتوقيت وارتباطا بالخطوات الاخرى اللاحقة لها.
فمن حيث التوقيت، جاءت قرارات واجراءات سحب القوات الاميركية بعد شهور من التهديدات والاستهدافات المترافقة مع مطالب عراقية رسمية وشعبية بأنهاء التواجد العسكري الاجنبي من البلاد، لاسيما الاميركي، وقد بدأت ذروة التصعيد، حينما استهدفت طائرات اميركية مسيرة في التاسع والعشرين من شهر كانون الاول-ديسمبر الماضي مقرات تابعة للواء 45 للحشد الشعبي غربي محافظة الانبار وتسببت بأستشهاد واصابة عدد من مقاتلي الحشد، ومن ثم اغتيال كل من نائب رئيس هيئة الحشد ابو مهدي المهندس وقائد فيلق القدس الايراني قاسم سليماني قرب مطار بغداد الدولي فجر الثالث من شهر كانون الثاني-يناير، والتي تبعتها ردود فعل شعبية وسياسية واسعة وصلت الى السفارة الاميركية وسط المنطقة الخضراء، وترافقت ردود الافعال هذه مع ضربات قوية تعرضت لها القوات الاميركية في قاعدة عين الاسد بقضاء الحبانية بالانبار، ناهيك عن تصاعد الحملات الاعلامية المتبادلة بين واشنطن من جهة والحشد الشعبي والاطراف العراقية الداعمة والمؤيدة له.
وارتفعت وتيرة الحملات الاعلامية بصورة واضحة مع قيام رئيس الجمهورية برهم صالح في السابع عشر من شهر اذار-مارس الجاري بتكليف محافظ النجف السابق والنائب الحالي عدنان الزرفي بتشكيل الحكومة رغم المعارضة القوية من القوى السياسية الرئيسية، لاسيما تحالف الفتح، حيث ابدت واشنطن ترحيبها بتكليف الزرفي ودعمها له.
وهناك رؤية مفادها ان واشنطن تسعى في هذه المرحلة الى تحقيق هدفين، الاول امتصاص بعض الغضب السياسي والشعبي العراقي ضدها، عبر التسويق للانسحاب من بعض القواعد العسكرية واتخاذ خطوات عملية بهذا الشأن، والهدف الثاني يتمثل بالعمل على تجميع وتركيز القوات الاميركية في مواقع اكثر تحصينا وامانا لتكون بمنأى عن صواريخ الجهات الرافضة لوجودها في العراق.
وفيما اعتبرها البعض خطوة مهمة واساسية لتصحيح مسار العلاقات بين العراق والولايات المتحدة الاميركية، وفتح صفحة جديدة على ضوء المطالب الرسمية والشعبية العراقية لانهاء التواجد الاجنبي من البلاد، رأى فيها البعض الاخر مجرد مناورات ومراوغات من قبل صناع القرار وساسة واشنطن لامتصاص الغضب العراقي وتمرير الاجندات والمشاريع المطلوبة بأدوات اخرى تتناسب مع طبيعة المرحلة ومتطلباتها.
وربما يبدو الرأي الثاني هو الاقرب للواقع، انطلاقا من سبب بسيط، الا وهو ان واشنطن لم تسحب قواتها نهائيا من العراق، وانما نقلتها من مواقع معينة الى مواقع اخرى لاعتبارات وضرورات امنية وسياسية، أي انها قامت بعملية اعادة انتشار او ما يصح تسميته اعادة هيكلة لتلك القوات ليس الا، او كما يصفها البعض هروبا الى الامام.
وهنا فأنه من الطبيعي جدا ان يطرح التساؤل التالي.. بماذا يختلف الامر اذا كانت القوات الاميركية متواجدة في قواعد عسكرية بالانبار ونينوى وكركوك او تواجدت في اربيل ودهوك والسليمانية؟.. وماذا عن الاحاديث والتسريبات القائلة بنية واشنطن ارسال ثلاثة الف جندي الى العراق قريبا؟.
وبحسب المصادر الاميركية والعراقية فأن القوات الاميركية التي يقال ان تعدادها الحالي يربو على ستة الاف عنصر، تتمركز في اربع عشرة قاعدة عسكرية، هي عين الاسد والقيارة والحبانية وكي وان وبلد والتاجي والتون كوبري وفيكتوري والرطبة والقائم الى جانب اربع قواعد في اقليم كردستان، واحدة في سنجار واخرى في اتروش، واثنتان في حلبجة تقعان على مرمى حجر من الحدود العراقية-الايرانية.
