أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، اليوم السبت، أن قريبا سيعقد اجتماعًا شخصيًا مع قادة حركة “طالبان”.
وقال ترامب في مؤتمر صحفي “سألتقي شخصيا مع قادة طالبان في المستقبل القريب”.
ووفقا لترامب، فحركة طالبان وافقت حسب اتفاق السلام على محاربة الإرهاب. مضيفا “أعتقد أن طالبان تريد أن تفعل شيئًا لإظهار أننا لا نضيع الوقت. إذا حدث شيء سيء، فسنعود بقوة لم يرها أحد. آمل ألا يكون ذلك ضروريًا”.
وأضاف أن الولايات المتحدة أبلغت عن اتفاق السلام كلا من الأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي، مشيرا إلى أن 29 دولة شاركت في العملية.
ووقع الاتفاق عن طالبان رئيس مكتبها السياسي الملا عبد الغني برادر، وعن الولايات المتحدة مبعوثها للمصالحة الأفغانية، زلماي خليل زاد.
وينص الاتفاق الذي نشرته السفارة الأمريكية في كابول على أن تتعهد طالبان بقطع العلاقات مع تنظيم “القاعدة” (الإرهابي المحظور في روسيا وعدد كبير من الدول) ومواصلة الحرب على تنظيم “داعش” (الإرهابي المحظور في روسيا وعدد كبير من الدول) وانسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان خلال 14 شهرا.
واصدر زعيم طالبان البيان التالي اليوم السبت
بسم الله الرحمن الرحیم
اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا.
الحمد لله الذي صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وأصحابه الذين نشروا دينه، أما بعد:
لقد غزت أمريكا وحلفائها أرض أفغانستان في السابع من شهر أكتوبر عام 2001م، لكن الإمارة الإسلامية بعون الله ونصرته استطاعت أخيرا – نيابة عن الشعب الأفغاني الأبي- أن تصل إلى موافقة لإنهاء الاحتلال، وذلك بعد جهاد وكفاح استمر لمدة ما يقارب 19 عاماً.
وهذا الانتصار إنما هو انتصار يشترك فيه كل فرد من أفراد الشعب الأفغاني المجاهد ذكوراً وإناثاً، فقد ضحى الجميع بأموالهم وأرواحهم في سبيل هذا النضال لمدة عقدين تقريباً.
وإن التوافق على خروج جميع القوات الأجنبية من أفغانستان، وعدم السماح لهم بأي نوع من التدخل في المستقبل يعد بلا شك انتصارا عظيماً.
وإن الإمارة الإسلامية بخصوص هذا الانتصار العظيم تبارك من أعماق قلبها جميع أطياف الشعب، وتخص منهم (المجاهدين، وأسر الشهداء، والمعتقلين، والجرحى، والمعلولين، والمهاجرين بل وجميع الشعب)، وتعتبر هذا الفتح المبين فضلاً من الله ومنة، وثمرة تضحيات المجاهدين، ووفاء الشعب وإخلاصه، وتحمله للمتاعب والمصائب في هذا السبيل.
وبخصوص مرحلة ما بعد هذا الانتصار العظيم فإني أريد أن ألفت انتباه المجاهدين والشعب بأسره إلى النقاط التالية:
• إن التوافق مع الجانب الأمريكي بخصوص إنهاء الاحتلال والذي بواسطته سيتخلص شعبنا من الاحتلال، لهو نصر عظيم، ومنة ربانية، وفتح مبين، وعلينا ألا ننسب هذا الانتصار إلى أحد، بل يجب أن نعتبر ذلك فضلاً وإحساناً من الله، ثم ثمرة تضحيات المجاهدين والشعب بأسره.
• لقد روعي في توافق الإمارة الإسلامية مع الجانب الأمريكي الأصول والضوابط الشرعية، كما أنه يوافق المعايير الدولية، لذا فإنه يعتبر عهد ووعد من قبل جميع المجاهدين والشعب الأفغاني، وصار لزاماً على الجميع تطبيقه وتنفيذه، وعلى جميع مسئولي الإمارة الإسلامية وأفرادها وفي العموم على جميع المواطنين ألا ينقضوا هذا التوافق والميثاق، وأن يستشعر الجميع بالمسئولية تجاه ذلك، لأنه لا حظ للغدر والمكيدة في الإسلام، كما أنها تعتبر من الذنوب العظام، لكن إن حصل النقض أو المخالفة من قبل الجانب الآخر، فإن على جميع الشعب أن يكون على استعداد تام للدفاع كالماضي.
