1 الجنس يُنهي الحرب! أمجد الدهامات
المنار
حدثت في دولة ليبريا، (المساحة حوالي 111.000 كم2، السكان حوالي 3.7 مليون نسمة)، حرب أهلية مدمرة أستمرت للفترة من (2003 – 1999)، وفشلت جهود كثيرة لإنهائها، لكن هناك امرأة شابة قررت التصدي لمهمة إنهاء الحرب، هي السيدة ليما غبوي (Leymah Gbwee).
السيدة (غبوي) امرأة بسيطة وأم لستة اطفال مواليد (1972) أسست منظمة (نساء من اجل السلام) لتوحيد وتعبئة النساء لمواجهة زعماء الحرب في واحدة من أكثر الحروب الأهلية دموية في أفريقيا.
وبالفعل فقد كان لهذه المجموعة من النساء، وبدفع من غبوي دائماً، واللاتي تجمعنَ في العاصمة (مونروفيا) للصلاة والإحتجاج مرتديات قمصان بيضاء، الدور الكبير في إنهاء هذه الحرب التي خلفت أكثر من (250000) قتيل.
فقد أدركت أن للنساء دور كبير في مواجهة الحرب، ولهذا دعت النساء المسيحيات والمسلمات ومن كافة العرقيات، للتجمع والصلاة من أجل السلام، متحديات الأحوال الجوية والمواجهات العسكرية.
ولما لم تنفع الإحتجاجات في وقف الحرب أبتكرت في عام (2002) طريقة جديدة وغير مألوفة لمواجهة الحرب، فقد طلبتْ من النساء القيام بـ (إضراب عن ممارسة الجنس) مع أزواجهنَ المشاركينَ في الحرب، واشترطت لإنهاء “الإضراب” الإعلان عن وقف فوري لإطلاق النار وإجراء مفاوضات بين المليشيات المتحاربة لوقف الحرب.
وهكذا أمتنعت النساء من إعطاء رجالهنَ حقوقهم الزوجية لمدة سنة مما أضطر قادة الحرب إلى الموافقة على إجراء محادثات سلام لإنهاء الحرب بسبب إنسحاب أغلب الرجال المحاربين من الفصائل المسلحة، وطبعاً القادة يحاربونَ بهؤلاء الرجال وليس بأبنائهم الذين يعيشون خارج البلد!
وفعلاً في حزيران/2003 جرت المفاوضات في مدينة (أكرا) عاصمة دولة غانا، ولكنها توقفت بعد فترة نتيجة المطالب المتضاربة للمشاركينَ فيها، فدعت (غبوي) من جديد (200) امرأة للسفر إلى غانا وصنع حاجز بشري يحيط بمقر المفاوضات يمنع المتفاوضين من مغادرة قاعة الاجتماعات لأي سببٍ كان لغاية الإتفاق على وقف إطلاق النار، ورغم عنف الشرطة ومحاولتهم اعتقالهنَ وقيام أحد زعماء الحرب بضربهنَ لكنهنَ صمدنَ في مكانهنَ الأمر الذي أجبر الوفود على البقاء في المقر واستمرار المفاوضات.
أخيراً تم توقيع اتفاقية (أكرا للسلام) التي وضعت حداً نهائياً للحرب.
ومع أن أفكار (غبوي) هي التي أنهت الحرب، إلا أنها لم تكتفي بذلك، فقد عملت على تعزيز دور وتأثير النساء في الشؤون العامة للبلد وشجعتهنَ على المشاركة بقوة في الانتخابات لدعم إحدى المرشحات وهي المناضلة (إيلين جونسون سيرليف) التي فازت فعلاً بمنصب رئيس الجمهورية في انتخابات عام (2005) لتكون أول سيدة تفوز بهذا المنصب في تأريخ افريقيا.
لفتت أعمال (غبوي) نظر المجتمع الدولي فحازت على احترام كبير تمثل بمنحها جائزة نوبل للسلام (2011).
تقول غبوي: «كنا في الماضي صامتين، ولكن بعد أن قُتلنا واغُتصبنا ومرضنا وشاهدنا أولادنا وعائلاتنا تُدمر، علمتنا الحرب أن المستقبل يتحدد بكلمة لا للعنف ونعم للسلام ولن نستسلم حتى يعم السلام».
