ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر
1 شمخاني والكاظمي والارتباك الإيراني مصطفى فحص
الشرق الاوسط
بين معضلة تكليف رئيس جديد للوزراء ورأب الصدع بين مكوناته، وخروج تصدّعات البيت السياسي الشيعي العراقي الداخلية عن السيطرة، والتخوف من الانتقال إلى صراع شيعي – شيعي على النفوذ، أرسلت طهران على عجل مبعوثها، لعلَّه يستطيع الحد من إشكاليات تعاطيها مع العراق بعد غياب سليماني، وتطبيع أتباعها العراقيين مع واقعهم الجديد الذي يتطلب إعادة تقدير الأحجام وضبطها، حيث إن ضرورات التدخل الإيراني المباشر فرضت نفسها بعد أشهر على استهلاك البيت الشيعي ما في جعبته من أسماء، كان من الممكن أن تحظى بموافقة أغلب مكوناته، خصوصاً المسلحة التي دخلت على خط تحديد هوية رئيس الوزراء المقبل، وذلك بعد غياب ناظرها وناظر البيت قاسم سليماني، وهو غياب يصعب تعويضه باعتراف طهران، التي أوكلت المهمة الانتقالية إلى الأدميرال شمخاني حتى يتم تأهيل الجنرال قاآني.
إلى بغداد؛ وصل سكرتير مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني، في زيارة غير متوقعة، لا تتطابق مع الشروط الصحية لمكافحة وباء «كورونا»، خصوصاً أنه متفشٍّ وسط الطبقة السياسية الإيرانية، إلا إن المرحلة تتطلَّب إجراء فحوصات سياسية لأعضاء البيت السياسي الشيعي، مما قد يستدعي وضعهم في الحجر نتيجة إصابتهم بداء الفشل الذي أعاق عملية اختيارهم مرشحاً جديداً لرئاسة الحكومة، مما يرفع احتمال إصابتهم بعقم سياسي سيدفع بطهران إلى التفكير في مرشح من خارج البيت وذلك تجنباً لمواجهة معضلتين: الأولى القلق من الفراغ السياسي في العراق. والثانية تمرير المرحلة الانتقالية ما بين جنرال نافذ رحل، ووريث مجهول غير مؤهل.
من هنا يمكن الافتراض أن القيادة الإيرانية ستتجه للتعامل بواقعية مع المرحلة الانتقالية، باختيارها علي شمخاني العربي الأحوازي الذي ينتمي إلى تيار الوسط المحافظ، بعد فشل تجربة «الحرس الثوري» الراديكالية التي اتبعها قاسم سليماني، وبلغت ذروة تعنتها وتحدّيها إرادة العراقيين بقرار منع التجديد لرئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، وفرض عادل عبد المهدي، بوصفه أبرز شخصيات البيت الشيعي الموثوق بها لدى «الحرس»، ويمثل آخر وجوه الجيل الأول لنظام 2003، الذي وصل إلى نهايته باستقالة عبد المهدي، وفشله في تجديد نفسه بعد تراجع محمد توفيق علاوي، وفقدان شرعيته الشعبية بعد 1 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
في بغداد أدرك شمخاني أن وجوه هذا النظام لم تعد تتطابق مع مواصفات الشارع، فلم يقصر زيارته على الأسماء المعروفة والمألوفة، فكان لقاؤه رئيس جهاز المخابرات الوطنية العلامةَ الفارقة في زيارته؛ لقاء يحمل دلالات كبيرة، خصوصاً أنه جاء بعد اتهام ميليشيات «حزب الله» رئيس الجهاز مصطفى الكاظمي بالضلوع في اغتيال سليماني والمهندس، والتهديد بحرق العراق إذا تم تكليفه تشكيل الحكومة، إلا إن شمخاني باجتماعه مع الكاظمي وترحيب الإعلام الإيراني الرسمي بهذا اللقاء، دحض الاتهامات الأمنية كافة وعزز موقف الكاظمي السياسي أمام الفصائل الولائية، مما قد يدفع بالقوى السياسية النافذة في البيت الشيعي إلى إعادة حساباتها.
من المعروف أن الكاظمي قد برز في عهد حيدر العبادي الذي عينه رئيساً لجهاز المخابرات، وكلفه مهام دبلوماسية الظل، مما أتاح له الربط بين مصالح السياستين الخارجية والأمنية للعراق، ونسج علاقات قوية مع دول جوار العراق والدول الإقليمية المؤثرة، فعزز من حضوره الداخلي والخارجي، ليصبح أحد أبرز الأسماء المطروحة لتشكيل الحكومة، خصوصاً أنه بوصفه مرشحاً محتملاً يتطابق بنسبة عالية مع المواصفات التي وضعها شباب «أكتوبر».