• على شعب أفغانستان المسلم وخاص المجاهدين منهم أن يشكروا ربهم على ما منَّ بهم من هذا النصر المبين، وأن يتضرعوا لربهم أن يزيدهم تقى وتديناً أمانة وتواضعاً، وأن يتجنبوا الكبر، والاستعلاء، والترفع على الآخرين، والتميز عن غيرهم؛ لأن هذه الفعال تنافي روح الجهاد والفتح والانتصار.
• لقد أثبتت المفاوضات الناجحة مع الجانب الأمريكي بأن كل معضلة مهما استغلت فلا بد من سبلٍ لحلها، وإن نجاح هذه المفاوضات تبعث رسالة من قبل الإمارة الإسلامية لجميع الجهات الداخلية والمحلية بأننا مستعدون لحل معقول وعادل، فهلموا للبحث عن حل المسائل في ضوء المعايير الدينية والوطنية، وعلى إدارة كابل أيضاَ أن تكف عن مخالفة الشعب.
• تؤمن الإمارة الإسلامية بالعلاقات الإيجابية المتبادلة مع جميع دول العالم وخاصة دول المنطقة، وتلتزم بضوابط حسن الجوار مع الدول المجاورة.
• إننا نطمئن شعبناً المضطهد بأن كل فرد من أفراد هذا الوطن (ذكوراً وإناثاً) سيحصل على حقوقه في ظل نظام إسلامي واقعي عادل.
• من ساهم أو شارك في معارضة الإمارة الإسلامية، وفي المجموع كل من لديه مخاوف تجاه الإمارة الإسلامية، فإننا قد عفونا له كل ما مضى، ونرجو له في المستقبل حياة رغيدة في ظل الأخوة الإسلامية، والمحبة والوطنية.
• ستسعى الإمارة الإسلامية لتهيئة أجواء التقدم والتطور والازدهاء اللازمة في جميع الجوانب الاجتماعية مثل: التعليم (الشرعي، والعلمي)، والعمل، والتجارة، والبناء، والرقي…؛ لأن هذه الأمور من الحقوق الأساسية للشعب الأفغاني، كما أنها من أولويات تطور البلد ورفاهية الشعب وراحته واطمئنانه.
• على مجاهدي الإمارة الإسلامية أن ينظموا صفوفهم أكثر، وأن يكونوا أكثر قوة وتأهباً ونشاطاً، حتى يتمكنوا من الوصول إلى غايتهم الأسمى بعد انتهاء الاحتلال، ألا وهو إقامة نظام إسلامي ورفاهية الشعب، وأن يكونوا على أهبة الاستعداد لمنع وقوع أية أحداث سيئة في المستقبل، والحفاظ على النظام الإسلامي، وتحقيق الأمن العام والسلام الشامل، وخدمة الشعب، ومواجهة ما يقع في سبيل ذلك من المخاطر المحتملة.
• تذكر الإمارة الإسلامية مختلف أطياف هذا الشعب المؤمن من (العلماء الأفاضل، ووجهاء القبائل، والشيوخ، والمثقفين، والأساتذة، والطلاب، وعامة الشعب) بأنكم قد وقفتم وتكاتفتم بكل إخلاص مع إخوانكم المجاهدين لإنهاء الاحتلال، فعليكم الآن أيضاً أن تستمروا وتواصلوا جهودكم ومساعداتكم في سبيل حل الأزمات والمسائل الداخلية، حتى تبلغ هذه المرحلة كذلك إلى ساحل النجاة والنجاح، وأن تحظى أفغانستان بالسلام ونظام إسلامي عادل.
• وفي الختام فإنني أشكر دولة قطر وأميرها الموقر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على ما قدم ووفر من التسهيلات من أجل استمرار عملية المفاوضات، وعلى دعمه المتسمر لهذا المشروع، كما أتقدم بالشكر لدولة باكستان، وأوزبكستان، والصين، وإيران، وروسيا، واندونيسيا، وتركمنستان، وقرغيزستان، والإمارات العربية المتحدة وجميع الدول الأخرى التي ساهمت في عملية المفاوضات، فشكر الله سعيهم وجزاهم خيراً.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
زعيم إمارة أفغانستان الإسلامية أمير المؤمنين الشيخ/ هبة الله أخندزاده
5/7/1441 هـ ق
۱۰/۱۲/۱۳۹۸هـ ش ــ 2020/2/29م