4 مقالات عن العراق في الصحف العربية يوم الجمعة

ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر
1 قوة الاعلام في اماطة اللثام عن اللئام
محمد واني
العرب

لا شك ان عصرنا عصر الاعلام بامتياز، بفضله تداخل الزمن وتقاربت المسافات واصبح العالم قرية واحدة، بل بيت واحد، لا شيء يخفى عن عيونه المراقبة النافذة الى عمق الاشياء بتفاصيلها الدقيقة وما تخرج منها من اشارات او تدخل فيها، سواء في الكون الواسع او في داخل الانسان، فهو المتابع الامين لكل شاردة وواردة تصدر عنه، حتى تقاسيم وجهه، حزنه وفرحه، بكائه وضحكته وقوته وضعفه، وشجاعته وجبنه، كل شيء فيه اصبح مكشوفا امام وسائله الخارقة، كأنه كتاب مفتوح، يكفي ان تضغط على زر صغير حتى يظهر لك الحقائق الغائبة كلها بومضة عين، وتطلع على صدق الصادقين وكذب الدجالين وفساد المفسدين، الكل يظهر على جوهره وحقيقته..

بفضله، لا تحتاج الى مغامرات كولمبس ولا رحلات ابن بطوطة لتكتشف قارات جديدة ومدن مجهولة ولا الى تجارب بافلوف او فرويد لتغور في اعماق النفس البشرية، كل شيء جاهز ومكشوف و”مقشرمثل اللوز” وما عليك سوى ان تمرر اصبعك الصغير على الجهاز لتنقلك الى عالم الحقائق والاكتشافات!

الاخبار المصورة تأتيك طازجة وحية من موقع الحدث مباشرة، وعبر الاثير، كما هي وبدون تعليق، او رتوش، لان الصورة واضحة ولا تحتاج الى تفسير. فماكنت تقرأه بالامس في الصحف والجرائد وتنتظر لحين طبعها لتستشف منه العلوم والمعارف والمعلومات اليومية، اليوم تحصل عليها في المواقع الالكترونية او في القنوات الفضائية او في القنوات التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر، وانت جالس في بيتك.

فاذا كان الزعيم المفدى والقائد الضرورة او المسؤول اللص، يستغفل شعبه ويسرقه ويخدعه بشعارات اسلامية وعروبية و”كردية” وعبر اتفاقات وتحالفات خارجية مشبوهة او انقلابات دموية ليحقق مآربه الخاصة ومصالحه الحزبية والشخصية المريضة ويمارس التضليل ضد شعبه، فان عليه منذ الان ان يحسب حسابا دقيقا لكل خطوة يخطوها ويراقب كل كلمة او تصريح يدلي به، لانه مرصود ومراقب بالصوت والصورة من قبل ملايين الملايين من الناس!

وما كان يفعله بالامس من اعمال مشينة في السر ولا يريد ان يطلع عليها الناس سابقا، اليوم لا يجرؤ على التفكير فيها خوفا من العقوبة والفضيحة، كل شيء اصبح واضحا واللعب بات على المكشوف! الفاسد لم يعد شريفا والعميل لم يعد وطنيا والهزيمة لم تعد نصرا والجبان الرعديد الذي يتمترس خلف الشجعان لم يعد بطلا مغوارا.

الاعلام اسقط الاقنعة عن وجوه اللصوص والقتلة وادعياء الدين والوطنية والعروبة والطائفة، وبفضل الاعلام ادرك العراقيون والعالم اجمع ماهية الاحزاب والميليشيات الطائفية المجرمة التي تحكم العراق والاهداف الخبيثة التي تسعى لتحقيقها والاجندات الخارجية التي تريد تنفيذها، لهذا نرى الشباب قد رصوا صفوفهم وهبوا هبة رجل واحد لتخليص البلاد من شرها ووأد مخططاتها التدميرة وقد عقدوا عزمهم على الاطاحة بها وطردها وتطهير البلاد منها مهما كانت التضحيات!
ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر
2 مطبات في طريق علاوي
واثق الجابري