من جهته؛ يدرك الكاظمي القادم من خارج البيت الشيعي ومن خارج مؤسساته الحزبية والعقائدية التي حكمت العراق فيما بعد 2003، أنَّ الجغرافيا تُلزم العراق بعلاقات متينة مع إيران تعززها الروابط الروحية والثقافية ما بين الشعبين الإيراني والعراقي، وبأنَّ التعامل بواقعية مع الدور الإيراني يساعد العراق على تجاوز كثير من أزماته. لكن في المقابل من الصعب حتى الآن إقناع طهران بالتخلي عن نفوذها لصالح دور إيجابي، وبوقف هيمنتها على القرار العراقي؛ خصوصاً الشيعي، أو بإعادة مراجعتها تجربتها الفاشلة التي أدَّت إلى مواجهة دموية بينها وبين الشارع الشيعي الذي أعلن رفضه سيطرتها على قراره ومصادرته.
بالعودة إلى زيارة شمخاني ولقائه الكاظمي، لا يمكن وضعها إلا في إطار الارتباك الإيراني والعجز عن إيجاد مخرج لمعضلتها العراقية، فكلفت شمخاني استطلاع الموقف والاحتكاك السياسي المباشر مع الكاظمي بعد فشل الاحتكاك الفصائلي، وهي حركة استباقية من طهران قبل أن تفرض عليها التطورات الداخلية والخارجية التعامل مع واقع جديد من خارج حساباتها، فاللقاء مع الكاظمي عزز حظوظه، لكنه في النهاية كشف عن حجم مأزق القيادة الإيرانية وارتباكاتها.
ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر
2 اكراد العراق ما لهم وما عليهم بعد مرور نصف قرن على اتفاق 11 اذار 1970
الدكتور نصيف الجبوري
راي اليوم
ان حزب البعث شرع بتوثيق علاقاته الإقتصادية مع الاتحاد السوفياتي مما جعل زعماءه يطلبون من قادة الحزب الشيوعي العراقي التحالف مع الحكم الجديد ويضغطون على القيادة الكردية للتوصل الى اتفاق سلمي مع بغداد. لقد نجحت الوسائل التكتيكية للسلطة العراقية الجديدة انذاك. من جهة اخرى فقد تزايد نفوذ ايران كثيرا في منطقة شمال العراق انذاك وقتل الكثير من افراد الجيش العراقي والمقاتلين الاكراد. اما النقوذ الصهيوني فكان واسعا إذ كانت الموساد تصول وتجول في المنطقة الكردية حتى قبل وصول ملا مصطفى البرزاني من الاتحاد السوفياتي إلى العراق اواخر عام 1958. كانت دول العالم الغربي والشرقي تنظم علاقاتها مع النظام والنظام بدوره يحاور المنافسين السياسيين والقوميين في داخل العراق. اذ أعلنت الجبهة الوطنية القومية التقدمية مع الشيوعين وغيرهم.
عقد ايضا في 11 اذار 1970 مع الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة ملا مصطفى البرزاني وثيقة الحكم الذاتي لمنطقة كردستان العراق. لم يستمر احترام تلك الوثيقة سوى اشهر معدودة حيث بدأت مؤامرات الطرفين المتعاقدين تتعاقب بصورة سريعة. فقد ارسل حكام بغداد فريق لاغتيال البرزاني لكن بعد فشل تلك المحاولة عادت الحرب المسلحة بين الطرفين. ارتمى البرزاني اكثر فاكثر في حضن شاهنشاه ايران وازداد اعتماده أيضا على الغرب واسراءيل.
اثر فشل مشروع الحكم الذاتي السابق الذكر سارع صدام حسين نائب رئيس مجلس قيادة الثورة العراقي الموافقة على مطالب شاه ايران القديمة للحصول على نصف شط العرب أي الساحل الأيمن منه وفق مبدأ خط الثالوك مقابل وقف الدعم الايراني للقيادة الكردية مما جعل الحركة الكردية تنهار في ظرف ايام. مما يوضح اعتمادها المطلق على المساعدات الايرانية حيث سلم الشعب الكردي مصير ارضه وشعبه لعائلة البرزاني التي كانت تتصرف فيها بطريقة عشائرية دكتاتورية متخلفة. لقد كانت العلاقات طبيعية بين العرب والاكراد منذ تأسيس العراق الحديث عشية الحرب العالمية الأولى. لكن سياسات التعريب القسري ابان حكم البعث بعد عام 1972 والسياسات الذيلية لقيادة الحركة الكردية من قبل عائلة البرزاني والطلباني التي كانت ترتكن الى ايران مرة والى أمريكا أخرى والى اسراءيل مرة ثالثة. مما افضى إلى تنافر شديد بين العرب والاكراد ونشبت حرب مسلحة بين الطرفين. أصبحت القضية الكردية تجارة رابحة لتثبيت نظام حزب البعث في العراق. فقد قايض نظامه شاه ايران بابرامه صفقة التنازل عن نصف شط العرب العراقي مقابل التخلي عن تسليح الاكراد في معاهدة الجزائر بتاريخ 6 اذار 1975.