سؤال: هل يمكن ان تكون هناك (ليما غبوي) عراقية تساهم بحل مشاكل البلد؟
2 التهديد الإسرائيلي والتهويل أداة وليس حقيقة
علي ابو حبلة الدستور الاردنية
وسع نتنياهو مسرح العمليات العسكرية ،- فيما لم تلق الاعتداءات الـ4 الإسرائيلية الأخيرة على محافظات مختلفة في العراق رداً رادعا ، تجرأ رئيس وزراء حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو ليلة الأحد من الاعتداء على كل من سوريا ولبنان بطائراته المقاتلة والمسيرة. ويأتي ذلك فيما أعلن نتنياهو مؤخراً وبصراحة أنه سوف يهاجم المصالح الإيرانية في شتى أنحاء المنطقة. هذا فيما أكد أمين عام حزب الله حسن نصرالله وبصراحة أن مواقع حزب الله في لبنان قد تمت مهاجمتها وأن القوات الإيرانية في المنطقة لم تكن المستهدفة.
فيما يفترض نتنياهو أن قوام هذه الهجمات هو عرض عضلاته في توفير الأمن في الأراضي المحتلة لكن نصرالله حذر الإسرائيليين من أن نتنياهو يقودهم نحو الجحيم من أجل استدرار أصواتهم، وبالأحرى أنه جعلهم كبش فداء مذبحه الانتخابي.
الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله لم يترك في خطابه هامشاً لتقدير خاطئ أو اجتهادات مغلوطة حول حتمية الرد على الاعتداءين الإسرائيليين في سوريا ولبنان. كان واضحاً لديه ضرورة تجنيب لبنان التداعيات الكارثية للامتناع عن الرد، والتي تتمثّل في مزيد من الاعتداءات نفسها وما يتجاوزها، وفي إطلاق يد قوات الاحتلال في الساحة اللبنانية.
مع حتمية الرد، تثار لدى الجانبين، الإسرائيلي واللبناني، جملة من الأسئلة تتجاوز الساحة اللبنانية إلى الإقليم، وفي مقدمها السؤال عن إمكان نشوب حرب، وإن ما زال التقدير هو استبعادها، من دون نفي إمكاناتها بالمطلق. علماً أن الرد التناسبي – رغم احتمال تصعيد يكبر أو يصغر في أعقابه – من شأنه أن يبعد الحرب لا أن يقرّبها.
المرحلة الحالية شبيهة، إلى حد بعيد، بمرحلة ما بعد غارة إسرائيل على بلدة جنتا الحدودية عام 2014، والتي استدعت رداً من حزب الله أذّى إلى تثبيت قواعد اشتباك أهم ما فيها منع إسرائيل من الاعتداء في الساحة اللبنانية.
في حينه، قدّرت تل أبيب – خطأ – إمكان امتناع الحزب عن الرد على وقع تطورات سياسية وميدانية على الساحتين اللبنانية والسورية. ويبدو اليوم، في تقدير ابتدائي، أن نتنياهو يرتكب الخطأ نفسه في العام 2019، في لحظة سياسية إقليمية يراها ضاغطة على حزب الله ومحور إيران ويرى ان فرصته اغتنام الفرص للإثبات على قدرات إسرائيل الهجومية وهذا بتقديره يعيد له ثقة الناخب الإسرائيلي ويضمن له فوز مريح في الانتخابات المقررة منتصف الشهر المقبل.
مع ذلك، الظرف الممكّن، كما قدر نتنياهو ، لم يعد محل الاهتمام الرئيسي لحزب الله، كما تبين من خطاب نصر الله أمس الأحد . مكان الاعتداء ونتيجته، وكارثية الامتناع عن الرد، هو ما يحكم توجّه حزب الله وقراره ويتقدم سلم اهتمامه، وفي المقابل قرار إسرائيل واهتمامها للآتي: سعي حزب الله لأن يكون الردّ تناسبياً قياساً بالاعتداءين بما يؤدي إلى القصاص وإلى تثبيت قواعد الاشتباك من جديد، في مقابل سعي إسرائيلي إلى الحد من مستوى مدى الرد وتقليص نتائجه التي قد تكون كارثيه على نتنياهو .
بناء على المعطيات الذي تتضمنه خطاب نصر الله ، يتموضع حزب الله هجومياً ومتوثباً لاقتناص فرصة الرد كما يراه مناسباً، وكذلك لمرحلة الردّ على ما يمكن أن تقدم عليه إسرائيل في أعقاب الرد، إن وقعت في خطأ تقديراتها؛ فيما تتموضع إسرائيل دفاعيا مع محاولة «تصفير» الأهداف الميدانية على طول الجبهة من البحر إلى الجبل، وهو ما يستنزف جيشها ويشغله في اليقظة الدفاعية طوال فترة انتظار تلقي الرد.
