5 مقالات عن العراق في الصحف العربية يوم السبت

1 برهم صالح الأكثر عروبة من العرب
شوقي عواضة البناء اللبنانية

«قلوبُنا مع أهلنا في السّودان والجزائر وهم يتطلّعون إلى حلّ المشاكل والتّحدّيات التي تواجههم، والأمور في ليبيا الشّقيقة لا تسرُّ صديقاً، بينما تمرُّ سورية الغائبة عنّا بمخاضٍ عسيرٍ، وكذا الحال في اليمن، والأقصى الشّريف ينادي ولا من مستجيبٍ، ولا أنسى بالطّبع بلدي العراق، فعلى الرغمّ من التّقدّم الحاصل والتّفاؤل السّائد، إلّا أنّني أؤكّد لكم لا تزال أمامنا تحدّياتٍ…»

بتلك الكلمات التي صاغها يراعُ الحقيقة المأساوية وحبرُ الضّمير الحرّ والحي على صفحات الكرامة الإنسانيّة افتتح الرّئيس العراقي الدّكتور برهم صالح خطابه في قمّة مكّة من خلال كلمته التي أظهرت المشهد العربيّ بمآسيه التي أنتجها آل سعود وبعض حكّام الخليج.

وبلغة بليغةٍ نحويّاً ولسان أكثر عروبةً من مترئس القمّة وأعرابها وضع الرّئيس العراقي قواعد الإعراب السّياسي في نصابها فرفع قضايا الأمّة من فلسطين إلى اليمن وفتح ملف أمن الخليج معتبراً أنّ أمن إيران والمنطقة هو من أمّن العراق وحاول تسكين غلّ وحقد المتآمرين على إيران والمقاومة وكسر كلّ المجرورين لإدارة ترامب وحكومة نتن ياهو من خلال رفضه المشاركة في صياغة البيان الختامي المُعدّ مسبقاً والذي تضمّن عشرة بنود تستهدف إيران بمجملها.

وبذلك شكّلت كلمة الرّئيس العراقيّ صفعةً مدويةً للبيان الختاميّ للقمّة وصدمة للمهلّلين لصفقة القرن وبالأخصّ للسّعودية وهذا الموقف أعاد تأكيده نائب الرئيس العراقي ووزير الخارجيّة السّيد محمد الحكيم الذي قال إنّ أمن العراق من أمن إيران، ولا نسمح لأحد المساس بها، موجّهاً بذلك صفعة قاتلة لمشروع آل سعود في مهده.

هذا هو العراق العربيّ الذي يُعلّم الأعراب ما معنى العروبة والكرامة والإباء. هذا هو العراق باسمه المحمديّ الأصيل الذي تجسّد بموقف مفتي أهل السّنة في العراق الشّيخ مهدي الصّميدعي بانسحابه من القمّة. الإسلامية مخاطباً المتآمرين فيها قائلاً «نأبى أن نكون طرفاً في قمّتكم التي باعت فلسطين وتتآمر على إيران، ولن نكون شركاء في قمّتكم التي تفوح منها رائحة الطّائفية البغيضة.

نعم إنّه العراق الذي دفع ثمن إرهاب آل سعود وحلفائهم من خلال ما تعرّض له من عدوان إرهابيّ أراد إضعافه وتفتيته. يخرج العراق اليوم برئيسه الدّكتور برهم صالح ليؤكّد اللاءات الثّلاث مدركاً ثمن هذا الموقف لا سيّما على مستوى ردّة الفعل السّعودية التي كانت أولى نتائجها إعلان سعودي عن تراجع السّلطات السعودية عن بناء ملعب رياضي في بغداد، وذلك بعد موقف العراق من قمّة مكة. وبالتالي لن يكون هذا الموقف التّصعيدي السّعودي الأوّل والأخير اتجاه العراق بل سيشهد المزيد من المواقف التّصعيدية التي ستبدأ بمنع كلّ أنواع الاستثمارات، وبالتالي رفع مستوى التّصعيد الإعلامي السعودي على العراق، ولربما نشهد طرد العراق من الجامعة العربية كونها ملكاً لآل سعود، إضافة إلى التّحشيد الطائفي وإعادة إحياء مشروع داعش الذي أسقطه الجيش العراقي والحشد الشّعبي إلى غير رجعة، وهي محاولة سعودية لإعادة إحياء الميت، وهي محاولة فاشلة، إلا إذا وجدت السعودية حلفاء جدداً أكثر حقداً على إيران، وفي حال توفر أولئك الحلفاء اعتقد أنّ القوى الأمنية جديرة بإسقاط أيّ مشروع يستهدف العراق وسيادته وأمنه، وبالتالي ستضرب القوى الأمنية بيد من حديد كلّ من يحاول المسّ بأمن العراق الذي دفع ثمناً باهظاً في مواجهة لقطاء النظام السعودي من داعش وغيرها.

