5 مقالات عن العراق في الصحف العربية يوم الثلاثاء

1 قمم السلام
عبدالله بن بخيت الرياض السعودية

من أجمل الهدايا التي قدمها خادم الحرمين لشعبه والشعوب الإسلامية هذه القمم الخطيرة والمهمة التي دعا إليها إخوته من قادة دول العالم الإسلامي والعربي والخليجي، ظروف المنطقة تبوح بكثير من الأخطار لعلها تذكرني بالأجواء التي سادت قبل غزو صدام حسين الكويت، كانت هناك أحاديث تحت الطاولة وإشاعات وأجواء غائمة صعب التنبؤ بنتائجها وأخيراً انفجرت المنطقة بأسرها وتغير مسار تاريخ العرب والمسلمين إلى الأبد.

كانت مرحلة فاصلة بين عالمين، انتهى شيء اسمه الحد الأدنى من التضامن العربي، كان هذا الحد الخيط الذي تمسك به العرب ليبقوا على علاقة قريبة من شعرة معاوية، كل فريق لا يريد أن يكون مسؤولاً مباشراً عن قطعها، فتحملت رعونة صدام وجنونه مسؤولية القطع هذه، كل من كان يخفي رغبات تخالف المصالح العربية الكبرى أفرج عنها، فظهر بعض من الزعماء العرب على حقيقتهم، أداروا للمصالح العليا للأمة ظهورهم بكل استخفاف. فالحكومة القطرية على سبيل المثال فتحت قناتها السرية مع إسرائيل وصارت في العلن، والأسد عزز علاقته بإيران، وهكذا تبعثر العرب. عملياً أصبحت كل دولة عربية ترعى مصيرها بنفسها، زال حتى الخجل من الشعوب.

إذا كانت إسرائيل حققت مكاسب من السقوط الأول فاليوم تحاول إيران أن تحقق مكاسب من الضعف العربي، والحق يقال حققت من خلال شعاراتها البراقة وتكريسها روح التمذهب في نفس الوقت مكاسب. فتحت جبهات شغب عسكري في كل مكان استطاعت أن تصل إليه، التمذهب في لبنان وفي العراق وأخيراً في اليمن.

هذا الحضور الإيراني المدمر كان يجب أن تبرز دولة تقود العمل للتصدي له، عطل التنمية والسلام في لبنان وأشعل فتنة طائفية في العراق وها هو يمارس نفس الدور التدميري في اليمن.

لن تستقيم الأمور في المنطقة ولن تعود إلى خط النمو والرفاه دون التصدي لهذا الخطر، ستكون قمم مكة بداية العمل المنظم المشترك العربي والإسلامي والخليجي لإيقاظ إيران من طموحاتها الأسطورية، لن يخرج أحد من سرداب ولن يعود أيوان كسرى مرة أخرى، يجب أن تعرف إيران أن العالم الذي يعيشه البشر اليوم غير العالم الذي يتعلمه ملالي إيران في قم، أصبح العقل أصل الأشياء ومن مات لن يعود أبداً.

تؤكد هذه القمم أن الشعوب الإسلامية على استعداد لمساعدة الشعب الإيراني ليخرج من عباءة رجل الدين. ليعود هذا الشعب العريق إلى العصر وإلى أشقائه المسلمين وأبناء المنطقة. ليكون حوض الخليج العربي بحيرة آمنة تتقاسم شعوبه خيراته والسلام على ضفتيه، هذا ما سيكون بإذن الله.

وفق الله خادم الحرمين وولي عهده في سعيهما للخير والسلام.. وكل عام وأنتم بخير.
علاقات إسرائيل بقوى الشر
عبدالله رمضان العمري
المدينة السعودية