انعكاس المعادلة الجديدة سينسحب على ميزان القوه الكلي للمواجهة مع إسرائيل ، ومع ذلك، جزء مهم جدا من رد حزب الله تتضمنها منطوق خطاب نصر الله ، وهو المعادلة الجديدة التي فرضت نفسها من خلال قرار استهداف الطائرات المسيرة الإسرائيلية فوق لبنان. هذا الجزء من الرد مرتبط بشكل مباشر بالاعتداء الأخير، إلا أن تأثيره ينسحب على الميزان الكلي للمواجهة مع الاحتلال ، ومن شأنه تعزيز الموقف الدفاعي في لبنان مقابل نزع واحد من مقوّمات الاحتلال في مجال الإدارة الاستخبارية والعملياتية.
بناء على ذلك، المتوقع أن تبني إسرائيل موقفها السياسي والميداني للفترة المقبلة إلى مرحلتين:مرحلة تتعلق بفترة انتظار رد حزب الله، وتخصصه للتأثير المسبق في قرار الرد وتقليص تأثيره وانعكاساته الداخليه . وهي مرحلة ستكون مشحونه بمواقف وتصريحات يتبارى فيها المسئولون الإسرائيليون في صوغ عبارات التهديد، وهو ما بدأ أمس عبر تهديدات أطلقها رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو وعدد من وزرائه وقادة جيشه. وفي هذه المرحلة ايضا، سينشط الجيش الإسرائيلي في توجيه رسائل ردعية عبر الميدان من خلال استعراض وسائله القتالية ومنظومات دفاعه الاعتراضية، إضافة إلى إجراءات وتقارير إعلامية موجهة حول ردع دفاعي وهجومي لردع حزب الله. وهذا يعني أن من شأن الأيام المقبلة أن تشهد طفرة في التهديدات لا تعني، بالضرورة، أن تتحقق فعلا في أعقاب الرد، أو في أعقاب الرد على الرد.
على أي حال، مرحلة ما بعد رد حزب الله لها تقدير وترتبط بمعدلات أكثر انضباطا وتحسبا. إذ رغم كل ما حدث وكل ما سيصدر من تهويل وتهديد من إسرائيل، فإن قيادتيها السياسية والعسكرية غير معنيتين بنشوب مواجهة واسعة، وربما هذه هي الحقيقة الأكثر ثباتا في في كل ما يتصل بالمعادلة بين الجانبين التي تحاول إسرائيل تغييرها.
في المقابل، ستنشط إسرائيل، أيضا في مرحلة ما قبل الرد، باتجاه التأثير في حجمه، عبر تجنيد أصدقائها أو تجنّدهم، بدءا من الولايات المتحدة مرورا بأوروبا. وهذا يعني مزيدا من التهويل بحملة نصائح ضد لبنان دولة وشعبا، بما يشمل زيارات رسمية ستتزايد في الأيام المقبلة.
الأيام المقبلة لا تتعلق فقط بانتظار الرد، بل أيضا بانتظار التهويل والتهديدات. الثابت أن الرد مقبل وأن حده الأدنى تناسبي، في حين أن التهديد الإسرائيلي والتهويل أداة وليس حقيقة، في خدمة الموقف الدفاعي الإسرائيلي.
3 من «الجبهة الشرقية» إلى «الهلال الشيعي» وبالعكس
عريب الرنتاوي
الدستور الاردنية
تاريخياً، ارتبط مفهوم «الجبهة الشرقية» بفكرة «العمق الاستراتيجي» الذي طالما شكله العراق بالنسبة للأردن وسوريا في الحروب العربية – الإسرائيلية … ولطالما نُظر للعراق في الضمير الجمعي العربي على هذا النحو … هذه الصورة تغيرت تماماً، مع سقوط نظام الرئيس العراقي صدام حسين، وقبله كنتيجة لمفاعيل عملية السلام بين العرب والإسرائيلية، وبعده في ضوء التمدد الإيراني الكبير في المنطقة، والذي أطلقت بشأنه تحذيرات كثيرة من نوع: «الهلال الشيعي» أو «الممر الإيراني» … لقد حل مفهوم «الهلال الشيعي» محل مفهوم «الجبهة الشرقية» في الوعي الشعبي العام، وفي سياق الانقسام المذهبي العميق الذي ضرب المنطقة بمجتمعاتها المختلفة… ولقد تغذى هذا المفهوم وتكرس بفعل «حروب الوكالة» التي اندلعت في المنطقة، وبفعل أحداث كثيرة خلال السنوات الخمسة عشرة الأخيرة، من اغتيال الحريري في بيروت، إلى سيطرة حزب الله على العاصمة اللبنانية في 2007، مروراً بفوز حماس في انتخابات 2006 في فلسطين، قبل أن ينطلق قطار الربيع العربي من محطته التونسية، ويصل إلى محطته الدمشقية، حيث تحولت سوريا إلى واحدة من أكبر وأخطر ساحات حروب الوكالة.