أمّا على المستوى الكردي فسيلجأ النّظام السعودي إلى محاولة إضعاف الرّئيس برهم صالح عراقياً وكردياً وسيعمل على تعزيز خصومه بتأييد أميركي «إسرائيلي»، وفي كلّ الأحوال فإنّ الرئيس برهم صالح هو رئيس العراقيين جميعاً، وأثبت أنّه بمقدوره التّغلب على الأزمات والخروج منتصراً والعراق بكلّ أطيافه يعنيه وليس الكرد أو أيّة طائفة بعينها. لربما يكون الثّمن الذي سيدفعه العراق غالياً نتيجة موقفه من قمة مكة لكن المؤكّد أنّ موقف الرئيس برهم صالح هو انتصار بكلّ ما للكلمة من معنى، انتصار أكبر من هبات آل سعود ومكرماتهم لأنّهم لا يدركون ما معنى الكرامة والانتصار للعرب وللإنسانية بل انتصار للحقّ بوجه الباطل، فألف تحية للرّئيس برهم صالح الذي أتقن لغة العروبة والعزّ والإباء.
2 الحل الوحيد مع طهران بالدعم الجدي للمعارضة الإيرانية! صالح القلاب الشرق الاوسط السعودية

في كل مقررات وبيانات «قمم» مكة المكرمة الثلاث أبدى العرب والمسلمون رغبة حقيقية في علاقات أخوة حقيقية مع إيران وبالطبع من دون الإشارة إلى ضرورة أن تكون بعيدة عن إرث الدولة «الصفوية» الذي مثْله مثْل هذه المرحلة «الخمينية» فيه الكثير من المنغصات، وتأكيد ضرورة أن يكون الاستناد إلى هذه الرغبة الحقيقية والطموح الجدي هو التاريخ الحضاري المشترك الذي ساد لعقود طويلة وهو الثقافة الغنية التي كانت محصلة تلاقي وتداخل الثقافتين العظيمتين؛ الثقافة العربية والثقافة الفارسية، التي كانت ولا تزال تعد من أهم وأرقى الحضارات الكونية كلها حتى بما في ذلك الحضارة الإغريقية وأيضاً الحضارة الصينية.
ويقيناً إن العرب، إنْ ليس كلهم فمعظمهم، كانوا أكثر فرحة وحبوراً بانتصار الثورة الخمينية في فبراير (شباط) عام 1979 حتى من الإيرانيين أنفسهم وإنهم كانوا الأكثر امتعاضاً من إبعاد الخميني عن العراق، وهذا ينطبق على «سنتهم» أكثر من «شيعتهم»، وأذْكر أن بيروت الغربية التي كانت «حوزة» أهل السنة ومركز المقاومة الفلسطينية قد أقامت الأفراح والليالي الملاح بذلك «التغيير» الإيراني الذي تجاوزت شعبيته شعبية عبد الناصر في ذروة تألقه وحيث إن إذاعة «صوت فلسطين» استمرت تصدح بنشيد غنائي إحدى «وصلاته» تقول: هبَّت رياح الخميني… أو كان ياما كان…!
وكان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، رحمه الله، الذي كانت التهديدات المتعددة «المحلية» منها والعربية أيضاً وهذا بالإضافة إلى الإسرائيلية بالطبع تضغط عليه لإخراجه مع قواته من الجنوب اللبناني تحديداً، قد بادر إلى الاستعداد للذهاب إلى طهران على الفور أولاً لاستطلاع ذلك الوضع الجديد وثانياً لتهنئة قائد هذه الثورة التي كانت قد جاءت كزلزال في هذه المنطقة كلها والذي كانت حركة «فتح» قد أقامت معه علاقات مبكرة وحيث كان قد أصدر «فتوى» بضرورة إعطاء «الزكاة» للفلسطينيين ولثورتهم التي وصفها بأنها حركة «جهادية».
في طهران التي كان قد وصلها بطائرة سورية والتي عاد منها بطائرة الشيخ زايد آل نهيان، الخاصة، رحمه الله الرحمة الواسعة، لم يتردد (أبو عمار) عندما عرض عليه «المضيفون» الذهاب إلى عربستان وذلك رغم أنه كانت ولا تزال هناك محاذير كثيرة بالنسبة إلى هذا الأمر، وحقيقةً إنّ عرب «الأحواز» العربية المحتلة كانوا أكثر «حماساً» لهذه الثورة ولقائدها حتى من الفرس ومن المكونات القومية الأخرى للدولة الإيرانية؛ فهم كانوا قد ظنوا أن أيام «الفرج» قد اقتربت، لكنّ آمالهم هذه ما لبثت أن أُصيبت بانتكاسة هائلة وأنه بالنسبة إليهم لا فرق بين القديم والجديد وقد أثبتت السنوات اللاحقة منذ البدايات وحتى الآن أن «الخلَّ أخو الخردل» وأنه لا فرق بين من يعتمر بالعمامة السوداء وبين شاه إيران.
والمهم أن (أبو عمار) في تلك الزيارة، التي كانت في حقيقة الأمر زيارة عربية أكثر منها فلسطينية، قد عرض على الخميني، الذي كان قد حوَّل مدرسة «علوي» إلى مركز قيادي له، همْساً بضرورة أن تتخلى إيران الجديدة «الواعدة» عن الجزر الإماراتية الثلاث «أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى» كـ«عربون» أخوّة مع دولة الإمارات وشعبها ومع الأمة العربية كلها… لكن المفاجأة كانت عندما انفجر، أي الخميني، قائلاً: «لا، أبداً… إن هذه الجزر إيرانية وهي ستبقى إيرانية»، فما كان من ياسر عرفات إلا أن أُصيب بخيبة أمل فعلية وأدرك كما أبلَغَنا، وكنت أحد الذين رافقوه في تلك الزيارة وفي مقدمتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) أمدّ الله في عمره، بأنه لا ضرورة للمراهنة أكثر من اللزوم على تلك الثورة.