من المهم تقديم قراءة مختصرة وهادئة للعلاقات الإسرائيلية مع مثلث طهران، أنقرة، الدوحة، بداية من توريد إسرائيل السلاح لإيران لمدة (8) سنوات أثناء حربها مع العراق، مروراً بإقامة نظام الحمدين علاقات حميمة مع إسرائيل وتبادل الزيارات معها سراً وعلانية وعزف السلام الإسرائيلي في الدوحة بالتزامن مع عزف قناة الجزيرة وضيوفها يومياً أنغام موشحات التبشير بتحرير فلسطين بقيادة المندوب السامي لإسرائيل في قطر اللورد (حنا عزمي بشارة) وبيع الزيف والأوهام في بازار المزايدات والإفلاس، وإلى قلعة (ارطغل) وزيارة (اردوغان) السابقة لإسرائيل وحائط المبكى معتمراً القلنسوة اليهودية على رأسه، مشيداً بالحضارة اليهودية، واستقبال شارون له بحفاوة، وإقامته علاقات رسمية مع إسرائيل ومبادرة شركة تركية ببناء السفارة الأمريكية في القدس، وتبادل زيارات الفرق التجارية والرياضية وحتى الغنائية التي كان منها ما نشرته عكاظ بعددها رقم (19218) تحت عنوان (رغم الغضب.. مغن تركي يحيي حفلة في تل ابيب) وفقاً لصحيفة (حرييت) التركية التي قالت إن الفنان التركي (أوزجان) وزميلته الفنانة التركية (اصلي انفرثريا) أقاما حفلا غنائيا في اسرائيل رغم دعوات المعارضة والغضب من الجمهور العربي، فضلا عن دور تركيا في دعم الإرهاب وتمويله بشراء نفط سوريا والعراق من داعش، ودورها كمحطة ترانزيت للإرهابيين.

ختاماً إلى رعاة الإرهاب والمؤامرات وأذنابهم أقول إن من بيته من زجاج لا يرمي الآخرين بالحجار.. فقد انتهى زمن العربدة المجانية بدون كشف حساب.
3 نجاح «قمم مكة» الثلاث ودور المجتمع الدولي! عبدالملك المالكي الحياة السعودية

نجاح «قمم مكة المكرمة» الثلاث التي عُقدت أخيراً لم يكن نجاحاً عادياً، بل نجاح باهر وبامتياز لافت.

وإذا ما تطرقنا للقمة الإسلامية العادية بادئ الأمر، فإننا نتحدث عن «وثيقة مكة المكرمة»، «الوثيقة» التاريخية التي أقرّ من خلالها 1300 شخصية إسلامية من 139 دولة يمثّلون 27 كياناً إسلامياً بمختلف المذاهب والطوائف الإسلامية، بنود «الوثيقة» التاريخية الصادرة عن المؤتمر الدولي حول «قيم الوسطية والاعتدال» الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي في المملكة العربية السعودية.

ولعل إشارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في كلمته التي ألقاها خلال تسلمه «الوثيقة»: «يسرنا أن نرى علماء الأمة الإسلامية على هذا التعاون، لتوحيد آرائهم في القضايا المهمة، وخاصة ما يتعلق بمواجهة أفكار التطرف والإرهاب»، يُلخص الغاية التي خلصت لها «الوثيقة» التاريخية بما يحقق مراد «الوسطية» المنشودة، والتي أضحت غاية في الأهمية من حيث تبنّي علماء المسلمين، بمذاهبهم وفرقهم وطوائفهم كافة، «الوسطية» ونبذ الإرهاب والتعهد بالتزام بنودها في ليلة مشهودة من ليالي العشر الأواخر من شهر رمضان المعظم.

ثم كان النجاح «صنوان» القمتين العربية والخليجية اللتين عقدتا تحت مظلتي الأمانة العامة لجامعة الدول العربية والأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي، ولعل الدعوة من الأساس لقمة عربية طارئة من قبل المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة تُعد الأولى من نوعها منذ ١٩ عاماً، بعد القمة المماثلة التي أقيمت في القاهرة عام ٢٠٠٤م.. فكانت القمتان (العربية والخليجية) قمتي نجاح، إذ تمت الموافقة بإجماع عربي ما عدا اعتراض وفد العراق على صيغة البيان الختامي، وإجماع 19 دولة عربية من أصل 20 حاضرة، بعد تعليق مقعدي سورية وليبيا، يؤكد التزاماً يفوق نسبة ٩٥ في المئة من الدول العربية بجميع بنود البيان الختامي، وهي النسبة الأعلى لاتفاق الدول العربية حول قضية محورية، قضية «التهديدات الإيرانية»، للمنطقة ودول الخليج تحديداً.