وحمل مفهوم «الهلال الشيعي» أكثر المعاني سلبية وأشدها خطورة على وحدة النسيج الاجتماعي في دول المشرق ومجتمعاته، وارتبط في أذهان شعوب المنطقة بسعي إيراني للهيمنة وفرض مذهبها الشيعي على الغالبية السنية لسكانها … وخسر حزب الله مساحات هامة من غطائه السنّي التي كسبها في حروبه مع إسرائيل، لكنه ما زال ولهذا السبب بالذات، يحظى بتأييد قطاعات منهم، ضربت صفحاً عن دوره في سوريا لأنه ما زال مشتبكاً مع إسرائيل.
إسرائيل بدخولها على خط المواجهة ضد الحشد الشعبي، توفر لهذه المليشيات، فرصة الادعاء بأنها ركن ركين في «جبهة المقاومة والممانعة» ضد إسرائيل، وليست مجرد ميليشيا مذهبية، وستساعدها عمليات الجيش الإسرائيلي في إعادة بناء صورتها، بل وكسب تعاطف فئات شعبية من خارج بيئتها المذهبية …. وربما ستتاح مجدداً، فرصة الحديث عن إحياء «الجبهة الشرقية» بدل «الهلال الشيعي»، ولكن بوجود إيران هذه المرة في موقع القيادة، بدل العراق، وبتعاطف نسبي من بعض أهل السنة والجماعة كذلك، وليس بالاعتماد على العنصر الشيعي فحسب … وستتخذ هذه العملية شكلاً متسارعاً وعميقاً، إن خرجت الأمور عن سيطرة الحكومة العراقية، وإن نجح الحشد، أو بعضه، في تنفيذ تهديداته بالرد على الجهات التي استهدفته: إسرائيل أو القوات الأمريكية في العراق.
من وجهة نظر الخبراء والمختصين، ليست هناك أية قيمة عسكرية للضربات التي وجهتها إسرائيل ضد أهداف للحشد الشعبي، فما قيمة ضرب مستودع أو تدمير بضع عربات، يجري تعويضها واستبدالها بسرعة قياسية، ومن مصادر عدة، أهمها إيران بالطبع …. وبحسابات الربح والخسارة، فإن ما تربحه إسرائيل مادياً من ضرباتها «الغامضة»، هو أقل بكثير مما ستخسره عندما تتحول فئات متزايدة من الشعب العراقي من موقع «الحياد» أو «العداء السلبي» لإسرائيل إلى موقع «العداء الفاعل» لها، وربما انخراط قوى عراقية مباشرة في المواجهة مع إسرائيل حال اندلاعها، وبغطاء شعبي وطني أوسع، ومبررات دفاعية مفهومة.
الأرجح أن ثمة دوافع انتخابية وراء العمليات التي نفذتها إسرائيل في العراق، فنتنياهو يخوض آخر معارك حياته السياسية والشخصية، وهو يبحث عن الفوز بأي ثمن، حتى وإن تطلب الأمر، مقارفة مجازفات من هذا من النوع …ثم، إن حكومة اليمين واليمين المتطرف التي يقودها، تبدو شديدة الاطمئنان للدعم غير المشروط، واللامحدود، الذي تتلقاه من إدارة الرئيس دونالد ترامب، وهي تسعى في توظيف هذا الدعم لفرض معادلات جديدة على كلٍ من سوريا والعراق على حد سواء … وليس مستبعداً في نظر كثيرٍ من المراقبين، ومن بينهم كاتب هذه السطور، إن تكون حكومة نتنياهو بصدد استدراج الولايات المتحدة لمواجهة عسكرية أكبر مع إيران، من خلال إشعال فتائل مواجهات أصغر مع فصائل الحشد الشعبي الموالية لها، وهذا هو السيناريو الأكثر خطورة.