وحقيقةً إن إيران كانت ولا تزال الأكثر تأثراً بالثقافة والحضارة العربية من كل الذين جمعهم الدين الإسلامي العظيم بالعرب، والدليل هو أن اللغة الفارسية أو الإيرانية لا تزال رغم عمليات «التطهير» المتلاحقة إنْ في العهد الشاهنشاهي وإنْ في عهد هذه الثورة الخمينية لا تزال يغلب عليها الطابع العربي وفي كل شيء إنْ في التعامل اليومي وإنْ في المجالات العلمية والسياسية والثقافية.
والدليل هو أنَّ حتى أسماء الصواريخ الإيرانية كلها عربية، وهذا مع أن هروب الإيرانيين من «تاريخهم العربي» هو الآن في ذروته، فهناك الصاروخ «زلزال» و«فاتح» و«شهاب» و«فجر» و«سجِّيل» والـ«خليج» و«عاشوراء» و«سومار» و«ميثاق» و«طوفان» و«رعد» و«نور» و«مرصاد» و«زهراء»!
وعليه فإن ما لا يزال يتذكره البعض هو أن الرهان على ثورة إيران الخمينية قد استمر لدى بعض العرب، إنْ دولاً وإن أحزاباً، حتى خلال حرب الأعوام الثمانية العراقية – الإيرانية، وإنّ الأمور لم تتغير بالنسبة إلى الأكثرية العربية إلاّ بعدما تفاقم التدخل الإيراني في شؤونهم الداخلية وبعدما بات الإيرانيون يفاخرون بأنهم يسيطرون على أربع عواصم عربية وبعد أن أصبحت لدولة الولي الفقيه جيوش جرارة متعددة الأسماء والعناوين إنْ في سوريا وإنْ في لبنان وإنْ في اليمن وفي غزة أيضاً… وبالطبع في العراق.
والمعروف أن طهران قد بادرت إلى استبدال استراتيجية التمدد في العديد من الدول العربية وتحت مسمى التشكيلات الطائفية والمذهبية المعروفة التي غدت بمثابة دويلات مسلحة، باستراتيجيتها السابقة.. «استراتيجية» الحروب والصدامات العسكرية المباشرة، وكل هذا مع محاولات العودة إلى المفاهيم و«التطلعات الصفوية». ولعل ما أثار مخاوف فعلية كثيرة في هذا الاتجاه أنه ثبت أن إيران لم تتردد في التزود بأسلحة إسرائيلية خلال حرب الأعوام الثمانية مع العراق، وأنَّ مساعد وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف قد قال في تصريح معلن قبل نحو شهرين إن بشار الأسد قد طلب منه أن يبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بأن إقامة دولة عَلَوية في سوريا لن يشكّل أي خطر على إسرائيل!
ولعل ما تجدر الإشارة إليه في هذا المجال أن أميركا لو أرادت إسقاط النظام الإيراني، والمعروف أن الرئيس دونالد ترمب قد نفى أنها تريد إسقاطه، لَمَا لجأت إلى كل هذه الاستعراضات العسكرية في الخليج العربي ولَبادرت إلى إسناد المعارضة الإيرانية المتمثلة في «مجاهدين خلق» وفي العديد من الأقليات القومية كالعرب والأكراد والبلوش و«اللور»، هذا بالإضافة إلى الأكثرية الصامتة التي هناك ليس تقديرات فقط لا بل معلومات مؤكدة بأن هناك الآن تململاً داخلياً إيرانياً فعلياًّ وحقيقياً بينها، وأن أكبر خطر على هذا التململ وأيضاً على التشكيلات المعارضة كلها هو أن تلجأ الولايات المتحدة إلى حرب تلفزيونية ضد إيران؛ فهذا إنْ هو تم وجرى بالفعل فإنه سيؤدي إلى التفاف شعبي وإنْ مؤقتاً حول النظام الإيراني… وهناك تجارب كثيرة ومعروفة في هذا المجال.
إن المطلوب إذا كانت الولايات المتحدة جادة في إسقاط هذا النظام الإيراني، وهذا خلافاً لما قاله ترمب وأكده، هو أن تبادر عملياً وفعلياً إلى دعم المعارضة السورية بكل تشكيلاتها لإخراج الإيرانيين من هذا البلد العربي، وذلك لأن المؤكد أن إخراجهم منه سيؤدي إلى إسقاط نظام بشار الأسد وسيفرض عليهم الخروج من العراق ومن لبنان وأيضاً من اليمن ومن هذه المنطقة كلها.
وهكذا وفي النهاية فإنه على الأميركيين أن يدركوا أن الاستمرار بكل هذه التحركات العسكرية الاستعراضية ومواصلة التلويح بمجرد القبضات الفارغة سيعزز مقدرة نظام الملالي على تثبيت تدخلاته في بعض دول هذه المنطقة والانتقال منها للتدخل في دول أخرى، وهنا يجب الأخذ بعين الاعتبار أن ما أطلقه ترمب من تصريحات «استنكافية» قد جعلت النظام الإيراني يلتقط أنفاسه، والمعروف أن هناك مثلاً عربياً يقول: «الضربة التي لا تميتني تقوِّيني»… وهذا هو ما يحصل الآن وللأسف.
3 جمهورية التزوير في العراق
د. باهرة الشيخلي العرب بريطانيا

