نشر رئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العباري فيديو له وهو يطوف حول الكعبة المشرفة أثناء أدائه مناسك الحج.
وشوهد العبادي في مقطع الفيديو الذي تم تصويره من قبل احد مرافقيه، حسب زوايا المشاهد التي ظهرت، وهو يلبي تلبية الطواف حول الكعبة، فيما يظهر عليه ان تصوير الفيديو يحمل رسالة مقصودة، خاصة وانه ينظر باتجاه قريب من عدسة الهاتف والى من يقوم بتصويره.
ويبدو العبادي، قد تقصد نشر خبر ذهابه لاداء مناسك الحج، واراد بالخبر لفت انتباه بعض الجهات السياسية لتغريدات نشرها على منصة تويتر خلال الحج، فجاءت دعواته مصبوغة باشارات سياسية وكأنها “صواريخ سياسية” الى خصومه، حسب وصف مراقبين.
نشر العبادي تغريدته الاولى من السعودية في الـ 2 من آب الحالي وقال فيها.. (الثاني من آب 1990 ذكرى عنجهية وعدوان حاكم جرّ على البلاد الدمار والحصار وفقدان السيادة، وما زال العراق يدفع تبعاتها.. تنهار الدول بحكام الاستبداد والطيش وعبّاد الذات، وتحيا بحكام العدل والاتزان والحكمة.. قوة الحاكم ليست ببطشه وغرائزه وصياحه، بل بعقله واستقامته وعدله).
وعلق الاعلامي باسم اللامي على المنشور قائلاً.. “العبادي في هذه التغريدة يُشبه قرار دخول العراق الى الكويت، بسقوط ثلث اراضي العراق بيد داعش الارهابي.. وهو يُشبه ضمناً بعض الشخصيات برئيس النظام المباد من حيث اتخاذ القرارات المصيرية، وانتقد تصرفات بعض الجهات المعروفة، خاصة في ذكره لجملة (قوة الحاكم ليست ببطشه وغرائزه وصياحه، بل بعقله واستقامته وعدله)”.
وفي الـ 7 من آب الحالي نشر العبادي اربع تغريدات من السعودية كتب في اولها.. (هذه مقبرة شهداء أحد وفيها مقابر الشهداء حمزة عم النبي(ص) ومصعب ابن عمير ويشاهد في الصورة جبل أحد.. وقد اشار القرأن الى ما اصاب المسلمين انه (قرح) لعدم التزامهم باوامر النبي(ص).. ونستفيد من هذه الواقعة ان النكسة يمكن ان تتحول الى انتصار بالاصرار على الاصلاح والاخلاص والعزيمة الصلبة).
وكتب الناشط المدني صلاح مهدي، تعليقاً على التغريدة قال فيها “العبادي اراد القول انه تسلم العراق وهو محتل من قبل داعش، وتمكن من تحقيق الانتصار رغم الامكانيات البسيطة وعدم وجود موازنة عام 2014.. وهو بذلك يريد ان يقول انه قوي ويتمتع بالاخلاص والعزيمة الصلبة والاصرار.. وتغريدته صاروخ سياسي موجه لخصومه”.
وفي تغريدته الثانية يوم الـ 7 من آب الحالي كتب العبادي من مكة.. (مسجد قبا وهو مسجد أسس على التقوى من اول يوم.. والله تعالى امر النبي (ص) ان يقوم فيه (فيه رِجَال يحبون أن يتطهروا).. مقابل اولئك (الذين اتخذوا مسجداً ضراراً) للفرقة والنفاق وقد نهى الله النبي (ص) ان يقوم فيه.. ما اشبه الأمس بالذين يستخدمون الدين اليوم لمصالحهم والتغطية علَى سرقاتهم).
وحول هذا المنشور، كتب الناشط ضياء الساعدي تعليقا قال فيه “العبادي جزء من المنظومة السياسية.. وحكم العراق بطريقة تقليدية، وعندما خسر معركة الانتخابات الاخيرة ذهب باتجاه انتقاد خصومه.. وعندما اراد رفع عدد متابعيه على تويتر بدأ بتوجيه صواريخ سياسية الى الاحزاب السياسية الاسلامية، وهو يظن بانه سيزيد بذلك ناخبيه في المرحلة المقبلة.. هو واهم وعليه ان يلتزم بمناسك الحج ويترك التفكير بمكاسب الدنيا”.
