الآن قتال على أشده عند الساتر الأول لجسر السنك وصورة أول قتيلة محامية في جسر الجمهورية

لقيت ( نور رحيم علي ) المسعفة في صفوف المتظاهرين مصرعها أثر اصابتها بقنبلة دخانية استقرت في منطقة الرأس بجسدها على الجسر الجمهوريّ وسط العاصمة بغداد.

و(نور) تُعدُّ اول عراقية تسقط من جنس الاناث في صفوف المتظاهرين حيث كانت ولا تزال حصة الاسد للذكور اذ قتل منذ يوم 25 من شهر اكتوبر الماضي والى الان أكثر من 250 محتجا ضمن موجة التظاهرات الدامية التي تشهدها بغداد وعدد من المحافظات ذات الغالبية الشيعية في وسط وجنوب البلاد.

ويقول ناشطون ومحتجون انه سيتم تشييع جثمان (نور) الى مأواها الاخير غدا صباح في الساعة التاسعة من ساحة التحرير.

وكان عضو المفوضية العليا لحقوق الانسان علي البياتي قد اعلن في وقت سابق من اليوم، ان فتاة متظاهرة قُتلت على جسر الجمهوريّ بعد استقرار عبوة غاز مسيل للدموع في رأسها.

وكانت المفوضية قد اعلنت في وقت سابق من اليوم ان ٦ من المتظاهرين قتلوا واصيب ٣٠٠ اخرين باختناقات نتيجة الغاز المسيل للدموع وحالات كسر وحروق حصيلة يوم امس في ساحة التحرير.

قال بيان للمفوضية العليا لحقوق الانسان حول أحداث التظاهر في بغداد،إنه من خلال متابعة فرقنا الرصدية ومراقبتها للتظاهرات في بغداد وما رافقتها من حوادث و عنف واستخدام الاطلاقات المسببة للضرر الشديد والتي تعد طريقة استخدامها انتهاك لحقوق الانسان حسب المبادئ الأساسية للأمم المتحدة بشأن استخدام القوة والأسلحة النارية من قبل الموظفين المكلفين بإنفاذ القانون ، وتطبيق الوسائل غير العنيفة وبشكل تدريجي قبل اللجوء إلى استخدام القوة.
واضافت انه من هذه المؤشرات:– استخدام مفرط لقنابل الغاز المسيل للدموع ورميها في وسط المناطق المزدحمة، مما يؤدي الى زيادة الاصابات.- إطلاق قنبلة الغاز المسيل بشكل مباشر على المتظاهرين حيث تم تأشير حالات استقرار العبوة في الرأس والصدر ومناطق أخرى حساسة أدت الى الوفاة حالاً او بعد ذلك بفترة.- إصابة المتظاهرين بحالات حرق في الجلد نتيجة تعرضهم الى الغاز حيث اكدت المفارز الطبية التطوعية المنتشرة في ساحة التحرير الى وجود ٥٠-٢٠٠ حالة يوميا وأكدوا ان العديد منها تلتهب وتتضاعف ويشك بأن هذه الأعراض ليست ضمن أعراض الغاز المسيل للدموع بكل أنواعها( CS, CN,OC,CX,CS2,Pepper) وهو امر مقلق ويحتاج الى التحقق من طبيعة الغاز المستخدم من قبل المختصين من وزارة الصحة والبيئة واعلان ذلك للرأي العام.

– اشرت المفوضية ان العدد الاكبر من الوفيات كان نتيجة استخدام الرصاص المطاطي نتيجة الاصابة بمنطقة الصدر او الرأس. وبشكل غير محدد تجاه العناصر غير المنضبطة. وهذا يتعارض مع مبادئ حقوق الانسان في استخدام تلك الاطلاقات.

ومن خلال ماتقدم تطالب المفوضية بما يلي :

١- إيقاف فوري لاستخدام هذه الأسلحة والبحث عن وسائل اخرى تحفظ حياة المتظاهرين كالاقتصار على الماء او الإطلاقات الصوتية وعند الحاجة لدفع الضرر او الدفاع عن النفس.