اضحت قضية الشعب العراقي ووحدته الوطنية تتلاعب بها الاهواء السياسية لنظام بغداد من جهة والقيادة العشاءرية الكردية المتعصبة لال البرزاني من جهة أخرى. لقد خاضت القيادة الكردية مغامرات دفع فيها الاكراد ثمناً غاليا من القتلى والجرحى ودمرت الكثير من المدن والقصبات. كانت قضية المتاجرة بالحقوق الكردية سبيلا وحيدا للبرزاني وعائلته لبناء مجدهم الشخصي وخدمة مصالحهم الانانية. اما الدول التي تقف وراء تلك القيادة من اوربا وامريكا فقد اتخذت الاكراد كحصان طروادة من اجل مساومة الدول العربية لتمرير مصالحها بالمنطقة. لقد اضحت القضية الكردية الخاصرة الرخوة للعراق وامست محل اقلاق واضعاف للمنطقة. فباتت تشكل عاءقا كبيرا لاية محاولة لراب الصدع بين مكونات الشعب العراقي. اصبح القادة الاكراد لعبة بيد الغرب خصوصا أمريكا وفرنسا وبريطانيا تحركهم وفق مصالحها وخدمة نفوذها في العراق.
أن هناك حلم قديم يراود الاكراد لتاسيس دولة لهم. انه حق معترف به لكل الشعوب ولا يمكن أن ينكره الاحرار. لقد سبق أن عرضت هذه الفكرة على عصبة الامم عشية الحرب العالمية الأولى لكن بريطانيا الدولة المستعمرة للعراق رفضت هذا المشروع. كما أن المناخ الاقليمي يرفضه بشدة لانه سيعيد رسم الحدود ويفتح فتن حروب إثنية وقومية لا نهاية لها. لعل من أوائل الدول المناؤة بقوة والتي ستتضرر من تطبيق هذا المشروع تركيا وإيران اضافة الى العراق. كان من المفترض من القادة الاكراد أن يستوعبوا الدرس ويدركوا بأن الظروف الاقليمية والدولية لا تسمح بقيام دولة كردية بغض النظر عن مشروعيتها أو عدم مشروعيتها.
بعد غزو الكويت من قبل النظام العراقي ظن القادة الاكراد بأن قوانين اللعبة التي رسمتها معاهدة سايكس بيكو قد تغيرت ويمكن لهم الشروع ببناء دولتهم. إذ كانت السياسة الأمريكية بعد غزو الكويت عام 1990 تشجع وتعمل ما في وسعها على تقسيم العراق بل وضعت مشروعا لذلك ولعل اشهرها مشروع بايدن. اوحى الغرب للقيادة الكردية في تسعينات القرن الماضي الترويج لتاسيس العراق الفيدرالي الذي يخفي من وراءه مشروع تقسيم العراق وبالتالي تاسيس الدولة الكردية المنشودة. كان من أكثر المؤيدين لهذه المشاريع التمزيقية اسراءيل. لان مثل هذا المخطط سوف يمكن الاخيرة الهيمنة على الشرق الأوسط الكبير الذي بشرت به أمريكا في ذلك الوقت. طورت القوى العالمية طروحاتها التدميرية فقررت انشاء اقليم كردي يرتبط بصورة فيدرالية فيما بعد مع العراق العربي منذ احتلال الكويت.
بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 كان الهدف المعلن هو تدمير هذا البلد وتمزيقه إلى شيع واحزاب ومناطق متنافرة متقاتلة بعضها ضد البعض الاخر. كان واضحا بأن هناك اعتراف غربي بالجميل لما صنعه القادة الاكراد لخدمة المشروع الامريكي لاحتلال العراق وتمزيق المنطقة واجهاض اية محاولة للتالف بين العرب والاكراد. كانت هناك نية مبيتة لاعطاء القادة الاكراد هيمنة وسلطة على القرار العراقي ليس فقط على منطقة كردستان. كان دستور عام 2005 قد ترجم تمزيق البلد قوميا وطائفيا. لقد وضع ذلك الدستور مصالح القيادة الكردية فوق مصحلة الوطن. ثم منح الطائفيين الشعوبيين المعادين للعرب سلطات رسمية في العراق الجديد.
