7 مقالات عن العراق في الصحف العربية يوم السبت

1 غدر الغزو العراقي الغاشم راسخ بالذاكرة خالد العرافة
الانباء الكويتية

اليوم الثاني من أغسطس وهو الذكرى الـ 29 للغزو العراقي الغاشم على دولتنا الحبيبة التي لا تنسى وهي راسخة في ذاكرة كل مواطن ومقيم شهد تلك الخيانة.

استيقظ الشعب الكويتي على أصوات مدافع الغدر وتوغل عسكري لغزو لم يراع مواثيق وتعهدات بين البلدين، واجتياح بربري اجرامي.

الغزو العراقي الغاشم رغم مضي 29عاما الا أنه راسخ في الذاكرة بكل أحداثة وتفاصيله من الساعات الاولى وحتى تحرير بلدنا.

منذ الساعات الاولى للغزو عقد مجلس الامن اجتماعه الطارئ وأكد في قراره 660 ادانته للاحتلال العراقي للكويت، والطلب من الجيش العراقي الانسحاب الفوري غير المشروط إلى مواقعه قبل الأول من أغسطس وكذلك موقف الجامعة العربية خلال اجتماعها الطارئ في العاشر من أغسطس أدانوا العدوان العراقى على الكويت ورفضوا نتائجه مع التأكيد على سيادة الكويت واستقلالها وسلامتها الإقليمية.

التفاف الشعب الكويتي حول قيادته الشرعية في الداخل والخارج أبهر العالم وقطع الطريق على الطاغية وزمرته، فمن كان في الداخل كان صامدا يدافع عن وطنه وعن شرعيته ومن كان بالخارج التحق بالجيوش لتحرير بلده وعودة شرعيته الى أرضة

بعد القرارات الدولية والعربية بدأت الدول تحشد قواتها وتشكيل تحالف دولي جمع 32 دولة لتحرير الكويت بقيادة الولايات المتحدة الأميركية.

الدور البطولي لسمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح والأمير الوالد الراحل بطل التحرير الشيخ سعد العبدالله رحمة الله عليهم، لا ينسى وترجم في هذه الاحداث الى عودة الكويت لأهلها بفضل جهودهم وخبرة هؤلاء الحكماء.

دعم الاشقاء الذين فتحوا أراضيهم وأجواءهم لا ينسى أبدا وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية بقيادة المغفور له الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود الذي سيظل خالدا في ذاكرة أهل الكويت عامة وكذلك موقف قادة دول مجلس التعاون الذي يسطر بالذهب لوقوفهم الى جانب الكويت ودعم سيادتها.

التاريخ لا ينسى ويدرس للأجيال بملاحمه البطولية لهذا الشعب ودفاعه عن وطنه في مقاومة المحتل فمنهم من أسر ومنهم من استشهد.الاعتداء العراقي الغاشم والآثم تم توثيقه عالميا بأنه اعتداء على الإنسانية بأبشع صورها، واحتلال أرض وتدميرها، وجرائم مورست بحق الأبرياء من أبناء الشعب الكويتي إضافة إلى طامة حرق آبار النفط وتلوث الاجواء.

الرئيس المقبور هو وجنوده لم يدخروا شيئا آنذاك دمروا الكويت بمباركة من قبل معظم الشعب العراقي الذي بارك له خطوة الغدر والخيانة.

بعد تلك الجروح تسامت الكويت فوق ما طالها من العراق في الماضي القريب وطوت صفحة الماضي ومدت يد العون للعراق من خلال اعادة إعماره وتقديم الدعم اللامحدود وهذه ليست غريبة على بلد قائد الانسانية صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح حفظه الله الذي نجده دائما داعما لاستقرار الدول سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.

