4 مقالات عن العراق في الصحف العربية والاجنبية يوم الاثنين

1 أطفال «داعش».. بين الجوع والرفض
ليز سلاي واشنطن بوست

في عيادة مؤقتة مقامة على أطراف مخيم «الهول» في سوريا، يبكي وينتحب عشرات من آخر وأصغر سكان «خلافة» تنظيم «داعش» الإرهابي المزعومة، بينما ينتظرون رؤية الطبيب الوحيد الموجود. وقد ساهم نقص الغذاء والمياه النظيفة والأدوية، مع قدوم حرارة فصل الصيف اللافحة، في تدهور الحالات الصحية في المخيم، الذي يؤوي أكثر من 73 ألف فرد من أسر مقاتلي «داعش»، الذين بقوا بعض الوقت في قرية الباغوز، آخر جيوب التنظيم، في مارس الماضي.
ويشكل الأطفال البالغ عددهم 49 ألفاً، الغالبية العظمى من المقيمين في المخيم، و95 في المئة منهم دون سنّ الـ12، بحسب مسؤولين أمميين وأكراد.
والأطفال هم أكثر من يتجرّع مرارة المعاناة، إذ سقط المئات منهم فريسة للأمراض، خصوصاً الإسهال، بحسب رمضان زاهر الذي يدير العيادة لصالح الهلال الأحمر الكردي. ويكتشف الموظفون الطبيون كذلك عدداً صغيراً، وإن كان متزايداً، من حالات سوء التغذية الحاد لدى هؤلاء الأطفال الذين يدفعون ثمن اختيارات آبائهم.
وتحمل الأطفال شهوراً أو سنوات من الضربات الجوية القوية، وكانت أسرهم تنقلهم من مكان إلى آخر تحت القصف مع تضاؤل الأراضي الخاضعة لسيطرة التنظيم، وهم الآن يواجهون مستقبلاً غامضاً، حيث يعيشون إلى أجل غير مسمى، فيما يرقى إلى كونه معسكر اعتقال منصوب في الصحراء، ومحاط بأسلاك شائكة وحرّاس مسلحين.
وأولئك الأطفال، غير المرغوبين في مجتمعاتهم السابقة، والذين فقدوا في كثير من الحالات أحد أبويهم على الأقل، مرعوبون من الأهوال التي واجهوها. ولا توجد في المخيم مدارس، لذلك يبقى هؤلاء الأطفال عرضة لخطر التعاليم التي يغرسها فيهم من تبقى من آبائهم أو أولياء أمورهم الأحياء، الذين كانوا من بين أشد مؤيدي «داعش» وأكثرهم تعصباً.
ويصل كثير من أولئك الأطفال جائعين، بعد أشهر من العيش تحت الحصار. وقد مات أكثر من 300 طفل في الأسابيع الأولى بعد بدء تدفقهم في مارس الماضي، بسبب الجوع والإصابات التي تعرضوا لها أثناء القتال. ودُفنت أجسادهم بجوار تلة خارج المدينة.
وبعض هؤلاء الأطفال ولدوا جوعى، فمروة ابنة الشهرين، كانت ترقد هامدة على منضدة الفحص أضعف حتى من أن تبكي، وقد برزت ضلوعها من قفصها الصدري. وبرفق شديد، رفع طبيب الأطفال في العيادة «عنتر سينو»، ذراعها النحيل لوضع شريط قياس ملون حوله. وتحول شريط القياس إلى اللون الأحمر، في إشارة إلى أنها تعاني من نقص حاد في التغذية، بحسب الطبيب. وقال «سينو»: «إن العيادة، وهي عبارة عن هيكل خرساني متسخ وبه مرافق قليلة، تسجل نحو 4 أطفال على الأقل يومياً، معظمهم رضع لا تأكل أمهاتهم ما يكفي لإفراز الحليب». وقالت والدة مروة: إنه ليس لديها حليب منذ ولادة طفلتها، بعد أيام قليلة على وصولها إلى المخيم، قادمةً من قرية الباغوز مقيدةً مع أطفالها الخمسة. وقد قُتل والدهم في هجوم جوي.