والمرجح حاليا هو ان القوات الاميركية ستنهي وجودها في القواعد العسكرية قرب بغداد والانبار وكركوك لتركزها في اقليم كردستان ونينوى.
ويؤكد مختصون بالشؤون الامنية، ان الاستراتيجية الاميركية تقوم على اساس تعزيز التواجد العسكري في العراق وعموم المنطقة لمواجهة ايران واطراف محور المقاومة، ولتعزيز الحماية للاطراف والقوى القريبة من واشنطن والحليفة لها سواء، كانت دول او احزاب او منظمات، واية خطوات-كما يقول المختصون-خلاف ذلك فأنها لاتعدو ان تكون اجراءات تكتيكية مرحلية تصب في اطار تفعيل وتعزيز التوجهات الاستراتيجية بعيدة المدى.
ولايخفي القادة السياسيون والعسكريون الاميركان مثل تلك التوجهات، ففي الرابع من شهر شباط-فبراير الماضي، قال الرئيس الاميركي دونالد ترامب في مقابلة تلفزيونية، “ان أحد الأسباب وراء رغبتنا في الإبقاء على قواتنا في العراق هو أننا نريد مراقبة إيران على نحو ما، لأن إيران تمثل مشكلة حقيقية، واريد أن أكون قادرا على مراقبتها”.
وفي منتصف شهر كانون الثاني-يناير الماضي، اصدرت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) بيانا، قالت فيه “أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” أنه “ليس لدينا نية للانسحاب من العراق وهدفنا هو البقاء في الشرق الأوسط، وان المجتمع الدولي دعا إلى خفض التصعيد بعد الضربة الإيرانية”، في اشارة الى الضربات الصاروخية الايرانية التي استهدفت قادة عين الاسد، واوقعت خسائر بشرية ومادية كبيرة بالقوات الاميركية المتمركزة هناك، وكان ذلك ردا على عملية اغتيال سليماني والمهندس قبل ذلك الوقت بأسبوعين.
وما يعزز حقيقة التوجهات الاميركية، ما سربته صحيفة نيويورك تايمز الواسعة الانتشار من وجود نية لدى البنتاغون بارسال ثلاثة الاف جندي الى العراق، اذ ذكرت الصحيفة في تقرير لها نشرته مؤخرا، “إن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أصدرت توجيها الأسبوع الماضي للتحضير لحملة عسكرية في العراق تهدف لتدمير فصائل تدعمها إيران بعد أن هددت بشن ضربات ضد القوات الأميركية”.
وكشفت “نيويورك تايمز” بأن “وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر أجاز التخطيط لهذه الحملة العسكرية لمنح الرئيس دونالد ترامب خيارات للرد على المليشيات العراقية المدعومة من طهران”.
وفيما ايد وزير الخارجية مايك بومبيو واعضاء في مجلس الامن القومي هذه الخطوة، رأى فيها قادة عسكريين كبار في البنتاغون مغامرة خطيرة يمكن ان تكون لها عواقب وخيمة، مثلما قال قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال روبرت وايت، من “أن خطوة كهذه قد تكون دموية وتسبب حربا مع إيران”.
كل ذلك وغيره جاء متزامنا مع تحركات عسكرية ملفتة في الفضاء الاقليمي، مثلت المناورات العسكرية الاميركية الاماراتية الاخيرة، وما انطوقت عليه من رسائل واشارات جزء منها، ناهيك عن التصعيد في الملف اليمني، بالتزامن مع الذكرى السنوية الخامسة لانطلاق الحرب ضد اليمن تحت مظلة التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية.
هذه الصورة المرتبكة والمضطربة والغامضة في ظل كابوس كورونا القاتل، والارقام التصاعدية المرعبة للاصابات والوفيات في عموم الولايات الاميركية، تعكس في جانب كبير منها تخبط واشنطن وفقدانها للبوصلة، وما يقوله ويتحدث به ترامب يوميا يكفي دليلا على ذلك.
ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر
3 “الأوديسة العراقية”.. فيلم يروي قصص العراقيين وهجرتهم
علي المسعود
راي اليوم
الأوديسة هي واحدة من ضمن ملحمتين إغريقيتين كبريين منسوبتين إلى هومر. وهي جزئيا تتمة لملحمة الإلياذة المنسوبة هي الأخرى إلى هومر. وتعد ركنا رئيسيا للأدب الغربي الحديث ، فهي ثاني أقدم عمل أدبي انتجته الحضارة الغربية، بينما الالياذة هي الأقدم . يعتقد العلماء أن الأوديسة الفت بنهاية القرن الثامن قبل الميلاد ، في منطقة ايونيا اليونانية الساحلية في الاناضول . وتركز القصيدة على البطل الاغريقي أوديسيوس، الذي كان معروفا باسم اوليسيس في اساطير الرومان ، وكان ملك مدينة ايثاكا، وتركز أيضا على رحلته لبلاده بعد سقوط طروادة . واستغرقت رحلته للوصول إلى اثيكا عشر سنوات بعد حرب طروادة التي دامت لعشر سنين . وكان يحسب انه قد مات خلال فترة غيابه ، فكان على زوجته بينلوب وابنه تليماتشوس التعامل مع مجموعة من الخاطبين العنيدين الذين كانوا يتنافسون لخطبة يد بينلوب . وطالما أشاد بها النقاد وأجمعوا على أنها أروع عمل أدبي لآلاف الأعوام ، وألهمت مغامرات أوليسيس كبار الكتاب من الشاعر الإيطالي دانتي إلى الشاعر والروائي الإيرلندي جيمس جويس، والشاعرة والروائية الكندية مارغريب آتوود وهي نفس الملحمة التي الهمت المخرج العراقي – السويسري ، سمير جمال الدين ، وعن سرَ تسمية الفيلم بهذا العنوان يقول المخرج: ” قمت بعرض فيلم “الأوديسة العراقية”، لأن القائد الإغريقي أوديسيوس كان يطرح أيضا أسئلة مشابهة على زوجته عند العودة من رحلته، كما قمت بطرحها في الفيلم ، والسؤال الذي يُطرح الآن هو سؤال إنساني بالأساس، كيف تغير الشرق الأوسط في القرن الماضي؟ وكيف تعاملت الطبقة الوسطى، مثل عائلتي التي تشمل العديد من الأطباء والمهندسين، مع هذه الأشياء شخصيا؟. وكيف يمكنها التأقلم مع العالم؟.”
يقارن سمير بطريقة مرحة تاريخ العائلة مع فيلم “اوديسية” للمخرج (ماريو كاميريني ) عن قصة لهومروإستلهام من قصيدة الاوديسيا ومن بطولة الممثل الراحل كيرك دوكلاس وانتج في عام 1954- الذي تجد في شريطه الوثائقي ومضات ومشاهد من الفيلم ، إذ كانت “الأوديسة العراقية” مثل هوميروس ، فإن العراق هو ما يعادل بينيلوب من وجهة نظر المخرج سمير جمال الدين ، والانتظار بصبر بعودة أوليسيوس المنقذ . ولكن في هذا الإصدار ، تفقد بينيلوب الصبر وتزوجت من أحد خاطبيها . وليس هناك عودة إلى الوطن وهو منتصرا ، في ذات الوقت نجد في ألاوديسيا العراقية بعد تغير الاوضاع ، شهد صعود التيارات الدينية في العراق، تكشف لنا صعوبة العودة الى الوطن والاستقرار كما تحدثت العمة من اوكلاند وكيف تفاجئت بحال المراة العراقية وتهميشها وكذالك الضغوطات اليومية التي تتعرض لها. وهناك حالة تمت فيها لم شمل العائلة ولكن ليس على الأراضي العراقية ولكن في سويسرا ، حيث يعيش المخرج سمير منذ ستينات القرن الماضي في سويسرا، حيث قدم إليها من وطنه الأم وعمره 6 سنوات. أنجز المخرج سمير جمال الدين فيلما عن سيرة حياته الذاتية وعن مسار عائلته وهجرتها .
وعرض المخرج في فيلمه “الأوديسة العراقية” قصصا من حياة عائلته التي فرقتها الهجرة . الفيلم كذالك يروي قصص اللجوء والتهجير القسري والمنفى الذي أصاب أجيال من العائلة ، حيث يعيش العديد من العراقيين حاليا مهجرين في أنحاء مختلفة من العالم ، عدد منهم يعيش في موسكو أو في باريس أو في لندن ، وآخرون في أوكلاند في نيوزيلندا أو في مدينة بوفالو بنيويورك الأمريكية .