أخيرا، الحمد لله والشكر لله على نعمة التحرير والأمن والأمان وأطلب من الله سبحانه أن يحفظ الكويت وشعبها وجميع المسلمين من كل مكروه وأن يرحم شهداءنا الأبرار ويسكنهم فسيح جناته.
2 الغزو العراقي الغاشم.. للوحدة الوطنية والخليجية سعد النشوان
الأنباء الكويتية

قبل تسعة وعشرين عاما حاول النظام العراقي البائد ان يغير معادلة النظام الدولي بغزوه البربري للكويت بعد حجج واهية يتخبأ وراءها حقد دفين استطاعت الكويت بشرعيتها وشعبها ان تسطر امام العالم أجمع نموذجا في التضحية والفداء.

لقد راهن النظام العراقي الغاشم على انه يفرض الأمر الواقع، ولكن لم يكن في حسبان هذا النظام انه: أولا امام شعب عظيم بما تحمل هذه المفردة من معنى، وثانيا امام أسرة حكم مستعدة ان تبذل الغالي والنفيس لأجل شعبه واستقراره، وثالثا امام منطقة مهمة للعالم لا يسمح العالم بأسره بأي اهتزاز امني فيها.

لقد كانت أيام الغزو من أسوأ الايام التي عاشتها الكويت، وكان الخوف والرعب هما سيد الموقف، ولكن في تلك الأشهر السبعة سطر الشعب الكويتي ملحمة تاريخية يندر وجودها في العالم، فلم يجد النظام العراقي كويتيا واحدا يقبل التعامل معه، بل رأى الغزاة حالة من الرفض والعصيان المدني والمقاومة المسلحة التي أرعبتهم، ورأى الغزاة تلك الروح الوطنية المتأصلة في هذا الشعب في افضل حالاتها، فاختفى كل مسمى بين أفراد الشعب الكويتي، فلا ترى أي مسمى أو وصف الا وصف واحد وهو كويتي فقط.

لقد ذهل الغزاة من هذا التلاحم مع انه كانت هناك بعض التباينات الداخلية التي اعقبت حل مجلس الامة 1986 وتعليق الدستور، فما إن وقع الغزو حتى اندثرت كل هذه المشكلات.

لقد ضرب الكويتيون الصامدون في الداخل اروع الأمثلة في العمل جنبا الى جنب في الجمعيات التعاونية ومصافي البترول والكهرباء والماء والمستشفيات والمقاومة المسلحة، فقد استطاع الكويتيون ان يكونوا الدرع الواقي لبلدهم.

وكذلك فإن الكويتيين في الخارج استطاعوا ان يوصلوا للعالم اجمع التلاحم الكويتي حول قيادته الشرعية، فدارت المظاهرات في انحاء العالم. وتوجت هذه الفعاليات بانعقاد المؤتمر الشعبي الكويتي في 13 اكتوبر 1990، وقدم الشعب الكويتي رسالة قوية للعالم اجمع بأن الشعب الكويتي وقيادته هم جسد واحد لا يسمحون لكائن من كان ان يحاول ان يفرق بينهم.

ان الغزو العراقي الغاشم كرس اللحمة الخليجية واثبت للعالم اجمع ان اي خلاف بين دول الخليج ما هو الا خلافات عابرة ستنتهي قريبا ولن تستمر هذه الخلافات.

ان منظومة دول مجلس التعاون الخليجي وديمومتها لهي الأساس لحماية دول الخليج، فوالله لن يفدي هذه المنطقة إلا أبناؤها أولا.

لا نتمنى ان تعود أيام الغزو العراقي الغاشم، ولكن يجب ان نسير على نهج العبر المأخوذة من الغزو، فالوحدة الوطنية هي أساس التقدم، وكذلك الوحدة الخليجية هي أساس الحماية لهذه المنطقة.
3 ماذا بعد مضي 29 عاماً من درس أغسطس؟
جاسم الحمر
لأنباء الكويتية
مرة أخرى يعود علينا شهر أغسطس الذي نعرفه، ولكن بسبب خبرتنا السيئة من تجربة يوم الخميس الموافق ٢ أغسطس ١٩٩٠، فنحن نتشاءم من هذا التاريخ، حيث غدر بنا جارنا العراق.

