1 هل يتحرر العراق من القبضة الإيرانية؟!
مبارك الهاجري
الراي الكويتية
منذ سقوط حكم البعث في العراق، وهذا البلد في دوامة أزمات لا تنتهي، وذلك يرجع لسيطرة نظام ملالي طهران على مفاصل بلاد الرافدين والتحكم في شؤونه الداخلية والخارجية، حتى كاد أن يكون محافظة إيرانية!… بالأمس القريب احتجت الحكومة العراقية لدى نظام ملالي طهران بعد تصريحات السفير مسجدي في بغداد، باستهداف القوات الأميركية في العراق في حال نشوب حرب في المنطقة، ورغم هذا الاحتجاج الخجول إلا أن قبضة الملالي على أرض الرافدين، ما زالت قوية، ولم تتراخ حتى هذه اللحظة، لوجود العملاء والحزبيين الذين ارتضوا أن يكونوا أدوات مأجورة، حيث بيع الضمائر في سوق التومان الفارسي!
على الشرفاء في عاصمة الرشيد، أن يضعوا حداً لتدخلات نظام ملالي طهران الذي عاث إرهاباً وفساداً في العراق، وسورية ولبنان وفلسطين واليمن، وسعى، وما زال، لتمزيق الخارطة العربية وزعزعة استقرارها، بشعاراته الطائفية النتنة وموالاته الصريحة لأعداء الأمة، وغيرها من ممارسات مخالفة للمواثيق والعهود، وانتهاكه السافر لكل القرارات الأممية، والتي تستوجب صراحة تحركاً دولياً، يلجم هذا النظام المُنفلت ومحاصرته، ومعاقبته بأشد وأغلظ العقوبات، لعله يتوب إلى رشده، وقبل ذلك دعوته إلى تغيير دستوره المُنادي إلى تصدير الثورة، وما عدا ذلك فلن يرعوي هذا النظام وسيستمر في غيه ونشر الإرهاب، والدمار في الشرق الأوسط!
2 الاستخدام السياسي للإرهاب
ناصر المطيري
النهار الكويتية
تحول استخدام شعار «محاربة الارهاب» إلى هدف سياسي للغرب للتدخل في مناطق عدة في العالم ومنها دول المنطقة العربية على طريقة «حصان طروادة»، حيث يبدو الهدف المعلن هو ضرب خلايا الإرهاب في المنطقة بينما في الخفاء تتداعى علينا الأمم كتداعي الأكلة على قصعتها، فلم يعد يقتصر ذلك على النفوذ الأميركي والغربي في منطقة الشرق الأوسط بل دخلت روسيا والصين وإيران وتركيا أيضا، وأصبحت بلدان كسورية والعراق وفلسطين مسارح لقوى دولية تصول وتضرب وتحرق في البلدان والشعوب بين أنظمة بعضها متواطئة وبعضها عاجزة ضعيفة.
كل ما تواجهه منطقة الشرق الأوسط اليوم من أخطار وتدمير وتحولها إلى ساحات حروب تبدأ ولا تنتهي في اليمن والعراق وسورية وغيرها تتخذ من محاربة الإرهاب عنوانا وذريعة لها.
ما تسمى الحرب على الإرهاب التي يشتعل أوارها حاليا في منطقتنا العربية تبدو حربا مضحكة تتصادم فيها المبادئ مع الواقع والممارسات، فالغرب وروسيا الذين يتحالفون عسكريا على أرض سورية اليوم ويقصفون ميليشيات «داعش» دون تمييز بينهم وبين قوات المعارضة السورية هم بذات الوقت يوفرون الغطاء والحماية لإرهاب بعض الدول ضد شعوبها حيث يباد الحرث والنسل مما يسهل دخول القوى الأجنبية لها،
الأدهى والأمر أن الحملة الروسية والغربية على الارهاب التي تنطلق من سورية اليوم هي تمارس حربا عبثية أشد فظاعة من الإرهاب الذي يزعمون محاربته، حرب هدف عدو غير ظاهر، بل هو عدو «يبقى ويتمدد»، فلم يفلح التحالف الدولي ضد «داعش» الذي بدأ العام الماضي بقيادة الولايات المتحدة في شمال العراق ومناطق في سورية وعلى حدود تركيا في القضاء على الدولة الإسلامية «داعش»، لأن الحرب الحقيقية ليست ضد داعش بل تقوم على أهداف أخرى تسعى للهيمنة وتوزيع جديد للأدوار بين القوى العالمية وربما تسفر عن تغيير في الخريطة السياسية للمنطقة لتكتب «سايكس بيكو» جديدة في منطقة الشرق الأوسط.
