قالت القيادة المركزية الأميركية اليوم إن “التدابير الأمنية العراقية المشددة” تأتي “استجابة لعدد من الهجمات التي وقعت مؤخرًا واستهدفت المدنيين وقوات الأمن”.
وأورد الموقع، أنه “في يوم 9 أيار/ ، قتل مختار قرية اللزاكة قرب الموصل مع أربعة من أفراد عائلته. وبعد بضعة أيام، وتحديدًا يوم 14 أيار/ ، شن فلول داعش هجومًا على قرية حبيب عبدالله شرق ديالى وقتلوا اثنين من سكان القرية”.
وتابع، أن عناصر التنظيم “هاجموا أفراد الشرطة الاتحادية المتمركزين في قرى غرب كركوك، ما أسفر عن مقتل أربعة ضباط وثلاثة عناصر أمن”.
وينقل التقرير عن نائب رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة كركوك برهان العاصي القول إن “عناصر داعش الذين كانوا قد فروا من معارك التحرير” هم المسؤولون عن هذه الهجمات”.
وأضاف، “مع أنه لم يتبق منهم إلا القليل، فهم ينجحون في التحرك بفعالية مستفيدين من طبيعة الأراضي في تلك المنطقة، وهي أراضٍ مفتوحة ووعرة”.
وأوضح أن “غالبيتهم من سكان القرى النائية ويعرفون جيدًا المسالك الترابية، ما يمنحهم فرصة المباغتة بالهجوم والإفلات سريعًا”.
ووفقًا للعاصي، فإن هجمات داعش الأخيرة، ولا سيما في قرى الرشاد والرياض في غرب كركوك، مثيرة للقلق، إلا أنه أكد على عزم قوات الأمن على الإطاحة بآخر فلول التنظيم.
وتابع “بالتزامن مع تلك الهجمات الإرهابية، كانت هناك عمليات ناجحة لقواتنا بدعم من طيران التحالف الدولي، حيث جرى قتل أعداد كبيرة من الدواعش المختبئين”.
وأكد أن المضافات الآمنة التي كان هؤلاء المقاتلون يستخدمونها في وادي الشاي ومناطق أعالي الفرات وأبو الخناجر “قد حرقت”.
وقال التقرير إن قيادة عمليات نينوى وافقت “يوم 10 أيار/ على تسليح رجال العشائر وزيادة التعاون معهم في القرى النائية بالمحافظة”.
وقال حسن شبيب، عضو لجنة الأمن بمجلس محافظة نينوى، إن “ذلك من التدابير الفعالة، ففلول الإرهابيين كانوا يستغلون تجرد الأهالي من السلاح للقيام بعملياتهم دون مقاومة”.
وأضاف “لدينا أكثر من 60 قرية متناثرة في جنوب وغرب نينوى تقطنها عشائر البدرانيين والحديديين”.
وأوضح أن تلك العشائر “بلا أسلحة كافية” لحماية أنفسهم، مشيرًا إلى أن “الغارات التي يشنها الإرهابيون على قراهم لا تتوقف”.
وبحسب التقرير، فإن “تسليح هؤلاء السكان المدنيين ضروري”، وفق شبيب، “لكن ينبغي أن يدخل في إطار بناء وحدات شعبية محلية تتمتع بدعم وتدريب عسكري كافٍ ولها قيادات مركزية لإدارة صفوفها”.
ونوّه إلى أن هجمات عناصر تنظيم داعش “قد تزايدت بصورة ملحوظة مؤخرًا”، وأن أكثرها يستهدف “القرى الواقعة ضمن منطقة البادية والتي من الصعوبة تأمينها نتيجة تناثرها على أراضٍ شاسعة”.
وشدد على أن “القوات الأمنية تدرك خطورة تلك المنطقة على أمن باقي البلاد وحملاتها هناك متواصلة دون انقطاع”.
بدوره، يشير الخبير الأمني العراقي أحمد الشريفي إلى “صلة الأنشطة المتصاعدة للمسلحين بخطاب زعيم داعش أبو بكر البغدادي الذي بث على شبكة الإنترنت يوم 29 نيسان/أبريل الماضي، والذي حث فيه اتباعه على مواصلة الهجمات”.
وأوضح ان “التنظيم بدأ بإتباع استراتيجية الحرب السرية … التي تعتمد على القيام بعمليات خاطفة من مواقع سرية تستهدف مناطق أو قرى معزولة ورخوة أمنيا”.
وانتقدت مجلة فورين بوليسي الأميركية، الاربعاء، غياب التنسيق بين جهاز مكافحة الإرهاب وقوات الحشد الشعبي في العراق، محذرة من أن “التنافس بين القوات الأمنية في المناطق المحررة، سيفتح باب العودة أمام تنظيم داعش”.
وذكرت المجلة، في تقرير لها إن “مناطق مثل قرية أبو طيبان (قرب الرمادي) مهجورة، وما زالت أجزاء كبيرة من الموصل مهملة دون خدمات أو موارد حكومية، وقد يكون الأمر مجرد مسألة وقت حتى تفقد الحكومة موجة الدعم التي نشأت من هزيمة داعش”.
واضافت، “يصبح التحدي محاولة التعامل مع مجموعة مثل داعش كما لو كانت مشكلة عسكرية فقط، لذلك فإن الحل العسكري لا يعالج سوى الأعراض، وهي داعش، لكنه لا يستطيع أن يعالج جذور سبب ظهور هذه الجماعات”، معتبرة أن “التحدي الذي يواجهنا الآن هو أنه لا يوجد أحد يعالج هذه الجذور”.