لا يستمر الحديث عن قضية خراب في العراق طويلا، إذ سرعان ما يتم التحول إلى الحديث عن قضية خراب أخرى أكثر شناعة، وهكذا.

قبل أسبوعين انشغل العراقيون بتصريح غريب أطلقه النائب عبدالأمير الدبي، عن كتلة “الصادقون”، وهي الجناح السياسي لميليشيا “العصائب”، التي يتزعمها الشيخ قيس الخزعلي، خلال جلسة مجلس النواب ناقشت إعادة منتسبي وزارتي الدفاع والداخلية المفصولين من وظائفهم بسبب تزوير شهاداتهم، فانبرى الدبي مدافعا عن المزورين، وقال “منذ عام 2003 وحالات تزوير الشهادات منتشرة في العراق. كثير من الوزراء والنواب السابقين ومسؤولين كبار في الدولة استفادوا من الشهادات المزورة”.

ثم طالب بالعفو العام عن أصحاب الشهادات المزورة، قائلا بالنص الصريح “أطالب مجلس النواب بعفو عام عن المنتسبين المفصولين بسبب الشهادات المزورة”. وكما يقول المثل العراقي “عذره أقبح من فعله”، اعتذر النائب بالقول “هو شاب يريد أن يعيش حياة كريمة، فلا يجب أن نجعل من الشهادة والتحصيل الدراسي حجر عثرة أمامه”.