وقد عاش العديد من أقرباء سمير وضعا يعيشه حاليا العديد من اللاجئين الهاربين من أوطانهم . وكانت العائلات تلتقي ضمن نفس المستوى وتنتمي إلى الطبقة الوسطى وتحمل وجهات نظر متقاربة ، على الرغم من اختلافها في بعض الجزئيات . في فيلمه هذا يستعرض تاريخ عائلته البغدادية ابتداءً من بداية القرن المنصرم من خلال الصور والوثيقة التي يبدو ان جهداً واضحاً قد بذله في الحصول عليها ، وقد تطلب الفيلم منه ايضا ان يقطع السفر الى عواصم الشتات التي يتناثر فيها أفراد عائلته . وقد اعتمد تقنية الأبعاد الثلاثة في النسخة الإنكليزية للفيلم وعلى الرغم من ان المخرج يسهب في استعراض تاريخ هذه العائلة بالصور الفوتغرافية ومراحل تاريخهم العائلي ، الا انه يقدم على خلفية ذلك كشفاً في التاريخ العراقي المعاصر منذ تأسيس الدولة العراقية وحتى سنوات قريبة خلت ، ويبدو الفيلم بهذه الحنين الى “الزمن الجميل” بفرحه و تقرحاته وحزنه و لحظات السعيدة والموجعة ، وهذه القصة هي مثال ورمزا لقصص العراقيين الذين يعيشون في المنفى والذين يصل عددهم إلى أربعة ملايين ونصف مليون شخص . موضوع الدين بالنسبة للمخرج جاء منطلقا في عرض فيلم من خلال عائلته، وهم منتمون إلى عائلة متدينة جدا، جده درس في الحوزة العلمية في مدينة النجف المقدسة لدى الشيعة. رغم ذلك ورغم الدراسة الدينية الإيديولوجية فإنه بقي متأقلما مع الحقوق العامة .
فجميع بناته تابعن الدراسة واخترن أزواجهن بحرية . وكان هناك احترام بين الذكور والإناث في العائلة. وكانت هناك مساوا ة، ووجب تهيئة ارضية صالحة للحياة الاجتماعية، كما وجب على الأطفال أن يكونوا منفتحين وصادقين .
وفي الحصيلة لم يحمل ذلك شيئا من الدين . وحاول المخرج و تجنب الوقوع في فخ الاحتراب الطائفي والتي تنتشر في كل مكان حاليا . حاول أن يعرض المخرج أولا الأحداث التاريخية التي أثرت على المرء بصورة شخصية وتنظيمها ضمن الإطار العائلي ، كي يقدم فرصة للمشاهدين في ترتيب الأحداث ، وفي محاولة لفهم ماذا حدث في العراق والشرق الأوسط وفتح نافذة لبقية العالم للتعريف بذالك . ولذلك يرى المشاهد في الفيلم دائما الكرة الأرضية. وسعى المخرج في تقديم صورة الكوكب الصغير هذا في الكون البارد الكبير الامتناهي. الأوديسة العراقية فيلم وثائقي سويسري من اخراج سمير جمال الدين . يعرض الفيلم قصصا من حياة عائلة المخرج سمير التي فرقتها الهجرة .
اوفي نفس الوقت يروي قصص عراقيين وهجرتهم ، حيث يسرد قصصا من حياة عائلته التي فرقتها الهجرة . والفيلم يروي قصص اللجوء والتهجير القصري والمنفى الذي أصاب أجيال من العائلة، حيث يعيش العديد من العراقيين حاليا مهجرين في أنحاء مختلفة من العالم ، عدد منهم يعيش في موسكو أو في باريس أو في لندن، وآخرون في أوكلاند في نيوزيلندا أو في مدينة بوفالو بنيويورك الأمريكية ، وقد عاش العديد من أقرباء سمير وضعا يعيشه حاليا العديد من اللاجئين الهاربين من أوطانهم . ولا يقتصر الفيلم على روايات أبطاله ، بل يشمل الكثير من المشاهد التي تتضمن صورا من الأرشيف، والتي تجعل من الفيلم عبارة عن “كولاجا” من الصور المركبة، غنيا بمعلومات إضافية. قصة عائلة سمير تشكل في الوقت نفسه قصة عالمية وتصور أحداثا تكاد تشبه ما يجري في الوقت الحاضر. أن فيلم “الأوديسة العراقية” لا يقدم تعليقا على الأوضاع السياسية الجارية حاليا فحسب، بل يقدم أكثر من ذلك.