4 الخارجية الأمريكية تمارس الاضطهاد بحق الشعب الفلسطيني
سري القدوة
الدستور الاردنية
ان سياسة الرئيس الامريكي رولند ترامب العنصرية والتي عبر عنها وزير خارجيته مايك بومبيو ودعوته وتأييده لاستمرار العدوان الذي يقوم به جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، وعدد من الدول العربية (سوريا ولبنان والعراق) وإجراءاتها الاستيطانية التعسفية، واعتداءاتها الاستفزازية بحق المواطنين في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، وتنفيذ مخططات الاحتلال الاستعمارية والتصفوية ضد القضية الفلسطينية وحقوق شعبنا، وفي تطور لاحق لسياسة الادارة الامريكية برئاسة رولاند ترامب وعدوانها علي الشعب الفلسطيني اقدمت وزارة الخارجية الأميركية على اتخاذ قرار بحذف فلسطين وأي إشارة للأراضي الفلسطينية أو للسلطة الوطنية الفلسطينية، ومحاولتها لنزع الصفة القانونية عنها كونها محتلة، من قائمة الدول المتداولة في الموقع الإلكتروني الخاص بها، ومن قائمة تعريف المناطق في الشرق الأوسط والطلب من سفاراتها في العالم التقيد بتعليماتها على هذا الاساس حيث يعتبر هذا الاجراء دعم اساسي للاحتلال العسكري الاسرائيلي تقدمه الادارة الاميركية لرئيس الوزراء الاسرائيلي الذي يخوض انتخابات الاعادة القادمة للكنسيت الاسرائيلي في السابع عشر من أيلول القادم وتعطي في الوقت نفسه ضوء أخضر لحكومة الاحتلال للبدء بإجراءات وترتيبات ضم مناطق الاستيطان في الضفة وفرض السيادة الاسرائيلية عليها، ويأتي هذا النهج ضمن الخطة الامريكية لصفقة القرن والسياسة العدوانية والعنصرية والاضطهاد والتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف في تقرير المصير والعودة وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها مدينة القدس، ويعد هذا القرار امتداد لسلسة قرارات ادارة ترمب الحامية للاحتلال الإسرائيلي والداعمة له بعد ان اعلن ترامب ان القدس عاصمة لدولة الاحتلال حيث يمثل إمعانا وتحديا للشرعية الدولية واستمرار في سياستها المعادية لحقوق الشعب الفلسطيني، ويعبر عن مفهوم الشراكة الحقيقة مع الاحتلال وحكومة المستوطنين برئاسة نتنياهو التي تمارس الارهاب والقتل والإبادة بحق الشعب الفلسطيني وتمارس اسلوبها في سرقة الاراضي ونهبها لإقامة المستوطنات والتغير الجغرافي للأراضي الفلسطينية المحتلة وفرض سياسة الامر الواقع من طرف واحد مما يعد اغتصاب للأراضي الفلسطينية ويشكل ضربة قوية للقرارات الدولية بخصوص القضية الفلسطينية .
ان هذه القرارات الامريكية العقيمة لم ولن تغير من حقيقة أن فلسطين دولة تحت الاحتلال ومعترف بها من قبل الأمم المتحدة، وان سلطات الاحتلال العسكري الاسرائيلي هي سلطات محتلة وتعد اطول احتلال عرفه العالم في العصر الحديث وأن حقوق الشعب الفلسطيني محمية بمئات القرارات التي أصدرتها الجمعية العامة ومجلس الأمن الدولي ولا يمكن لاضطهاد امركيا وعنصريتها ان تكون بديلا عن حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية والثابتة، وإن دولة فلسطين تعترف بها 140 دولة في العالم، وتترأس مجموعة الـــ77 والصين، وهي أكبر تكتل يمثل ثلثي سكان العالم، وهي عضو في أكثر من 150 منظمة دولية، ولديها اتفاقات ثنائية مع معظم دول العالم، هي حقائق لا يمكن لأي قرار أمريكي تغييرها أو إنكارها.
في ظل هذا العدوان الامريكي المنظم علي الشعب الفلسطيني فان لا بد من الأمم المتحدة والدول الحرة في العالم التي تؤمن بالقانون الدولي ووجوب نفاذه كونه المرجعية المتوافق عليها بين الدول، واتخاذ مواقف حازمة تجاه سياسة إدارة ترمب ومحاولاتها تدمير قواعد القانون الدولي واستهتارها بقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي والمؤسسات الدولية، وأيضا لا بد من ان يعيد الناخب الامريكي مواقفه لإفشال ترامب وسقوطه في الانتخابات الامريكي القادمة كونه اصبح يدمر العالم ويمارس عنصريته حتى علي المجتمع الامريكي بحد ذاته وان هذه الممارسات اصبحت تشكل خطر وتهدد مستقبل الانسانية والتوافق الدولي بين الدول نتيجة انتهاكات الرئيس الامريكي لقواعد العمل الدبلوماسي الدولي وعدم احترامه وتعامله لمختلف القضايا المصيرية في اكثر من معترك دولي وخاصة مع دول امريكا ألاتينية والصين .