راي اليوم
مؤلم جداً أن تسمع بعض الأصوات، وهي تحاول الضغط على رئيس الوزراء المكلف، الى آخر لحظة، وهي على يقين أنه لا مجال سوى تمرير التشكيلة الحكومية، سيما مع إنحسار الخيارات، وإقتراب تلاشي الحلول، ولا طرف بمأمن سياسياً كان أو إجتماعياً، وإن كانت خيارات صعبة أفضلها مُر. الطريق ليس معبداً أمام رئيس الوزراء القادم، سواء في إختيار الشخصيات الوزارية، أو في تطبيق البرنامج، أو إرضاء المتظاهرين، وسوف يُعترض على الوزراء وتسجل ملاحظات على الحكومة، سواء كان الكلام واقعي أو إفتراضي، والمشكلة هي وجود أكثر من طرف، وعدم تجانس الأفكار، بل منها يخالف الواقعية، لأغراض شخصية أو حزبية أو من تدخلات خارجية.
عدم تجانس الأفكار سواء شعبية أو سياسية أو في ما بينهما، سيجعلها تتصرف بعيداً عن المحاكمة العقلية، منفعلة عاجزة، وينعدم الرأي الشخصي، في ظل التأثير الجماعي، الذي يسوده النقد والمبالغة في العواطف والمشاعر، وهذا ما يعطي إنطباعاً متذبذباً حول القبول والرفض، فإما يقبل أو يرفض جملة واحدة، وهذا ما سيضع رئيس الوزراء أمام خيارات ضيقة، وفي أية لحظة يمكن توقع الرفض الشعبي أو السياسي.
ما تزال بعض القوى أما رافضة لتكليف علاوي، أو ضاغطة للحصول على مكاسب، وبنفس الوقت من المتظاهرين من يرفض علاوي، وآخر يطرح شخصاً آخر، وغيره يرفض الطرفين، ورابع يرفض كل ما يطرح، وهذه أيضاً سنعكس على القوى السياسية، ومنها من سوف يجامل الطلبات وأن كانت غير واقعية، وغيره سيخدمها للضغط على الحكومة من أجل الحصول على تنازلات، وبالتالي مكاسب حزبية او مناطقية.
إعطاء الثقة لحكومة قادمة، هي بداية الطريق للعد التنازلي لإجراء الإنتخابات المبكرة، وبذلك تحقيق لغايات التظاهرات الشعبية، والإنطلاق نحو تغيير الطبقة السياسية ومحاربة الفساد والشروع بعمليات الإصلاح، بعد الإعداد الجيد من النخب المجتمعية، وتنظيم نفسها، والعمل على نشر الوعي الإنتخابي، لضمان المشاركة الفاعلة، التي بإستطاعتها تغيير المعادلة.
إن أصرار بعض القوى على حصص حزبية، وتعدى ذلك الى مطالبات بوزارات بعينها، جعل من المكلف محمد علاوي، من التصريح، أنه في حال عدم حصول الحكومة على ثقة البرلمان، فهذا معناه أن بعض القوى تصر على المحاصصة دون تنازل، وستحاول إفشال تشكيل الحكومة، ومهما كان الثمن، وأما القوى التي تؤيد وستصوت للحكومة، فإنها تدرك أن هذه الحكومة هي ليست أفضل الحكومات، ولكن على الأقل أفضل الخيارات للذهاب للإنتخابات المبكرة.
ليس من مصلحة العراق تأخير تشكيل الحكومة سياسياً وشعبياً، فالقوى السياسية مهددة بتظاهرات أشمل في حال إصرارها على المحاصصة وعرقلة تشكيل الحكومة، وشعبياً تعطيل الخطوات الأولى للشروع بالإعداد للإنتخابات المبكرة، وبذلك يكون الإصرار على الرفض والتصعيد، مدعاة شكوك، من أطراف قد تحسب نفسها على التظاهر، وهي تعرقل الوصول الى الحلول المفصلية بإجراء الإنتخابات، ولكن ذلك لا يمنع أن تعمل القوى السياسية على مراقبة العمل الحكومي ودعم نجاحها، ومن جانب التظاهر السلمي، مراقبة الحكومة وتحديد سقوف مطالب معقولة، تكلف بها الحكومة، وتترك الملفات الكبير لحكومة دائمية تنتجها الإنتخابات المبكرة. ستواجه الحكومة صعوبة وسعياً جدياً لإسقاطها، وهي عانت العرقلة قبل تشكيلها، وستعاني التسقيط بعد ذلك.
ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر
3 لعبة الناتو في العراق لن تنطلي على الشعب العراقي
بسام ابو شريف