أن جده الذي كان يعمل قاضيا ، كان يتبنى رؤية ليبرالية للعالم بالرغم من دراساته الإسلامية في الحوزة، والمثير في الأمر هو وجود شبكة شيوعية قوية داخل العائلة أيضا من خلال والده وعمه وعمته وقصص نضالها والاعتقالات و التعذيب . تأثر الكثير من افراد عائلته بالافكار الماركسية وانضم عدد كبير من أفراد أسرته إلى الحزب الشيوعي الذي كانت له أهمية كبيرة في حياة العائلة في طفولة المخرج . ولكن الكثيرين منهم لم يكونوا قد استوعبوا تفاصيل هذه الأيديولوجية، مثلما تُقر بذلك العمّة سميرة . وعن هذه النقطة يتحدث المخرج جمال الدين قائلآ :” لقد كان الحزب الشيوعي الأقوى في العراق. أتذكّر جيّدا آلاف الأشخاص الذين نزلوا إلى الشوارع وهم يهتفون “يحيا الحزب الشيوعيّ!”، مثلما تُظهر الصور. كان مشهدا مُذهلا! ، جهازُ الحِزب كان يتألّـف من أبناء الطّبقة الوُسطى الحاصلين على تعليم جيّد وفقا لأيديولوجيتهم ، وكان الحزب يُمثِّـل الفقراء . وأعتقد أنه قد يُعادل اليوم في الغرب حزبا اشتراكيا ديمقراطيا. ولكن هذا لم يكن موجودا في البُلدان العربية في ذلك الوقت ، بحيث كان الحزبُ الشيوعي القوة الكبرى الوحيدة ضد الإستعمار، غير المُحافظة. ولكن الحرب الباردة مثّلت مأساة بالنسبة لنُـشطاء الحزب وأنصاره في العراق . لم يفهموا أنهم كانوا مُجرد بيادق . حتى أن ابن عمي جمال يقول في الفيلم: “لقد تمّت التضحية بنا”. إنه اعتقد حقّا في شبابه أن السوفيات كانوا أصدقاءه، لكنهم تحالفوا مع الحُكام المُستبدين في نهاية المطاف”.
كانوا أفراء عائلته وعمومته يحترمون مختلف الأديان والمدارس الفكرية، ويؤمنون بالعدالة الاجتماعية والمساوة بين الرجال والنساء . ولم يكن جده يتدخل في اختيارات أبنائه وبناته العملية أو العاطفية . فيلم “الأوديسا العراقية” يتعامل مع أحداث وحركات تاريخية كالصراع بين حزبي البعث والشيوعي، وغزو العراق عام 2003 والذي قسم العراقيين حتى يومنا هذا . الأوديسا العراقية” هو أول شريط وثائقي ثلاثي الأبعاد للمخرج السويسري العراقي سمير جمال الدين. لكن هذه التقنية لا تعدو أن تكون تفصيلا فنّيا في هذا الفيلم ، لأن العنصر الأهم في هذا الإنجاز هو كونه عملا خاصا، آسرا ومؤثّرا. فهو يحكي في 160 دقيقة تاريخا عائليا، ووطنيا، وقوميا، بل وعالميا ومن العهد العثماني إلى أيامنا هذه .