الغزو العراقي للكويت، بذكراه الـ ٢٩ يعود وتعود معه الأحزان ويبقى الجرح عميقا وتبقى الندوب في الذاكرة دليلا على نزيف دماء أبناء هذا الوطن دفاعا عن ارضهم وشرفهم.

أود ان أجعل حديثي مختلفا قليلا، وأظن لو أردنا ان نكتب بطولات شهداء الكويت وأبطال الشعب الكويتي ضد مجرمي الجيش العراقي بقيادة الغادر صدام ونظامه البائد فلن نكتفي بمقال.

كان كل ذلك من الماضي، ويا شعب العراق العزيز لتوضيح ان (المذنب) هو كل من شارك في جريمة احتلال الكويت بالفعل واعتدى على أراضينا أو صدر منه قول وتلفظ علينا بالباطل في ذلك الوقت، ولا ذنب لغيرهم من الذين وجدوا أنفسهم ضمن هذه الجريمة البشعة لمجرد انهم عراقيو الجنسية، أهل الكويت لا يحملون لكم أي حقد وحكومة الكويت بجانبكم وتساندكم في إعادة إعمار العراق والتعافي من دمار الإرهابيين، والزيارات الرسمية بين الجانبين في ازدياد مستمر.

ولكن في الوقت الحاضر، نجد هناك من يريد ان يجدد فكر الطاغية صدام حسين وزبانيته ولم يتعظوا من هلاكهم غير مأسوف عليهم، ويفترض من الجانب العراقي إيقاف أصوات النشاز التي تتطاول على سيادة الكويت.

يختلف من يحمل هذا الفكر، أحيانا نجده بمنصب سياسي او رجل دين أو إعلامي أو أكاديمي، يروجون كذبهم حول تبعية الكويت للعراق ويبثون سمومهم، وفي الوقت نفسه وعلى مواقع التواصل الاجتماعي يستمر الهجوم على الكويت بذات النفس النتن، لا نعلم هل هم عراقيون أم غير ذلك؟ ولكن الأهم انهم كاذبون حاقدون والكويت عصية عليهم.

ويصادف هذا العام أيضا العثور على مقابر جماعية في العراق تشير المعلومات الأولية الى انها تعود لرفات الأسرى الكويتيين (رحم الله شهداءنا الأبرار)، ومازال هناك من يمجد مجرم الحرب صدام ويستشهد ببطولاته كما يدعون ويتمنون وجوده ويترحمون عليه أيضا!

نحتاج لأن نجعل من هذا اليوم (٢ اغسطس) من كل عام يوم ذكرى الغزو درسا وطنيا، والتأكيد فيه على ان الكويت ذات سيادة حرة ومستقلة، ويشاركنا في هذا اليوم رؤساء دول العالم، نرفع فيه علم الكويت عاليا خفاقا في سمائها الصافية، ويكون اول المشاركين وفدا رسميا من جمهورية العراق الشقيق برفقة وفد إعلامي ضخم، لنوثق سنويا انتهاء أزمة احتلال العراق للكويت، وان البلدين يعيشان الآن مرحلة من السلام، ويمتد ذلك إلى تعاون مشترك في مجالات عديدة في المنطقة تقودنا لمستقبل أفضل لأجيالنا القادمة.

بالمختصر: اللهم احفظ الكويت وشعبها من كل مكروه.

رسالة: الوقت كفيل بأن يكشف لك الأعداء الحقيقيين مهما صمدت وتبدلت أقنعتهم الزائفة.
4 موعد مع الشيطان!
حسن عبدالله جوهر
الجريدة الكويتية

يتجدد يوم الثاني من أغسطس ليعيد أذهاننا وعقولنا وقلوبنا إلى ذلك الماضي الأسود، حيث زارنا الشيطان بلا موعد ولا دعوة، حاملاً معه كل معاني الغدر والخيانة واستباحة أرضنا وشعبنا تحت ذرائع لا يليق بها ولا تليق به، كالوحدة العربية وتحرير فلسطين ومواجهة الغرب المستكبر، ولم «يسترجل» على ذلك كله فانتقم من جار صغير وشعب مسالم، ولكن السحر انقلب على الساحر، فخرج صاغراً ذليلاً ليعيد الانتقام من شعبه الأعزل الذي لا يزال يدفع ثمن غطرسته وغروره.

