3 مقالات عن العراق في الصحف العربية يوم الاثنين

1 أطفال الـ«دواعش»
د. شملان يوسف العيسى الاتحاد الاماراتية

قرر العراق تسليم ألف طفل أجنبي من أبوين إرهابيين إلى بلدانهم، وذكر تقرير صادر عن مجلس القضاء الأعلى في العراق، أن هؤلاء الأطفال من آباء سبق أن انتسبوا إلى تنظيم «داعش» الإرهابي، وأن أغلبيتهم الكبيرة تعود أصولهم إلى دول شرق أوروبا.
وأكد قاضي التحقيق في المحكمة الجنائية المركزية العراقية المختصة بالنظر في قضايا الإرهاب متابعة ملفات أكثر من 1000 طفل مودعين في دوائر الإصلاح العراقية من أبوين ينتميان للتنظيم الإرهابي المذكور.
حسناً فعلت المحاكم العراقية بقرارها ترحيل أبناء الـ«دواعش» إلى بلدانهم الأصلية، لأن هذه القضية مؤرقة للكثير من الدول التي سافر مواطنوها من أجل الانضمام إلى «داعش» في العراق وسوريا.
صحيفة «الجارديان» البريطانية، أكد مراسلها في العراق وجود نحو ثلاثة آلاف طفل ولدوا لأسر «داعشية» تم وضعهم في مخيمات شمال شرق سوريا، وأن أعمار الكثير منهم دون سن السادسة وأنهم يعيشون في ظروف مروعة.
وفي ظل هذه الأجواء المأساوية، هنالك أخبار سارة عن قبول المجلس الروحاني الإيزيدي عن قبول جميع الناجين من بنات الطائفة اللواتي تم خطفهن على أيدي مسلحي «داعش» وأنجبن أطفالاً نتيجة اغتصابهن، والسماح بعودتهن إلى مناطقهن ووسطهن الاجتماعي مع أطفالهن.
والسؤال الآن هو: هل ثمة بدائل أمام العراق غير إبعاد الأطفال الـ«دواعش» ومحاكمة ذويهم الأحياء، رجالاً كانوا أم نساءً، لانخراطهم في العمليات الإجرامية الإرهابية؟ القضية لها أبعاد قانونية وأمنية وسياسية وإنسانية. لذلك فقد وقعت مجموعة من الشخصيات الفرنسية، السياسية والحقوقية، على عريضة تطالب حكومة بلادها بإعادة الأطفال الفرنسيين المحتجزين في العراق وسوريا إلى وطنهم الأصلي فرنسا. ويرى هؤلاء أن التخلي عن الأطفال أمر مخالف للقيم الفرنسية، لأن أياً من هؤلاء الأطفال لم يختر أن يولد في تلك المنطقة أو ينضم إلى صفوف تنظيم «داعش» الإرهابي، بل الحقيقة أنهم ضحايا للحرب ولما اقترفه ذووهم.
التقارير الدولية، تؤكد بأن أطفال «داعش» في العرق وسوريا يعانون من نقص الماء والغذاء والرعاية الصحية، وأنهم لذلك السبب قد يصبحون قنابل موقوتة في حالة إهمالهم من جانبهم المجتمع الدولي ورفض إعادتهم إلى أوطانهم.
ومن المفارقات الغريبة أن المجتمع الدولي ومنظماته الحقوقية، ركزت على أبناء الـ«دواعش» الأجانب الذين انضموا إلى الحرب داخل صفوف التنظيم المسلح في كل من سوريا والعراق، لكن لا أحد يتحدث عن أطفال الـ«دواعش» العرب الذين قُتل ذووهم في الحرب ذاتها أيضاً؟ فكم عدد هؤلاء الأطفال العرب؟ وما مصيرهم؟ ومَن يهتم بهم؟ وهل توجد جمعيات حقوق إنسان أو مجتمع مدني تهتم بمصيرهم؟
وتجدر الإشارة هنا إلى أنه يوجد أكثر من 3 ملايين و600 ألف لاجئ سوري مسجلين على الأراضي التركية.. لا نعرف ما هو مصيرهم، فهم كذلك ضحايا الحرب في المنطقة.. فهل يهتم المجتمع العربي بهم أو بأطفالهم، مثل ما يهتم الغرب بأطفال الـ«دواعش»؟
نأمل أن يزداد الاهتمام بالأطفال العرب، خصوصاً ضحايا الحروب الأهلية المنتشرة في العالم العربي.
*أستاذ العلوم السياسية -جامعة الكويت