وان المؤسسات الدولية والحقوقية والاتحادات الصحافية والثقافية الدولية لا بد من ان تتخذ مواقف واضحة وإدانتها لخطورة ما يقوم به الرئيس الامريكي وإدارته ورفضها المطلق شطب وإزالة اسم فلسطين من ضمن اللوائح الدولية وخاصة الاتحاد البريدي العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) ورفض هذه الخطوة كونها تؤدي إلى مزيد من الفوضى وسفك الدماء، والاضطلاع بمسؤولياتهما في حماية القانون الدولي والقرارات الدولية من التعسف والاستهتار الأمريكي .
إن مواصلة وبذل الجهود السياسية والدبلوماسية الفلسطينية ووحدة الموقف العربي لفضح إجراءات الاحتلال والسياسة الامريكية العنصرية بحق الشعب الفلسطيني على المستوى الدولي دبلوماسيا وقانونيا، والاستمرار في التأكيد على حقوق الشعب الفلسطيني في كافة المحافل الدولية له اهمية كبيرة في فضح سياسة الاحتلال وما وصلت اليه السياسة الامريكية العدوانية على الشعب الفلسطيني، وللأسف ان الإسرائيليين غير مؤهلين للسلام ويمارسون العنصرية من خلال الدعم الاميركي المطلق من قبل ادارة الرئيس تارمب ويواصلون القمع والتنكيل ضد العرب وضد مسيرة السلام بالمنطقة، حيث لم تشهد مسيرة السلام أي تقدم يذكر بعد التوقيع علي اتفاقيات السلام بل شهدت تدمير واسع وقتل لروح ومبادرة السلام العربية، وتم افراغ عملية السلام واتفاقيات اوسلو من محتواها، وان الشعب الفلسطيني والمنطقة العربية بشكل عام باتت تعاني من عدم وجود شريك حقيقي للسلام وراعي وضامن دولي لعملية السلام، وان المنطقة باتت تدفع ثمن استمرار ا?حتلال وتنكره لحقوق الشعب الفلسطيني .
انه في ظل استمرار السياسة الامريكية العدوانية على الشعب الفلسطيني لا بد من العمل من قبل القيادة الفلسطينية لاتخاذ موقف واضح ردا على هذه القرار شطب اسم فلسطين والعمل على وقف التعامل مع ادارة الرئيس الامريكي رونالد ترامب ووقف كل اشكال العلاقة مع ادارته وخاصة بما يتعلق بالتنسيق والتعاون الأمني القائم مع وكالة المخابرات المركزية الاميركية، التي اصبحت عاجزة عن اتخاذ أي موقف تجاه الحقوق الفلسطينية ويصب عملها في كيفية دعم الاحتلال الاسرائيلي ومساعدة حكومة الاحتلال في ضم القدس وتشجيع الاستيطان مما يعيق تقدم عملية السلام بالمنطقة ويرفض سياسة الامر الواقع من قبل الاحتلال الاسرائيلي، فان اتخاذ موقف واضح من قبل القيادة الفلسطينية يأتي كرد طبيعي على استمرار الادارة الاميركية في مسلسل مواقفها العدائية من المصالح والحقوق الوطنية الفلسطينية.
5 الحركة القومية العربية “٢” خميس بن عبيد القطيطي
الوطن العمانية
استعرضنا خلال المقال السابق الحركة القومية العربية وبدايات تسلسلها التاريخي وأبرز محطاتها حتى منتصف القرن الماضي، ونواصل الحديث عن حركة القومية العربية وصولا إلى أبرز جناحيها وهما البعث العربي والناصرية، ونستكمل الحديث حول أبرز المحطات القومية العربية، ومبادئها وأهمية الالتزام الجماهيري بها في ظل وجود الدولة الوطنية وفق تكاملية منطقية بين الدولة الوطنية والدائرة القومية، وسنتطرق إلى التشويه والاستهداف الذي تعرضت له القومية العربية، ثم سنختتم حول مدى ملائمتها للمستقبل .