وفي منشوره الثالث يوم الـ 7 من آب الحالي، كتب رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي في تويتر.. (مسجد النبي (ص) في المدينة المنورة كان في بداية انشائه صغيراً من جذع النخل والسعف وجزء منه مغطى بالسعف والباقي غير مغطى بسبب قلة امكانات المسلمين الاوائل ..وبامكانات متواضعة انتشر الاسلام في ارجاء المعمورة.. فبالاخلاص والايمان الصادق نستطيع ان نحقق ما يشبه المعجزات بامكانات بسيطة).
ويرى الصحفي منير باسم ان تغريدة العبادي هذه يريد القول فيها “انا حققت الانتصار على داعش، وهو يعتبرها معجزة.. والاصح ان فتوى الجهاد الكفائي كانت سبب الانتصار، وايران اول من وقف الى جانب العراق في محنته.. عليك (يقصد العبادي) ان ترجع الى امكانياتك الشخصية.. لا تمتلك خبرة القائد العسكري ولم تكن قرارات نقل القطعات من جبهة الى اخرى ولا اسناد القطعات في المعارك من اختصاصك.. عليك الانشغال بالاقتصاد لانه اختصاصك الذي تدرسه في لندن وتقديم البحوث لتطوير واقع العراق المزري”.
وفي تغريدته الرابعة على تويتر يوم الـ 7 من آب الحالي من السعودية، كتب العبادي.. (السعي بين الصفا والمروة في مكة المكرمة هو احد اركان عمرة الحج ويمثل حال الانسان بين الرجاء والخوف لتحقيق هدف نبيل طاعة لله.. اجتماع الناس من مختلف الاجناس والقوميات واللغات في مكان واحد لهدف مقدس يجعل امكانية تعايش البشر والمواطنين امر ممكن جدا مع تنوعهم اذا كان هدفهم واحدا).
وعلق انس كوركيس الناشط في تويتر على التغريدة بالقول “كنت خير من حكم العراق خلال فترة بسيطة.. لكنك كنت ضعيفا في حماية الاقليات، فلا تدعي انك قادر على حمايتهم ولن تستطيع استمالتهم لانك في الحج.. لن يصدقوا رجلاً اذعن لضغوط اميركا والخليج لافراغ الاقليات من العراق، او ان المخطط كان يسري من بين قدميه وهو غافل.. هو غافل رغم انه رئيس وزراء”.
وفي آخر تغريدة له، كتب العبادي على تويتر يوم التاسع من آب الحالي من السعودية.. (الطواف حول الكعبة المشرفة يمثل حالة الوحدة.. الوحدة حول هدف واحد(الكعبة) وكذلك مسير واحد(الطواف) فلو اراد أفراد تغيير المسير لخرّبوا على انفسهم وعلى الطائفين.. والمجتمع في حركته بحاجة الى التوحد في الهدف وفي المسير وان الخلافات بين القادة واتباعهم في اي منهما يؤدي الى اضاعة الحقوق).
وفي قراءة للمنشور علقت الشاعرة ابتسام الراوي بالقول “لقد اخذت فرصتك في حكم العراق، واميركا هي من دفعت الخليج صوب اعادة العلاقات مع العراق، ليس حبا به، بل بعد ان فشلت في تنفيذ مخططها الارهابي، وانت رضيت بذلك وسهلت دخول دول الخليج الى العراق بدون شروط.. هل نسيت الدماء التي سالت في التفجيرات؟.. هل نسيت مزادات السعودية لجمع انتحاريين للذهاب الى العراق ؟.. ووو”.
وقدم العبادي، استقالته من جميع المناصب في حزب الدعوة الاسلامية، واعلن عن عدم رضاه لما خرج به مؤتمر الحزب الخاص بانتخاب امينا عاما له، وتسمية مجلس الشورى فيه.