حصلت “يس عراق” ،اليوم الاثنين، على معلومات صادمة تشير الى وجود عمليات لبيع وشراء مقاعد الحج التي حصل العراق عليها من السعودية، وهي بمثابة حصته السنوية لارسال الحجاج الى الديار المقدسة، ولكن يبدو ان هذه المقاعد تباع وتشترى في السوق السوداء بواسطة مسؤولين فاسدين.
“الفساد العراقي” يتغلغل الى الحج
يقول مصدر مطلع في داخل هيئة الحج والعمرة لـ”يس عراق”، إنه في هذا العام 2019 بلغ عدد مقاعد الحجيج 33690 مقعد، تذهب منها 8500 الى الاحزاب والتيارات الدينية و 4752 مقعد الى مكاتب المرجعيات الدينية، و 3468 هي حصة العاملين بالوقف الشيعي، و 2862 حصة الوقف السني، و 2950 الى حكومة اقليم كردستان”.
واضاف قائلاً، أنه “يتم وهب هذه المقاعد او اعطائها الى اتباعهم وبيع الباقي الى عامة العراقيين بالسوق السوداء والمتبقي من هذه النسبة المسروقة هي نسبة لا تتجاوز 30% هي لعامة العراقيين ويبلغ تعدادهم 40 مليون عراقي”.
وتمثل هذه النسب ما يقدر بسرقة 70 % من مقاعد الحجيج من قبل المسؤولين، وهو ما يحرم العراقيين وبالاخص فئة كبار السن من زيارة الديار المقدسة، وتجاوز سعر مقعد الحج 3500 دولار، وهناك جهات حزبية ومكاتب سياسيين باشرت بجمع أسماء من يرغب بالشراء من الآن وهم بالعادة المواطنون الذين لم تظهر أسماؤهم في قرعة الحج ويرغبون الاستعجال في إتمام الفريضة.
15 مقعد حصة كل برلماني!
وفي وقت سابق قال مسؤول عراقي في بغداد وفقاً لما نقلته صحيفة خليجية، إن “رئيس الوزراء عادل عبد المهدي وجّه الهيئة العليا للحج والعمرة برفع تقرير مفصل حول أي حزب أو جهة تضغط من أجل الحصول على مقاعد حج إضافية، وذلك لمنع تحوّل الموضوع إلى ملف جديد للتنافس والمحاصصة”، مشيراً إلى أن “التنافس يجري بشكل بعيد عن الأضواء بين الكتل السياسية الكبيرة والصغيرة من أجل الحصول على نسبة من مقاعد الحج المخصصة للعراق، بعد رفع السعودية تلك المقاعد إلى مستوى قياسي غير مسبوق وهو 50 ألف مقعد، وهناك من يقترح 15 مقعد حج لكل برلماني، وآخرون يعتبرون التوزيع يجب أن يكون بعيداً عن حجم الكتلة البرلمانية ذاتها”.
وكشف عن وجود أكثر من 100 برلماني حتى الآن سجلوا للذهاب إلى الحج، موضحاً أن التوزيع يكون على نحو ثابت سنوياً، حصص لرئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء والبرلمان، ثم حصص مكاتب الوزراء ووكلائهم، وحصص الهيئات المستقلة، وصولاً إلى مكاتب المراجع الدينية والوقفين السنّي والشيعي، وتنتهي عند حصص كل كتلة وحزب سياسي ومكاتب المحافظين، وهذه بالنهاية تُباع أو تذهب كهدايا لجهات أخرى، لافتاً إلى أن العراق، العام الماضي، شهد تخصيص أكثر من 3 آلاف مقعد حج لمسؤولين وسياسيين عدا المقاعد التي تهديها السعودية بشكل مباشر لزعامات وساسة عراقيين.
وحول الخلاف الحالي، أوضح أن قوى سياسية تريد حصصاً ثابتة لها بحسب ثقلها البرلماني، وأخرى تعتبر أنها لم تحصل على استحقاقها وتريد “حصصاً منصفة” تعويضاً عن فترة احتلال تنظيم “داعش” مناطقها وحرمان الكثير منهم الذهاب إلى الحج في السنوات الأربع الماضية.