فحين اعتبر رئيس القمتين العربية والخليجية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أن «عدم اتخاذ موقف رادع وحازم لمواجهة تلك الممارسات الإرهابية للنظام الإيراني في المنطقة هو ما قاده للتمادي في ذلك والتصعيد بالشكل الذي نراه اليوم»، هو حجر الزاوية الذي اتفق عليه المؤتمرون جميعاً، عدا تحفظ صوت واحد؛ صوت «العراق الجريح»، في حق المملكة العربية السعودية في الدفاع عن أراضيها، واعتبار عمليات إطلاق الصواريخ البالستية «الإيرانية الصنع» تهديداً للأمن القومي العربي، من المحيط إلى الخليج.

وكان وضع العالم أجمع للقيام بمسؤولياته لاتخاذ موقف «حازم» من خطورة الوضع الراهن وتهديد سلامة المياه الإقليمية والدولية وحركة السفن وإمداد العالم بالنفط وكذلك تهديد «قبلة المسلمين» من إيران ووكلائها في المنطقة، يسبق – في رأيي- «تدويل» التجاوز الإيراني في قادم الأيام، لتكون المظلة الدولية تحت مرأى ومسمع الأمم المتحدة وصولاً للفصل السابع من ميثاقها الصارم، الذي يقرر مجلس الأمن في مادته الـ ٣٩ من لائحته التنفيذية أنه «ما إذا كان قد وقع تهديد للسلم أو إخلال به أو كان ما وقع عملاً من أعمال العدوان، ويقدم في ذلك توصياته أو يقرر ما يجب اتخاذه من التدابير طبقاً لأحكام المادتين 41 و42 لحفظ السلم والأمن الدولي أو إعادته إلى نصابه». وغير خافٍ على المتابع البسيط الوصول تحت مظلة هذا الفصل من ميثاق الأمم المتحدة لاستخدام القوة الدولية الرادعة للطغيان الإيراني في نهاية الأمر.