2 الأكراد… فوبيا أيضاً وأيضاً
شيرزاد اليزيدي
الحياة السعودية

في سياق نشرها تهنئة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لرئيس إقليم كردستان المُنتخب حديثاً نيجيرفان بارزاني، الذي من المقرر أن يؤدي القسم الدستوري في العاشر من الشهر الجاري، عنونت و”كالة الأناضول” التركية للأنباء خبرها كالآتي: “أردوغان يهنئ رئيس إقليم شمال العراق”. في تأكيد متجدد على رسوخ ظاهرة الكرد كفوبيا مُتحكمة في السياسة في تركيا ومُهيمنة على العقلية المؤسسة للجمهورية التركية، لتصل تلك الفوبيا إلى ذروتها في طورها الأردوغاني. فعلى رغم تحول إقليم كردستان العراق وبعد تضحيات جسام إلى واقع دستوري وقانوني عراقي ودولي، وامتداد هذه التجربة الديموقراطية على مدى نحو ثلاثة عقود، وقوننتها دستورياً في عراق ما بعد “البعث” منذ ما يقارب العقد ونصف العقد، وعلى رغم اضطرار تركيا ذاتها إلى الرضوخ لهذا الأمر الواقع والتعامل معه بعد طول مُعاداة ومُعاندة، نظراً لعدم إمكان تغيير الجغرافيا وفق الهذيانات والعُقد القوموية الفاشية المُسيطرة على الفكر السلطوي التركي والمُسيرة له على اختلاف طبعاته، فإن كردستان حقيقة على الأرض، والتعاطي معها يفرض نفسه كأمر بديهي إقليمياً ودولياً. ولا شك في أن أنقرة جنت من انفتاحها البراغماتي على الإقليم الكردي العراقي أرباحاً ومكاسب جمة، خاصة على الصعيد الاقتصادي، وحتى لجهة تخفيف غلوائها وتحسسها من مُجرد ذكر اسم الأكراد أو كردستان. لكن مع ذلك، تطغى لُغة الاستعلاء الناجمة من تلاقح الموروث الكمالي الفاشي – القومي مع النسق الإسلاموي وخطاب العنجهية الأردوغاني، ملقية بظلالهما على مقاربات أنقرة وسياساتها الكردية. فالصفة الرسمية هي رئيس إقليم كردستان العراق، وهي مُقرة ومُعتمدة في صلب الدستور العراقي، ما يجعل المواقف التركية المثيرة للضحك، تندرج في سياق النفاق والمزايدة والانفصال عن الواقع على قاعدة “ملكي أكثر من الملك”. فالعراقيون أنفسهم، بعربهم وكردهم وغيرهم، ارتضوا في ما بينهم وتوافقوا مع بعضهم البعض على الحل الفيديرالي الديموقراطي للقضية الكردية. لكن على رغم ذلك، ترفض تركيا مجرد التلفظ باسم كردستان. وهي تصرّ حتى في البيانات والمُكاتبات الرسمية، على تجاهل التوصيف الرسمي للإقليم، المُعتمد في الدولة العراقية بوصفه كياناً كامل الأهلية الدستورية والقانونية، عبر نعته بـ “إقليم شمال العراق”.
هنا تكمُن فداحة الأمر الذي يؤشر إلى تجذر النزعة الاستئصالية والاجتثاثية التركية حيال شعب يقدر عديده بعشرات الملايين في الدول الأربعة التي تتقاسم كردستان. والأنكى من ذلك أن أنقرة لا تكتفي برفض الحلول الديموقراطية العادلة للقضية الكردية في تركيا فقط، بل ينسحب موقفها الرافض هذا، على القضية الكردية في باقي الدول المُجاورة. وليس مُناصبة أنقرة العداء لأكراد سورية وتأليبها الجماعات الإرهابية عليهم كـ “جبهة النصرة” وما يسمى “الجيش الحر” و”داعش”، واحتلال الجيش التركي بمعية تلك الجماعات مناطق واسعة من أراضيهم ومناطقهم وفي مقدمها عفرين، سوى خير شاهد على نواياها، فضلاً عن ذاك الإصرار العُصابي على تجاهل المُسمى الدستوري المعمول به عراقياً وعالمياً لإقليم كردستان والذي يجعل تركيا تبدو كمن يحاول حجب الشمس بغربال.
والحال هذه، نقف إزاء منظومة وعي فاشي متكاملة، قوامها الكراهية والحقد والنبذ ومعاداة البشر الآخرين على خلفية انتماءاتهم القومية. وهو ما تعكسه محاولة نفي الكرد وموطنهم كردستان بالمُطلق وفق تفكير مريض. وعبر الإيغال في خيالات العظمة والسؤدد القوميين المُنتفخين، المبنيين على اختيار عدو وجودي وسرمدي لا مناص من نفيه المُبرم والتام، لتكتمل نشوة تحقق الذات القومية النرجسية الغارقة في أوهام فرادتها وتفوقها على الغير، من دون تحكيم عقل ولا منطق ولا سياسة.
3 مسلسل العرضحالجي.. الوجه الآخر للدراما العراقية ادهم ابراهيم راي اليوم بريطانيا