اليوم وبعد هذا السفر الطويل الا يحق لنا نحن العراقيين عربا واكرادا وتركمانا أن نتساءل ما الذي جناه الشعب الكردي من السياسات المغامرة لقيادته ولماذا لم يستوعبوا اهداف السياسات الأمريكية والاسراييلية التي لا تهتم الا بمصالحها الانية والانانية. ان أمريكا واسراءيل ليستا القدر المقدر الذي يمكن ان ينقذ الاكراد ويمنحهم ما يشاءون. فلم تستطع اسراييل من فعلمود شئ عندما الحت وورطت البرزاني إقامة استفناء استقلال كردستان العراق قبل خمسة أعوام. بل ان الذي حصل هو العكس تماما حيث اثاروا غضب تركيا والعراق وإيران مما اضطر البرزاني التخلي عن منصبه. ياليته فهم حديث رسول الله القاءل رحم الله امرأ عرف قدر نفسه. ان اية امة لا يمكن أن تتقدم ما لم تعتمد على سواعد ابناءها وتعمل وفق مفاهيم العدل والصدق والاخلاص والتسامح مع الجميع. لا يمكن القفز على الأحداث وفرض ما يريده هذا الفريق أو ذاك بالقوة لذا يجب على الاكراد أن يتعايشوا مع العرب والتركمان. مثلما يجب أن يتعايش المسلمون والمسيحيون واليزيديون والصابية كمواطنين ضمن الوطن الواحد عدا ذلك لن يحصد العراق غير التشرذم والتخلف والردى.
ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر
3 المرأة العراقية و…… كورونا
علاء الخطيب
رأي اليوم
في العام 1909 أقيم اول إحتفال بيوم المرأة في الولايات المتحدة ، ثم احتفلت المرأة الروسية بيومها الوطني في العام 1917 ، وفي العام 1975خصصت الأمم المتحدة الثامن من آذار من كل عام يوماً عالمياً للمرأة ، ليحتفل العالم بالكائن الذي جعل الله الجنة تحتاقدامها. ودأبت الدول الاحتفال بهذا اليوم باعتباره محطة ثقافة عالمية لتمكين المرأة منحقوقها وإلغاء التمييز بينها وبين الرجل، ودفع المظالم التي لحقت بها من مختلفالثقافات والعادات .
ومن اجل ذلك تقيم الأمم المتحدة سنوياً مؤتمراً واحتفالاً على المستوى العالمي وتطلق فيه مبادرة لدعم المرأة، إلا ان هذا العام كان مختلفاً عن الأعوام التي خلت، فقد هزم فايروس كرونا كل المبادرات واهم. المناسبات ، فقد الغي الاحتفال المخصص لزيادة فرصالنساء باكتساب مهارات الذكاء الاصطناعي.
والسبب لم يكن الاجتماع فحسب بل عادة تقبيل النساء خوفاً من انتقال الفايروس وانتشاره .
لقد كان فايروس كورونا خصماً شرساً جعل الهلع في كل مكان وهزم دولاً وأوقف السياحة والصناعة و شعائر الدين وصلوات الجمعة وعضات الأحد ، وصلاة السبت وكل تجمعبشري.
لقد حقق هذا الفايروس اللعين المساواة بين الجنسين فقد هزم الرجل كما هزم المرأة وأدخل الانسانية في رعب من التواصل. والمصافحة وحتى اللقاءات ، وكادت شوارع المدن التي تعج بالحركة والحياة ان تكون خالية وموحشة .
ففي اهم عواصم العالم تلقى الموظفون تعليمات بالعمل من بيوتهم وعدم. الاختلاط أوقفت المدارس والجامعات. ولم يكن العراق بدعاً من الدول فقد ألغيت التظاهرات والتجمعات بيوم المرأة ولكن…… !!!!! لم تلغى عزيمة المرأة العراقية في الوقوف الىجانب الرجل ، فقد تواجدت. في ساحات التظاهر
وتواصلت تظاهراتها واحتجاجاتها ضد الظلم ، ورفض الفساد.
لم يكن كورونا قادراً على هزيمة المرأة العراقية، كما لم يكن قادراً ان يفت من عضداصحاب الحق .
لقد خصصت الأمم المتحدة الاحتفال في هذا العام بيوم المرأة بموضوعة الذكاءالاصطناعي ، لكن المرأة العراقية خصصته لمحاربة الفاسدين والوقوف بوجه السياسيين .