وبدأت جهود المساعدات في التزايد، فاللجنة الدولية للصليب الأحمر بصدد افتتاح مستشفى ميداني مجهز. وتتأهب منظمة الصحة العالمية لتوفير الكلور، من أجل تحسين جودة المياه.
وباتت حالات مثل حالة مروة تُنقل بالإسعاف إلى إحدى المستشفيات التي تديرها الحكومة السورية في مدينة الحسكة. بيد أن عمال الإغاثة أشاروا إلى أنه من غير المعتاد أن يتعرض الأطفال، لسوء تغذية حاد في مخيم يشرف عليه مجتمع المساعدات الدولية.
وأشار «أمجد يامن»، من منظمة «أنقذوا الأطفال»، إلى أن عدم وجود مساعدات كافية راجع إلى الأعداد الهائلة، بصورة غير متوقعة من المدنيين الذين كانوا متواجدين في قرية الباغوز التي كان يسيطر عليها «داعش». وأضاف: «كان قد طُلب من عمال الإغاثة التأهب لقدوم زهاء 10 آلاف مدني، لكن بدلاً من ذلك وصل 60 ألفاً لينضموا إلى تسعة آلاف مواطن عراقي كانوا موجودين بالفعل في مخيم الهول، بعد الفرار من القتال على طول الحدود العراقية».
وهناك زهاء 8000 طفل أجنبي بين الأطفال الذين يعيشون حالياً في المخيم، من أكثر من 10 دول حول العالم، وهم إما ولدوا في ظل «داعش» أو انتقلوا مع آبائهم. ويبدو أن بضعة مئات من هؤلاء لم ينجُ أيٌّ من آبائهم على الإطلاق. وأوضح «يامن» أن مسؤولي المخيم ليسوا متأكدين من وضع جميع الأطفال، فهناك أيتام أخذهم آباء فقدوا أطفالهم، وبعض الأطفال صغار جداً، لدرجة أنهم لا يعرفوا من أين هم، أو يتحدثون لغات لا يفهمها الموظفون.
وعلى مضض، بدأت بعض حكومات الدول الأجنبية استعادة بعض الأيتام، ومن هذه الدول النرويج وأوزباكستان والسويد. وذكر عبدالرحمن عمر، رئيس قسم العلاقات الخارجية في الإدارة الكردية، التي تدير المنطقة الخاضعة للحكم الذاتي في شمال شرق سوريا، حيث يوجد المخيم، أن الولايات المتحدة استعادت ستة أطفال وامرأتين في بداية الشهر الجاري، لكن معظم الحكومات ترفض المساعدة في إعادة الغالبية العظمى من الأطفال وأمهاتهم.
وقال عمر: إن هناك 20 ألف طفل آخر من العراقيين، وتأمل الإدارة أن تعيدهم الحكومة العراقية، لكن لم يعد سوى 5000 منهم طواعية إلى العراق، ولن تجبرهم الإدارة على العودة.
ومعظم المقيمين البالغين من النساء اللاتي فررن مع أطفالهن في بداية العام الجاري. وأزواجهن إما قتلوا أو بين أكثر من 6000 داعشي مسجونين حالياً في سجون كردية.

2 الحلف الأميركي – الإيراني “الخفي”!
فيصل العساف
الحياة السعودية

لنعد إلى الوراء قليلا، إلى العام 1990 الذي شهد غزو صدام حسين للكويت، ثم لنتذكر ذلك الهاجس الذي كان سائداً بعد طرده منها، حين كانت أصابع الاتهام لا تنفك تشير ناحية الأميركيين بسبب عدم مضيهم قدماً في تخليص المنطقة من شره.