ذكرى الغزو العراقي في الثاني من أغسطس لا تزال ساخنة كحالة الطقس في هذا الوقت من العام، وتبقى مثيرة للقلق كما الوضع الإقليمي المستمر في توتراته ومناوشاته السياسية والأمنية، وهي ذكرى تجدد الألم بعدما نكئت جراحنا إثر اكتشاف رفات كوكبة أخرى من شهدائنا في دليل آخر على دناءة الأخلاق والقيم في التعامل مع الموتى بلا غسل أو تكفين.

هذه الصور الحزينة تقابلها مشاهد جميلة قوامها حب الكويتيين لبلدهم وأرضهم وما سطروه من تلاحم وطني وترفع على الخلافات والانتماءات إحساساً بمصير واحد مشترك وإيماناً بأن الهوية الكويتية وحياة الكويتيين هي نسخة معيارية لا يستطيع أن يعيش أي مواطن مهما تباينت آراؤه واختلفت خلفياته الفكرية وأولوياته السياسية وجذوره العرقية إلا في ظلها.

لكننا نتساءل: أين مثل هذه المشاعر الآن بعد ثلاثة عقود من الزمان وقد شهدت تعاقب أجيال جديدة؟ وأين تبخرت تلك الصور الرائعة من صفاء النفوس ورقة القلوب والإحساس بكويتية كل كويتي وقيمة كل مواطن؟ وأين راحت الغيرة على البلد بثرواته واسمه ومكانته ورصيده من كل أنواع الإنجاز؟ فلا يعقل لتجربة الغزو والاحتلال، رغم ما حملته من صور الرعب والدمار، وهي قصيرة جداً في البانوراما البشرية، أن تظل شماعة نعلق عليها الفشل تلو الفشل والإخفاق بعد الإخفاق وضياع البوصلة والرؤية والأهداف المستقبلية.

مؤشرات بلدنا على مختلف الصُّعُد تدعو إلى القلق، بدءاً بالخدمات العامة كالتعليم والصحة، مروراً بقصص الفساد والهدر المالي، وانتهاء بغياب الخطط والبرامج المستقبلية، وهذا ما يتطلب تعليق جرس الإنذار، وهذا هو المطلوب من تجدّد ذكريات تاريخية مهمة، كالغزو عام 1990، لتكون منعطفاً جديداً للمسيرة القادمة.

إن إهمالنا بحق ديرتنا والاستمرار في هذا النهج العقيم وخواء الكثير من مؤسساتنا وفي مقدمتها السلطات الدستورية سوف تضرب لنا مرة أخرى موعداً مع الشيطان، ولكنه من نوع آخر وفصيل مختلف، وهو شيطان الذات الذي إن هزمك فلن تقوم لك قائمة!
5 أعظم 7 شهور في تاريخ الوطن وليد عبدالله الغانم
الجريدة الكويتية

٢-٨-١٩٩٠ يوم نُحرت العروبة وانتُهكت الأخلاق، وكشفت الذئاب الغادرة عن أنيابها، عندما خان النظام العراقي ومن عاونه من الأنظمة الحاقدة والشعوب المغيبة والجماعات الانتهازية الكاذبة كل العهود، وانقلب على كل المبادئ، وتنصل علانية من قيم الدين الإسلامي، فقرر في ليلة موحشة من تاريخ البشرية اختطاف دولة الكويت المسالمة وأهلها الآمنين… ٧ شهور قاسية، ذاق فيها أهل الكويت عامة، والصامدون منهم خاصة، مرارة الظلم الشديد والغبن المهين، وكم أتساءل: هل يستوعب أبناؤنا من الأجيال اللاحقة التي لم تدرك الغزو العراقي ولم تعايشه حقيقة ما جرى للوطن؟ هل يشعرون بما عاناه وطنهم وأهلهم؟ هل يتفكرون في حجم كارثة جلاء مئات الألوف من الكويتيين وتجمعهم خارج الوطن هذه الشهور العسيرة؟!