أرشيفات مُذهلة وشهادات مُدهشة من خلال أقرباء المخرج المُشتتون حول العالم وهم يتحدّثون عن عراقٍ كثيرا ما هَـزم فيه مع الأسف الكثير من ألاحلام والامنيات والعدالة وكأن مجمل ماقدمة المخرج سمير جمال الدين يلخصه في هذا الفيلم عن الماضي ، ماضي العائلة ، وماضي البلد ، والذي لم تتبق منه سوى الذكريات . وفي أجابته عن السؤال:” ما التحديات التي اعترضته وهو يسؤد قصة أسرته في شريطه الوثائقي الاوديسا العراقية ؟ ، أجاب المخرج سمير جمال الدين قائلآ :”التحدي الأكبر تمثَّل في إقناع أفراد أسرتي بأن يكونوا جزءا من الفيلم . فالعراقيون والعرب لا يألفون رؤية أنفسهم أمام الكاميرا . لقد كان لجميع أفراد أسرتي نشاط سياسي في شبابهم . ولم يرغبوا في أن يظهروا كمن ينشروا غسيلهم الوسخ على الملأ. كان عليّ أن أجعلهم يفهمون أنني أحترم رغباتهم، ولكنني في الوقت نفسه راغب في سؤالهم عن تفاصيل حياتهم. لا أقول إنهم كانوا خجلين، ولكنهم كانوا متمنعين، ومنهم من شعر بالخوف. كانوا غير واثقين من أنني سوف أمنحهم بالفعل منصة أمينة يروون من خلالها قصتهم وتاريخ العالم الذي جئنا منه . والنتيجة أن عملي فرّق بين أفراد الأسرة في بعض الأوقات، لكنه في النهاية قرَّب فيما بينهم “.
تُظهر في “الأوديسا العراقية” صورا بالأبيض والأسود لعراق الخمسينات والسّتينات، نشاهد نساء بأزياء غربية، طالبات أو وربّات أسر يبدو أنهن مُتحررات ومُبتهجات، ولكن الشريط يتضمّن أيضا صورا بالألوان لعراق اليوم، لاسيّما أحمر الدّماء وأسود التفجيرات وجلابيات نساء يبكين ضحايا العنف المستمر. التباين مذهل! . إن الحنين في فيلمه هو بمثابة سلاح ضدّ التعصّب . الحنين يُنقّـب في الذاكرة ليُظهر أنه كان مُمكنا لأديان وثقافات مختلفة العيش معا في نفس البلد . الحنين يّذكرنا بالإحترام الذي كان موجودا تُجاه النساء، وعاداتهن كإناث .
لم يكن عليهن إخفاء جمالهن. أعتقد أن الصّور أقوى من أيّ كلام ، بعمر 6 سنوات وفى بداية الستينيات تهاجر به عائلة إلى سويسرا.. ويصبح الوطن والآخرون مجرد ذكرى، سيسعى جاهدا ــ وفى خمسة أعوام هى الزمن الذى استغرقه ليصنع أوديسته ــ كى يلم شتات عائلته ، بالصور والوثائق وبالإبحار عبر العواصم للقاء شخصيات بأجيال مختلفة، تتحدث عن الزمن العراقى و عن الغربة وعذاباتها عن قمع الحكام ، وعن الحياة البغدادية، في العواصم ، موسكو، نيوزيلندا، أبوظبى، باريس، بغداد ، عائلة بغدادية نموذج للمعاناة،ويبرز السؤال: وماذا يعنى ماضى العائلة وجذورها وسفر الغربة والعذاب والشتات الذى عاشته؟، كان يمكن أن يقع المخرج فى أسر التقليدية ، لولا الطريقة التى عالج بها الموضوع والتى سيلمسها المشاهد مع العبارة المتحركة على الشاشة بمصاحبة موسيقى عراقية، (لا يمكن أن يتشكل مستقبلك من دون أن تعرف ماضيك) . يأخذنا المخرج إلى الماضى بطريقته ــ الصور الفوتوغرافية القديمة واللقطات الوثائقية ــ وكأننا نقرأ أفكار هذه العائلة التى تتحدث عن الوجع العراقى ، وأيضا عن أحلامها ونتعرف على افراد العائلة : الجد الأكبر والعمة والأعمام وأبنائهم ، فى البداية يتناول سيرة الجد الأكبر ونسبه ودوره فى النضال ضد البريطانيين، ثم يبدأ فى بحث أفراد الأسرة عن منافي آمنة بسبب الانقلابات المتتالية فى ستينيات وسبعينيات القرن المنصرم وتسلط الدكتاتوريات ، ويركز بعدها على حديث الأقارب وشهاداتهم مصحوبة بصور ولقطات سينمائية لم تعرض سابقا . الشريط الذي تتجاوز مدته الساعتين والنصف، أشبه برحلة استكشافية يقوم بها صاحب “انسَ بغداد”(2002)، للتعرف إلى قضايا وأسئلة أفراد عائلته الكبيرة الذين يتوزّعون في قارات أربع ويتحدثون بلغات مختلفة .