راي اليوم

أعلنت الولايات المتحدة على لسان بومبيو أنها لن تسحب قواتها من العراق ، وأنها لن تنسحب ولن تتخلى عن العراق ، أي أن استعمارها للعراق هو قرار لارجعة عنه ، وأنها ستدافع عن استعمارها هذا ، وقررت توسيع رقعة انتشارها ، وزيادة حجم قواتها بانشاء قاعدتين “اميركيتين ” ، جديدتين وليس تحت راية العراق كما فعلت من قبل أي أن تقول ان قواتها مستضافة في قواعد للجيش العراقي لتدريب الجيش العراقي ، وتضيف لنا تقارير دقيقة حول توسيع رقعة التحالف مع برازاني وتزويد عصاباته بأسلحة ثقيلة وصواريخ مضادة للصواريخ وللطائرات .
القاعدتان الجديدتان قيد البناء الآن وبوتيرة سريعة ، واختارت واشنطن موقعا لاحداها في حلبجة ، والثانية قريبة من الحدود الايرانية العراقية ، وبعد بحث بين شلة ترامب والمستسلمين من السياسيين والعسكريين العراقيين تقرر أن يتم التمسك ببقاء القوات الاميركية تحت علم “الناتو” ، وكلنا يعلم أن ذلك ما رتب في افغانستان لكن الحسم القتالي كان للقوات الاميركية وبشكل مشترك ” احيانا ” ، مع قوات الحكومة الافغانية الراضخة لاملاءات واشنطن ، وهذا مايخطط للعراق .
وتستغل الولايات المتحدة نفوذها واغراءاتها ومماسكها على مسؤولين كبار عسكريين وسياسيين لفرض موقفها ، وتحميل الطرف المستسلم من المسؤولين العراقيين ( واجبات ) قتل العراقيين الذين يحتجون على ذلك ، المعركة في العراق ضد القوات الاميركية بدأت وستتصاعد لكن الشغل الشاغل للناتو الاميركي سيكون منع قطع طريق تربط العراق بسوريا . معركة القائم هي الأساس لأنها حماية لاسرائيل ، ولاسرائيل دورها في تنظيم العملاء والتغلغل الاستخباري ، والتسلل للشارع من خلال عملائها الذين يتحركون تحت وفي ظل شعارات مختلفة هدفها خلق الفتنة والتأليب ضد العراقيين ، والتجسس على قوى المقاومة ورصد الأهداف التي سيستخدمون لضربها الطائرات المسيرة القاصفة والسيارات المفخخة ، وستقوم هذه الجهات بمحاولات لاغتيال القادة الذين أخلصوا في خدمة الشعب العراقي ويتصدون للاستعمار الاميركي الاسرائيلي في العراق .
ومعلوماتنا تؤكد أن مسؤولين كبارا هم ضمن لائحة المرتشين والمتعاونين لذلك لابد من انتخابات جديدة في العراق في ظل معطيات ما بعد اغتيال المهندس وسليماني ، ومعرفة من هو من المسؤولين العراقيين كان على علم بالجريمة ومن ساعد ترامب على ارتكابها ، ومن يقف الآن الى جانب بقاء الاميركيين تحت راية الناتو .
الناتو الذي أرعبه ترامب وحوله الى أداة اميركية لايحق لها أن تناقش قراراته المتصلة بتحريك قوات الناتو :
حذار ياشعب العراق وتذكروا أن تنظيف حديقة البت هو جزء من نظافة البيت نفسه ، طهروا الصفوف واضربوا العدو لأنه سيرحل رغم أنفه ….. شعب العراق العظيم وبغداد قلعة الأسود قادران على انتزاع النصر وطرد الناتو والاميركيين .
ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر
4 «الناتو» يبدأ التحرّك في المنطقة
د. محمد عاكف جمال
البيان
أعربت إدارة الرئيس الأمريكي ترامب منذ عام 2017 عن عزمها التخفيف من انشغالات قواتها العسكرية بمهام التدريب وتقديم المشورة والقتال ضد الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط وبشكل خاص في العراق لصالح زيادة دور حلف الناتو.

وذلك انطلاقاً من حقيقة أن القارة الأوروبية تتعرض لمخاطر الإرهاب أكثر من تعرض الولايات المتحدة لها لبعدها الجغرافي عن بؤر الإرهاب، فضلاً عن أهمية المنطقة قديماً وحديثاً لمصالح القارة التي تشغل دولها أغلبية مقاعد مجلس الحلف.

هناك عقبات اعترضت تحقيق ذلك في حينه أبرزها معارضة كل من فرنسا وألمانيا أبرز دولتين في الحلف تحسباً لاحتمالات التوسع في نشر قوات بلديهما وما يترتب على ذلك من ارتفاع في تكاليف عملياتها من جهة، وتخوفاً من الانجرار نحو احتكاكات قد تقود إلى مواجهات غير محسوبة مع قوات دول أخرى في المناطق التي تشهد حضوراً إرهابياً مثل قوات روسيا أو تركيا أو سوريا من جهة أخرى .

