في منتصف مارس الماضي، ظهر مصطلح “مناعة القطيع” أو “المناعة بالعدوى”، وذلك بالتزامن مع دعوة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى اتباع هذه الاستراتيجية في مواجهة فيروس كورونا المستجد.
لكن هذه الاستراتيجية سرعان ما انهارت وسط الانتشار الواسع للفيروس، الذي أصاب جونسون نفسه، مع تحذيرات متزايدة صادرة عن أطباء وخبراء، من تطبيقها.
ونقلت وكالة بلومبيرغ عن مصادر أن البنتاغون سيسحب حاليا نحو 50 ألف من أكياس الجثث من مخزونه حاليا وسيتجه لشراء كميات إضافية خلال الفترة المقبلة، بهدف تقديمها للوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ.
وتجاوز أعداد الإصابات في الولايات المتحدة الـ 216 ألف حالة الخميس، فيما بلغ عدد الوفيات 5133 وفاة، قرابة 2000 منهم في ولاية نيويورك لوحدها.
وأشار تقرير الوكالة إلى أن هذه الخطوة تأتي بمثابة إجراء معاكس عما قام به البنتاغون من نشر سفينتين طبيتين في نيويورك ولوس أنجليس، لتخفيف الضغوط على المستشفيات.
وتدير وحدة خاصة بالدعم اللوجيستي تزويد مخزون وزارة الدفاع من أكياس الجثث مستطيلة الشكل التي تأتي بمقاس واحد طولها 238 سنتمترا وعرضها 96 سنتمترا، والتي عادة ما تستخدم في مناطق الحروب.
ويقترب عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد في العالم من مليون شخص مع انتشار الوباء “بشكل متسارع” حاصدا أرواحا بينها رضيع في أسبوعه السادس أصبح أصغر الضحايا الـ46 ألفا الذين أودى المرض بحياتهم.
فيما يتحضر الأميركيون للأسوأ خلال هذه الأزمة، حيث يلازم 85 في المئة منهم المنازل بهدف الحد من انتشار المرض.
وحتى الجيش الأميركي طاله الوباء. فقد انتشر كوفيد-19 في حاملة الطائرات النووية ثيودور روزفلت التي ترسو في غوام في المحيط الهادئ، وبدأ إجلاء طاقمها.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد حذر من أسبوعين صعبين، خاصة بعد توقعات بأن الوفيات بسبب جائحة كورونا المستجد يمكن أن يصل عددها لنحو 200 ألف.
وأكد ترامب الأربعاء من أن الأيام المقبلة ستكون قاتمة على صعيد الفاتورة البشرية للوباء في الولايات المتحدة، واصفا الجائحة بأنها “بلاء”، قائلاً “أريد أن يكون كل أميركي مستعد للأيام الصعبة المقبلة”، معربا عن أمله في أن تتمكن بلاده في نهاية هذه الفترة من “رؤية ضوء حقيقي في نهاية النفق”.
وتستند استراتيجية “مناعة القطيع” ببساطة إلى ممارسة الحياة بشكل طبيعي، بحيث يصاب معظم أفراد المجتمع بالفيروس، وبالتالي تتعرف أجهزتهم المناعية على الفيروس، ومن ثم تحاربه إذا ما حاول مهاجمتها مجددا.
لكن المختصين يحذرون من هذه الاستراتيجية في ظل إغراق المستشفيات بالمرضى.
وأعرب جيريمي روسمان، أستاذ علم الفيروسات في جامعة كينت البريطانية، عن اعتقاده أن مناعة القطيع قد تكون غير فعالة في مواجهة فيروس كورونا، مرجعا عدم نجاعة هذه الاستراتيجية إلى تطور الفيروس جينيا وتطوير سلوكه، الأمر الذي قد يحتاج إلى طرق جديدة لمكافحته.
ويمكن لمناعة القطيع أن تكتسب أيضا من خلال إعطاء لقاح لعدد كبير من الناس لمكافحة الوباء، مما يصعّب من انتقاله لآخرين، لكن ذلك الحل أيضا غير متوفر في مواجهة فيروس كورونا، إذ تشير تقديرات الخبراء إلى أن لقاحه لن يكون متاحا قبل سنة إلى سنة ونصف السنة من الآن.
ويقول مارك وولهاوس، أستاذ علم الأوبئة والأمراض المعدية في جامعة إدنبرة في أسكتلندا، إن مناعة القطيع يمكن أن تحدث بشكل طبيعي إذا تعرض عدد من الناس للعدوى، إذ يكوّنون أجساما مناعية مضادة تكسر شوكة الفيروس، ولن يكون بمقدوره الانتشار على نطاق واسع.
لكن وولهاوس أكد في الوقت نفسه في تصريح لصحيفة “إندبندنت” البريطانية، أن استرايجية مناعة القطيع لن تكبح تماما تفشي الفيروس أو تمنع انتشاره بشكل كامل، خصوصا في مجتمعات لم تكتسب المناعة بعد.
من جانبه، حذر تشونغ نانشان، أحد خبراء مواجهة كورونا في الصين، من اتباع استراتيجية “مناعة القطيع” لمواجهة فيروس، مبررا ذلك بأن “كوفيد 19” مرض معد للغاية.
وأكد تشونغ أنه “لا يوجد دليل علمي حتى الآن على أنه إذا ما أصيب شخص بفيروس كورونا، فإنه لن يصاب مرة أخرى”، داعيا إلى تضافر الجهود من أجل تطوير لقاح ضد الوباء بشكل سريع.
أعلنت وزارة الصحة الإسبانية، الخميس، ارتفع عدد الوفيات من جراء فيروس كورونا في البلاد إلى أكثر من 10 آلاف، بعد تسجيل رقم قياسي.
وأوضحت الوزارة أن العدد الإجمالي للوفيات في إسبانيا ارتفع إلى 10003 من 9053 الأربعاء.
وجاء ذلك إثر تسجيل رقم قياسي جديد في عدد الوفيات، إذ توفي 950 شخصا في إسبانيا الساعات الـ 24 الماضية، وفق “رويترز”.
وأشارت الصحة الإسبانية إلى أن العدد الإجمالي للإصابات ارتفع إلى أكثر من 110 آلاف، بعد تسجيل نحو 8 آلاف إصابة خلال الساعات الـ 24 الماضي.
وإسبانيا من أكثر الدول الأوروبية تألما من فيروس كورونا بعد إيطاليا.
ويأتي الرقم الضخم من الوفيات والإصابات بعد مرور شهرين على أول إصابة في إسبانيا.
ويخضع الإسبان البالغ عددهم 47 مليونا لتدابير عزل هي الأكثر تشددا في أوروبا منذ 14 مارس، ولا يمكنهم مغادرة منازلهم إلا لشراء الطعام، وتلقي العلاج، وتنزيه كلابهم.