قامت قيامة منصات التواصل الاجتماعي في العراق غضبا على تصريح الدبي وكأن العراق لا يعاني إلا من التزوير، وهذا التزوير هو وحده الذي سبّب وسيسبب الخراب للعراق، وكأن كل مناحي الحياة في العراق أصابها الخراب والفساد.

فمذ حلّت أحزاب الطابور الخامس في السلطة كان التزوير توأم الآتين من أرصفة الفشل التاريخي. غالبية مستوطني المستعمرة الخضراء تعاطوا التزوير وتعاملوا معه، بل كان لبعضهم مصدر ارتزاق لذلك ما عاد التزوير عيبا، بل عكسه هو العيب، الذي يشار إليه بأصابع الازدراء، فهم لا يعدّونه مثلبة إذ تعايشوا مع كل نقيصة حتى صارت النقائص مقياسا لاستعراض القوة، فمعظمهم تخرج في مدرسة التزوير الكبرى في طهران (كوجه مروي). زوروا أسماءهم وأصولهم، وحاولوا إسقاط كل ما يتعلق ببلدهم ولذلك تطوعوا في خندق الحرب الإيرانية وحملوا السلاح لقتل أبناء بلدهم، وقد فاضت قرائحهم بالولاء للولي الفقيه، وهكذا أصبح التزوير جزءا من عقيدتهم يشكل بناءهم النفسي، ومنذ 2003 والعراقيون يلمسون التزوير ويرونه في كل شيء، من الانتخابات إلى الوظائف الفضائية.

هم أنفسهم؛ سرقاتهم وخياناتهم وأكاذيبهم، من الرئيس مرورا بالعناوين كافة أصبحوا عنوانا للأضاليل والمغالطات، وهم من ارتكب ويرتكب جرائم التزوير، وهم أنفسهم من يُصدر قرارات العفو عن مرتكبي هذه الجريمة ولدينا نوري المالكي كبيرهم، الذي علمهم السحر.

في منشور اطلع عليه جميع العراقيين على منصات التواصل الاجتماعي، وبعد التحقيق الأولي، الذي نشرته الرابطة العراقية حول تزوير علي أكبر زندي، وزير التعليم العالي والمعروف بعلي الأديب، لشهادته الجامعية، أمكن الحصول على نسخة من الشهادة، التي استخرجتها له كلية ابن رشد بتاريخ 30 سبتمبر 2010، وهذه الكلية بات العراقيون يسمونها “كلية اللطامة”، لكثرة من “تخرّج” فيها من عناصر حزب الدعوة بفعل التزوير.

وتبدو الوثيقة، التي قدمها علي الأديب من أجل ترشيحه لمنصب وزير التعليم العالي، طبيعية تماما وخالية من أي تزوير، ولكن من يتمعّن في تاريخ التخرج والحصول على شهادة بكالوريوس في التربية بدرجة “جيد جدا”، وهو 30 يونيو 1965 وعاد إلى جميع المصادر التي تتفق على أن تاريخ ميلاد علي الأديب هو 1946، سيجد أن علي الأديب تخرج في الجامعة وعمره 19 سنة وهذا محال، فستبقى هناك سنتان أكلهما التزوير.

الطريف أن الشقيق الذي يكبر علي الأديب بسنوات، عادل الأديب، متخرج أيضا، في كلية ابن رشد وتاريخ تخرجه هو 13 يونيو 1969، فكيف يستقيم هذا؟

أحد الخبثاء طلب من لجنة النزاهة أن تستدعي الوزير علي أكبر زندي للتحقيق في صحة شهادته، أو منحه جائزة “أصغر خريج جامعي” في تاريخ العراق الحديث.

وانتشرت في العراق، بعد عام 2003، ظاهرة تزوير الشهادات الدراسية بنحو لم يحصل في تاريخ العراق، وخصوصا وسط الطبقة السياسية، وانكشفت العديد من الفضائح لنواب ووزراء وسياسيين في الدورات السابقة كانوا يعملون بشهادات دراسية مزورة، وقدّم العديد من أعضاء البرلمان العراقي، سواء في زمن الجمعية الوطنية، التي أعدت الدستور أم ما تلاها، وثائق دراسية مزورة ومن خرج من البرلمان فهو يتقاضى رواتب تقاعدية الآن، ومن بينهم قادة في الأحزاب المتنفذة، كما أشار إلى ذلك العضو في التحالف الوطني عن كتلة الأحرار جواد الحسناوي بقوله إن هناك ثلاثة آلاف موظف في الأمانة العامة لمجلس الوزراء تم توظيفهم بوثائق دراسية مزورة وأن نوري المالكي رئيس الوزراء الأسبق تستر على 4000 موظف فاسد.