هل يُقدِّر أبناؤنا وبناتنا ممن لم يدركوا الغزو العراقي هول المصائب التي عاشها الصامدون سبعة شهور تحت ذل الاحتلال وقهر الغزاة؟ هل تؤثر فيهم قصص الشهداء الذين تم اغتيالهم تحت نظر أهاليهم والمعتقلين الذين ذاقوا أشد أنواع التعذيب والتنكيل وهم أحياء والأسرى الذين تم اختطافهم من بيوتهم والمفقودين الذين ما زلنا نكتشف رفاتهم حتى يومنا هذا؟

هل يتخيلون حجم الخوف والذل من إقامتك في وطنك تحت رحمة شرذمة ضالة من الغزاة المعتوهين وجيش من المجرمين الفاسدين الذين لا يُحرمون فيك حراماً ولا يبقون تحت يدك حلالاً، تحت وطأة حكم عسكري متجبر ومتكبر، يلاحقك كل لحظة في خروجك ودخولك وحركتك وانتقالك وبيعك وشرائك، ومن يركب معك سيارتك ويراقبك ساعة بقائك في بيتك، غزاة بلا أخلاق ولا كرامة، لا يوقرون كبيراً ولا يحشمون امرأة، ولا يرحمون صغيراً، يدخلون البيوت بلا إذن في الليل والنهار، فيروعون سكانها ويخربون أثاثها ويسرقون ما يشاؤون، فأبعدها الله، كم كانت أياماً سوداء؟

لم يكن الإنترنت قد ظهر في العالم بعد، ولم تكن القنوات الخاصة الدولية متاحة بسهولة، ولم تعرف الهواتف النقالة، وليس لنا اتصالات دولية إلا سراً بيد فئة محدودة جداً من أفراد المقاومة، ولم تكن هناك صحف تقرأ سوى جريدتهم النكراء (النداء) ولا مدارس تعلم، ولا أسواق يشتري منها الناس (إلا ما نظمه الصامدون في الجمعيات) ولا تلفاز يشاهد إلا ما صنعه النظام الغازي من الأكاذيب وأغاني «أم المهالك»، كم كانت أياماً كئيبة تقهقرت فيها الحياة في الكويت إلى عصور مظلمة.

هذا تاريخ مهيب يجب أن يدرس، وعودة الكويت إلى أهلها نعمة عظيمة يجب أن تذكر، وتلك الأيام باقية في قلوبنا وعقولنا، ولا يجوز إغفالها أو تجاهلها، فلنا في تلك الأيام رجال ونساء لهم قصص ترفع الراس وبطولات تسطر، رسم أهل الكويت فيها ملحمة وطنية عصماء أبهرت العالم أجمع، وإذا لم نحافظ على هذا التاريخ لأجيالنا اللاحقة ولم نورث هذه الأعمال الجليلة لأبنائنا فعن أي شيء عسانا أن نحدثهم من تاريخ الكويت؟ فهل بعد قصص الغزو والصمود والأسر والاستشهاد والتحرير قصص؟ رحم الله شهداءنا الأبرار والحمد لله على نعمة التحرير.
6 الكويت.. وذكرى الغزو الغاشم
محميد المحميد اخبار الخليج البحرينية
لم يكن يوم الخميس الثاني من أغسطس عام 1990م يوما حزينا ومؤلما على دولة الكويت الشقيقة وحدها فقط.. بل كان يوما مفجعا ومؤسفا وصادما لدول وشعوب مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي، وسيظل صفحة غير مشرفة في صفحات التاريخ العربي، وستبقى ذكراه تتوارد في الأذهان عقودا أكثر.. وهو اليوم الذي قام فيه النظام العراقي السابق بغزو دولة الكويت الشقيقة.. ليحطم آمالا وأحلاما كبيرة، وليكشف أقنعة ووجوها كثيرة، وليشكل مرحلة فارقة في مسيرة الأمة العربية أجمع.