أما توظيف مخرج “بابل 2” (1993) لكمٍّ من الوثائق والصور الأرشيفية في شريطه الأخير، فهدفه تشكيل سردٍ بصري متوازٍ مع سِير الشخصيات الآخذة بالتداخل الزماني والتباعد المكاني لحظة تلو الأخرى . سرد لا يأخذ علاقة منطقية ، كما في سرد الشخصيات لسيرها ، بل يبدو أكثر ذاتية ، نابعا من وعي المخرج نفسه ، وربما من أحلامه وكوابيسه عن تلك البلاد أحياناً فيقدّم في السياق نفسه مقاطع من أفلامه السابقة وصوراً لبيت العائلة في العراق والكتب المدرسية التي احتفظ بها عندما هاجر مع عائلته إلى سويسرا . الفيلم اختير كأفضل فيلم أسيوى فى أبوظبى، ورشحته سويسرا ليمثلها بالأوسكار كأفضل فيلم أجنبى . وشاركت مؤسسة رؤيا في رعاية العرض العراقي للفيلم العراقي الوثائقي”أوديسا عراقية” (2014) والذي فاز ببعض الجوائز . المخرج سمير جمال الدين (مواليد عام 1955 بالعراق) مخرج وكاتب ومنتج سويسري عراقي . من أفلامه الوثائقية الأساسية بابل 2 (1993) الذي وثَّق فيه صعود الموسيقى الإلكترونية والثقافة المدينية في أوساط الجيل الثاني من المهاجرين في زيورخ ، أما فيلم انسوا بغداد (2002) فتناول قصة اليهود العراقيين المقيمين في المنفى عُرض في الدورة 65 لمهرجان برلين في فبراير 2015 ضمن قسم “بانوراما”، كما تم اختياره ضمن الأفلام الوثائقية للمشاركة في السباق للحصول على جائزة السينما السويسرية لعام 2015 ، فيلم “الأوديسة العراقية” عرض في دور عرض السينما الألمانية في الرابع عشر من يناير/ كانون الثاني 2016 .
ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر
4 [دور وكلاء إيران في نشر كورونا بالمنطقة سوسن الشاعر
الوطن البحرينية
بالرغم من أن وباء كورونا أصبح جائحة عالمية، وأن العالم كله أخذ احترازه واحتياطه، وبدا يتعاون في التنسيق وتبادل المعلومات وضبط حركة تنقل الأفراد بين الدول، مواطنين أو غير مواطنين، إلا إيران ترفض التعاون وتصر على خرق الأنظمة بالكتمان، وبنقل الأفراد بطرق غير مشروعة.
إذ تنشط إيران لنقل الكارثة التي تعيشها لدول المنطقة تخفيفاً للضغط على نظامها، في حين ينشط وكلاء إيران في مساعدتها في الأزمة الاقتصادية والأمنية والصحية على حساب أوطانهم ومواطنيهم. ونرى تنسيقاً وتعاوناً بين عدة أطراف تعمل للصالح الإيراني مع بعضها البعض في لبنان والعراق والبحرين والكويت وقطر باختراق الأنظمة وبمخالفة الاتفاقيات.
فالنظام القطري يعمل على توزيع المصابين من دول الجوار وإخراجهم من إيران بتحويل ناقلتهم الوطنية إلى تاكسي لكورونا تنقل المصابين من إيران للخارج، للبحرين على سبيل المثال ولبنان أيضاً، إذ أكدت تقارير أن بعد يوم واحد من إغلاق مطار بيروت رسمياً، هبطت فيه طائرة قطرية كانت في طريقها من طهران. والأمر الأكثر إثارة للقلق هو المعابر الحدودية اللبنانية مع سوريا البالغ عددها 115 معبراً، والتي لا يزال يتم من خلالها تهريب أعداد لا حصر لها من الأشخاص والعتاد من قبل العديد من الجهات الفاعلة (معهد واشنطن) عدد 31 مارس.
كما قام الطيران القطري بنقل 90 بحرينياً 60% منهم مصاب بفايروس الكورونا دون التنسيق مع الحكومة البحرينية وإجبار البحرين على استقبالهم دون استعداد، وذلك خلافاً للاتفاق الذي أجمع عليه وزراء الصحة في دول مجلس التعاون بعدم نقل أي من مواطني دول المجلس دون التنسيق مع دولهم.