إضافة إلى الخلافات التي تصاعدت داخل الحلف وأضعفت وحدته على قاعدة الموقف الذي اتخذته هاتان الدولتان بالتمسك بالاتفاقية النووية مع إيران التي مزقتها الولايات المتحدة.

تحسنت فرص تحقيق ذلك في الآونة الأخيرة بعد مجيء بوريس جونسون لرئاسة الوزارة البريطانية وخروجه من الاتحاد الأوروبي وتقارب مواقف إدارته من مواقف الإدارة الأمريكية.

كما أن مواقف الدول الأوروبية عموماً خاصة فرنسا وألمانيا بدأت تتباعد عن استراتيجية الحفاظ على العلاقات مع إيران التي بدأت بالتخلي عن التزاماتها في الاتفاقية النووية وزادت من إصرارها على المضي قدماً بتطوير برنامج الصواريخ البالستية المقلق إقليمياً ودولياً.

جددت واشنطن طلبها هذا على لسان الرئيس ترامب أخيراً على قاعدة برود علاقاتها مع بغداد والتباعد عنها بعد مقتل الجنرال قاسم سليماني، حيث اتخذ المجلس النيابي العراقي قراراً بإلزام الحكومة إخراج القوات الأجنبية من الأراضي العراقية، وهو قرار من الصعب جداً تنفيذه لتعقيد آليات ذلك، فحسابات واشنطن وتصوراتها لمسارات ومآلات أحداث المنطقة غير حسابات بغداد وتصوراتها.

في ضوء هذه المتغيرات، وفي الذكرى السبعين لتأسيس الحلف اتخذ وزراء دفاعه بحضور وزير الخارجية الأمريكية في الثاني عشر من فبراير الجاري قراراً بتوسيع مهامه في العراق بأعداد إضافية من الجنود في عمليات غير قتالية تتضمن التدريب وتقديم المشورة.

يأتي هذا القرار كمحاولة لرأب بعض الصدوعات في بنية الحلف، وليعيد إلى الواجهة الجدل حول وجود القوات الأجنبية في العراق، جدل تراجعت وتيرته بعض الشيء مع الإشكالات التي تحيط بتشكيل الحكومة الجديدة التي أصبح لها الأولوية في الاهتمام في الدوائر السياسية.

لسنا بصدد الدخول بتفاصيل تتعلق باللوجستيات التي يتطلبها وضع القرار موضع التنفيذ وهي كثيرة، إلا أنه يمكن القول إنه قرار سياسي بالدرجة الأولى وليس قراراً عسكرياً أو أمنياً فحسب، فرغم أنه اتخذ في سياقات تأمين الدفاعات العراقية ضد قوى الإرهاب فإن له أبعاداً تتجاوز ذلك إلى الذهاب نحو استراتيجيات جديدة في التعامل مع الأزمات على المستويين الإقليمي والدولي وعلى الأمدين المتوسط والبعيد، إثر بزوغ قوى إقليمية ذات طموحات توسعية بدأت تقلق أمن المنطقة بالتجاوز على سيادة دولها، بشكل لا يمنع امتداد خطورة ذلك إلى الأمن الدولي على المدى البعيد.

قرار الناتو يتعارض مع ما أعلنته بعض القوى العراقية من رفض لوجود القوات الأجنبية إلا أن ذلك يمكن تفهمه إذا أخذنا بنظر الاعتبار درجة الحساسية لوجود هذه القوات الأجنبية أو تلك في ضوء الظروف التي يمر بها العراق، وما يتعرض له من تهديدات إرهابية ومن ضغوط إقليمية. فحساسية معظم القوى العراقية من وجود الناتو أقل كثيراً من حساسية بعض هذه القوى من الوجود العسكري الأمريكي التي تصاعدت شدتها أخيراً.

فقد أعلن الأمين العام للحلف بأن الحكومة العراقية قد منحت الحلف الضوء الأخضر للعودة لممارسة نشاطاته التي توقفت لبعض الوقت.

مضيفاً «سوف نبقى في العراق طالما كنا موضع ترحيب». والحقيقة أن ثمة أهمية أخرى لزيادة انشغال الناتو في الجهود المبذولة في الحرب على الإرهاب لها صلة بشكل غير مباشر بملف الانتخابات الرئاسية القريبة، فهي تعزز من حملة الرئيس ترامب، لأن قرارات التخفيف من الأعباء التي تتحملها الولايات المتحدة في الخارج تلاقي دائماً ترحيباً شعبياً.