3 الغيمةُ البيضاء في السويد كريم العراقي
Hgrfs hg;,djdm
الثلجُ والسويدُ والشتاءُ ونقاوةُ الهواءِ والنساءْ وبحيرةُ البط التي تستقبلُ العشّاق بالغناءْ وذلكَ الأمانُ والصفاءْ وكلُّ هؤلاء.. ما أطفأوا كآبتي الحمراءْ منقلبٌ رأسيْ إلى الوراءْ أنا سجينُ ذكرياتي.. يا نصفي الضعيف يا جبانْ يا طالبَ الأمانِ ها هو الأمان! فكلما أحاول النسيان والغناءْ تنوحُ في دواخلي ربابة البكاءْ أهيمُ في الشوارعِ السعيدةِ متأملاً باصاتها الأمينة الخضراءْ محاولاً أن أستمدَ العزم من شجاعتيْ القديمةِ محاولاً أن أعقد الصلح مع كآبتي الحمقَاءْ والمطرُ الثلجيُّ ينسابُ بلا انتهاءْ .. تقدَمتْ إليَّ في الطريقِ غيمة بيضاءْ أَغيمةً أرى؟ أم رجلَ الثلج هوى من السماءْ؟ فالشعَرُ أبيضُ والوجهُ والشفتان وحاجباهُ والأسنان والأجفانْ ببدلةٍ بيضاءْ.. ومظلة بيضاءْ عانقني.. وأجهش الاثنانِ بالبكاءْ! بلْ شاركتَنا في دموعنا السماءْ زلزلني بضحكةٍ ليخفّف الأحزانْ: – ها أنت في السويد يا آخر الآتين من مدينةِ النيرانْ – «تحسين».. «تحسين» أنتَ أم سفينةُ بيضاءْ؟ يا جبلَ القطنِ.. بالأمسِ كنتَ قمرَ الشبابِ يا ساحرَ النساء.. يا مَنْ نُسمِّي شعرَهُ المِسبحةَ السوداءْ! أينَ سوادُ المُسكِ يا «تحسين»؟ أينَ بديعُ العمرِ والأصحاب والأشعار والغناء؟ – .. رحلوا.. رحلوا وكلُّ راحلٍ أكرمني بشعرةٍ بيضاءْ فرأسي الآنَ.. حديقةُ الشهداءْ! – أرجوك لا تبكِ.. دَعنا نعِشُ فرحة اللقاءْ.. .. وأجهشَ الاثنانِ بالبكاءْ.. حتى بأرض العيد يا «تحسينُ» عيدُنا بكاءْ؟! – بلى.. لأنَّ نفطنا ليسَ كباقي النفط.. نفطنا دماءْ!