والغريب أن سمير الشويلي الناطق السابق باسم هيئة النزاهة اتضح أنه كان قد زور شهادة جامعية لنفسه، وأنه خريج المدرسة الابتدائية، وهناك العديد من المستشارين في مفاصل الدولة ووزاراتها وحتى في رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء قد زوروا شهادات دراسية، فإذا كان الفساد قد دبّ إلى هيئة النزاهة فكيف تأمل أن تجد مفصلا من مفاصل الدولة ليس فيه فساد؟

لا بدّ أن نذكر أن الوثائق الدراسية الصادرة من إيران تشكل الجزء الأكبر من مشكلة الشهادات المزوّرة، لاسيما تلك المقدمة من أعضاء في أحزاب دينية شيعية كانت في إيران حيث شكلت هذه الأحزاب مؤسسة خاصة تدار من مكتب رئيس الحزب مهمتها توفير الوثائق الدراسية من إيران لأعضاء الحزب من الذين شملهم قانون دمج الميليشيات، وتباع هذه الوثيقة بمبلغ ألف دولار، أما الوظائف الأخرى فترتفع قيمتها حسب درجة الوظيفة، وأغلب هذه الوثائق صادرة من جامعات تابعة للحوزة العلمية في قم ومدن إيرانية أخرى وهي معترف بها في إيران وليس في العراق، وقد سألوا أحد هؤلاء المزورين عن الدكتوراه التي يحملها وفي أي اختصاص، فأجاب بأنه حصل على شهادته في حبّ الحسين، وهي حكاية مازال العراقيون يتندرون بها برغم أن سنين قد مرت عليها.
4 لـك اللـه يـا وطـن
جاسم محمد كمال النهار الكويتية
المواطن العاشق لوطنه يعيش في واقع مقولة تقول (إن الوطن ليس الذي تعيش فيه ولكن الوطن هو الذي يعيش بقلبك) ولكون الكويت ومنذ نشأتها بالقرن الـ 16 الماضي وتوافد الناس لها من جميع الأراضي المحيط لها جعلها أرضا مباركة رغم شح سبل العيش والرزق بذلك الزمن وصعوبة الحياة ولكن تعايش الكويتيون بمختلف اصولهم وعروقهم فيما بينهم طالبين الحياة الكريمة الآمنة، وكان الأمن والأمان هو الطلب الرئيس لكل من قدم لهذه الأرض ما جعلها ملتقى لكل طالب أمن واستقرار وحياة هادئة.
وزاد ازدهار الكويت كمدينة بسيطة تجمع شتات الأرض الباحث عن الحياة الآمنة مع تولي صباح الأول الرئاسة وشؤون الحكم بعام 1716م ومن هنا بدأت ملامح المدينة الطينية الصغيرة التي تقتات وتحيا على خيرات البحر من الاسماك والغوص على اللؤلؤ ومع ازدياد سكنها وأهلها كان لابد من ركوب البحر وتحمل صعابه واهواله ووصل الكويتيون للهند والسواحل الجنوبية لقارة افريقيا وهذا بالإضافة لكل خيرات البادية التي كانت موجودة بذلك الزمان، ولكنها أرض مباركة وأهلها اهل خير وطيبة فتح الله عليهم بمنتصف النصف الأول من القرن الـ 20 الماضي حيث تدفق الذهب الأسود وبدأ ازدهار الوطن الغالي وازداد عدد أهلها وخيرات الأرض جعلت القاصي والداني يسعى للعيش بوطن الخير الكويت، ومع انفتاح الكويت على العالم الخارجي دخل علينا الكل بثقافاتهم وافكارهم الخاصة ما جعلنا فرقا وأحزابا نتصارع فيما بيننا وكل منا ينظر للآخر بعين الغضب والحسد بعدما كانت عيوننا تنظر لبعضنا بالحب والخوف على بعضنا البعض، ومع كل مشكلة إقليمية أو عالمية تجدنا ككويتيين ندخل بصراعات وتناحر منها علني ومنها خفي مثل الجمر الذي يختفي تحت الرماد الذي ينتظر قليلا من الهواء حتى يخرج للعلن ويحرق الجميع، وبات لزاما علينا ككويتيين ان نعرف شيئاً مهما جدا وهو أن الجميع والكل لا ينفعنا سوى توحدنا والتفافنا حول بعضنا البعض وحول قيادتنا