قد يتصور البعض أن مرور 29 سنة أي قرابة الثلاثة عقود، كفيلة بأن تمسح وتمحو آثار وتداعيات الغزو الغاشم، لكن الحقيقة المُرة هي أن الأمر لم يغب عن الجميع، لا في دولة الكويت التي لا تزال تعيش في آلامها وأحزانها إثر تتابع أخبار اكتشاف مقابر جماعية في العراق للشهداء الكويتيين منذ ذلك اليوم الأسود.. ولا في جمهورية العراق الشقيقة التي لا تزال تخرج منها بعض أصوات نشاز تصر على أن الكويت أرض عراقية.. على الرغم من حرص القيادتين الكويتية والعراقية على تعزيز التعاون والتفاهم وتجاوز ذكرى الغزو الغاشم.

مملكة البحرين، قيادة وشعبا، كان موقفها واضحا ومعلنا منذ أول ساعة ولحظة، في بيان رفض الغزو الغاشم، وتأييد شرعية حكم آل صباح الكرام، والدعوة الى انسحاب القوات المحتلة فورا، وحق الشعب الكويتي في أرضه، وقد شاركت مملكة البحرين في دعم الموقف الكويتي بكل الوسائل والإمكانيات والتحركات، بمختلف أنواعها وأشكالها، رسميا وشعبيا.

وكما هو الموقف الرسمي البحريني، فإن البيوت البحرينية فتحت أبوابها للإخوة الكويتيين الأشقاء، والشعب البحريني أسهم بكل ما يملك لرعاية الشعب الكويتي، وبذل من أجله الغالي والنفيس، وسطر أروع وأجمل صور التضامن والموقف والمصير الواحد المشترك.

أذكر في ذلك اليوم الأسود، أنني كنت في أول سنة دراسية بجامعة البحرين، وقد تعطلت الدراسة يومها، وأصبح الجميع يترقب تطورات الوضع، وكانت قناة (سي إن إن) الأمريكية من أبرز المحطات الفضائية الإعلامية التي كنا نتابعها، كما شهدنا استعدادات أمنية احترازية، من ضمنها إطلاق صافرة الإنذار وغيرها من الأمور التي كانت غير طبيعية على الجميع.

وكما سجل التاريخ السقطة الكبرى للنظام العراقي السابق، فكذلك هو نظام «الحمدين القطري» الذي حاول في أحد الاجتماعات الخليجية لبحث الغزو الغاشم، بأن يقايض الموقف القطري مقابل جزر حوار البحرينية، في ممارسة استغلالية بعيدة كل البعد عن خطورة الوضع القائم، فكان الجواب الحاسم والرد الحازم من الملك فهد رحمه الله، بأن أسكت «الأمير القطري السابق»، وقد ثبت الحق البحريني في جزر حوار بعد ذلك في المحكمة الدولية.

تكشف صفحات التاريخ أن الأمير الكويتي الراحل جابر الأحمد رحمه الله، كان قد وجه كلمة إلى الشعب الكويتي حينما خرج إلى الطائف، وجاء فيها: «ما يحزننا، أن مصدر هذا العدوان الغاشم، لم يكن عدوا معروفا فنتقي شره، أو بعيدا عنا فنرتاب من أمره، بل وللأسف الشديد جاء العدوان من أخٍ جارٍ قريب، شددنا أزره في محنته، ووقفنا إلى جانبه في ضيقه.. فكان جزاؤنا ما رأيتم وعلمتم وعانيتم، فأين الأخوة؟ وأين العروبة؟ وأين حق الجوار؟ ولا نملك إزاء هذا إلا أن نقول: حسبنا الله ونعم الوكيل.. وإذا كان هذا العدوان قد تمكن من احتلال أرضنا، فإنه لن يتمكن من احتلال عزيمتنا.. وإذا كان المعتدون قد استولوا على مرافقنا ومنشآتنا العامة، فإنهم لن يستطيعوا أبدا الاستيلاء على إرادتنا..»، وقد تحقق التحرير للكويت الحبيبة وعادت الشرعية بعد ذلك، بموقف عالمي جامع.