لقد اثبتت المرأة العراقية على طول مسيرتها انها الأكثر قوة وعزيمة واصرار على ان تكون عنصراً فاعلاً ومهماً في بناء الوطن ، وها هي اليوم تؤكد هذه العزيمة من خلال. وقوفها القوي من اجل الحقوق جميعها، حقوق الرجل والطفل وحقوقها معاً .
لقد ايقنت ان كورونا السياسة لا يمكن. محاربته في الجلوس في البيوت او الاستسلام للهزيمة من خلال أخذ الحيطة والحذر وغسل اليدين ، وإنما ادركت ان عليها مواجهة الفايروس بكل اسلحتها.
لذا خرجت مع اولادها وإخوتها وزوجها. لتكتب تأريخاً جديداً للمرأة العراقية ، يضاف لتاريخ نساء وادي الرافدين فهي تكمل مسيرة جداتها أنانا و عشتاروشبعاد وانخيدو أنا اول شاعرة في التاريخ وغيرهن ، هذه المسيرة التي بدأت قبل 8000 ق.م حيناكتشفت المرأة العراقية الزراعة في شمال وادي الرافدين، وأصبحت زعيمة المجتمع الفلاحي لاعتقادهم بأن في جسدها قوة خارقة تجعلها تنجب وتزرع.
وظهرت أول الآلهة وهي “الإلهة الأم” التي ترمز للخصوبة، وكانت صورتها توضع فيالحقول تبركاً.
قادت المرأة العراقية المجتمع والجانب الديني معاً.
ولم تتوقف مسيرة المرأة الرافدينية وتواصلت بنزيهة الدليمي وزها حديد وصبيحة الشيخ داوود ومريم نرمه وأخريات صنعن تاريخ المرأة العراقية الحديث وما زالت .
ورغم مرور كثير من الكوارث الا ان إرادة. الحياة والحب هما العاملان الأكثر قوة. في حياةالمرأة العراقية، كان وما يزال. وسيبقى .
ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر
4 الهزيمة الأميركية في أفغانستان
* أندرو باسيفيتش
لوس أنجلوس تايمز
هل أصبح “السلام في أيامنا” وشيكاً في أفغانستان؟ هذا ما يظنه ترامب! فهو اعتبر الاتفاق الذي وقّعه دبلوماسي أميركي مع مسؤول من حركة “طالبان” “مساراً فاعلاً نحو إنهاء الحرب في أفغانستان وإرجاع جنودنا إلى ديارهم”. على أمل أن يكون محقاً فعلاً!
لكن من الواضح أن الأميركيين لا يرقصون في الشوارع أمام احتمال انتهاء أطول حرب في تاريخ الولايات المتحدة، فمع انتشار فيروس كورونا واستمرار التطورات الدراماتيكية المرافقة للانتخابات الرئاسية التمهيدية للحزب الديمقراطي، تَرِد مسألة أفغانستان في أفضل الأحوال كنبأ ثانوي في القنوات الإخبارية وفي عقول الناس، كذلك سئم البلد منذ وقتٍ طويل من عمليات التدخل المسلّحة التي تطول مدّتها بشكلٍ تلقائي، لا نقاط تحوّل في المعارك الحاصلة ولا عمليات حاسمة، بل مجرّد تقارير متفرقة عن عمليات القصف وعدد القتلى.
لكن تستحق خطة السلام تحليلاً معمقاً حتى لو لم يحتفل بها الأميركيون، حتى الآن على الأقل، لن تتحقق رغبتنا الفطرية في المضي قدماً ونسيان تلك التجربة.
بعد مرور 20 سنة تقريباً، لم تحقق الولايات المتحدة أي إنجازات في أفغانستان، حتى أنها تكبّدت هزيمة كبرى في ذلك البلد البعيد من آسيا الوسطى، فكان الاتفاق المبرم في عطلة نهاية الأسبوع الماضي (بدأ يتصدع بشكلٍ شبه فوري) أشبه باعترافٍ بالهزيمة، وكانت رغبة إدارة ترامب بالانسحاب أقوى من مبرر الوجود العسكري الأميركي في أفغانستان منذ البداية.
رغم سقوط أكثر من 6 آلاف أميركي وإنفاق نحو تريليون دولار، لم تقترب القوات الأميركية يوماً من هزم حركة “طالبان” الأفغانية، وتكشف أرقام الحكومة أيضاً أن اعتداءات العدو خلال تسع سنوات بلغت ذروتها في الربع الأخير من عام 2019.