بقيادة أميرنا حفظه الله ورعاه وأن نعي ونسمع فهم كلماته المباركة التي قالها بمناسبة العشر الأواخر لرمضان الماضي الذي ليس بعيدا عنا اليوم ونحن نعيش عيد الفطر أعاده الله علينا وعليكم وعلى العالمين العربي والإسلامي بكل خير ويمن وبركة. واليوم ونحن نعيش في اقليم يكاد يكون صفيحا ساخنا ومسرحا لصراع عالمي رب العرش العظيم سبحانه وتعالى وحده يعلم مدى هذا الصراع ونتائجه ان اشتعلت الحرب، ولهذا يجب علينا ككويتيين ولدنا وعشنا وتعلمنا وتفتحت مداركنا أن نهتم بمصلحتنا ومصلحة وطننا الذي من دونه لا نساوي شيئاً والغزو العراقي بعام 1990م خير دليل على أننا من دون هذا الوطن، أكررها، لا نساوي شيئاً ومن العيب ان نقوم بفرز بعضنا ويشكك كل منا بالآخر ومن اللازم اليوم أن نرص صفوفنا ونقوي جبهتنا الداخلية ونزيد من تلاحمنا ونقوي نسيجنا الوطني بهذا الوقت من الزمن ويظل هذا الوضع الإقليمي الذي نسمع فيه صوت طبول الحرب تقرع والبعض منا يرقص على قرع هذه الطبول وهذا الخطأ بعينه لأنه لا هذه الطبول ولا هذه الحرب ان وقعت لا قدر الله ستنفعنا أو تطورنا أو سنسلم منها ولذا اطلب من رب البيت ان يحمينا ويحمي أميرنا على رأسنا ويحمي الكويت من هذه الطبول.
والتمني هنا على كل كويتي أن يعلم أن الكويت ليست التي نعيش عليها بل الكويت هي التي تعيش بقلوبنا وأننا من غير الكويت لا نساوي شيئاً وشتاتنا ابان الغزو العراقي بين الداخل والخارج هو الشيء الذي يقول إن الكويت هي الاب والام وهي الوطن والأرض ولا تقدر بأموال او نفوذ او مصالح، ولنقول كلنا ككويتيين الكويت هي الوطن الذي يسكن قلوبنا قبل ان نسكن على ترابها، والحين ما ظل سوى الدعاء لرب البيت العتيق أن يحفظ الكويت وأميرها وشعبها من كل شر وسوء وضرر، ولا يصح إلا الصحيح.
5 هل سلَّمت أميركا العراق على طبق لإيران؟! ( عبدالعزيز محمد العنجري
القبس الكويتية
في بداية الدخول الأميركي الى العراق، ارادت إدارة بول بريمر الحاكم المدني إلى العراق بعد سقوط النظام العراقي السابق تحصين نفسها، فأخذت الحيز الاكبر من منطقة الصالحية في الكرخ ببغداد، واضافت اليه القصر الجمهوري السابق وفندق الرشيد الفخم مع ساحة الاحتفالات وغيرها من المرافق واطلقت عليها المنطقة الخضراء.. لأنها منزوعة السلاح الا من العناصر الاميركية، لكن السنوات مرت ووجدت السفارة الأميركية نفسها محاصرة من احزاب وميليشيات مسلّحة، كانت تعتقد في يوم ما انها حليفة لها.. وكما صرّح مسؤول أميركي رفيع لنا قبل أيام، فقد تحوّلت المنطقة الخضراء «إلى منطقة دولية مفتوحة لعموم العراقيين منذ أشهر عدة، وهي غير محمية من الجيش الاميركي.. بل هي تحت حماية الجيش العراقي المدرب من قبلنا». سنتوقف عند التوقيت (منذ عدة أشهر) ونضيف اليه (تحت حماية الجيش العراقي).. ومن دون التشكيك في هذا الجيش الذي دربّه الأميركان، لكنه وفق معلوماتنا فإن الجيش العراقي متداخل مع الميليشيات التي درّبتها إيران أيضاً! ومن الممكن القول إن الحكومة العراقية نفسها، التي تقود الجيش، ليست بعيدة ــــ كما يرى أغلبية المراقبين ــــ عن التدخّلات الإيرانية والتي تصل أحياناً إلى مسائل استراتيجية وأمنية بالغة الحساسية. وسواء كانت قوات حكومية أو ميليشيات خارجة عن سيطرة الحكومة، تبقى