كل تلك النجاحات السياسية السعودية لم تكن لترى النور وتغدو اليوم واقعاً ملموساً لولا الحنكة والحكمة السعودية، التي اتخذت من صبرها على عدوان وكلاء نظام الملالي في المنطقة العربية، الصبر الذي أنتج اليوم «حزماً» خليجياً وعربياً يتبعه آخر عالمياً، سنرى «خراجه» ساطعاً في ردع النظام الإيراني البغيض، وهي النتائج القوية والمنتظرة من «قمم مكة» الثلاث.
4 بالجرم المشهود
حنا صالح الشرق الاوسط السعودية
للمرة الأولى منذ 4 عقود، يبدو النظام الإيراني في وضعٍ لم يعهده في أي يوم سابق. متلبسٌ بالجريمة، بل بالجرائم التي ارتكبها بحق كل دول الجوار، بحق شعوب المنطقة العربية وبحق مختلف الأمم، وأيضاً بحق شعوب إيران، حيث يسود التمييز والتفرقة، والجامع الوحيد الإرهاب بعد امتهان كرامات الناس.
ممثلون من أكثر من 50 دولة، شكلوا أمماً متحدة مصغرة، لبوا دعوة خادم الحرمين الشريفين والتقوا في قمم مكة: قمة خليجية وقمة عربية وقمة إسلامية، والعنوان الوقوف مع السعودية التي تنكبت مهام قيادة التحرك الأوضح بوجه رعونة النظام الإيراني. دعت المملكة إلى التكاتف لوقف التدخلات والأعمال الإرهابية الإيرانية التي لم توفر أي جهة، ووضعت المنطقة على حافة الهاوية. قال الملك سلمان لممثلي العالمين العربي والإسلامي إن «عدم اتخاذ موقف رادع وحازم لمواجهة الأنشطة التخريبية للنظام الإيراني في المنطقة هو ما قاده للتمادي».
لحظة بادرت الرياض بتوجيه الدعوة بشكل طارئ كان واضحاً أن الساعة قد أزفت لكي تقف البلدان العربية والإسلامية أمام مسؤوليتها التاريخية. التدخل من جانب طهران في الشؤون الداخلية لأكثر من بلد ليس خافياً على أحد ومشروع تصدير الثورة من أجل الهيمنة ليس سراً، وانتشار ميليشيات الحرس الثوري، وهو أمر معلن، في العراق وسوريا ولبنان واليمن، ومعهم عشرات الميليشيات المتطرفة التي استحدثوها، لم يكن يوماً بدافع إحلال السلام في أي بلد، فطهران ليست فاعل خير بل هي على الدوام الطرف الذي يغذي التناقضات وبالأخص المذهبية ويعمق شروخ الانقسام الوطني ويشعل الصدامات لتحقيق طموحات إمبراطورية.
البداية كانت مع مشروع «الهلال الشيعي» وما يقتضيه من استتباع لبلدان المنطقة لربط طهران بالمتوسط. يتطلب المخطط ممارسة التدخل في الشأن الفلسطيني وإضعاف السلطة وإقامة كيان تابع في غزة، والاستثمار الكبير في «حزب الله» الجيش الرديف في لبنان وجعله رأس حربة في التحرك حسبما تقتضي المصالح الإيرانية، إلى إنشاء «الحشد الشعبي» في العراق الذي تحول إلى ما يشبه الفرقة الأجنبية في «فيلق القدس». وثانيها إحكام الطوق على بلدان الخليج وهذا يفسر الاستثمار المخيف في بناء ميليشيات الحوثي وتجهيزها لحرب طويلة ولو أدى ذلك لخراب اليمن ودماره على ما نشهد اليوم… وفي كل ذلك كان النظام الإيراني مطمئناً لوضعه واثقاً بخدمات يقدمها وشبكة مصالح تتبادل الخدمات مع جهات مختلفة، بدليل أن تبجح أمراء الحرب الإيرانيين بالهيمنة على أربع عواصم عربية لم يُثر أي رد فعل دولي، بل بالعكس بدأت طهران منذ وقت تتدخل، مباشرة وعبر الوكلاء، لتحديد التوجهات السياسية لهذه البلدان!
الاعتداء على ناقلات النفط في الفجيرة واستهداف محطتي ضخ سعوديتين أطلقا الإنذار، فطهران تجاوزت كل الخطوط الحمر وقررت الانتقال للتأثير على الملاحة الدولية وعلى الاقتصاد العالمي. واضحة كانت ردة الفعل السعودية والإماراتية بأن البلدين لا يريدان الحرب، ولكنهما سيدافعان عن مصالحهما المشروعة، وكذلك كانت المواقف الدولية والأساس الموقف العملي الأميركي الذي أكد الجهوزية لردع تمادي ملالي طهران وقضت الجهوزية بإعادة انتشار عسكري أميركي وقرار بتحريك قوات إلى المنطقة. هنا تكمن أهمية المبادرة السعودية والقمم التي شهدتها مكة والتي أكدت أن هذه الأمم المتحدة المصغرة جاهزة للوقوف بوجه الهجمات الإرهابية وعمليات التخريب التي يبرع بها النظام الإيراني ويتوسلها لفرض تسلطه. وللمرة الأولى منذ الثورة الإسلامية بدا النظام الإيراني على حقيقته دولة مارقة معزولة راعية للإرهاب، واقتصر موقف التضامن الوحيد مع طهران على ما أُعلن باسم النظام السوري من موقفٍ يدافع عن تدخل النظام الإيراني في سوريا!
لقد حققت السعودية من خلال هذه المبادرة، والتلبية الواسعة لها، نجاحاً كبيراً واحتضاناً لنهجها، عندما أكدت قمم مكة أن طروحات طهران الإعلامية باتفاقيات «عدم اعتداء» ينبغي أن تمر بتغيير حقيقي في السلوك، يبدأ باحترام المواثيق الدولية ويمر باحترام سيادة بلدان المنطقة ووقف التدخل المباشر أو من خلال الأذرع الإرهابية. وبمقدار الحرص على تجنيب المنطقة ويلات الحرب، بما في ذلك تجنيب الشعب الإيراني المغلوب على أمره هذه الويلات، فإن رسالة المجتمعين واضحة بالتأكيد؛ أن دول المنطقة المستعدة للدفاع عن مصالحها ستبقى أياديها ممدودة للسلام، وعلى المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته.
5 ومن أبوين عراقيين.. لماذا هذه العنصرية؟ تعلموا من امريكا الجنوبية
أمجد الدهامات راي اليوم بريطانيا
كتبت في مقدمة مقالي المعنون (نشيدنا الوطني بثلاث لغات؟! ….. يا للهول!) ما يلي:

“يتصرف أغلبنا، نحن العراقيين، وكأننا نعيش بمعزل عن العالم، لا نقبل أو نتقبّل أشياء كثيرة مارستها البلدان والشعوب الأخرى بشكل عادي جداً منذ زمن طويل، ولكننا نرفضها ونتحسس منها ونعتبرها شيء غير طبيعي، بل ونستغرب منها كثيراً”.

ما دفعني لذكر هذه المقدمة مرة أخرى هو ما ورد في المواد (17، 68، 77) من الدستور العراقي والتي تشترط برئيسي الجمهورية ومجلس الوزراء ان يكونا عراقيين بالولادة ومن ابوين عراقيين وتمنع ازدواج الجنسية لكبار مسؤولي الدولة، بمعنى انه لا يحق لمكتسب الجنسية العراقية أو الذي يحمل جنسيتين ان يتولى المناصب العليا في البلد.

بالحقيقة ان الكثير من دول العالم قد غادرت هذه الجزئية وتقبلتّها منذ زمن طويل، وسمحت لمزدوجي الجنسية وللمهاجرين اليها المكتسبين لجنسيتها، حتى ان كانوا مولودين خارج اقليمها الجغرافي، بالمشاركة في الحياة السياسية والاقتصادية والفنية والرياضية وغيرها، لأنها اعتبرتهم مواطنين من الدرجة الأولى لهم نفس حقوق وواجبات مواطنيها الأصليين، انطلاقاً من نظرة إنسانية بحتة تقوم على المساواة التامة بين البشر بغض النظر عن دينهم أو قوميتهم أو جنسهم أو أثنيتهم، ولهذا لم تعد الشعوب تتحس من كون كبار المسؤولين فيها من المهاجرين المتجنسين، لكننا في العراق لا نزال نتحسس من هذا الموضوع كثيراً، ولا نتقبّل ان يكون كبار المسؤولين من المتجنسين أو مزدوجي الجنسية، ربما بسبب وجود أخطاء وفساد أو بتأثير الأفكار القومية التي عشنا تحت ظلالها فترات طويلة.

ولو اطلعنا على تجارب العالم لوجدنا ان هناك شعوباً عديدة تجاوزت هذا الامر وتقبلتّه، وأبرز مثال هو ما حدث في أمريكا اللاتينية التي حكم دولها الكثير من المهاجرين وخاصة من العرب، فهناك (11) رئيس جمهورية من أصل عربي، أهمهم:

ثلاثة من أصل لبناني تولوا رئاسة الاكوادور هم خوليو ثيودور سالم (1944)، عبد الله بو كرم عام (1996)، جميل معوض (1998)، اما جمهورية الدومنيكان فقد تولى رئاستها جاكوبو آزار وهو من أصل لبناني عام (1982)، وسلفادور جورجي بلانكو من أصل سوري عام (1982)، كما تولى جوليو سيزار طربيه وهو من أصل لبناني منصب رئيس كولومبيا عام (1978)، كارلوس منعم من أصل سوري رئيس الأرجنتين (1989)، كارلوس فلوريس من أصل فلسطيني رئيس هندوراس (1998)، أنطونيو سقا من أصل فلسطيني رئيس السلفادور (2004)، ميشال تامر من أصل لبناني رئيس البرازيل (2016)، ماريو عبده من أصل لبناني رئيس باراغواي (2018)، نجيب أبو كيلة من أصل فلسطيني رئيس السلفادور (2019)، و(Alberto Fujimori) من أصل ياباني رئيس بيرو (1990).

