وزارة النفط تكذب رويتر :لم نستبعد شركة اكسون موبيل من مشاريعنا

كذبت وزارة النفط العراقي ما اعلنته وكالة رويتر حول استبعاد شركة امريكية من مشاريعها
وقالت رويترز يقترب العراق من التوصل إلى اتفاق مع شركتي النفط الرئيسيتين BP و Eni لمشروع خط أنابيب التصدير الذي تم التخطيط له في البداية كجزء من صفقة عملاقة مع شركة الطاقة الأمريكية ExxonMobil ، وفقًا لمسؤولين عراقيين كبار في قطاع النفط يشاركون في المفاوضات.
وقالت وزارة النفط، السبت،لم يتم اقصاء اكسون موبيل عن مشروع جنوب العراق المتكامل، فيما بينت ان المشاريع الاستراتيجية الكبيرة تتطلب مزيداً من الوقت والبحث والتفاوض والدراسات الفنية والمالية والقانونية وغير ذلك.
وقالت الوزارة في بيانها انها “مستمرة في مفاوضاتها مع شركة أكسون موبيل الامريكية حول مشروع جنوب العراق المتكامل”، مبينة ان “عدم التوصل الى إتفاق أو إبرام عقد بين الطرفين، لا يعني انتهاء المفاوضات أو ( إقصاء ) شركة أكسون موبيل من هذا المشروع، كما نقلته وتداولته بعض وكالات الانباء عن مسؤولين لم تصرح بإسمائهم”.
واضاف “أما بخصوص ماورد عن إبرام الوزارة او شركة نفط البصرة لعقود مع شركتي Bp البريطانية وEni الايطالية، وأنها تمثل جزءاً من المشروع أعلاه، فإن الوزارة تنفي هذه الانباء وترفض التلاعب بالمعلومات والحقائق من قبل بعض الصحفيين”، مشيرة الى ان “العقود مع شركتي “بي بي ، وايني” أقتصر على تجهيز مواد لانبوبين نفطيين بحريين لغرض تأهيلهما لضمان نقل النفط الخام وتصديره عبر منظومة التصديرالجنوبية، ضمن خطط الوزارة لزيادة الطاقة الخزنية والتصديرية التي تهدف الى تحقيق زيادة وانسيابية عالية في تدفق النفط الخام من الحقول النفطية لمنافذ التصدير واستقرارها، تنفيذاً لالتزاماتها وتعاقداتها مع الشركات العالمية ضمن الخطط المرحلية والمستقبلية، اضافة الى ضمان تحقيق الإيرادات المالية للخزينة الاتحادية”.
واكدت الوزارة ان “المشاريع الاستراتيجية الكبيرة تتطلب مزيداً من الوقت والبحث والتفاوض والدراسات الفنية والمالية والقانونية وغير ذلك ،وبما يخدم مصلحة الأطراف المعنية”، لافتة الى ان “الحكومة والوزارة تهدفان الى تحقيق أعلى منفعة مالية وأقتصادية من هذه المشاريع وفق ماتقتضيه المصلحة الوطنية”.
يذكر ان مشروع الجنوب المتكامل يضم مجموعة من المشاريع الحيوية منها (تطوير حقلي بن عمر و أرطاوي ، و مشروع تجهيز ماء البحر المشترك، توسيع وتطوير منظومة الخزن والنقل والتصدير، فضلاً عن بناء وحدتين لمعالجة وتصنيع الغاز المصاحب).

 وقالت رويترز أفاد خمسة مسؤولين عراقيين أن العراق يقترب من إبرام اتفاق مع شركتي النفط العالميتين بي.بي وإيني بشأن مشروع خط أنابيب مُخصص للتصدير كان من المخطط في الأصل أن يكون جزءا من صفقة ضخمة مع شركة النفط الأمريكية العملاقة إكسون موبيل.

وقالت المصادر التي طلبت عدم نشر اسمها لأن المناقشات ليست معلنة لرويترز إنه بموجب اتفاق مقترح بقيمة 400 مليون دولار، ستقوم شركة بي.بي البريطانية وإيني الإيطالية بإدارة مخطط لبناء خطي أنابيب بحريين لتصدير النفط من جنوب العراق عبر الخليج.

وقال المسؤولون إن أعمال خطوط الأنابيب كان من المخطط أن تكون جزءا من مشروع أكبر بقيمة 53 مليار دولار بدا أن إكسون تستعد للمضي فيه قدما في وقت سابق من العام الجاري، لكن اتفاقا مع بغداد توقف بفعل خلافات تعاقدية ومخاوف بشأن الأمن.

والمشروع العملاق البالغ عمره 30 عاما هو محور خطط إكسون للتوسع في العراق ثاني أكبر منتج بمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وتجزئة المخططات من الصفقة قد يؤثر سلبا على طموحات الشركة.