عرض على شاشة ام بي سي العراق خلال شهر رمضان مسلسل العرضحالجي . من تاليف قاسم الملاك وفالح حسين العبد الله . واخراج جمال عبد جاسم . يتحدث المسلسل عن كاتب العرائض راغب (يجسده الفنان قاسم الملاك ) ، وهو موظف متقاعد. وله ولدين متزوجين . يسكن كل واحد منهما في دار مستقلة مع زوجته . والدارين يعودان لوالدهم العرضحالجي
وهو ارمل يعيش مع ابنه الكبير وزوجته وابنهما ، ويناجي زوجته المتوفاة من خلال صورتها المعلقة على الحائط
وقد كنا نتوقع مسلسلا كوميديا باهرا من خلال معرفتنا بقدرات الممثل المبدع قاسم الملاك والمخرج المتميز جمال عبد جاسم . الا اننا فوجئنا بمسلسل هجين يفتقر الى الموضوع ، مع سيناريو فقير . وجاءت احداث المسلسل بطيئة رتيبة تخلو من الحوار الهادف . ولم نجد اي عنصر تشويق فيه فاصبح ضعيفا مترهلا . ويبدو ان الدراما العراقية قد اصابها التخلف والركود من الوضع العام نتيجة الازمات السياسية العراقية . شانها شان بقية القطاعات العامة والخاصة في العراق والتي شهدت تدهورا لامثيل له في تاريخ العراق
وقد بدا المسلسل تكرار سئ لمسلسل عرضحالجي الذي كان يقدمه المرحوم رضا الشاطي والذي عرض في الستينات من القرن الماضي . وكان باستطاعة المؤلفين الحصول على مواضيع انسانية واجتماعية من القضايا المعروضة امام المحاكم المدنية والاحوال الشخصية ، ليعرض بعض الظواهر الاجتماعية التي يزخر بها مجتمعنا العراقي ، ويقدمها بشكل كوميدي هادف وممتع . وربما آثر النص الهروب من مواجهة المشاكل الاجتماعية والممارسات السيئة في مجتمع مابعد الاحتلال ، في حين انها سلوكيات انسانية قابلة للعرض والنقد
ومن نقاط الضعف الاخرى في المسلسل مقالب وحركات عامل الفندق رمان (علي قاسم الملاك) ، الذي جاءت شخصيته متهافته ، بعيدة عن الكوميديا . وبدت كمحاولة فاشلة للتشبه بعبوسي في مسلسل تحت موسى الحلاق ، الذي جسدها الفنان حمودي الحارثي وقد كان رائعا في العفوية والقفشات الكوميدية البارعة ، مع الفنان المبدع الراحل سليم البصري ، في حين لم يوفق علي قاسم الملاك في رسم البسمة على شفاه المشاهدين رغم محاولاته ومقالبه البائسة
ومن التناقضات في احداث المسلسل على سبيل المثال اننا نجد العرضحالجي وهو المطلع على احوال الناس من خلال عمله وخبرته قد وقع في خطأ تنازله عن داريه لابنيه وهو يعلم بانهما ضعيفان تجاه زوجتيهما . خصوصا وان هناك قضية مرت عليه مشابهة للمأزق الذي وقع فيه . عندما عرضت عليه شكوى من ام على ولديها ، وعمل جاهدا للتوفيق بينهم ومصالحتهم
اما المشهد الذي يظهر فيه العرضحاجي وهو يجمع ولديه ليصالحهما ، فقد كان سلبيا . لم يقدم خلاله اي نصح او ارشاد لما يجب عليهما من واجبات عائلية متعارف عليها . وبقي ساكتا ينتظر ردود فعلهما مع زوجتيهما . وقد كان في هذا المشهد فرصة لتقديم حوارات معمقة هادفة تعزز من مستوى المسلسل
ورغم وجود الثلاثي الموسيقي في الفندق هندس وقندس ونعسان ، الا اننا لم نجد فيهم شيئا مميزا ، ليكونوا قوة كوميدية فاعلة للمسلسل ، نتيجة معرفتنا ببراعة الممثلين محمد حسين عبد الرحيم ، واحسان دعدوش
كما قدموا اغاني قديمة بكلمات محرفة . وكم كنا نتمنى لو قدموا هذه الاغاني بنفس الالحان والكلمات كفوكلور عراقي خالد . لاطلاع الجيل الجديد على الموروث الغنائي العراقي الثر
وهكذا بدا المسلسل مترهلا ، مثقلا بمشاهد مفتعلة مع انعدام العنصر التشويقي اللازم الذي يحفز المشاهد على متابعته بلهفة ، مثلما وجدناه بمسلسل (انتي مين) اللبناني على سبيل المثال والذي ابقى المشاهد مشدودا اليه طوال حلقاته والذي عرض خلال شهر رمضان ايضا
ومع كل هذا وبالمقابل فاننا نجد بعض نقاط قوة في المسلسل . مثل اداء الممثلين وخصوصا الفنان القدير قاسم الملاك الذي عاد الينا بعد غياب خمس سنوات . وهناء محمد وانعام الربيعي المبدعتان . . وكذلك الاخراج البارع للمخرج المتميز جمال عبد جاسم ، الذي ظل وفيا للمدرسة الواقعية
واخيرا ارجو ان يتقبل القائمون على المسلسل بالنقد البناء ويقدموا لنا في قابل الايام اعمالا جيدة تليق بالدراما العراقية الراقية