كما تولى المهاجرون مناصب آخرى كثيرة، سأذكر أمثلة قليلة منها حتى لا أطيل:

مهاجرون عراقيون تولوا مناصب رفيعة، مثل: وديع دده عضو الكونغرس الأمريكي، آرا درزي وزير الصحة البريطانية، ناظم الزهاوي عضو البرلمان البريطاني ووزير شؤون الأطفال والأسر في بريطانيا، جبار كريم عضو البرلمان السويدي، عمر الراوي عضو برلمان مدينة فينا النمساوية.

وهناك مهاجرون من دول مختلفة، مثل: طارق العيسمي من اصل سوري نائب رئيس فنزويلا، نجوى جويلي من أصول مصرية عضو البرلمان الاسباني، (Aida Hadzic) مولودة في البوسنة وزيرة التعليم في السويد، (Aydan Özoğuz) من أصول تركية عضو البرلمان ووزيرة الهجرة والسكان في ألمانيا، وزير داخلية بريطانيا (ساجد جاويد) وعمدة لندن (صادق خان) هما من أصول باكستانية، (Maryam Monsef) المولودة في أفغانستان وزيرة التنمية الدولية في كندا، (Harjit Sajjan) المولود في الهند وزير الدفاع الكندي، رشيدة طليب من اصل فلسطيني عضو الكونغرس الأمريكي، (Madeleine Albright) مولودة في تشيكوسلوفاكيا وزيرة خارجية اميركا، دينا حبيب مولودة في مصر نائبة مستشار الأمن القومي الأمريكي، نجاة بلقاسم المولودة في المغرب وزيرة حقوق المرأة الفرنسية، خديجة عريب المولودة في المغرب رئيسة مجلس النواب الهولندي، إلهان عمر من أصول صومالية عضو الكونغرس الأمريكي، وأحمد حسين المولود في الصومال وزير الهجرة الكندي، (Sinan Selen) المولود في تركيا نائب رئيس جهاز الاستخبارات الألماني.

اما مزدوجو الجنسية فقد تعاملت الكثير من دول العالم معهم بشكل طبيعي ايضاً، ولم تقف الجنسية المكتسبة عائقاً امامهم في تولي المناصب العليا في بلدانهم، وتوجد الكثير من الأمثلة، منها:

Manuel Valls)) رئيس وزراء فرنسا (2014) يحمل الجنسيتين الفرنسية والاسبانية بل انه اعلن انه سيرشح نفسه لرئاسة بلدية مدينة برشلونه الاسبانية، (Boris Johnson) وزير خارجية بريطانيا (2016) مولود في أميركيا يحمل الجنسيتين البريطانية والأمريكية، (طارق الوزير) نائب رئيس وزراء ووزير الاقتصاد في ولاية هيسن الألمانية (2014) يحمل الجنسيتين الألمانية واليمنية، (Nebahat Albayrak) عضوة البرلمان الهولندي ووزيرة العدل (2007) تحمل الجنسيتين الهولندية والتركية، (Anne Hidalgo) عمدة باريس (2014) تحمل الجنسيتين الفرنسية والاسبانية، أحمد أبوطالب مولود في المغرب وزير الدولة للشؤون الاجتماعية والعمل في هولندا (2007) يحمل الجنسيتين الهولندية والمغربية، الرئيس الفلسطيني محمود عباس يحمل الجنسيتين الفلسطينية والأردنية، رئيس وزراء لبنان سعد الحريري يحمل الجنسيات اللبنانية والسعودية والفرنسية.

طبعاً لم يقتصر الأمر على الجانب السياسي فقط بل بالجانب الاقتصادي أيضاً، وأبرز الأمثلة:

(Mark Carne) الذي يحمل الجنسيات البريطانية والكندية والأيرلندية تولى منصب محافظ البنك المركزي الكندي ثم محافظ البنك المركزي البريطاني، اما نائبته (نعمت شفيق) فتحمل الجنسيات المصرية والبريطانية والأمريكية، وكارلوس غصن لبناني يحمل الجنسيات البرازيلية والفرنسية وهو أول شخص يصبح رئيس لشركات نيسان اليابانية ورينو الفرنسية وميتسوبيشي اليابانية وأوتوفاز الروسية في وقت واحد.

ما اريد قوله بالنهاية ان هذا الموضوع صار طبيعياً في الكثير من دول العالم، فمتى نتخلص من تلك العقدة ونتعامل معها بشكل عادي؟