لا نريد أن نجتر آلام الماضي في ذكرى الغزو الغاشم، لكنه واقع مؤلم يفرض نفسه، وخاصة لدى جيل التسعينيات، ونسأل الله دوام الأمن والأمان للكويت الحبيبة، التي تسير اليوم بكل ثبات ونجاح في ظل القيادة الحكيمة، لأمير الإنسانية صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت حفظه الله ورعاه.
7 تُّرهة مُبررات التدخل الأمريكي في العراق و سوريا
د. جواد الهنداوي راي اليوم بريطانيا

لمْ نعُد نسمع أو نقرأ عن الهوس الأمريكي لنشر الديمقراطية في سوريا !
خاتمة الجهود الأمريكية المباشرة و غير المباشرة ( دعم الجماعات المسلحة و المعارضة و الإرهابية ) ، في سوريا ، و منذ أعوام ، تكللّت على مايبدو في ثلاثة أهداف :
تحديد منطقة آمنة في شمال سوريا و بالتعاون مع تركيا ، و تحديد منطقة حكم ذاتي للكرد في سوريا ، و منع تواصل بري بين العراق و سوريا .
أهداف يصرّحون بها الأمريكيون علناً و يسعون إلى أنجازها ميدانياً .
أهداف تتناقض مع قِيم الديمقراطية و حقوق الإنسان و القانون الدولي و سيادة الدول و ميثاق الأمم المتحدة و مع وحدة أراضي دولة .
نعيشُ اليوم حالات تطبيقيّة لِما كُناّ نقرأه و نسمعه،في ستينيّات و سبعينيات القرن الماضي ، من افكار و أدوار للصهيونية والإمبريالية في الحيلولة دون تواصل جغرافي و سياسي واقتصادي عربي -عربي ،حتى ولو كان بين دولتيّن ! فما بالك بما ستفعله القوى الصهيونية و الإمبريالية ،عندما تشعرُ بجهود نحو تجّمع عربي أو أسلامي في المنطقة .
رُبَّ قولٌ مفادهُ بأنَّ منعْ امريكا لتواصل بري بين العراق و سوريا هو لغرض تقليص نفوذ إيران ، و منعها من إيصال السلاح إلى سوريا أو إلى حزب الله ؟
وجوابنا هو ؛ وهل السلاح الذي يصلُ إلى سوريا أو إلى حزب الله سيستعمل ضّد امريكا أم ضّد الإرهاب و إسرائيل ؟
وهل استطاع العرب (عرب المشرق أو عرب المغرب ) ، ولو على نطاق دولتيّن فقط ، أنْ ينجزوا و يعيشوا مشروع وحدة أو تواصل بري أو اقتصادي أو سياسي فيما بينهم ؟
الجواب كلا ،لا في زمن إيران الشاه و لا في زمن إيران الثورة .
استراتيجية الحفاظ على أمن و تفوق إسرائيل في المنطقة، و في كل زمان ، تستلزم الحيلولة دون ايّ مشروع تواصل وحدوي عربي أو إسلامي . ربما تتعدد حجج و مبررات التدخل الأمريكي السافر و الغليظ في شوؤن دول المنطقة ،تارةً بحجّة بناء الديمقراطية في سوريا ، و تارةً بحجّة منع تدهور الأمن و الاستقرار في العراق ، و أخرى بحجّة نفوذ إيران في المنطقة ،ولكن السبب الحقيقي وراء السياسة الأمريكية في المنطقة ، هو أمن و تفوق وهيمنة إسرائيل في المنطقة .