4 البُعد الأميركي في العلاقة الكويتية – العراقية حامد الحمود
القبس
سوف يبقى غزو العراق واحتلاله من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا مصدراً للفكر السياسي النقدي؛ باعتبار أن هذا الغزو بُني على ادعاءات غير حقيقية، صاغتها القيادات السياسية في الولايات المتحدة وبريطانيا، ومستشاروهم. كما سوف يبقى هذا الغزو ملهما لكتّاب وفنانين للكتابة والتأليف والإخراج لفضح خداع السياسيين. ويعرض حاليا في الكويت فيلم بريطاني الإخراج، تحت مسمى «أسرار رسمية» يحكي قصة الموظفة البريطانية في المخابرات التي أفشت السر حول أن الولايات المتحدة كانت تقوم بمحاولة ابتزاز لمندوبي الدول الأعضاء في مجلس الأمن لكي يصوّتوا لمصلحة شن الحرب على العراق. ومع أن هذا الغزو قد حرر العراقيين من ظلم دكتاتور وسطوته، فإن الإستراتيجية التي هدفت إلى إسقاط صدام لم تكن مستعدة للإجابة عن التساؤل حول من سيملأ الفراغ بعد سقوط الدكتاتور؟ فبعد أربعة عقود من حكم دكتاتوري تمكّن من القضاء على آخر مكوّنات المجتمع المدني لم يبقَ إلا المكوّن الطائفي القادر على ملء الفراغ. هذا، وإن كانت الثورة الإيرانية عام 1979 الشرارة الأولى في تحفيز الفكر والهوية الطائفية في غرب الخليج وشرقه، فإن الاحتلال الأميركي للعراق كان الأهم في تعزيز المشاعر الطائفية في المنطقة. هذا، ومع أن الكويت والكويتيين رحّبوا بزوال النظام الدكتاتوري الذي كان قد استباح الوطن، فإن زواله لم يصنع نظاما مستقرّا يشعرنا بالاطمئنان. هذا، وبعد سنتين تقريبا من انعقاد مؤتمر إعادة إعمار العراق الذي عُقد في الكويت في فبراير 2018، والذي جرى التعهّد فيه بـ88 مليارا لإعادة إعمار العراق والمناطق المحررة من تنظيم داعش على وجه الخصوص، فإن النتائج كانت أدنى بكثير من التوقّعات، حتى ان الدول المتعهّدة لم تجد الفرص المناسبة للصرف أو الاستثمار بتعهّداتها. كما أن العلاقة بين العراق والكويت لم ترجع إلى طبيعتها المرجوة من زيارات وتبادل تجاري في جميع المستويات. هذا، على الرغم من مضي ثلاثة عقود على هذا الغزو، وعلى الرغم من بناء علاقات قوية بين حكومتي البلدين. هذا في الوقت الذي تمكّنت فيه دول وشعوب عديدة في العالم من علاج آثار الحروب بينها في وقت قصير نسبيا؛ فألمانيا استباحت معظم دول أوروبا في الحرب العالمية الثانية، لكن في فترة قصيرة بعد الحرب، كانت الشركات الألمانية تستثمر في فرنسا، وكان البولنديون، الذين عانوا ويلات الغزو والاحتلال من الألمان، يتوجّهون للعمل في ألمانيا. فالعلاقة الكويتية ـــــ العراقية لم تتطور، لا على المستوى الشعبي، ولا على المستوى الاقتصادي. فالزيارات إلى العراق تكاد تكون محصورة نسبيا على الأماكن المقدسة في النجف وكربلاء، والاستثمار الاقتصادي، وإن كان قد حقّق نجاحات في بعض الاستثمارات النفطية والاتصالات، فإنه يبقى محدودا نسبيا. وتُعزى الأسباب إلى حد كبير إلى كون العراق لم يحقّق الاستقرار حتى بعد 16 سنة من سقوط النظام الدكتاتوري. ويبقى أنه هل يمكن أن تتسارع عملية تعزيز هذه العلاقة بين هذين البلدين؟ وهل للولايات المتحدة دور تلعبه في هذا المضمار؟ حول هذا الموضوع، عقد مركز «ريكونسن» للبحوث والدراسات ندوة مغلقة يوم الأربعاء 18/09/2019 تحت عنوان «البعد الأميركي في العلاقة الكويتية ــــ العراقية»، كان المتحدث الرئيسي دوغلاس سيليمان – السفير الأميركي السابق في كلا البلدين: الكويت والعراق. فالولايات المتحدة هي الدولة الأهم التي يمكن أن تلعب دورا محوريا في تطوير العلاقة الكويتية ــــ العراقية، فهي الحليف الأكبر لكلا الطرفين. وقد دعا السيد سيليمان الكويت إلى المساهمة في استقرار العراق بدعمه اقتصاديا، وأشاد بحكمة صاحب السمو، الذي رعى مؤتمر إعادة إعمار العراق. وميز السيد سيليمان العلاقة الأميركية ــــ العراقية بأنها تتبع استراتيجية طويلة المدى، وأنه لا إيران ولا الولايات المتحدة تتحكمان في العراق، لكنّ لكل منهما تأثيرا كبيرا فيه. لذا، لكون أميركا ستكون مؤثرة في العراق على المدى الطويل، فإن الولايات المتحدة الدولة المؤثرة الأهم في تقوية العلاقات بين العراق والكويت. والولايات المتحدة مدركة أن غزوها للعراق لم يحقق أهدافه، وستلعب دورا محوريا في استقراره. وهذا الاستقرار المنشود هو الذي سيفتح البلدين بعضهما على بعض. أما بريطانيا، فقد اعتذرت أكثر من مرة عن مشاركتها في الغزو على لسان طوني بلير. وفي فيلم «أسرار رسمية» الذي هو اشبه بفيلم وثائقي يسقط المدعي العام جميع الاتهامات عن الموظفة التي أفشت الأسرار بعد أن كانت متهمة بالخيانة، لأن الاستمرار في الادعاء كان سيكلّف السياسيين الكثير.