مثل جناحا الحركة القومية العربية وهما حركة البعث العربي والتيار الناصري تزامنا في الظهور في القرن العشرين وإن كانت الجذور التاريخية للبعث قد بدأت أولا في الثلاثينيات والأربعينيات وتم تأسيس حزب البعث العربي في عام 1947م على يد ميشيل عفلق وصلاح البيطار وزكي الأرسوزي الذي شكل الحزب القومي العربي قبل ذلك في عام 1939م وهذه الأحزاب والتيارات كلها كانت روافد تصب في القومية العربية، فيما جاءت الناصرية مشتقة من اسم الزعيم جمال عبدالناصر وظهورها الفعلي بعد نجاح ثورة الضباط الأحرار في يوليو 1952م، واشترك التياران في مبادئ متطابقة تمثلت في (حرية اشتراكية وحدة) كما اعتمدا نفس النهج في مكافحة الاستعمار والتحرر العربي وإزالة الطبقية وإن اختلفا شكلا في الاشتراكية، ولكن هذه المبادئ والأفكار والرؤى كانت تتفق في أهم دور لهما في المنطقة على صعيد الوحدة العربية ومقاومة الاستعمار، وذلك لكون هذا التيار القومي على سدة السلطة في أهم ثلاث دول عربية هي مصر وسوريا ثم العراق لاحقا، وبالتالي فقد أسهم وجود قيادات مؤثرة تنتمي للفكر القومي العربي في قيادة الحركة القومية العربية واتساع حركة التحرر العربي بعد انضمام الجزائر وتونس واليمن والسودان وليبيا، فأصبحت القومية العربية في أوج مراحلها في نفس الوقت الذي زرعت فيه القوى الدولية الكيان الصهيوني في قلب الوطن العربي. وأهم ما ميز تلك المرحلة كان الصراع مع هذا الكيان، فجاء الصراع على قاعدة نكون أو لا نكون وما أخذ بالقوة لن يسترد إلا بالقوة، ورغم الخسارة في حرب يونيو 1967م لكن الموقف العربي ظل ثابتا موحدا في مواجهة العدو من خلال الموقف الرسمي والشعبي، بل إن الوحدة الرمزية العربية كانت أكثر تماسكا تعززها تلك القيادات العربية المحورية، كما توفرت لديها الأدوات الإعلامية التي أوصلت أفكارها إلى جماهير الأمة العربية فكان الحراك القومي العربي يشق طريقة في اتجاه تقدمي لا يمكن أن يحيد عنه وفقا لمبادئ سامية، لذلك تحققت الوحدة العربية فعليا بين أهم بلدين عربيين هما مصر وسوريا تحت مسمى الجمهورية العربية المتحدة في فبراير 1958م باعتبارها لبنة أولى في مشروع الوحدة العربية الذي كان قائما على أرض الواقع من خلال وحدة الموقف العربي فكان التفاعل القومي على المستوى الرسمي والشعبي متألقا من المحيط الأطلسي غربا إلى الخليج العربي شرقا، وهكذا كانت الوحدة الفكرية العربية من أهم ما يميز تلك المرحلة، فانطلقت المشاريع الوطنية التي سجلت نهضة صناعية عربية وبالذات في مصر وكان قائد تلك المرحلة العربية المضيئة الزعيم جمال عبدالناصر الذي التفت الجماهير من حولة تجسيدا للقيادة المحورية، وقامت حرب الاستنزاف كأحد أهم مسارات العمل العسكري الذي وحد الموقف العربي استعدادا لمعركة التحرير الفاصلة .
لقد استمرت الحركة القومية العربية ما بعد 28 سبتمبر 1970م يوم رحيل عبدالناصر، فاستمر الحراك القومي العربي على تسارع وتيرته التي رسمها عبدالناصر ورفاقه فتحقق النصر في أكتوبر 1973م وإن كان نصرا محدودا، لكنه أنهى أسطورة الجيش الذي لا يقهر، وأثبت أن العرب قادرون على توحيد مواقفهم وهزيمة القوى الاستعمارية، وهو الأمر الذي تنبهت له قوى الاستعمار فعملت على تفكيك رابطة الوحدة العربية بالتركيز على حرف مسار بعض القيادات العربية، فتعرضت الحركة القومية العربية إلى انتكاسة شديدة بعد توقيع اتفاقيات ثنائية بين العرب و”إسرائيل” كانت أبرز تجلياتها الانقسامية اتفاقية “كامب ديفيد” التي كبلت أهم قوة عربية، ثم تبعها اجتياح لبنان عام 1982م، كما انشغل العراق بحربه مع إيران فدخلت الحركة القومية العربية في أزمات متلاحقة، تزامن ذلك مع حملة تشويه واستهداف لها من قبل القوى الاستعمارية والقوى الرجعية، مع أن القومية هي جزء أصيل يمس كل ما من شأنه وحدة الأمة وحرية الشعوب والأوطان وقيام نهضة عربية، ولكن الأفكار المشوهة أسهمت في تراجع الحركة القومية العربية .
