كشفت خلية الخبراء التكتيكية، الأربعاء، معلومات عن قنبلة الغاز المسيلة للدموع الصربية (M99 cs) التي تسببت بمقتل عشرات المتظاهرين في احتجاجات العراق منذ مطلع شهر تشرين الأول الجاري.
وقالت الخلية في بيان لها إن “قنابل الغاز المسيلة للدموع تستخدم لفض التجمعات وأعمال الشغب وهي سلاح غير قاتل في حد ذاته تعتمد على الغازات التي تثير افرازات العينين والانف، لكن سوء استخدامها يؤدي الى حالات قتل بشعة”، مشيرة إلى ضرورة أن “تشرف على استعمالها قوات متدربة وواعية لخطورتها”.
وأضافت الخلية، أن قذائف الغاز، “يجب ان ترمى بصورة غير مباشرة على التجمعات وبصورة عمودية حتى تفقد من سرعتها وقوتها، والقنبلة تعتمد على حشوة دافعة تجعل من سرعتها خطرة وأن بعض الأنواع (منها ما سنتطرق له برأسها المعدني القوي قاتلة تخترق عظام الجماجم والجسد في حال صوبت بشكل مباشر ويصبح دورها كالرصاصة القاتلة بل أسوأ بسبب قطرها الكبير، كما يجب ان ترمى قرب المتظاهرين أو أسفل اقدامهم وليس على التجمعات بشكل أفقي”.
وتابعت، أن “القنابل التي تقذف من البنادق مخصصة للمديات البعيدة يحظر استخدامها من مديات قريبة وهناك بديل استخدام رمانات يدوية تقذف باليد”.
كما أشارت إلى أنها “وجدت من خلال مراجعتها لفيديوات قوات مكافحة الشغب العراقية، أن هذه القوات لا تملك رمانات رمي يدوي تقريباً و لاتراعي ولاتبالي لخطورة رمي القنابل بشكل عشوائي وبكثافة غير مُبررة؛، وهذا ماانعكس على ارتفاع أعداد الشهداء بفعل إصابات القنابل المسيلة للدموع التي تجاوزت أعداد ضحايا اي احتجاجات آخرى في دول العالم”، لافتة إلى أن “هناك العديد من الدول التي توقفت عن استخدام القنابل التي تقذف من البنادق واستبدالها بالرمانات اليدوية والبخاخات الاكثر اماناً”.
وقالت الخلية أيضا، إنها “سجلت استخدام انواع متنوعة من القنابل لكن اكثرها حيازة للخسائر البشرية هي M-99 صناعة دولة صربيا.. رمانة عيار 40 ملم يستخدم في اطلاقها قاذف رمانات عسكري مثل الـM-203 الاميركي (المستخدم حاليا في بغداد) ويستخدم قنبلة واحدة كل مرة ووزن مقذوفها 170 غرام”.
وأضافت، أن “تلك القنابل تبدأ بنفث الغاز بعد 2 ثانية من اطلاقها وتستمر 20 ثانية وسرعة القذيفة 76 متر في الثانية (5 مرات أبطأ من الرصاصة) ومدى إطلاقها السليم 50-500 متر (في المسافات القريبة تطلق كالهاون شبه عموديا)”.
وبينت الخلية، أن “هذا النوع يتميز برأس مكور من الفولاذ السميك بما يكفي لكسر الزجاج وغيره من الحواجز ويزيد الطين بلة اطلاقها افقيا محولا اياها لرصاصة كبيرة”، فيما نقلت عن شهود عيان في ساحة التحرير قولهم :”رأينا بعض القذائف ما كان لها من الصلابة ان تصطدم بالارض وانزلق دون ان تتحطم”.
وتابعت ان “الاستمرار في استخدام هذا النوع من القذائف خطرٌ جدا على سلامة متظاهرينا ونشدد على عدم استخدامها مطلقا في الاحتجاجات وسحب الحكومة لها من قوات فض الشغب باسرع وقت كونها لا تناسب الأوضاع الحالية وحفاظا على ارواح المواطنين السلميين”.