5 العراق ومحنة الميليشيات
داود الفرحان
الشرق الاوسط
بعد أربع سنوات من اختطاف أكثر من خمسة وعشرين ألف رجل وطفل من المحافظات السنية في العراق، واقتيادهم من قبل ميليشيات «الحشد الشعبي» إلى معتقلات سرية غير خاضعة للسلطات الحكومية، بدأت الحقيقة تظهر إلى العلن، ووصلت إلى أسماع الأمم المتحدة. هذه جريمة إبادة إنسانية تستدعي تدخلاً أممياً واسعاً وفورياً لإنقاذ من يمكن إنقاذه من تلك الآلاف التي لا يعرف أحد مصيرها.
كل الذي يُشاع ويُتداول بين السياسيين وأهالي المخطوفين وبعض المنظمات الإنسانية أن آلاف المغيبين والمختطفين تم نقلهم إلى منطقة «جرف الصخر» الريفية، التابعة لمحافظة بابل، وسط العراق. وهذه المنطقة نُكبت في عهد رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي، حين تم تهجير سكان كل قراها بحجة «البحث عن الإرهابيين»، وحماية بغداد من امتدادات «تنظيم الدولة» الغاشم. لكن مرّت السنوات من دون أن تعطي الحكومة العراقية أي أمل للناس المُهجرين بالعودة إلى ديارهم وبساتينهم بعد سقوط «داعش».
العكس هو الذي حصل؛ إذ استولت الميليشيات الإيرانية على المناطق المستباحة كلها، وأعلنت أنها منطقة خارج سيطرة الحكومة. وتم تحويلها إلى قلعة حصينة، وأنفاق تحت الأرض، لمختلف أنواع الأسلحة الأميركية والإيرانية، من الدفاعات الجوية إلى القذائف والألغام والأسلاك الشائكة والجدران المكهربة، ومستشفيات مشبوهة. مساحات شاسعة لا تشملها أي قوانين عراقية، ولا تعترف بأي هويات غير هوية «الحشد الشعبي»، ولا تأذن بدخولها إلا لقادة «الحشد». ووصل الأمر إلى منع وزير الداخلية السابق، وهو عضو قيادي في «منظمة بدر»، أكبر فصائل ميليشيات «الحشد»، من دخول المنطقة.
الآن، نسمع أن هناك فريقاً من الأمم المتحدة وصل إلى العراق، وسيقوم بدخول المنطقة المحرمة للبحث عن المفقودين والمختطفين والمغيبين، بعد أن قدمت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة، جنين بلاسخارت، تقريراً إلى المنظمة الدولية لم تُعرف تفاصيله. لكن هذا الأمر لن يتحقق، فلن يدخل المنطقة أي زائر أو محقق إلا بموافقة طهران حصراً. وطهران لا توافق على الإطلاق، فهذه قاعدتها الرئيسية في العراق، خلال أي حرب أميركية أو إسرائيلية ضد إيران. وفي النية، كما قال أحد الخبراء، تجهيزها بحائط صواريخ روسي دفاعي من طراز «إس 300» أو «إس 400».
قامت منظمات إنسانية وحقوقية، وقيادات سنية عراقية، بإصدار بيانات وتصريحات تطالب فيها بكشف أسرار هذه «الدائرة الخفية»، لمعرفة مصير آلاف المختطفين الأبرياء الذين يقوم «الحشد» بين فترة وأخرى بنقل جثث المتوفين منهم تحت التعذيب خارج المعتقل الغامض إلى المدافن.