تأتي محادثات بي.بي وإيني مع بغداد عقب إعلان مسؤولين عراقيين في يونيو حزيران عن اختيار هيواندي للهندسة والبناء الكورية الجنوبية لبناء منشأة حقن لمياه البحر بتكلفة 2.4 مليار دولار، وذلك جزء آخر من الصفقة التي كانت تخضع للنقاش مع إكسون.

وامتنعت إكسون موبيل وإيني عن التعليق، بينما لم تدل بي.بي بتعقيب حتى الآن.

وفي مايو أيار، بدا أن الصفقة الضخمة التي سيبرمها العراق مع إكسون وشيكة. وبحث وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الصفقة مع رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي مرتين في ثلاثة أيام بما في ذلك خلال زيارة مفاجئة قام بها إلى بغداد. في غضون ذلك، قال عبد المهدي إن العراق يقترب من توقع الاتفاق مع الشركة الأمريكية وشريكتها في المشروع بتروتشاينا.

لكن المفاوضات استغرقت وقتا طويلا فيما بعد بشأن شروط العقد وبفعل تصاعد التوترات بين إيران المجاورة للعراق والولايات المتحدة، والبلدان حليفان رئيسيان للعراق.

وتعطلت المحادثات الهادفة للتوصل إلى اتفاق أولي على الأقل جراء عمليتي إجلاء منفصلتين للموظفين الأجانب بإكسون من العراق، الأولى بعد أن حذرت واشنطن من تهديدات إيرانية للمصالح الأمريكية هناك، والثانية جاءت بفعل هجوم صاروخي بدا أنه يستهدف الشركة.

وقال المسؤولون العراقيون الخمسة الكبار إن التأجيلات أجبرت العراق على التفكير في شركات أخرى للمساعدة في تشييد البنية التحتية الخاصة بمرافئ التصدير البحرية لديه.

وقال أحد المسؤولين الذي يشرف على البنية التحتية للتصدير في جنوب البلاد ”لا يمكننا انتظار إكسون إلى لأبد. لدينا مشكلات خطيرة في خطوط الأنابيب البحرية ونحتاج بشكل عاجل إلى العثور على شركاء للمساعدة في بناء خطوط جديدة. حدوث المزيد من التأجيلات قد يلحق الضرر ببنية التصدير البحري لدينا“.

*كسور وتسريبات

يشمل المشروع الذي يبحثه العراق مع بي.بي وإيني استبدال خطي أنابيب بحريين قديمين، بما في ذلك خط متوقف ينقل الخام إلى مرفأ خور العمية.

وقال مسؤولون نفطيون إن عمليات التحميل توقفت في خور العمية منذ 2017 بعد أن عانى خط الأنابيب من كسور وتسريبات وتعين إغلاقه. ويعمل خط الأنابيب الآخر بطاقة جزئية لشحن النفط الخام إلى مرفأ البصرة البحري.

وقالت المصادر إنه بموجب الاتفاق المقترح، ستمول بي.بي المشروع وستتولى إيني الجوانب المتعلقة بعطاء المشتريات والهندسة والبناء.

والمفاوضات في مراحلها الأخيرة بعد أن توصلت الأطراف إلى آلية تسمح للشركة البريطانية باستعادة مدفوعات التمويل التي ستقدمها.

وقال أحد المسؤولين العراقيين ”من حيث المبدأ، اتفقنا على أن بمقدور بي.بي استعادة مدفوعات ستقدمها عبر الحصول على شحنات نفط بدلا من النقد، مثل الآلية التي نتبعها للسداد للشركة التي تطور حقول نفط الرميلة“.

وقال المسؤولون إن إيني ستتقاضى الأموال مقابل عملها.

وكان مشروع حقن مياه البحر، الذي وقع الاختيار على هيونداي لتوليه، في الأصل جزءا من اتفاق مزمع لإكسون لتطوير منشآت الطاقة في جنوب العراق.

ويفتقر العراق إلى محطة كبيرة لحقن المياه ويحتاج إلى واحدة من أجل الآبار وإلا سيخاطر بفقدان الضغط ويواجه انخفاضات حادة في الإنتاج خصوصا في حقوله النفطية المتقادمة. وفي ضوء أن المياه العذبة مورد نادر في العراق، فإن استخدام مياه البحر المعالجة أحد أفضل الخيارات.

وقال ثلاثة من المسؤولين النفطيين إن إكسون قدرت تكلفة المشروع بقيمة تفوق تلك التي وضعتها هيونداي عند 2.4 مليار دولار. وأضافوا أن بقية أجزاء مشروع إكسون المقترح قد تذهب إلى شركات أخرى إذا عرضت تكاليف أقل بما في ذلك مشروع لبناء منشآت تخزين إضافية للخام.

وما زالت صفقة هيونداي، التي أعلنتها شركة نفط البصرة التي تديرها الحكومة، تتطلب موافقة نهائية من وزارة النفط. وقال أحد المسؤولين إن الاتفاق سيُستكمل قبل نهاية العام.