على صعيد آخر، فشلت البرامج الرامية إلى بناء جيش وشرطة قادرَين على توفير الأمن في أفغانستان، وفشلت أيضاً جهود إنشاء حكومة موحّدة في كابول دعماً للشعب الأفغاني، واليوم يتنافس طرفان متناحران على الرئاسة الأفغانية، وفي ما يخص مبلغ التسعة مليارات دولار التي صرفتها الولايات المتحدة من أموال دافعي الضرائب لتقليص زراعة الأفيون، لم تحقق هذه الجهود شيئاً وفق تقرير مفصّل نشرته صحيفة “واشنطن بوست” في شهر ديسمبر الماضي، حيث تفيد التقارير بأن أفغانستان اليوم تنتج أكثر من 90% من إمدادات الأفيون في العالم، وأخيراً، لم تنجح جهود كبح الفساد المستفحل بأي شكل، إذ تصنّف منظمة الشفافية الدولية أفغانستان من أكثر الدول فساداً في العالم حتى الآن.
كانت هذه الجهود كلها جزءاً من أهم أهداف السياسات الأميركية، لكنها لم تكن مثمرة، ربما حققت الجهود الأميركية نجاحاً متواضعاً على مستوى تعليم الفتيات، إذ يقصد 3.5 ملايين منهنّ المدارس الأفغانية راهناً، لكنّ الخلل السياسي وانعدام الأمن يُعرّضان ذلك الإنجاز البسيط للخطر أيضاً.
قد يقول البعض إن الولايات المتحدة لم تشهد أي نسخة جديدة من اعتداءات 11 سبتمبر منذ وصول قواتها إلى أفغانستان قبل أكثر من 18 سنة، لكن تفترض هذه الفكرة وجود علاقة سببية معدومة بين هذين العاملَين. لم يطلق مقاتلو “طالبان” حركة جهاد عالمية ضد الولايا+ت المتحدة أصلاً، إذ لم يتغير هدفهم منذ أن قاوم المجاهدون الأفغان الاحتلال السوفياتي خلال الثمانينيات: هم مصمّمون على طرد قوات الاحتلال الأجنبية، وإذا صمد اتفاق السلام الأخير رغم كل شيء وسحب ترامب القوات الأميركية كما وَعَد مراراً، فذلك يعني أن “طالبان” حققت ما حاربت من أجله لفترة طويلة. إنه انتصار واضح لها!
يجب أن تستخلص الولايات المتحدة درساً واضحاً من هذا الصراع الطويل وغير المجدي، ومن تجربتها في حرب العراق أيضاً: تتعلق أنسب مهمة يمكن أن يتولاها الجيش الأميركي بالردع والدفاع. يجب أن تُنقَش هذه العبارة فوق المدخل الرئيس للبنتاغون، أو تُضاف إلى القَسَم الذي يحلفه القائد الأعلى.
ويجب ألا تحاول القوات الأميركية، في أي ظرف من الظروف المستقبلية، إسقاط الأنظمة في أراضٍ بعيدة، حيث تحمل توقعات مبهمة حول قدرتها على إرساء نظام سياسي على طريقتها الخاصة. هذه المقاربة كفيلة بإطلاق “حروب لامتناهية” أخرى.
إذا استوعب كبار المسؤولين في مجال الأمن القومي الأميركي هذا الدرس، فلن تكون الحرب في أفغانستان حينها مجرّد مضيعة للوقت، لكن يتطلب استيعاب هذه الفكرة قدرة تحليلية غير موجودة في واشنطن للأسف!
ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر
5 الزعامات الشيعية في العراق: صراع السلطة والنفوذ
سعيد الحمد
الايام
وفي الصراع بين الزعامات الشيعة السياسية خرجت أسماء وبرزت وجوه انتهازية.
أستعير هذا العنوان لعمودي اليوم من عنوان مضت عليه سنتان نشره مراسل قناة الحرة من بغداد.
وهو العنوان الأنسب لتصاعد صراع الزعامات السياسية الشيعية في العراق، وهو الصراع الذي لم ينقطع ولم يتوقف طوال «17» عامًا عجافًا دفع الشعب العراقي بما فيهم الشيعة أثمان وأكلاف هذا الصراع حول الكراسي والمراسي والكعكة العراقية التي ما عادت كذلك، فقد جف ضرع العراق، عندما اعتبره القادمون على ظهر الدبابة الأمريكية «بقرة حلوب» فاستنزفوا الثروات القومية ليكدسوا الثروات الشخصية ولسان حالهم كما يقول تعبيرنا الشعبي السائد «حوش لا تحوش»!.