المفترض أن رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي هو القائد العام لـ«الحشد الشعبي»، بصفته القائد العام للقوات المسلحة. ومع كل الضجة والاستنكار والضغط المحلي والأممي، فإنه يجد صعوبة في التحرك حتى الآن، وهذه المشكلة الشائكة أكبر بكثير من صلاحيات رئيس الجمهورية، لكنها تحتاج إلى دعمه لفرض سيادة الدولة على هذه الأرض.
ولا يخفي العراقيون قناعتهم بأن الجهة الوحيدة التي تستطيع اقتحام أسوار هذه «المحمية»، وكشف أسرارها، ومعرفة مصير المختطفين والمغيبين، هي الولايات المتحدة الأميركية. ويرسم العراقيون لوحة «خيالية» عن إنزال جوي، وتقدم بري أميركي، وطائرات درون وصواريخ، للسيطرة عليها، واعتقال من فيها من فصائل «الحشد» وأطباء التشريح والسجانين وفرق التعذيب العراقية والإيرانية.
حتى الآن، المأساة لم تصل إلى نهاية الفيلم. فالقضاء العراقي ما زال يناقش الوسائل الممكنة لمعرفة مصائر المفقودين، والإجراءات القانونية لدخول المحققين إلى المنطقة «المحرمة»، والحكومة بصدد تشكيل لجان لجمع المعلومات والشكاوى، وهي خطوات وإجراءات قد تستغرق دهراً كاملاً، تضيع فيه دلائل الوقائع والأسماء والشهود، وتتوزع الدماء بين فصائل «الحشد الشعبي»، فلا يصل أحد إلى أي نتيجة، ويتم تسجيلها «ضد مجهول»!
ونقلاً عن خبراء عسكريين عراقيين، فإن ميليشيات الخطف هي «النجباء» و«سيد الشهداء» و«حزب الله» و«العصائب» و«الخرساني»، وكلها كانت قد شاركت في الحرب السورية، تحت سيطرة «فيلق القدس»، وقيادة قاسم سليماني.
الخبر المؤكد أن حكومة عبد المهدي عاجزة عن حل هذه المشكلة، وهي أساساً فشلت في دمج «الحشد الشعبي» في القوات المسلحة في موعد أقصاه 30 يوليو (تموز) الماضي. وهدد بعض النواب علناً بتدويل القضية. والتدويل، بالتفسير العراقي غير الحكومي، هو الاستعانة بالولايات المتحدة لاقتحام منطقة «جرف الصخر»، وتطهيرها من الميليشيات، وإطلاق سراح المغيبين والمختطفين، وكشف مصير المفقودين، وإحالة المجرمين إلى القضاء. أما الأمم المتحدة، فهي أكثر عجزاً من حكومة عبد المهدي، والدليل على ذلك أنها لم تستطع منذ عام 2014 العثور على 276 طالبة نيجيرية اختطفهن تنظيم «بوكو حرام» الإرهابي.
الميليشيات الطائفية العراقية ولاؤها الكامل لولاية الفقيه خامنئي، وهي خارجة عن القانون. وفي كل يوم يمرّ، تزداد محنة أهالي الضحايا، وسط صمت دولي رهيب.