إيران قريبة منها بشكل أو بآخر، ولها تأثير فيها.. وتصريحات مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، أكدت دور «فيلق القدس» التابع لحرس الثورة الإيراني، وقائده قاسم سليماني في مجمل العمليات الأمنية والسياسية في العراق.. وإنكار ذلك ليس من مصلحة أحد ولا حتى الحكومة العراقية نفسها. فإذا كانت تحاول الخروج من «الطوق الإيراني»، فالأزمة الحالية فرصة مثالية لها لتحجيم الدور الايراني ــــ اذا كانت صادقة ــــ لكي تلتقط أنفاس السيادة في إدارة شؤونها بنفسها. فكيف استطاع فصيلان عراقيان ـــــ هما «كتائب سيد الشهداء» و«كتائب الإمام علي» ـــــ استهداف السفارة الأميركية في بغداد قبل أيام، والواقعة بالمنطقة الخضراء التي يحميها الجيش العراقي، كما أشار مصدرنا؟! كيف استطاع فصيلان عسكريان التغلغل في منطقة تحت حماية الجيش الرسمي (المُدرَّب من أميركا)؟! بناء على تقارير مركزنا ــــ ريكونسنس للدراسات والبحوث ـــــ ومقره كندا، فإن الفصائل العراقية المسلحة ليست كلها تؤيد إيران بالكامل، لكنها على الأقل لا تعارضها.. وإذا حدثت المواجهة، فحتى «سرايا السلام» الصدرية التي تعلن (سياسيا) إنها تعارض تحويل العراق إلى ساحة صراع، قد تجد نفسها في قلب الصراع.. لأن موالاتها إلى إيران ستغلب موقفه السياسي المعلن.. كذلك الحال بالنسبة الى «عصائب أهل الحق» بشطريها.. وهي أصلاً منشقة عن جيش المهدي الصدري.. وفيلق «بدر» الذي يفتخر قادته بخطبهم الرسمية وبموقعهم الالكتروني أن تأسيسه كان في إيران لضرب الجيش العراقي الذي كان يحارب إيران في سنوات الثمانينيات! كيف ستضمن الحكومة العراقية موقفاً (محايداً) من هذه الميليشيات المسلحة التي ترعرعت في أحضان إيران منذ نشوئها؟! في الجانب الأميركي، يعد انسحاب الأفراد غير الأساسيين من السفارة الأميركية في بغداد وإغلاق جميع القنصليات اعترافاً ضمنياً بأن المناطق التي تقع فيها غير أمينة، أي خارجة عن سيطرة القوات الأميركية، وكذلك الحكومة العراقية الصديقة.. بمعنى واضح وصريح، أنها تقع تحت سيطرة قوات أو ميليشيات أو تشكيلات أخرى تتبع لامرة إيران.. ولا تفسير آخر لذلك، أن تسحب عناصر سفارتك حينما تشعر بالخطر.. وهذا الخطر مصدره معروف. علما بأن الميليشيات الموالية لإيران تفوق عدديا الأميركيين في العراق، وعلى الأرجح تتفوق عليها لوجستياً وتكتيكياً وميدانياً. وهي لا تحتاج إلى تعزيزات من بُعد آلاف الأميال.. فكلها مترابطة ببعض ومدرّبة على دعم بعضها الآخر. ويمكن أن يأتي التصعيد أيضاً من طرف ثالث يريد اشعال الفتيل بين هذه الميليشيات والقوات والمصالح الأميركية، وقد تكون عبارة عن محاولات خرقاء، كتلك التي أشعلت الحرب العالمية الثانية. فاندلاع قتال أو اشتباك في منطقة ممتلئة بالأسلحة سهل جدا. فالسلاح حين يتكدّس في اي مكان بالعالم سيأتي يوم ويجري استخدامه.. هكذا كانت تجاربنا مع التاريخ وبهذه الطريقة اندلعت الحروب الصغيرة منها والكبيرة.. تماما كما تفعل إسرائيل التي تجر الولايات المتحدة في الخفاء إلى مغامرتها اللبنانية الكارثية.. والتي قد تتسبّب في اندلاع حرب شاملة وواسعة النطاق.. فكلّ شيء مرهون الآن بسوء تقدير واحد أو فعل سيّئ، وأرعن من أحمق تأخذه الحماسة ليجرّ الجميع معه إلى الحرب.