أقيم حفل غير مسبوق نظمته سفارة جمهورية العراق في سيئول تحت عنوان “30 عاما من الصداقة نحو مستقبل واعد” بمناسبة الذكرى الثلاثين للعلاقات الكورية-العراقية مساء يوم أمس الثلاثاء في فندق إنتركونتينانتيل في سيئول.
شهد الحفل تجمع كبير للمحتفلين بهذه المناسبة السعيدة من البلدين وعلى رأسهم وزير التخطيط د. نوري الدليمي عن الجانب العراقي والمستشار الرئاسي الخاص بشؤون العراق “هان بيونغ-دو” ورئيس جمعية صداقة البرلمانيين الكوريين والعراقيين النائب البرلماني “كيم تيه-سونغ” عن الجانب الكوري الجنوبي بالإضافة إلى البعثات الدبلوماسية المعتمدة لدى كوريا الجنوبية ومندوبي الشركات الكورية العاملة في العراق والمهتمين بالعلاقات الكورية والعراقية. وبدأ الحفل بكلمة ترحيب قدمها سفير جمهورية العراق لدى كوريا الجنوبية حيدر شياع البراك.
وقال السفير حيدر في كلمته إن علاقة التعاون بين البلدين بدأت قبل إقامة العلاقات الدبلوماسية بكثير، حيث قامت شركة هيونداي للإنشاءات ببناء منشآت تحلية المياه في ولاية البصرة عام 1978.
وأضاف بالقول إن كوريا أرسلت وحدتها العسكرية عقب انهيار الحكومة الديكتاتورية عام 2003، مما أسهم بشكل كبير في القطاع المدني ومن ثم شاركت الشركات الكورية في مشاريع الإعمار وواصلت مساعدتها للشعب العراقي في الأوقات الصعبة مثبتة صحة القول بإنها نعم “الصديق عند الحاجة.” وأشار إلى أن العراق يمضي قدما لإعادة إعماره بالتعاون مع كوريا الجنوبية.
ودعا السفير الشركات الكورية إلى الاستثمار في العراق مُوكدا على أن حكومته تسعى لتوفير أحسن ظروف استثمار للأجانب مع تقديم جميع التسهيلات لهم مضيفا بأن الحكومة وضعت إجراءات لازمة لتعزيز الشفافية وحماية الأموال العامة وأنها دولة ديمقراطية آمنة.
وبدوره قدم المستشار الرئاسي الخاص بشؤون العراق “هان بيونغ-دو” كلمة تهنئة بهذه المناسبة وقال إنه شهد عزم حكومة العراق وشعبها القوي لإعادة الأعمار منذ تعيينه كمستشار رئاسي خاص بالعراق. وأن الرئيس مون جيه-إن بعث تهنئة خاصة للشعب العراقي متمنيا تطور العلاقة القائمة بين البلدين إلى علاقة وطيدة أكثر في المستقبل.
وعبر ووزير التخطيط د. نوري الدليمي عن أمله في أن تواصل العلاقات الدبلوماسية القائمة بين البلدين نموها بناء على روابط دائمة من التعاون والتشارك والازدهار، مشيرا إلى أن العلاقات بين البلدين تمر بمرحلة مهمة من الاستثمار ودعم كوريا للعراق في الكثير من القضايا ومقدمتها التدريب المقدم من الوكالة الكورية للتعاون التنموي (كويكا) وغير ذلك من برامج إعادة البناء والتأهيل التي قدمتها الحكومة للجانب العراقي.
كما انتهز فرصة الحفل لتقديم شهادات تقدير لـ15 كوريا تقديرا لمساهمتهم الكبيرة في تطوير العلاقات بين البلدين، وكان في مقدمتهم المستشار الرئاسي الخاص بالعراق ورئيسة وكالة كويكا ومدراء الشركات العاملة في العراق.
وقدمت فرقة ” الدار العراقية للأزياء” والتي تعد واحدة من أهم دوائر وزارة الثقافة العراقية عروضا رائعة استلهمتها من حضارة العراق بحقبها السومرية والبابلية والآشورية والأكدية والإسلامية وكذلك عروض أزياء فلكلورية مستوحاة من أزياء سكان محافظات العراق الشمالية والجنوبية.
وتلتها عروضا مقدمة من فرقة البصرة الوطنية للفنون الشعبية التابعة لوزارة الثقافة العراقية وعروضا من فرقة “بانسوري” للموسيقى الكورية الجنوبية.
يشار الى أن كوريا الجنوبية والعراق أطلقتا علاقتهما الدبلوماسية في 9 يوليو من عام 1989، حيث تم افتتاح السفارة الكورية في العراق والسفارة العراقية في سيئول في يوم واحد. وتم إعادة فتح السفارة الكورية في 17 مايو 2003، بينما افتتحت السفارة العراقية مرة أخرى في ديسمبر عام 2006.
وفي عام 2003، أرسلت كوريا الجنوبية وحدتين عسكريتين – هندسية وطبية – إلى الناصرية في جنوب العراق وتمركزت فرقة “الزيتون” الكورية الجنوبية في أربيل بشمال العراق خلال الفترة من 2004 حتى 2008 للمساعدة في عملية إعادة الإعمار وتقديم المساعدات الطبية لسكان المنطقة ضمن القوات الأمريكية وقوات التحالف، مما عزز من علاقة التعاون بين البلدين.
وتحافظ البلدان على علاقة التعاون منذ إرسال فرقة الزيتون، حيث تدير البلدان آليات استشارية بين حكومتيهما ومنها اللجنة المشتركة الكورية والعراقية ولجنة التعاون للطاقة الكورية الجنوبية والعراقية ومنتدى التعاون الاقتصادي الكوري والعراقي.
وبمناسبة مرور 30 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، زار المستشار الرئاسي الخاص بشؤون العراق هان بيونغ-دو بغداد في أواخر يناير من العام الجاري، والتقى برئيس الوزراء عادل عبد المهدي ورئيس الجمهورية د. برهم أحمد صالح.
وبدوره، أكد المبعوث الرئاسي الكوري على أهمية تعزيز الصداقة بين البلدين، وسلم رسالة الرئيس مون جيه-إن التي دعا فيها إلى تقوية علاقات التعاون بين البلدين في مختلف المجالات مثل البنى التحتية والبناء والطاقة والدفاع وغيرها.