ننشى ولا ينسون!ايطاليا ورغم الكورونا تستذكر مدير استخباراتها الذي قتلته امريكا في العراق

جرى في مقر مديرية شرطة روما الأربعاء، إحياء ذكرى ضابط الإستخبارات نيكولا كاليباري، الذي لقي مصرعه في مهمة بالعراق، وذلك بعد 15 سنة من وفاته، عندما فقد حياته على الطريق نحو مطار بغداد.

وكان كاليباري قد أُردي قتيلا برصاص القوات الأميركية في العراق أثناء محاولته حماية الصحفية جوليانا زغرينا التي كان قد أفرج عنها للتو بعد شهر من احتجازها.

ولدى وضعهم إكليلاً من الغار أمام نحت غائر يجسد كاليباري، بحضور أفراد أسرة هذا الأخير، قائد الشرطة فرانكو غابرييلي وممثلين عن السلطات العسكرية والمدنية في العاصمة، استذكر الحاضرون “الاحتراف والإنسانية اللتين عمل بهما نيكولا دائمًا، ستبقى حية في ذكرى من حالفه الحظ السعيد للعمل معه”.

بهذا الصدد، كتب رئيس مجلس النواب روبرتو فيكو على (فيسبوك): “مرت خمسة عشر عاماً منذ اليوم الذي قُتل فيه نيكولا كاليباري بشكل مأساوي في بغداد أثناء مشاركته بعملية التحرير المعقدة للصحفية جوليانا زغرينا، التي اختطفها الإرهابيون في العراق، واليوم أود أن أؤكد مجدداً تقاربي وتضامننا مع أفراد أسرة نيكولا كاليباري”.

وذكر فيكو أن “موته ألم الأشخاص الذين أحبوه وأحزن عميقًا كل من عرف قيمته كخادم للدولة، تمكن من الوفاء بواجبه حتى النهاية ولم يتراجع مطلقًا عن المسؤوليات والمخاطر العديدة”. واختتم بالقول “لقد كان وسيبقى نموذجًا ومثالاً أيضاً للأجيال الجديدة”.

وعام 2005 نشرت الحكومة الايطالية قريرا يتضمن عددا كبيرا جدا من الاختلافات مقارنة بالصيغة الاميركية، حول ظروف مقتل عنصر الاستخبارات الايطالي نيكولا كاليباري في الرابع من مارس في بغداد·
واكد التقرير الايطالي انه ‘لم يكن هناك ما يشير الى نقطة المراقبة الاميركية’ وان ‘جنود الدورية الاميركية اطلقوا النار عن عدم خبرة وبسبب التوتر’، وانه ‘لا يمكن القاء اللوم’ على سرعة السيارة التي كان على متنها الايطاليون وان ‘مسرح المأساة لم تتم المحافظة عليه كما هو بعد اطلاق النار’·
واجري التقرير على اساس تحقيق اجراه الدبلوماسي سيزار راغاغليني والجنرال في اجهزة الاستخبارات بيرلوجي كامبرغر، والاثنان عضوان في اللجنة المشتركة الايطالية-الاميركية ورفضا التوقيع على نتائج التحقيق الاميركي·
من جهته، فرض رئيس الحكومة الايطالية سيلفيو برلوسكوني الحذر في صياغة التقرير الايطالي حول مقتل المسؤول في الاستخبارات الايطالية نيكولا كاليباري برصاص اميركي في مارس في بغداد، حفاظا على العلاقات مع الولايات المتحدة·
وذكرت صحيفة ‘الميساجيرو’ الصادرة في العاصمة الايطالية ان رئيس الحكومة طلب اجراء ‘تصحيحات’ في التقرير فيما اكدت ‘لا ريبوبليكا’ المقربة من المعارضة ان ‘برلوسكوني فرض الحذر’· ونقلت لا ريبوبليكا عن مصادر لم تذكرها ان برلوسكوني اكد ‘ان التقرير يجب ان يكون تقنيا، وتقنيا فقط· ويمكن ان يكون قاسيا، لكن يجب الا يتضمن ادنى اساءة الى التفاهم السياسي مع الولايات المتحدة’·
وقال برلوسكوني بحسب الميساجيرو ‘ان التقرير لا ينبغي في اي حال من الاحوال ان يكون نقطة انطلاق لخلاف دبلوماسي مع الولايات المتحدة’· واكدت هذه الصحيفة ان رئيس الوزراء الايطالي ‘قرأ، ثم قرأ مجددا، وصحح ونقح’ التقرير قبل اعادته الى اجهزة الاستخبارات العسكرية·
وكان الجيش الاميركي نشر السبت تقريرا يستبعد اي مسؤولية لجنوده في مقتل كاليباري·
فبعد يومين على نشر استنتاجات الجيش الاميركي الذي نفى اي مسؤولية للجنود الاميركيين في مقتل نيكولا كاليباري عند حاجز اميركي قرب مطار بغداد، في اطار عملية الافراج عن الصحافية الايطالية جوليانا سغرينا، يرد التقرير الايطالي نقطة بنقطة على ادعاءات واشنطن ويعطي استنتاجات مختلفة عنها·
ومع ان التقرير الايطالي يستبعد فكرة الهجوم المتعمد من قبل الجنود الاميركيين الا انه يتهمهم بعدم التمتع بالخبرة·
واوضح المحققون الايطاليون ان الدورية الاميركية كانت ‘مؤلفة فقط من عناصر احتياط’·ونفى التقرير من جهة اخرى ما اكده الجيش الاميركي بانه لم يتلق اي معلومات حول عملية الافراج عن الصحافية الايطالية جوليانا سغرينا·
ويتوجه رئيس الحكومة الايطالي سيلفيو برلوسكوني احد اكبر حلفاء الرئيس الاميركي جورج بوش، الى النواب الايطاليين غدا ليفسر الاختلاف في التقريرين، في حين بدأت اصوات تتعالى في صفوف غالبيته داعية الى سحب ثلاثة آلاف جندي ايطالي منتشرين في الناصرية جنوبي العراق·