٢- فتح تحقيق حول طبيعة الغازات المستخدمة وأنواعها والتأكد من عدم استخدام قنابل من انواع أخرى تسبب أضرار كبيرة ولا تلائم مواجهة الاحتجاجات السلمية.
3- التأكيد على القوات الامنية بتمكين المتظاهرين من ممارسة حقهم الدستوري في التعبير عن الرأي وكذلك تشدد المفوضية على الاستخدام الأمثل للوسائل المستخدمة وعدم استخدامها الا للضرورة القصوى وان تكون الاطلاقات المطاطية ضمن المسافات القانونية المحددة ضمن قواعد الاشتباك الآمن وان لا تكون موجهة نحو الجزء العلوي من الجسد وبشكل لا يهدد حياة المتظاهرين.
4- تشدد المفوضية ان تكون الاجراءات اعلاه تتخذ بحق العناصر غير المنضبطة فقط وتجنب الاستهداف العشوائي لجموع المتظاهرين.
5- مطالبة وزارة الصحة والبيئة ببيان اعداد الضحايا من الشهداء والمصابين واسباب الوفاة والاصابة ونوعية الاسلحة والغازات المستخدمة واعتماد الشفافية في حق الحصول على المعلومة.
6- تعرب المفوضية عن كونها مع حق التظاهر السلمي والمطالب المشروعة للمتظاهرين. وتدعو بذات الوقت كافة المتظاهرين الى الالتزام بالمبادئ العامة للتظاهر وعدم الاحتكاك بالقوات الامنية والكشف عن الاشخاص غير المنضبطة والتي تحاول الاساءة للمتظاهرين والقوات الامنية والحاق الضرر بالممتلكات العامة.
ونشر الإعلامي والناشط العراقي البارز، محسن سعدون ضمد، من قناة الحرة الامريكية انطباعاته عن الساحة التحرير، مساء اليوم الجمعة، مشيراً إلى زيادة في خيم المتظاهرين بين ساحتي التحرير والخلاني.

