في أواخر أيام الشهر الكريم، استضاف الصالون الثقافي لسعد الرميحي ندوة ثقافية موسعة حول أهمية العلاقات الثقافية بين دولتي قطر والعراق وأصولها المتجذرة في تاريخ البلدين، وذلك بحضور حمد الزكيبا ﻣﺪﻳﺮ إدارة اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﻔﻨﻮن ﺑﻮزارة اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﺮﻳﺎﺿﺔ وكوكبة من أبرز المثقفين العراقيين، من بينهم الفنان التشكيلي سلامة عطا صبري وفلاح العاني مدير عام إدارة الثقافة والسياحة والآثار العراقية والمهندس صفاء عزيز مدير عام الدائرة الهندسية ورحيم السلامي مدير قسم الصيانة وترميم المخطوطات بالمتحف الوطني للآثار بالعراق.
كما شهدت الندوة حضور العديد من الفنانين والمثقفين القطريين والعرب الذين ساهموا في إثراء هذه الندوة العلمية والثقافية تجسيدا لروح الوحدة الثقافية لمختلف الدول العربية وسط أجواء رمضانية رائعة كشفت عمق الروابط المشتركة بين جميع الحاضرين في لوحة فسيفسائية رائعة شكلها هذا المجلس العامر.
وحظي المجال الأدبي والفني في دولة بلاد الرافدين بالنصيب الأوفر من النقاش الذي دار بين رواد الندوة الثقافية، حيث تطرق الحضور إلى خصائص الثقافة العراقية وتفردها بين بقية الدول العربية، ورغم المحن والأزمات التي مرت بها دولة العراق الشقيقة طيلة عقود من الزمن إلا أن المثقف العراقي ما زال يتبوأ مكانة مميزة في صناعة الحدث الثقافي التاريخي ليس في بلاده فحسب وإنما على مستوى كامل الوطن العربي.
وفي افتتاح الندوة رحب سعد الرميحي بالحاضرين، منوها بالعلاقات القطرية العراقية في العديد من المجالات الثقافية والإعلامية والرياضية، مؤكداً في الوقت ذاته أن الإرث الفني والأدبي للعراق متجذر في تاريخ البلدان العربية والإسلامية، وقال “نرحب بإرث العراق وتاريخ العراق وثقافته.. هذا البلد الذي ترك إرثا عظيما تتكالب عليه المحن، لكنه في كل مرة ينتصر على هذه المحن ويتغلب عليها بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بإرادة شعبه.. اليوم تشرفنا بزيارة الوفد العراقي المدعو من قبل وزارة الثقافة والرياضة للتعرف على أوجه الأنشطة الثقافية والفنية في قطر،
وذكر الرميحي “العراق لا يتبدل ولا يتغير رغم ما مر به من ظروف صعبة، وأجمل ما قرأته عن دولة بلاد الرافدين في كلمة جميلة قالها الشاعر العربي الكبير محمد مهدي الجواهري حيث ألقى كلمة قال فيها “جئت بكم يوما من البُراق وذاهب بكم الى العُراق ” وعندما سأله بعض الناس عن سبب تسمية العراق بالعُراق رغم أنهم يسمعون ذلك لأول مرة فرد عليهم الشاعر الكبير “والله إني لاستحي من التاريخ أن أكسر عين العراق هذا البلد الذي سيبقى معقل انتصارات العرب التي بدأت في هذا البلد وتنتهي فيه”.
وقال حمد محمد الزكيبا تدخل زيارة الوفد الثقافي العراقي الى مجالس أهل قطر في إطار الاستراتيجية التي وضعتها وزارة الثقافة والرياضة من أجل التعريف بالمشهد الثقافي المحلي القطري الذي يعد مجلس الأستاد سعد الرميحي إحدى دعاماته المهمة”.
وأكد الزكيبا أن زيارة هذا الوفد الثقافي من دولة العراق يعزز العلاقات المتينة بين البلدين الشقيقين، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن النية تتجه داخل وزارة الثقافة والرياضة لتكرار مثل هذه الزيارات من الجانبين إيمانا بالدور الإستراتيجي لمثل هذه المناسبات في تجذير التبادل الثقافي والأدبي بين الطرفين.
الشباب القطري في الموعد
حرص عدد من الشباب القطري ومن المقيمين على حضور فعاليات الصالون الثقافي الذي انتظم أمس الأول على هامش الزيارة التي قام بها الوفد الثقافي العراقي، وتبرز أهمية الحضور الشبابي في مثل هذه الندوات لما تمثله من تواصل بين الأجيال ونهل من التجارب الثقافية للنخب الفكرية من مختلف اصقاع العالم العربي في مشهد مميز يبرز دور المجالس الثقافية في البناء الفكري للأجيال المقبلة من أبناء المجتمع القطري.
ريادة أدبية
تحدث المشاركون في الصالون الثقافي مطولا عن ريادة العراق التاريخية في المجالات الفنية والأدبية، وهو ما ساهم في تعزيز الرصيد الأدبي والعلمي للبلدان العربية بصفة عامة، ورغم أن المجال لم يتسع لذكر كافة رواد الحركة الفنية العراقية إلا أن النقاش شمل الحديث عن الفنان ناظم الغزالي والشعراء نازك الملائكة وبدر شاكر السياب ومعروف الرصافي والمطرب سعدون جابر وغيرهم من الفنانين والأدباء الكبار الذين ساهموا في تأسيس الحركة الفنية والثقافية ليس في العراق فحسب وإنما في كافة المنطقة العربية.
الرياضة العراقية تفرض حضورها
أكد المشاركون في المجلس أن الرياضة العراقية لها تاريخ مجيد لا سيما وأن أسود الرافدين قد تمكنوا من خوض منافسات مونديال كرة القدم في عام 1986، كما أشار الرميحي إلى أنه من عشاق نادي الزوراء العراقي ولاعبيه علي كاضم وفلاح حسن، مؤكدا أن هذا الفريق يمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة باعتباره واحداً من الأندية الشعبية هناك.
وصلات شعرية
أثبت الشعر حضوره القوي في الصالون الثقافي من خلال القصيدة التي ألقاها أحد أعضاء الوفد الثقافي العراقي المشاركين في الندوة وحظيت القصيدة بإعجاب المشاركين لما تحمله أبياتها الشعرية من شجون ضمنها الشاعر قصيدته التي تغنت بالعراق وأهله.