ويقول أحد القادة المحليين، دخيل إبراهيم، في حديث للمجلة، إن عناصر تنظيم داعش “يهاجموننا في الليل”،
واضاف، ابراهيم الذي سجن ثماني مرات تحت حكم داعش “لقد وضعنا كاميرات على المنزل، وحراس على الأسطح، وأفرادنا يحرسوننا حتى الصباح لأننا نحتاج إلى النوم ولا توجد قوات أمنية”.
ويرجح التقرير، “عبور ما لا يقل عن ألف مسلح الحدود من سوريا إلى العراق، كما يعتقد أن زعيم داعش أبو بكر البغدادي كان في الأنبار عندما أصدر أول فيديو له منذ خمس سنوات في الشهر الماضي”.
بدوره، ذكر المتخصص في مجال الامن بمعهد واشنطن لسياسية الشرق الادنى مايكل نايتس، “لقد رأينا (..)، القوات الخاصة الأميركية والعراقية تسارع بشكل كبير في نموذج عملياتها، بما في ذلك العمليات في الليل، لقد رأينا أيضًا زيادة عدد قوات الأمن العراقية (..) ويمكنك أن ترى أن ذلك كان له تأثير إيجابي”.
ويرى التقرير أن “القوات العراقية المشتركة تختلف اساليبها الخاصة في محاربة داعش وأن هذه الانقسامات ستكلفها على الأرجح على نحو فعال، فنادراً ما تنسق قوات الحشد الشعبي مع جهاز مكافحة الارهاب”.
بينما يقول زميل أبحاث في معهد تشاتام هاوس، ريناد منصور “لا تتحدث جهاز مكافحة الارهاب وقوات الحشد الشعبي مع بعضهما البعض، إنهم حتى لا يجلسون في نفس الغرفة مثل بعضهم البعض لأن أحدهم ينظر إليه على أنه وكيل أميركي والآخر ينظر إليه على أنه وكيل إيراني”. ويضيف منصور، “من المفترض أن تكون هاتان المجموعتان على نفس الجانب الذي يقاتل داعش وتتأكدان من أن داعش لن يعود، لكن بالطبع لن يشاركا المعلومات الاستخباراتية مع بعضهما البعض”.
ويقول، “بعد التحرير، كان المسلمون سعداء للغاية للانتهاء من الخلافة، لكنك الآن تتحدث إلى نفس الأشخاص وسيخبرونك أن الأمر كان عاماً ونصف، ما يقرب من عامين، وما زلنا لم نرَ بعد حكومتنا حتى الآن”.
ويرى أن “القوات الأمنية مليئة بالانقسام الداخلي الذي يأتي على حساب أمن وسلامة المواطنين المستضعفين، فما لديك الآن – وهو الأمر الأكثر إثارة للقلق بالنسبة لي على الأقل في الأنبار وغيرها من المناطق المحررة مؤخرًا – هو أن هناك العديد من الجماعات المسلحة المختلفة، جميعها تتنافس مع بعضها في نفس الوقت”، مكملاً “إذا كان الأشخاص الذين يُفترض أن يفرضوا الأمن يتنافسون مع بعضهم البعض على الأرض، وعلى الغنائم الاقتصادية للحرب، فسيظل الناس دائماً وراءهم”.
واختتم حديثه، بحسب التقرير أنه “رغم استمرار ذاكرة داعش الأخيرة، فإن هذه العناصر هي السبب الحقيقي وراء صعوبة هزيمة التمرد، ففي الوقت الحالي، ما زال داعش يمثل نقطة مظلمة للغاية من تاريخ العراق، لذلك من الصعب للغاية رؤية الناس يقبلون داعش، لا سيما من منظور أيديولوجي، لكن (..) ما رأيناه في العراق هو أن الصراع دائماً”.
من جانبه، تحدث الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع اللواء تحسين الخفاجي عن اسباب سقوط المحافظات بيد داعش، قائلا إن “القوات العراقية كانت خائفة لأنهم شعروا أن الناس من حولهم لا يحبونهم، ولا يريدونهم، لذلك تركوا أسلحتهم وغادروا”، مؤكداً أن الحال في تلك المناطق مختلف “فالقصة الآن هي عكس ذلك، الآن يريدون الجيش وهم مع الجيش، لقد ساعدوا الجيش في عملياتهم أثناء التحرير، وبالتالي فإن التعاون أعلى بكثير مما كان عليه من قبل”.
وبشأن دور الجماعات المسلحة القبلية المتعاونة مع القوات الامنية، ينقل التقرير عن احد شيوخ القبائل بأن “تلك الجماعات تساعد القوات العراقية في معرفة خفايا واماكن عناصر داعش”.
ويقول الشيخ قطر شمارمان، “الآن لا يدعم 1 في المائة منهم داعش”، ويقصد ابناء القبائل في الانبار.
واضاف، “على الرغم من أن قبيلته كانت واحدة من القلة التي لم تدعم داعش، إلا أنها كانت الاستثناء وليس القاعدة بعد سنوات من الإهمال من قبل حكومة بغداد”، وينحدر شمرمان من بلدة تدعى البغدادي في محافظة الأنبار، وحارب ضد داعش وفقد المئات من رجال قبائله في الحرب والاحتلال.
يجمع الشيخ كل أسبوعين رجاله سافراً إلى الصحراء لملاحقة بقايا داعش بالتعاون مع القوات المسلحة العراقية، إذ يختبئ عناصر التنظيم في الكهوف، والبعض الآخر في الأنفاق، والبعض الآخر يستأجر المنازل.
وبين شمرمان أن “هناك مناطق لا تتجرأ فيها قوات الأمن على الخروج ليلًا ويتعين على السكان المحليين التعاون مع داعش أو دفع عواقب ذلك، ولا يرى القرويون أن الأجه