6 هل مليشيات «الحشد الشعبي» هي التي قصفت منشآت أرامكو؟
عبدالمنعم ابراهيم
اخبار الخليج البحرينية
حين قامت إيران بعملها الإجرامي بقصف منشآت شركة (أرامكو) السعودية النفطية خرجت عدة تكهنات عديدة حول مصدر انطلاق هذه الصواريخ (الكروز) والطائرات المسيّرة ضد المنشآت النفطية السعودية، طبعا سارعت جماعة المرتزقة (الحوثية) بادعائها تنفيذ تلك الهجمات الإرهابية، ولكن كل المراقبين استبعدوا قدرتهم على تنفيذ المخطط بهذا الشكل الاحترافي، بالإضافة إلى البعد الجغرافي بين المراكز الحوثية والمواقع المستهدفة.. أما الاحتمال الثاني فكان صدورها من مليشيات عراقية طائفية موالية لإيران، وقيل قبل حدوث الضربة إن طائرة مسيرة اخترقت الأجواء الكويتية.. الاحتمال الثالث هو انطلاق هذه الصواريخ والطائرات المسيرة ضد الأهداف النفطية السعودية من إيران (في أقرب موقع جغرافي ضد السعودية)، وقد سبق ذلك بيوم حين أطلق الرئيس الإيراني (حسن روحاني) تصريحاته النارية ضد السعودية ودول الخليج العربية قائلاً: (من أنتم حتى نهابكم.. إيران موجودة في العراق وسوريا ولبنان واليمن.. ويمتد نفوذ إيران من الهند حتى حوض المتوسط)! أي أنه اعتراف إيراني رسمي بتمددها في الوطن العربي.. وطبعا إيران لا تزال تنفي قيامها بالهجمات الإرهابية ضد السعودية!
ماذا عن احتمال توكيل إيران المليشيات العراقية الموالية لها تنفيذ تلك الهجمات؟ وخصوصا أنه بالأمس كشفت مصادر عسكرية عن مساعي (قاسم سليماني) قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني لإضعاف الجيش العراقي وعزل قادته، وبالمقابل تحويل مليشيات الحشد الشعبي إلى نسخة من الحرس الثوري الإيراني، وقد أثارت قرارات رئيس الوزراء العراقي (عادل عبدالمهدي) حيال عزل وتجميد عدد من القيادات العسكرية التي شاركت في المعارك ضد تنظيم (داعش) موجة غضبت شعبي وسياسي، وحذرت قيادات عسكرية مما أسمته (مخطط ايران) لإضعاف المؤسسة العسكرية، فخلال 9 أشهر تم عزل 9 قادة من أبرز الضباط الذين قادوا معارك استعادة المحافظات الغربية والشمالية من تنظيم داعش.
إذن أيا كان مصدر الهجمات الإرهابية ضد منشآت أرامكو النفطية السعودية فإن إيران هي من تقف خلف تلك الهجمات الجبانة، التي تنفي صلتها بها!
7 عبد المهدي في السعودية: طبول الحرب ومفتاح بغداد
واثق الجابري
راي اليوم بريطانية
لا يمكن وصف زيارة رئيس الوزراء العراقي للملكة السعودية، بأنها إعتيادية، في ظل تصاعد الأزمات وإحتدامها في المنطقة، ومالها من إنعكاسات دولية، وربما تكون أشبه بتلك الزيارة الخاطفة التي أجراها الى طهران، بعد أزمة الناقلات البريطانية والإيرانية، ولكن هذه الزيارة أشمل وأوسع، رغم أن الأولى لا تخلو من أرتباط أحداثها بما يدور في المنطقة.
بات من الواضح أن أسرار اللعبة في الشرق الأوسط والخليج، واضحة وسرها لا يختلف كثيراً عن علنها، وما عاد لأطرافها التذرع بمجهولية الجاني وهي تهتمه جهاراُ نهاراً، أو صنعت لنفسها عدو كي تلقي عليه كل أسباب مشاركتها في هذه الأحداث بصورة مباشرة وغيرها، ولكن ليست كل الأطراف تعرف من المستفيد أو تغض الطرف خوفاً من إنهيار تحالفات تعقدها، ضامنة لسياساتها، ولا تريد أن تضع نفسها في عداد الخاسرين، الى درجة التورط والعزة بالإثم.
الأفكار التي تقود المنطقة للتهاوي؛ عميقة كعمق الخليج وإستراتيجيته، ولكنها كانهر الجاري ببطيء، لا يرى أحد جريانه ولا يسمع له صوت، كما هي الأحداث التي كالأمواج المتغيرة، التي تظهر أكثر وضوحاً ولها أتجاهات، منها تعرف من أين القوة التي تدفعها وتخبرنا عن الجريان.