هناك من يفصل بين الفكرة القومية والدولة الوطنية، وهذا فصل مغلوط وفهم مسيء للرابط المصيري بينهما؛ فالوحدة القومية تنطلق من إطار الدولة الوطنية، بل على العكس التنمية الوطنية وجوانب الدولة الوطنية السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والعسكرية تنشط في إطارها القومي التكاملي الشامل. وبلا شك أن الأنظمة العربية كانت تعمل وفق هذه الفكرة، ونشطت اللجان على مستوى العمل العربي، وبالطبع هذا أمر مفيد للوحدة القومية العربية لو تم تفعيله بالشكل المأمول .
الفكرة القومية العربية هي فكرة جامعة أصيلة ذات مبادئ صالحة للمستقبل العربي، وعلى الأمة بكل أطيافها العمل في صالح هذه الفكرة العربية المصيرية لاستعادة العرب قوتهم وبناء نهضة عربية شاملة، ولن تنطلق هذه الفكرة إلا من خلال بروز قيادات محورية قادرة على لملمة الشتات العربي والتخلص من الارتهان للقوى الأجنبية، والاعتماد على الذات العربية، والأهم من ذلك هو الإيمان الجماهيري بالفكرة القومية العربية .
6 الباقي أسبوع
علي الباشا
اخبار الخليج البحرينية
لم يتبق غير أسبوع على اللقاء المهم لمنتخبنا الوطني الأول لكرة القدم في التصفيات الآسيوية المزدوجة (الأهم)، حيث يبدأ بملاقاة العراق يوم الخميس المقبل على استاد البحرين الوطني، وهو لقاء يتطلب من منتخبنا أن يخرج منه فائزا؛ لتكون في يديه أول ثلاث نقاط مهمة، في طريقه لتحقيق الأمل الأهم لجماهيرنا ووسطنا الكروي؛ وهو الوصول إلى نهائيات كأس العالم 2022.
} ومنذ أمس بدأ منتخبنا تجمعه استعدادا لهذا اللقاء (المهم) بقيادة الكابتن (سوزا)، والذي يدخل مع فريقه للتصفيات المزدوجة مدعوما بإنجاز غرب آسيوي، نأمل ألا يظل شحنه المعنوي أكثر مما هو مطلوب، لأن فرحة الانجاز الغرب آسيوي يفترض أن يكون انتهى، وأن يكون التركيز على لقاء الخميس المقبل، وأن يكون شعار الفوز هو الأوحد الذي يلعب به المنتخب.
} نعرف أن الكابتن (سوزا) لعب بتشكيلات متنوعة في غرب آسيا، وهذا لأن المستويات الفنية للاعبين الذين اختارهم متساوية، لكنه بالتأكيد يحتاج الى التركيز واللعب بتشكيلة ثابتة، هذا ما يقوله المنطق، فلا تجارب في التصفيات المزدوجة، لأن الثبات هو الأهم، والمواجهات ستكون أقوى، لأنه ليس هناك فريق في غرب آسيا لعب بتشكيلته الأساسية؛ بل إن الكل كان يجرب.
} والكابتن (سوزا) هو أدرى بتشكيلته المقبلة، ونحن فقط نريد الفوز، والمهم أن يحصل على الدعم، ونعني بالدعم هنا هو الحضور الجماهيري، نتمنى أن يكون الحاضرون بالفعل يمثلون اللاعب رقم واحد، وهنا تبقى مسؤولية المحفزين في الجهات المعنية؛ بيت الكرة ووزارة الشباب واللجنة الأولمبية، والمطلوب منهم تحريك ماكينات الاتصال والتواصل لتقوم بعملية التحفيز.
} دائما يكون التحرك لمثل هذه المهام في الأوقات الضائعة، ولكن برأيي ما تبقى من أيام يمكنهم فيه القيام بأدوار استثنائية، من مخاطبة الشركات والمؤسسات لتوفير وسائل دعم المشجعين، من فانيلات ومياه ووجبات ساخنة ويافطات، وأدوات تشجيع، لأن نطالب بأن يملأ الحضور كل المقاعد في الاستاد الوطني، ولا ننسى أننا في أيام ارتفعت فيها درجتا الحرارة والرطوبة.
} دعوة الحضور تشمل الكل، لأن المسؤولية وطنية، ولا ينتظر أحد في أي موقع دعوة (VIP) ولا (VVIP)، فالكل سواسية، ولا يضير المسؤول أن يجلس على أي مقعد في الدرجات المختلفة للملعب، فالمهم (احضر وشجع)، وليكن موقف رئيس البرلمان الكويتي مرزوق الغانم؛ مثالا يقتدى، حين فضل تشجيع العربي الكويتي أمام الاتحاد السكندري من مدرج المشجعين!