يعرض المسؤولون العراقيون قطع أثرية مسروقة من التراث الثقافي الغني للبلاد الذي تم انتشاله مؤخرًا من بريطانيا والسويد التي شاركت بالغزو الامريكي
وتم نهب العديد من الكنوز الأثرية من العراق ، موطن “الهلال الخصيب” القديم الذي يعتبر مهد الحضارة ، خلال الفوضى التي أعقبت الغزو الأمريكي عام 2003
تشمل القطع الأثرية المعروضة يوم الاثنين في وزارة الخارجية ببغداد عناصر أثرية وتاريخية ، مثل قطع الفخار وشظايا الكتابة التي يعود تاريخها إلى ما لا يقل عن 4000 سنة إلى الحضارة السومرية القديمة.
ونشرت صحيفة إكسبريسين السويدية تقريرا أفاد بأن الاستخبارات العسكرية السويدية زودت الولايات المتحدة الأميركية بمعلومات عن أهداف محتملة للقصف قبيل الهجوم الأمريكي على العاصمة العراقية بغداد عام 2003، وذلك رغم أن الحكومة السويدية اعترضت آنذاك على غزو الولايات المتحدة للعراق.
وبحسب الصحيفة التي حصلت سابقا على وثائق سرية من القيادة المركزية للقوات الأمريكية، فإن جهة في الاستخبارات السويدية ساعدت مخططي الحرب الأمريكيين على تحديد أهداف لضربها في غارات نفذت في آذار/مارس 2003.
وبشكل أكثر تحديدا، كانت القوات الأمريكية مهتمة بمعرفة المزيد عن التحصينات التي بنتها السويد في العاصمة العراقية حيث أن وزارة الدفاع الأمريكية شكت في أن أحد تلك التحصينات، والذي أستخدم رسميا كملجأ للمدنيين، كان يستخدم من قبل الجيش أو الرئيس العراقي.
وكشفت الوثيقة السرية، التي اعتمدت عليها الصحيفة في تقريرها، أن الجيش الأمريكي حصل على بيانات حول التحصين من خلال “تبادل استخباراتي بين السويد والولايات المتحدة.”
يذكر أنه في خريف عام 2012 نشرت صحيفة إكسبريسين تقريرا جاء فيه أن ضباطا كبار في الجيش الأمريكي قاموا بزيارة سرية إلى السويد في كانون ثاني-شباط 2003 ليلتقوا بمسؤولين من الاستخبارات العسكرية السويدية “ماست” (MUST) لمناقشة موضوع التحصينات.
وكان الكشف عن تلك التفاصيل سببا في قيام المدعي العام السويدي بفتح تحقيق أولي حول إن كان موظفا بعينه في الاستخبارات العسكرية السويدية قد قدم معلومات سرية أم غير ذلك. وقد أغلق التحقيق بعد أن تبين للمدعي العام أنه لم تقع هناك عملية تجسس.
والفترة التي أوردت الوثيقة السرية تفاصيل التعاون الاستخباراتي السويدي-الأميركي خلالها كانت إبان حكم الإئتلاف الذي قاده الحزب الديمقراطي الاشتراكي، والذي كان قد أعلن عن معارضته لأي غزو للعراق بدون قرار من الأمم المتحدة.
ففي أعقاب قصف بغداد يوم 20 آذار/مارس 2003، والتي شكلت بداية الحرب على العراق، انتقد رئيس الوزراء السويدي آنذاك الغزو الذي قادته الولايات المتحدة.
وكان الكشف عن تقديم الاستخبارات السويدية دعما للولايات المتحدة للقيام بعملية عسكرية شجبتها الحكومة السويدية، دفع الرئيس السابق لحزب اليسار لاش أوهلي (Lars Ohly) إلى الدعوة لتحقيق إضافي في القضية، حيث قال: “إنه لأمر غريب أن تكون السويد قد ساعدت في الهجوم. وإن قامت هيئة سويدية (الاستخبارات) بالتصرف بدون معرفة الحكومة أو موافقتها، فإن ذلك أمر خطير لأنه يعني أن الحكومة لا تسيطر على هيئاتها العامة.”
رئيس الوزراء السابق، غوران بيرشون (Göran Persson)، قال لصحيفة إكسبريسين بأن “لا يتذكر” أنه أعلم بأي تعاون استخباراتي بين السويد والولايات المتحدة فيما يتعلق بالحرب على العراق.
خبير العلوم السياسية، أولف بييريلد (Ulf Bjereld)، يقول بأن الإدعاءات التي أوردتها صحيفة إكسبريسين في تقريرها تشير إلى “قضية مهمة يجب أن تفحص.”
ويضيف بييريلد بالقول: “إن كان الأمر متعلقا بقيام الاستخبارات العسكرية (السويدية) بتوفير ذلك النوع من المعلومات التي أشارت إليها الوثيقة، فمن المهم معرفة إن كانت الاستخبارات قد فسرت تعليمات على عاتقها، أم أن الحكومة أعطت الموافقة على ذلك.”