مخيم ابناء ثنوة

  1. الاعداد من ساحة النصر باتجاه التحرير تشهد زيادة ملحوظة اليوم لكنها ليست كثيرة، صحيح ان المساحة على جانبي الشارع ملبيئة بالناس لكن كان المتوقع ان يشهد مساء الجمعة زيادة اكثر. لكن مع ذلك يبدا اكتظاظ الناس كلما اقتربنا من التحرير. وعلى الجانب الايسر من الشارع باتجاه الساحة عانيت كثيرا من اجل الوصول الى الساحة، فحشود الناس هائلة وهناك محاولات لترك منطقة فراغ تكفي لمرور عجلات التكتك وبعض السيارات وهو ما يزيد من صعوبة المرور.
  2. ‏لم يتسن لي الى الان تقييم الحشود بين ساحتي التحرير والطيران ولا اظنني ساتمكن لانني ساخصص جهدي لجسري الجمهورية والسنك. لكنني سالتف الى الخلاني عبورا من شارع الرشيد وساحاول من هناك تقدير اعداد المتظاهرين بين ساحتي الخلاني والتحرير.
  3. ‏لفت نظري اليوم زيادة في عديد السرادق او الخيم، فقررت التوقف عند هذا الموضوع، وواجهت اول خيمة وانا داخل الى التحرير من النصر وكان مكتوب على واجهتها (موكب الامام الصادق, واسط الزبيدية). فاعتقدت بانهم من الزيدية فقط لكن تبين ان الجهد مشترك بينهم وببن اهالي بغداد، ثم وجدت بعدهم خيمة كنت قد لاحظتها مساء امس، مكتوب على واجهتها (موكب شهداء ساحة التحرير). ثم بعدهم مباشرة هناك خيمة مكتوب غليها (خيمة اولاد ثنوة، الثائر صفاء السراي) فاثارت فضولي وخمنت ان هؤلاء الشباب في طريقهم لتنظيم انفسهم، فالخيمة كانت مليئة بهم ويجلس في بابها مجموعة منهم على مقاعد. ولما كشفت لهم عن تخميناتي، انكروا انهم بطريقهم للتشكل السياسي، وان كل ما يعملون عليه وياملونه هو الاستمرار على طريق يقولون ان صفاء ابن ثنوة خطه لهم، وانهم بصدد اكمال مسيرته والمطاولة لتحقيق ما استشهد من اجله وانهم نصبوا خيمتهم هذم مساء امس 31-10. كما اكدوا انضمام الكثير من الشباب اليهم ومن مختلف المحافظات.
  4. ‏وانا اكمل مسيرتي باتجاه الساحة لفت نظري شاب في شرفة عالية على احدى العمارات واضواء الليزر مسلط عليه بينما يرقص هو ما يرسم مشهدا احتفاليا. وقريبا من العمارة كانت هناك مجموعة تستمع الى النشيد الوطني، فانقطع النشيد فجأة وتحدث متحدث بمكبرة الصوت ناهرا الشاب من الرقص بينما النشيد الوطني يعزف ومنتقدا كثرة تجمعات الشباب الراقصة بينما نمر، بحسبه، بحالة حداد على ارواح الشهداء. ثم اكمل نقده ضد الالعاب النارية التي اعتبرها فعالية تمارس بكثرة لا تليق بقدسية المشهد.
  5. ‏حاولت العبور الى شارع ابي نؤاس من الممر الفاصل بين الجسر وبين مدرسة دجلة. لكنني فشلت بسبب تيار الشباب الداخل والخارج والذي تقاطعه باستمرار عمليات اخلاء المصابين.
  6. ‏عبرت التحرير للالتفاف على المطعم التركي ومن هناك الى السعدون. وهناك لفت نظري انك حيثما تذهب ثمة شموع وشباب يتحلقون حولها او قريبا منها. لاستذكار زملائهم.
  7. ‏اليوم احسست بانني اتجول في المعسكرات الخلفية لميدان معركة مرتين الاولى، كما قلت، وانا اعجز عن المرور في الممر الفاصل بين مدرسة دجلة وجسر الجمهورية لملاحظة الاجواء على جانبي وتحت الجسر والثانية وانا التف على المطعم التركي للوصول الى نفس المكان، حيث اعداد المصابين بالاختناق كثيرة وعمليات اسعافهم تجري بشكل سريع ومكثف. اما المشهد تحت الجسر فيكاد لا يصدق، وقد كنت تحدثت امس عن طابور عجلات التكتك الطويل، لكن اليوم معالم الاحتكاك اكثر بين المتظاهرين وقوي الامن التي تحاول ابقاءهم خلف اخر حاجز كما يقولون. الهواء مليء بالغاز المسيل وعجلات التكتك لا تتوقف وابواق تحذيرها يشحن الجو بالترقب والحذر.. ولكثرة العجلات المارة من امامي شككت ان كانت تنقل مصابين فقط ام ايضا متظاهرين عاديين يدخلون الى المكان فقررت العبور الى الجهة الاخرى من تحت الجسر. لكن تبين خطأي فرغم ان المشهد على جهتي الجسر في ابي نؤاس يبدو طبيعيا لكن كاتت التكاتك تخرج من فتحة في سياج للكتل الكونكريتية يفصل الشارع عن جرف النهر وخلف هذا السياج على الجرف او قريبا منه يوجد تكتل كبير جدا من الشباب الذي يراقب المشهد على الجسر حيث الدخان المنبعث من الاطارات المحترقة امام الحاجز الاول الذي يتمترس خلفه الشباب، وبعد اطلاق كل قنبلة يهيج الشباب في هذه المنطقة ويعلو صفيرهم الذي يتناغم مع صفير وصرخات المتواجدون في اعلى المطعم التركي.
  8. ‏قبل ان يهدا الوضع في هذا المكان كنت قد انتبهت الى زيادة في المفارز الطبية على جهة الشارع باتجاه ابي نؤاس وفعلا تبين ان هناك ثلاث مفارز تموضعت اليوم، بسبب كثرة القنابل، ليصبح العدد خمسة على هذا الجانب واثنتان على الجانب المقابل واثنتان على جرف النهر، فضلا عن المفارز الجوالة. وقد واجهتني وانا اعبر من تحت الجسر وسط غمامة خفيفة من الغاز احدى الممرضات الشابات وهي ترتدي قناع وقاية اسود وتنتصب مسترخية لترش وجوه الشباب بالماء المقطر لتخفيف اثر الغاز على عيونهم.