13 عاماً تلت ذلك التاريخ، ونظرية المؤامرة تحجب فيها بعض “المتعجلين” عن قراءة الواقع، وتميل بهم إلى أن المصلحة الأميركية تكمن في إبقاء صدام “شوكة” في حلق الخليج، و”فزّاعة” تضطر حكوماته إلى التهافت على شركات تصنيع الأسلحة لغرض شراء ما يمكنّهم من ردع تهوره، حتى أن الحصار الذي فرضته أميركا على العراق طيلة تلك السنوات، والإذلال الممنهج عبر برنامج “النفط مقابل الغذاء”، لم يكن ليقنعهم بأن الذئب الأميركي لا يهرول عبثاً! في عام 2003 حانت ساعة الحقيقة، زحف الأميركيون بقضهم وقضيضهم باتجاه ثمرة العراق السائغة، التهموها وعيون العالم – بمن فيهم الروس- شاخصة، تتفرج على حجة احتلاله “الواهية” من دون حول لهم ولا قوة. نعم، إنه الدرس التاريخي الأميركي المنسي في خضم الرغبات ذات الأفق الضيق، التي لا تنظر أبعد من أمانيّها، بعيدا كل البعد عن حسابات السياسة ومقتضياتها.

“ما أشبه الليلة بالبارحة”، متعجلون آخرون، ينطلقون بتحليلاتهم السياسية في ما يختص بالأزمة الأميركية – الإيرانية من النظرية آنفة الذكر ذاتها، فالمؤامرة لا تغيب عن أذهانهم، عندما يظنون بأنهم ودولهم محور هذا الكون، ويغيب عنهم أن أميركا التي تدير هذا العالم، إنما يشغل بالها ما هو أكبر بكثير من مشكلاتهم، فما بين الصين الصاعدة وروسيا المتوثبة والعالة المترهلة أوروبا، وغيرها، وبين التأثير في العقل الجمعي داخل أميركا ودفعه إلى الاقتناع بتدابير صانع القرار في البيت الأبيض، ثمة أمور يتعين التعامل معها بحذر، وإلى حين نضوج الطبخة الإيرانية في مطبخ السياسة الأميركية، هنالك استحقاقات يتعين على السلطات في إيران دفع ثمنها غاليا، من ذلك ما ترتب على إسقاط الطائرة الأميركية من دون طيار أخيراً، إذ شهد رد الفعل الأميركي فرض عقوبات اقتصادية إضافية، تسهم مع سابقتها في خنق عصابة خامنئي، ومن المهم في هذا الخضم عدم تجاهل المسألة اليمنية التي “ربما” تكون أول تلك الاستحقاقات، ذلك بناء على ما ذكره الموفد الأميركي الخاص بإيران براين هوك الذي أكد بالأمس أنه “يجب ألا يكون لإيران موطئ قدم في اليمن، حتى لا تهدد باب المندب”.

في هذا السياق، يأتي تصريح الرئيس ترامب حول الطائرة المسقطة، وقوله إن “الأمر كان سيختلف كثيراً لو كانت الطائرة التي أسقطتها إيران تحمل ركاباً”، كواحد -في رأيي- من “أصدق” ما قاله ترامب منذ توليه سدة الرئاسة حتى يومنا هذا، لقد بعث إليهم بخريطة الطريق إلى الحرب لو كانوا صادقين، فهو يعلم أن إيران لن تتقدم خطوة في اتجاه التنازل، وستستمر في استجداء التدخل الأميركي العسكري، ليس شجاعة منها، وإنما مقامرة سياسية على طاولة الانتخابات الأميركية القادمة، على أمل إزاحته وصقوره من خلال توريطهم بعمل عبثي لا يرقى إلى ترجمة نواياهم، فيما يستحضر ترامب من جهته العقاب القاسي الذي حل بالرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر، جراء عملية “مخلب النسر” التي فشلت في إنقاذ الرهائن الأميركيين المحتجزين في سفارة بلادهم في طهران في عام 1980، وكيف للمغامرة غير المحسوبة العواقب أن تهوي بصاحبها غير مأسوف عليه! على رغم ذلك، يبقى خيار الضربة العسكرية (الساحقة) قائماً بالفعل، متى التقط “عمائم الشر” في إيران رسالة ترامب، وأشعلوا له الضوء الأخضر بمزيد من حماقاتهم.
