ما انفكت ميليشيا حركة النجباء العراقية الموالية لإيران تطلق تهديدات باستهداف القوات الأميركية في العراق، منذ الضربة التي أودت بالجنرال الإيراني قاسم سليماني في الثالث من يناير.
وقد كثفت الميليشيا التي يتزعمها أكرم الكعبي الذي يعمل تحت إشراف قادة الحرس الثوري الإيراني، تهديداتها منذ 14 فبراير عبر تغريدات نشرها نصر الشمري نائب الكعبي.
وفي إحدى التغريدات، نشر الشمري صورة للكعبي وهو في إيران وسط قيادات من الجيش والحرس الثوري الإيراني، ثم بعد أيام نشر صورة تجمع الكعبي مع الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله.
وبحسب تقرير لرويترز، تعمل الميليشيات العراقية الموالية لإيراني تحت إشراف قياديين من حزب الله منذ مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني.
وبخها لعدم احتوائها التظاهرات.. مسؤول في حزب الله اللبناني يقود الميليشيات العراقية
ونشر الشمري تغريدة أخرى، تضمنت صورة لآلية عسكرية قال إنها قرب قاعدة عين الأسد التي تضم إلى جانب القوات العراقية قوات أميركية، وكتب إلى جانبها “إننا أقرب إليكم مما تتصورون”.
وأفادت تقارير الأحد بسقوط صواريخ قرب قاعدة عراقية تضم قوات أميركية في بغداد، دون أن تتبنى أي جهة مسؤولية الهجمات.
من هو أكرم الكعبي؟
أسس الكعبي ميليشيا حركة النجباء في عام 2013. ورغم أنها موالية لإيران، تحصل على تمويل من الحكومة العراقية دون أن تأتمر بأمرها. وإلى جانب علاقاتها بإيران ترتبط ميليشيا النجباء بعلاقات قوية مع حزب الله اللبناني.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد أعلنت إدراج ميليشيا “حركة النجباء” العراقية وقائدها أكرم الكعبي في قائمة الإرهاب في مارس عام 2019، بهدف منع الموارد التي تستخدمها “النجباء” وقائدها في “التخطيط للهجمات الإرهابية وتنفيذها”.
وأضافت الخارجية الأميركية حينها، أن الحركة أعلنت ولاءها لإيران وللمرشد الإيراني الأعلى آية الله خامنئي.
وقبل أن يؤسس الكعبي الحركة في 2013، كانت بداياته في عام 2003 عندما خدم في جيش المهدي تحت قيادة مقتدى الصدر، وفي ذلك الوقت خطط الكعبي لهجمات ضد الحكومة العراقية والتحالف الدولي في العراق، بحسب موقع “كاونتر تروريزم” المتخصص في مراقبة الجماعات الإرهابية.
وفي عام 2005، أمرت إيران حزب الله اللبناني بتكوين مجموعة عراقية لمحاربة القوات الأميركية في العراق، وقد أمر نصر الله وحدة سرية في حزب الله بتدريب جيش المهدي، الذي انبثقت ميليشيا حركة عصائب أهل الحق التي تولى الكعبي قيادتها لاحقا في 2007.
وتتهم الولايات المتحدة الكعبي بتوفير المال والسلاح لجيش المهدي لتنفيذ أنشطته العدائية ضد الولايات المتحدة. ففي عام 2008، دفع الكعبي 41 ألف دولار لقادة في جيش المهدي لتنفيذ هجمات باستخدام عبوات ناسفة ضد قوات التحالف الدولي في بغداد.
ويدعي الكعبي أنه بعد انسحاب القوات الأميركية من العراق في عام 2011، سلم عصائب أهل الحق لقائدها الحالي قيس الخزعلي، حتى يتفرغ الكعبي لدراسة للعلوم الإسلامية.
وعاد الكعبي في عام 2013 ليؤسس حركة النجباء بعدما بدأت داعش تسيطر على مساحات كبيرة في العراق وسوريا، بحسب موقع “كاونتر تريروزم”.
وبحسب مسؤولين عراقيين، فإن إيران تدفع نحو 1500 دولار لكل مقاتل في حركة النجباء، وفي عام 2017، أسست النجباء لواء الجولان للسيطرة على هضبة الجولان من إسرائيل.
وعقب مقتل سليماني في الغارة الأميركية يوم 3 يناير 2020، انضم الكعبي لقادة الميليشيات الآخرين من أجل الثأر لسليماني.
وتشير مصادر إلى أن الكعبي وميليشياته قاموا بدور كبير في الدفاع عن نظام الأسد إلى جانب حزب الله تحت إشراف الحرس الثوري الإيراني منذ اندلاع الثورة السورية في 2011.
وفي العراق أطلقت القوات الأمنية ومسلحون تابعون للميليشيات الموالية لإيران الرصاص الحي على المتظاهرين ضد الفساد والنفوذ الإيراني، ما أدى إلى سقوط أكثر 550 قتيلا منذ انطلاق التظاهرات في أكتوبر الماضي.