  9. ‏اقتربت من احدى المفارز لاسال احد كوادرها عن وقت تخييمهم قريبا من الجسر لكن اربكني حديث الممرض بحزن مشوب بالغضب مع زميله، لانه لم يستطع انقاذ متظاهر من الموت بسبب تردي حالته.
  10. ‏قبل ان اغادر هذا الجانب من المشهد باتجاه جسر السنك، قررت ان امر سريعا على جرف النهر، وكانت المفاجأة مهولة. فما كنت اظنه تجمعا للشباب يتمركز في المنطقة القريبة من الجسر على الجرف تبين بانه يمتد الى ما يقارب الكيلو متر على طول النهر رجوعا باتجاه تمثال ابي نؤاس. حشود كبيرة من الشباب لا يقل عددهم عن الالفين ينتشرون في المنطقة الممتدة من جرف النهر الى السياج الذي يفصل الحدائق عن الشارع. ولما اقتربت محاولا استكشاف اسباب هتافهم وصفيرهم تبين لي انهم يركزون اشعة الليزر على قاربين تستقلهما قوات امنية في محاولة للتستر بالظلام والاقتراب من الجرف لضرب المتظاهرين وابعادهم. وعلى الرغم من وعورة المنطقة اسفل الجرف وخطورتها الا انني لمحت شابا وشابة من ذوي المعاطف البيضاء يشكلان مفرزة طبية جوالة ويتنقلان على مهل بين الاعشاب والرمال.
  11. ‏وانا اعود ادراجي الى الجسر لاحظت ان المشهد اكثر هدوءاً وان ضجيج منبهات التكتك الذي كان مستمرا قد انقطع. فخمنت ان هذه هي الاستراحة بين هجومين. لكن ما ان بدأت اقترب من اسفل الجسر حتى بدا الضجيج يعود وسيارات التكتك تنقل المصابين دخولا الى الشارع من منفذ الجرف، وهناك لمحت شابان وشابة من ذوي المعاطف البيضاء يتمركزون اسفل الجسر مباشرة. وبينما انشغلت بتصويرهم خطف من امامي مسعفان آخران انثى تتكئ على كتف زميلها وقد احمرت عيناها الجميلتان من الغاز واعياها الاختناق، فخجلت من تصويرهما وتسللت من جانبهما مطرقا.
  12. ‏المشهد يزداد هياجا امامك وانت تحاول عبور المنطقة من امام المطعم التركي الى شارع الرشيد، حيث الشباب ينظمون السير عن طريق حبال بيضاء يمسكونها ويمنعون المارين من تجاوزها ليتشكل عبر هذا الجهد التنظيمي عدة مسارات لعجلات التكتك واحد يذهب الى ابو نؤاس والاخر ياتي منه واخران يذهبان وياتيان من اتجاه جسر السنك.
  13. ‏على شارع الرشيد شككت ان كانت ملاحظاتي مساء امس غير دقيقة ام ان عدد مفارز الاسعاف زاد كثيرا. لنا اقتربت من جسر السنك لاحظت انه يتحول تدريجيا الى جسر جمهورية اخر. وكما قلت مساء امس. فالشباب يتمترسون خلف الحاجز الاول بينما المح زملاء لهم فرادى يتجولون بين الحاجزين الاول والثاني، بالضبط كما يحدث على جسر الجمهورية. وبينما كنت احاول استطلاع الوضع لفت نظري مفرزة طبية لم اكن قد لاحظتها مساء امس وتبين بان افرادها كانو موجودين منذ نهار امس لكنهم جوالون وبسبب سوء الوضع تمركزوا في باب مبنى خزينة بغداد ببداية شارع الرشيد.
  14. ‏في الجزرة الوسطية عند مدخل الشارع ووسط ترددي من النزول الى جرف النهر لاستطلاع الوضع هناك لمحت شابا منقبا يجلس باسترخاء على رصيف الجزرة الوسطية بمدخل الشارع. فسالته عن وجود شباب في جرف النهر على حافتي الجسر ام لا، وبينما شرع يسرد لي تجمع حولنا ثلاثة اخرون تبين انهم كلهم من جامعة الفراهيدي هو من الاعلام والبقية طلبة تمريض يؤكدون انهم لن يشرعوا بالدوام قريبا بسبب سقوط زملاء لهم شهداء هنا. ولما استفهمت منهم عن سقوط شهداء اليوم عرضوا علي صورة زميل لهم مات اليوم باصابة براسه واكدوا سقوط ما لا يقل عن اثنان. ثم اكدوا لي بان الحاجز الاول من الجسر عندهم وكذلك الثاني وانهم بنوا حاجزا لهم يتمترسون خلفه بين الحاجز الثاني والثالث الذي تتمترس خلفه القوات الامنية. وبينما اردت انها الحديث والمغادرة طلب مني احدهم التعريف بنفسي واسباب الاسئلة التي وجهتها لهم، فعرفته بنفسي وطبيعة عملي وتبادلنا ارقام الهواتف ثم غادرتهم.
  15. ‏في الجهة الفاصلة بين مدخل الجسر وساحة الخلاني يبدوا المشهد اكثر حركة عنه مساء امس. فعجلات التكتك تنزل الجسر وتصعد اليه باستمرار لنقل الجرحى. المفرزة الطبية اليتيمة في هذا المكان وجدتها اليوم اكثر سعة ويتحلق حولها شباب يشكلون حاجزا بشريا مربعا لابعاد الفضوليين ومنح المسعفين مساحة تكفي لممارسة عملهم بما يكفي من هدوء.
  16. ‏في ساحة الخلاني وعلى جانبي الشارع المؤدي الى السنك هناك اكتظاظ كبير اليوم قد يحول المنطقة الى ساحة تحرير اخرى.
  17. ‏وانا اقف لما يقرب من الساعة في المدخل الى التحرير عند الخلاني اكتب تقريري كنت الاحظ كثرة الحشود الداخلة الى التحرير والخارجة منها. وهي اكثر من الايام الماضية بالتاكيد.