أما حزب الله في لبنان الوكيل الإيراني الثاني بعد الناقلة القطرية فيقوم بتمرير التدفقات الإيرانية منها وإليها، مع عدم الخضوع للإجراءات الاحترازية ووفقاً لتقرير لمعهد واشنطن بتاريخ 31 مارس «و لطالما كانت الحكومة تواجه مشاكل للسيطرة على هذه المعابر. فالقيام بذلك قد يتطلب تعبئة كثيفة لـ«القوات المسلحة اللبنانية» («الجيش اللبناني») وتغييراً جذرياً في ذهنية القبول الواسع النطاق للتهريب. ومع ذلك، لا توجد مؤشرات على أن التغيير قادم، ولا يبدو أن «حزب الله» قادراً على وقف تدفق الأشخاص حتى لو أراد ذلك.
ومع استمرار الأشخاص في دخول البلاد عبر قنوات غير رسمية، قد يكون أي منهم حاملاً للفيروس، ومن المحتمل أن يسعى القليل منهم للاختبار أو العلاج من خلال القنوات الرسمية. فبعضهم – سواء إيرانيين أو عناصر من الميليشيات المدعومة من طهران – سينتهي بهم المطاف حتماً في المراكز الطبية التابعة لـ«حزب الله»، حيث سيشغلون الأَسِرّة ويستعملون المعدات التي يحتاجها المواطنون المحليون بشدة. إن لبنان بلد صغير جداً من أن يتمكن بعد الآن إخفاء هذا التدفق من الإيرانيين وغيرهم من الأجانب، لذلك يحاول «حزب الله» تجاوز العواقب السياسية المحتملة من خلال إظهاره المبادرة»
«لكن مقالة نشرتها صحيفة «الغارديان» مؤخراً ذكرت أن «بعض مناطق لبنان والعراق بشكل خاص تضم على الأرجح آلاف المصابين الإضافيين… ويشكل [عدم] الكشف عنها خطراً صحياً إقليمياً خطيراً خلال الأشهر الثلاثة القادمة». ويستشهد التقرير بعدد من المسؤولين اللبنانيين الذين ذكروا أن «حزب الله» قد عزل أحياءً في العديد من البلدات الجنوبية ووضع حراسه خارج هذه المناطق. وبالفعل، كان الحزب يحاول إخفاء الواقع منذ أسابيع، لكن لم يعد من الممكن قمع الحقيقة حيث يموت المزيد من الناس وينتقل آخرون إلى أماكن غير معلنة.
أما في العراق، فقد نقلت صحيفة نيويورك تايمز قصصاً عن الحالة المأساوية على الحدود مع إيران –فالعراق هو الحليف الوثيق لايران وشريكه التجاري – كانت الحدود سهلة الاختراق إلى حد كبير، إذ كانت الأسر التي تعيش على كلا الجانبين وزوار الأماكن الدينية يتجولون ذهابا وإيابا بين البلدين. لكن جائحة الفيروس التاجي غيرت ذلك بين عشية وضحاها. حيث يجاهد الأطباء العراقيون لمنع الإيرانيين من التسرب للعراق، ونشر الوباء فيه رغم الضغوط الدبلوماسية مثل الدكتور الكندي الذي تمسك بموقفه وفقا للصحيفة، وأعاد الدبلوماسيين الإيرانيين وأقاربهم إلى إيران في تلك الليلة، كما قال الدكتور الكندي، وهو يبدو محرجاً بعض الشيء لدرجة أنه كان عليه أن يكون قاسياً جداً مع ضيف أجنبي. وأضاف «لكن كما تعلمون لا أستطيع أن أدعهم يؤذون شعبي».
كما نرى أن وكلاء إيران (النظام القطري وحزب الله وأفراد من الحكومة العراقية ومجموعات في دول الخليج) لا يهمهم ما يحدث في دولهم، أو في المنطقة ودول الجوار، وغير معنين بالاتفاقيات الدولية، ما يهمهم هو مساعدة النظام الإيراني مهما كلفهم، لا يهمهم الطاقة الاستيعابية للنظام الصحي في دولهم وقدرته على التعامل مع الأعداد المتزايدة، يهمهم رضى وليهم عليهم فقط.