جمعوا وكدسوا الأموال خارج العراق، وطوفان الفساد والإفساد شاهد على ذلك الذي أنهك وأفقر وجوّع الشعب العراقي حتى الجنوب الذي مازالوا يتاجرون ويسمسرون سياسيًا بانتفاضته في التسعينات، «كفر» بهم وخرج في تظاهراته يهتف بسقوطهم «باقونا الحرامية».
هل هناك شعار أكثر ملامسةً للجرح العراقي النازف شعبيًا من الجميع في العراق بسنتهم وشيعتهم وأكرادهم وغيرهم من المكونات والأطياف.
والزعامات السياسية تحاول أن تُغطي نفسها بغطاء المرجعية فمجملها تدعي وتزعم أنها تمثل المرجعية وهو ادعاء تحاول من خلاله فرض نفسها والتمكن من الإمساك بالسلطة والنفوذ بإيحاءٍ ديني ترضخ له الطائفة الشيعية حين تظهر أمامها بزعم «تمثيل المرجعية» وتمرره على البسطاء وعلى العامة منهم، حتى أخذ الادعاء في الفترة الأخيرة يتزايد ويتضاعف أضعافًا مضاعفة عما سبق.
فبعض الكتل السياسية الشيعية تقاسمت زعم تمثيل المرجعية إلى درجة التناقض وأحيانًا إلى درجة من الحرب غير المعلنة بينهم، فكل كتلةٍ وكل فصيل شيعي سياسي يكذب الآخر في مسألة تمثيل المرجعية ويريد أن يحتكرها لكتلته فقط.
وأمام استشراء حالة الصراع السياسي في زعم تمثيل المرجعية تدخّل مجلس القضاء الأعلى العراقي، وأصدر تعليماتٍ إلى جميع محاكم العراق باتخاذ الإجراءات القانونية بحق من يدّعي «تمثيل المرجعية الدينية العليا في النجف».
ولا يعتقد المراقبون أن تعليمات مجلس القضاء الأعلى العراقي ستضع حدًا للصراع ومزاعم تمثيل المرجعية العليا في النجف، فهذه ظاهرة قديمة نستطيع أن نؤكد تيارات الإسلام السياسي الشيعي من حزب الدعوة مرورًا ووصولاً إلى جميع تلك التيارات استخدمت واستثمرت هذا الادعاء منذ نشأتها وتأسيسها مما جعله مترسخًا وشائعًا ومعتادًا.
والتوسل بالدين، المرجعية للوصول إلى إقناع الجماهير بمثل هذه الأحزاب والقوى والتيارات برهان على ضعف برنامجها وأطروحاتها في كسب الشارع العراقي لذا تلجأ إلى غطاء المرجعية وتتوسل به لفرض نفسها على الجماهير ومن ثم على السلطة وصولاً إلى النفوذ السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
ومرجعية النجف لم يكن لها موقف حاسم تجاه هذه المزاعم والادعاءات فهي تقف في المنطقة الوسطى، مما سهّل للكتل الشيعية السياسية طرح خطاباتها باستمرار بشعار تمثيل المرجعية العليا في النجف.
والصراع بين الزعامات السياسية الشيعية أخذ منحىً علنيًا حتى داخل التيار الواحد والحزب الواحد، فحزب الدعوة كما يقول القيادي فيه غالب الشبندر قد تفتت وانتهى حين تقاسم وتنازع قميصه أكثر من زعيم سياسي شيعي حتى استولى على الدعوة نوري المالكي وتراجعت الزعامات الشيعية الدعوية إلى الظل أو اختارت تأسيس منظماتها الخاصة ليأخذ الصراع بين الزعامات طابعًا صارخًا ومحتدمًا.
وفي النهاية لقد دفع شيعة العراق كما أشرنا ثمن ذلك فيما وحّدوا أنفسهم وفودًا لهذا الصراع بين الزعامات حتى فاض بهم الكيل فصرخوا بوجع في الشارع بسقوط هذه الزعامات بالأسماء تحديدًا.
وفي الصراع بين الزعامات الشيعية السياسية خرجت أسماء وبرزت وجوه انتهازية بشكل صارخ وجاهلة سياسيًا بشكل واضح، وهو ما ضاعف من حجم أزماتها واختناقاتها من جهة وفي فقد الجماهير والشارع العراقي الثقة فيها بوصفها زعامات سياسية.
ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر
6 طريق العراقيين الشائك للتغيير
عريب الرنتاوي
الدستور الاردنية
ما الذي قد يفعله العراقيون أكثر مما فعلوه منذ الفاتح من أكتوبر الفائت وحتى يومنا هذا؟ … لقد خرجوا إلى الشوارع والميادين بالملايين، وصلوا الليل بالنهار في بغداد ومدن الجنوب، لم يوقفهم الرصاص الحي والمطاطي، ولا التفجيرات وعمليات الطعن الغادرة، قدموا قرابة الستمئة شهيد، وأضعاف أضعافهم من الجرحى والمفقودين والمختفين قسرياً، وقرورا أخيراً، ألا يوقفهم فيروس كورونا، وهم يفعلون ما بوسعهم للتحايل عليه، بعد أن عجزت حواضر دولية عن التغلب على «القاتل المراوغ».
لم يسقط النظام، ولم تتغير قواعد اللعبة، تبدلت الحكومات، لكن واقع حال العراقيين ما زال مقيماً … لم تتحسن أحوالهم الاجتماعية والاقتصادية، ولم يتوفروا على خدمات أفضل … لا واشنطن غادرت العراق، ولا إيران ضعفت قبضتها عليه … «الآتي أعظم» بالنسبة لملايين العراقيين، سيما بعد انهيار أسعار النفط على نحو غير مسبوق منذ سنوات طوال، والمقدر أن عائدات الدولة من مبيعاته، لن تكفي لتغطية رواتب العاملين في جهازها الحكومي، المدني والعسكري المتضخم من دون حاجة أو ضرورة.
كيف يمكن للتغيير أن يحدث في دول كهذه، أو بالأحرى في ممالك الطوائف والمذاهب والأقوام، وأنظمة المحاصصة بين المكونات؟ …. كم ستبلغ كلفة التغيير في دول كهذه، بعد أن تأكدت بما لا يدع مجالاً للشك، قوة ومتانة نظام المحاصصة المدجج بالسلاح و»الزبائنية» و»غريزة القطيع» والولاءات الأجنبية؟ … ومن يناصر التغيير في بلد تُرك بعد غزوة 2003 نهباً للفوضى والمليشيات وأمراء الحرب والطوائف، فيما انتفاضة شعبه تترك اليوم، وحيدة، لا يكترث بها أحد، بل ولا تكاد أخبارها ترد في نشرات الأخبار؟
لا شك أن الشعب العراقي، بالذات في محافظاته الجنوبية، قد أظهر توقاً جارفاً للتغيير، بعد أن ضاق ذرعاً بفساد نخبه وبؤس نظام وضيق خياراته … لا شك أنه يكاد يختنق بهوياته الفرعية القاتلة والمقتتلة، ولا شك أنه سئم العمائم والفتاوى المفصّلة على مقاس مصالح «علية القوم» وحسابات أولياء أمورهم ونعمهم … لا شك أنه يعبر عن حنين جارفٍ لهوية عراقية وطنية جامعة، ودولة مدنية ديمقراطية، خالية من المليشيات، ومواطنة متساوية تحظى بما تستحقه من تعليم وصحة وخدمات وعيش لائق وكريم … لا شك أن العراقيين باتوا تواقين للإحساس باستقلال بلدهم وسيادته، تسكنهم الرغبة في ألا يكون مجرد «صندوق بريد» لتبادل الرسائل الدامية بين المحاور والمعسكرات والعواصم المصطرعة … من أجل هذا انتفض العراقيون، ولإنجاز هذه الأهداف النبيلة ثاروا رجالاً ونساء، شيباً وشباناً، لكن طريقهم إلى غاياتهم المنشودة، ما زالت – من أسفٍ – طويلة ومريرة.
يبدو أن طريق العراقيين غير المعبد للتغيير، لن يكون مستقيماً، ففيه محطات صعود وهبوط، انعطافات وتعرجات، والمهمة على ما يبدو، ستُنجز على مراحل متعاقبة، وتستلزم موجات متلاحقة من الانتفاضة والثورة … لا شيء سيحدث دفعة واحدة، لا تطور ثورياً كفيلاً بنقل العراق من مكان لآخر يمكن أن يحدث كثمرة لانتفاضة واحدة … طريق العراق للتغيير، سيكون محصلة جملة من الإنجازات المتواضعة، والخطوات الصغيرة، ولكن المتراكمة … غياب «القديم» عن المشهد العراقي لن يكون ممكناً دون ولادة «الجديد»، لكن من أسفٍ مرة أخرى، فإن «القديم» يأبى المغادرة و»الجديد» ما زال تنتظره ولادة عسيرة والأرجح أن تكون «قيصرية» … سيما بغياب حاضنة عربية أو إقليمية دافئة، وفي ظل إهمال دولي مريب.