ليس أمام المنطقة خيارات كثيرة متاحة، وقد أستنفذت معظم قواها ما تملك من أعلام وإستعراض عضلات، وأن قبلت النتائج فخياراتها من مر الى أمَرْ، سيما بعد الضربات الإسرائيلية للعراق وسوريا ولبنان، والضربات التي تعرضت لها شركة أرامكو السعودية، وأن لم يُفصح عن الجهات الجانية، ولكن هناك دلائل تؤشر عليها.
في ظل كل هذه التطورات كانت للرئيس العراقي برهم صالح كلمة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأوضح حجم المشكلات وضرورة نوعية الحلول، التي تتمحور على الحوار المباشر، وللعراق تجربة سابقة بجمع رؤوساء برلمانات الدول المجاورة له، ونجح بهذه المهمة وأتت الدول المختلفة وجلست على طاولة واحدة، وليس من المستحيل أن تكون قمة على مستوى الرؤوساء في بغداد، التي تسعى للوساطة وموثوقة من جميع الأطراف، ولا تختلف أو تتقاطع أو تتمحور لطرف.
لم تعد الخلافات والإتفاقيات دولية فحسب، بل معظمها يتعلق بملفات، وليس بعيداً عن كل ملفات العراق وسوريا وتركيا واليمن والسعودية وايران والخلاف الخليجي، وكل هذه الدول تختلف وتتفق في ملف بينما العكس في ملف آخر، ولكنها معنية بها جمعاء بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وفيها لم تعد فقط الأصابع تشير للإتهام، وإنما الجزم وشدة الإحتدام،ووضع اليد على الجُرح.
يرى العراق أن له القدرة على جمع الأطراف في بغداد، وبمشاركة الأمم المتحدة، وليس مستحيلاً أن يجتمع الكبار على طاولة حوار، وفي الملف السعودي الإيراني اليمني كل الأطراف خاسرة، بل واقفة على هاوية الإنهيار، ولا أحد يتكهن أو يراهن على إنهيار الآخر قبله، فاليمن يخسر عشرات الضحايا يوميا، وإقتصاد أيران يتراجع مع شد الحصار الإقتصادي، وشركة أرامكو السعودية أوقفت نصف إنتاجها، وطلبت ما يتجاوز مليار دولار، وما قادم على هذه الدول سيكون أعنف وستنفذ الذرائع، وكل شيء واضح، وربما يُجبر طرف على الرد المباشر وتكون الكارثة.
إن الشرق الأوسط قلب العالم والعراق قلبه، ويسعى لإقامة مؤتمر يضم كل الأطراف، يضم بجانب دول الخليج ايران واليمن وسوريا وتركيا والاردن والامم المتحدة، ليضع حد فاصل لحرب اليمن وتسوية الخلاف الخليجي الايراني والخليجي الخليجي، والازمة السورية، وتناول مسألة أمن الملاحة في الخليج وبحماية الأمم المتحدة، دون تدخل أطراف أجنبية، ويأتي هذا التحرك بإتفاق الرئاسات العراقية الثلاث، وسبقه لقاءات مع سفراء الدول المعنية، وتشاور مع الأمم المتحدة، وأمريكا وبريطانيا وروسيا وفرنسا، والتي أبدت رغبة في أخراج المنطقة من الأزمة وتفادي التصعيد.
بعد زيارة عبدالمهدي الى السعودي، أشار بعد لقاءه العاهل السعودي وولي عهده، أن كل الأطراف لا ترغب بالحرب، وبما أنها كذلك، فلابد لها أن تضع حد لإستنزاف المنطقة وتوترها، وقد يأتي الوقت الذي يجف البترول أو يستنزف، وكما يصرح الحلفاء أن لا أحد يقدم خدمة مجانية، وأن الدول العظمى ليست مؤسسات خيرية، وبهذا يكون العراق خير وسيط وأوثق صديق لكل الدول المختلفة، وأن القراءة تقول أما أن ترغبون الحرب، فأن الساحة مفتوحة والنتائج معروفة، ومن تتهمون علنياً أمامكم، أو تعودوا الى بغداد، لأن الخلافات في الشرق الأوسط ليست أعقد من الحروب العالمية، التي حلها الحوار المباشر، وقناعة كل دولة بمساحتها وحجمها، وجار صديق خير من ألف جار عدو، ولا تدقوا طبول الحرب، لأن المفتاح في بغداد.