3 بغداد السبعينات
سمير عطا الله الشرق الاوسط السعودية
تشبه مقاهي بغداد في الستينات والسبعينات، مقاهي طنجة ودمشق وبيروت. المنافي القريبة التي يلجأ إليها الشعراء والكتّاب الهاربون من فقر البيوت وزحام الأزقة، المليئة برخات التبغ المحلي الرخيص. البعض يحمل إليها أيضاً أقلامهم ودفاترهم. والبعض لا يحمل شيئاً سوى المزيد من اليأس والرتابة وأحلام السفر إلى مكان آخر. أي مكان آخر.
إلى ذلك العالم يعود هاشم شفيق في «بغداد السبعينات: الشعر والمقاهي والحانات» (دار المدى)، كي يلقي نظرة شاعرية حانية على الرفاق. وأيضاً على من كان يكبره من شعراء العراق: بلند الحيدري، والبياتي، وبقية السرب. بل سوف يذهب إلى البصرة يبحث على ضفاف جيكور عن بيت بدر شاكر السياب ولا يجد فيه سوى صدى الزمان وجدران الأحزان وتلك المرايا البائسة التي كان يتأملها بدر، ويحوّلها إلى قصائد ومواويل بغدادية بلا انتهاء.
لولا أن بغداد هي بغداد، لكانت هذه الصور التي يعيد هاشم شفيق رسمها، تشبه بعض حارات محمد الماغوط، أو بعض البؤس الذي دوَّنه محمد شكري، لكانت هذه المدينة التي ينمو الشعر على ضفافها. وكذلك الخوف والشرطة وزمن صدام حسين،
ماذا يفعل الشعراء في بغداد؟ يسافرون. سوف يكتشف، من دون أن يدري هو بذلك، أن هاشم شفيق، مثل جميع السرب، سافر في باريس وبيروت وبراغ، الجواهري في قبرص ثم لندن، الجميع. وطوال عشرين عاماً لم يعد إلى عاصمته خوفاً من رعب السلطة وموقفها من الشعر وما يليه. وعندما عاد، لم تكن بغداد في انتظاره، ولا المقاهي التي يصبر أصحابها على الشعراء نهاراً كاملاً بفنجان قهوة. غالباً بالدين.
في بيروت لم يكن السادة الأدباء يكتفون بإحالة التسديد على «آخر الشهر»، بل كانوا يقترضون أيضاً من صاحب المقهى لكي يصرفوا في أماكن أخرى. وفيها اكتشف هاشم شفيق، القادم من العراق بالباص، طاوياً الساعات الطويلة والغبار، مقهى خشبياً رخيصاً على البحر، يتأمل ويكتب ويتناول البسيط من الطعام. ولا ينسى أن يلفت انتباهنا إلى أنه هنا رأى البحر لأول مرة. ونحن الذين منحنا اللهُ هذه المنح، يغيب عنا أن الماء يشكل 70 في المائة من الكوكب، لكن مع ذلك، يعيش كثيرون من دون رؤية البحر. وعندما جاء شقيقي منير مع زوجته الكندية لزيارتنا في لندن المرة الأولى، سألناه إن كان هناك شيء معين تريد زيارته، دهشنا عندما أجاب، إنها لم ترَ البحر حتى الآن.
4 العراق: حكومة التوافق.. من العثرة إلى تآكل الأطراف!
حازم الشهابي راي اليوم بريطانيا
من الصعوبة التكهن بمستقبل الحكومة الحالية, و قدرتها على الاستمرار في ما بقي من عمرها الافتراض, في ظل ما يحيطها من تصعيدا ومناورات وضغوط سياسية, من قبل الكتل المشاركة في العملية السياسية, التي يفترض إن تكون داعمة ومؤيدة للحكومة, كونها خرجت من رحم إرادة توافقاتها السياسية بعد غياب ما يسمى بالكتلة البرلمانية الأكثر عددا.