صحيح القول باننا عِشنا ،في المشرق العربي ،تجربة مجلس التعاون الخليجي ، الا انَّ التجربة كانت و لاتزال خليجية أمريكية ، و علناً الآن خليجية أمريكية اسرائيلية اكثر من كونها خليجية عربية . ولم تنجح التجربة في درء اخطار التآمر و الحروب والإرهاب على العرب و المنطقة !
لا نُحمّل الصهيونية و الإمبريالية مسؤولية تأخّرنا (حتى لا أقول تخلفنا) ، و لا نحمّلهم مسؤولية ما فينا من عيوب ،
ولكن لا نبرئهم مِنْ ما حّلَ بنا مِنْ مصائب و ما يخططون لنا من مكائد ، وفي مقدمة تلك المكائد هو ” أنْ لا نمتلك القوة و نتحرر للأسف رويدا رويدا من العّزة و الكرامة ” .
تجربة المواقف و المشاهد ،التي نشهدها اليوم بين إيران و امريكا ، والتي تسودها الندّية في العلاقة ،وتمسّك الإيرانيون بعزّتهم و كرامتهم ، مقابل غطرسة امريكا و فشلها في إذلالهم ، ستنعكس سلباً علينا نحن العرب في علاقتنا مع امريكا . سيتمادى الأمريكان في ضغوطهم على حلفاءهم أو أصدقاءهم العرب ،سيتخذون مواقف اكثر تشدداً ويتبنون تصريحات اكثر حدةً تجاه بعض العرب ، ومن بينهم العراق . و الهدف هو أنْ لا يتمرد أحداً من العرب ،دولة أو حزب أو حشد شعبي على امريكا وهي تعيش حالة من الهوان المعنوي بفعل المواقف الإيرانية . هّمْ الإدارة الأمريكية الآن هو أنْ لا تكون المواقف والمشاهد الأمريكية الإيرانية تجربة أو سابقة يُحتذى بها من قبل دولة أو جهة معينة .
نيّة و خطوات امريكا بتشريع قانون منع زعزعة الاستقرار في العراق ، وكذلك تسريب معلومات عن قدرة و استعداد إسرائيل بتنفيذ هجمات على مواقع في العراق ، جميعها إجراءات و افعال غير قانونية ، وتنتهك سيادة العراق ،وتشكل تهديد لأمن و وحدة العراق ، و تندرج أيضاً في إطار استراتيجية منع العراق و العراقي من التفكير و الاستعانة ولو معنوياً بتجربة المواقف والمشاهد بين إيران و امريكا .
منع زعزعة استقرار العراق يَفرضْ أولاً على امريكا واجب لجمْ إسرائيل عن نواياه العدوانية تجاه العراق ،أو على الأقل ، ان يصدر تصريح رسمي أمريكي مفاده بان امريكا لا تسمح لأي جهة ان تشّن عدوان على العراق ،كي نفهم مغزى التصريح تجاه التسريبات الإعلامية بقصف اسرائيلي موعود لقواعد في العراق .
عدوانية إسرائيل تجاه العراق ، وتهديداتها له ، وما تقوم به سّراً في العراق افعال ، يحسُبها الأمريكان ،على ما يبدوا ، لا تؤثّر على أمن و استقرار العراق ، أمّا بعض فصائل الحشد الشعبي وبعض قادته ، والذين حاربوا الإرهاب وقدّموا الشهداء ، و يعملون في إطار الدولة هؤلاء هم ، حسب الإدارة الأمريكية ، مَنْ يحول دون استقرار العراق !
لا نعلم ،لماذا أختفت النوايا الأمريكية الطيبة تجاه استقرار و امن العراق ،عند احتلال داعش للموصل ، ولم تفكّر الإدارة الأمريكية باستصدار قانون عنوانه استقرار العراق ،أو محاربة و معاقبة ممولي و داعمي الإرهاب في العراق ، رغم طيلة مدة حرب الإرهاب ؟