ما كان على عادل عبد المهدي (رئيس الوزراء العراقي) بما يملك من حنكة سياسية ودراية عالية بخفايا السياسية ودهاليزها, إن يقع ضحية لعبة سياسية قذرة, يقودها بعض الحالمين بالسلطة والنفوذ, بسبب تزمت بعض الكتل السياسية (الفتح- سائرون) بفرض إرادتهم, وتكالبهم للحصول على المناصب الحكومية, بعد انقلابهم المخزي على ما تبجحت به حناجرهم, أبان تشكيل الحكومة, بإطلاق يدها وإذلال ما يعكر مسيرها نحو بناء منظومة حكومية ناهضة, بعيدا عن خنجر الفئوية والطائفية و المحاصصة المقيتة, التي طالما أحكمت قبضتها على أعناقنا منذ 2003 وحتى اللحظة, والأدهى من كل هذا؛ إن ذات الكتل السياسية المعرقلة تحاول اليوم من ركوب الموجة مجدداً واستثمارها شعبوياً وسياسيا_خطبة المرجعية النجف الأخيرة_ وإعادة عصفها باتجاه الحكومة, لأجل رفع مستوى تركيز الضغط السياسي, وخصوصا مع قرب حسم ملف الوكالات والدرجات الخاصة, عسى إن يصيبها من المنصب نصيب!
إن التراجع الكبير الذي شهدته العملية السياسية مؤخرا يعود لسببين, أحداهما؛ خرق الدستور أو القفز على مبادئه, وتغيب أو تجاهل نصوصه التي تشير إلى ضرورة إن يكون هناك كتلة برلمانية تسمى (الكتلة الاكثرعددا) في البرلمان تتولى ترشيح شخصية رئيس الحكومة, وتكون ساندة وداعمة لبرنامجه ورؤيته في تشكيل كابينته الوزارية كونها تمتلك العدد الأكبر من المقاعد في قبة البرلمان, متحملة وزر خيارها سواء أكان بالسلب أو الإيجاب.. غياب هذا المبدأ وتعطيله أفضى بالنتيجة إلى ولادة حكومة مصابة بشلل رباعي لا تقوى على مقارعة إرادة الكتل وأطماعها السياسية, لافتقارها لكتلة برلمانية ساندة تتكئ عليها فيما يصدر منها من قرارات وإجراءات, فالجميع يتبرأ من الحكومة في ما طفا على السطح من إخفاقات! والجميع يطالبها بتحقيق المعجزات! مما يضطرها إلى المداهنة تارة والتجاهل تارة أخرى, محاولة احتواء رغبات غير منقطعة, وإسكات أفواههم نهمة بالمناصب والامتيازات, مما سيؤدي بطبيعة الحال إلى اضمحلال قدرتها على اتخاذ القرارات, وقد لا تتمكن بل اجزم أنها ستنهار سريعا, ولا تتمكن من أتام ما بقى من عمرها, مخلفة وراؤها فوضى عارمة قد تودي بحياة العملية السياسية بأكملها, إلا مار حم ربي.
إما السبب الأخر والاهم في ما يحصل من إخفاقات؛ هو طبيعة التركيبة الداخلية للتحالفات السياسية ذاتها, من حيث الانسجام ووحدة الرأي والقرار والمشتركات, فالكثير من أطراف التحالفين الكبيرين (الإصلاح_البناء) تعاني من التهميش والإقصاء من قبل بعض التيارات والأحزاب وهيمنتها على القرار السياسي في تحالفاتها, دون الرجوع إليها و إشراكها في القرار, مما سيؤدي بطبيعة الحال إلى تأكل التحالفات من الداخل وانهيارها بشكل بطيء ومنتظم.. كان من الأجدى على الكتل السياسية المهشمة استشعار الخطر مبكرا وتجنب الوقوع في دائرة المسائلة والتخلي عن تحالفاتها والبراءة من المستحوذين على القرار فيها, والاتجاه نحو تشكيل تحالف جديد يضم أطرافا أكثر انسجاما واعتدالا من تحالفاتها السابقة, والاتكاء على سدة المعارضة السياسية البناءة كي لا تكون طرفا في الفشل الذريع, الذي سيلف العملية السياسية, بأذرع نرجسية الطامعين بالمناصب في قادم الأيام..