4 مقالات عن العراق في الصحف العربية يوم الجمعة

1 هل نقل تنظيم “داعش” مقرّه الرئيسيّ إلى القارّة الآسيويّة بعد تدمير دولته في العِراق وسورية؟ ولماذا ستكون الهند والصين مِحور أنشطته الإرهابيّة المُتوقّعة؟ ومن أين سيأتي التّمويل وكيف؟
افتتاحية
راي اليوم بريطانيا

إعلان تنظيم “الدولة الإسلاميّة” (داعش) عن تأسيس “ولاية الهند” وقِيام خلايا مُسلّحة تابعة له بتنفيذ الهُجوم الذي استَهدف كنائس في سيريلانكا يوم “عيد القيامة” أو “الفصح”، وأدّى إلى مقتل 253 مُصلِّيًا، يكشِف عن تحوّل على درجةٍ خطيرةٍ في استراتيجيّة التّنظيم، وخُططه المُستقبليّة بعد هزيمته في العِراق وسورية، ويُمكن حصرها في النّقاط التّالية:

أوّلًا: بدأ التّنظيم يعود إلى نهج تنظيم “القاعدة” أو “الحركة الأم” من حيث التمدّد، في المناطق الرّخوة أمنيًّا في جنوب شرق آسيا، وشمال إفريقيا (ليبيا ومنطقة الساحل الإفريقي)، وشمال شرق آسيا (تركمنستان الشرقيّة ومِنطقة قبائل الآيغور الصينيّة المُحاذية لأفغانستان.
ثانيًا: الانتقال إلى الأعمال السريّة وزرع الخلايا النّائمة، والتدخّل في الصّراعات السياسيّة مِثل اضّطهاد المُسلمين في بورما وشرق الصّين، وكشمير وجنوب كُل من الفلبّين وتايلاند، حيث توجد أقليّات إسلاميّة أيضًا تمرّدت جماعات مُتطرّفة فيها على الأنظمة الحاكِمة، وطالبت بالحُكم الذّاتي أو الاستقلال.
ثالثًا: الاحتفاظ ببعض القواعِد في بعض المناطق على الحُدود السوريّة العِراقيّة، وتحويلها إلى قواعد لشن حرب عِصابات بين الحين والآخر لوجود بعض الحواضِن الشعبيّة السنيّة التي تدعم نهج التّنظيم المُتشدّد وتشتكي من التّهميش السياسيّ والاجتماعيّ.
رابعًا: التّركيز على أوروبا والولايات المتحدة باعتِبارها الدول الأكثر مُشاركةً في الحرب لتدمير التّنظيم ودولته، وتشتيت “رعاياها”، مُضافًا إلى ذلك السّعي من أجل الدعاية الإعلاميّة، بسبب قوّة الإعلام الغربي والاهتِمام الإعلاميّ الغربيّ الكبير بتغطية العمليّات الإرهابيّة.

الفيديو المُفاجئ الذي ظهر فيه أبو بكر البغدادي، زعيم التّنظيم، قبل ثلاثة أسابيع في ثاني ظهور له بالصّوت والصّورة مُنذ إعلان قيام “دولة الخِلافة” من على منبر الجامع النوري الكبير في الموصل عام 2014، لم يكُن الغرض منه الإعلان عن وجود البغدادي حيًّا وتكذيب تقارير غربيّة عن وفاته فقط، وإنّما أيضًا تدشين المرحلة الجديدة للتّنظيم وخُططه المُستقبليّة، ورفع معنويّات أنصاره سواء في المناطق التي لا زال يتواجد فيها على الحُدود العِراقيّة السوريّة، أو في “الولايات الجديدة” التي تم تأسيسها في آسيا وإفريقيا ومناطق أُخرى من العالم.
تأسيس الولايات الجديدة، وخاصّةً في الهند وشرق آسيا، ومِنطقة الساحل الإفريقيّة، وليبيا ودول مغاربيّة أُخرى، لم يتم بعد هزيمة التنظيم في العِراق وسورية، وإنّما قبل عامين من هذه الهزيمة على الأقل، حيث جرى نقل المِئات من العناصر المُدرّبة عسكريًّا إلى هذه الولايات، ويبدو أنّ الأذرع الإعلاميّة للتّنظيم قد استعادت الكثير من عافيتها، والتقطت أنفاسها، وتمثّل ذلك في الشّريط الذي ظهر فيه البغدادي، وأنتجته مُؤسّسة الفُرقان، وكان على درجةٍ عاليةٍ من الجودة والإتقان، وكذلك مُواصلة وكالة “أعماق” خدماتها الدعائيّة وبالطّريقة نفسها قبل سُقوط الرقّة عاصمة الدّولة.
انتقال التّنظيم الإرهابيّ من العمل فوق الأرض إلى العمل تحتها ستكون خطوة قد تجعل منه أكثر خُطورةً، وأكثر شراسةً في الانتقام لهزيمته، ولعلّ التوتّرات الحاليّة في مِنطقة الخليج، وانشِغال القِوى الإقليميّة والعُظمى بالتّحشيدات العسكريّة، فرصة ذهبيّة له لإعادة تنظيم صُفوفه وترتيب أوضاعه الإقليميّة والاستعداد للمَرحلة الجديدة.
لا نعتقد أن التّنظيم سيُواجه أزمةً ماليّة، لأنّ احتياجاته في هذا الصّدد ستكون محدودة بعد تخلّصه من أعباء الدولة الماليّة الباهظة، ووجود قِوى عُظمى، وخاصّةً الولايات المتحدة، التي تُريد الاستفادة منه بطُرقٍ غير مُباشرة مثلما حدث في أفغانستان، وعلى أساس نظريّة عدو عدوي صديقي، ويُمكن أن يأتي الدّعم الماليّ والإعلاميّ عبر طرفٍ ثالث مثلَما حدث لتنظيم “القاعدة” وفصائل مُسلّحة أخرى في سورية، وهُناك العديد من الحُكومات العربيّة، وخاصّةً في الخليج جاهِزة لِلَعِب هذا الدّور، والتّجربة الأفغانيّة ما زالت ماثِلةً في الأذهان.
2 العراق ينزلق وإيران تسكت عن تحوله السياسي.. لا نريد لإيران أن تعطينا بيد وتأخذ أضعافه باليد الأخرى؟ كيف تكون حرب لها مع امريكا وخطوط التواصل قائمة
فؤاد البطاينة

راي اليوم بريطانيا

العراق، هذا البلد العربي الذي كان حاسما في موقفه من معسكر الصهيونية وكيانه في فلسطين، والداعم العنيد للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني وللمقاومة بأشكالها، والذي كان مُعوَّلا عليه في بناء قوة ردع عربيه، يبدو أنه عندما ذهب….. ذهب معه كل هذا، وبات العراق العظيم بلا سيادة منضما لجوقة الأنظمة المرتمية، ودولة فاشلة رغم امتلاكها كل اسباب القوة والاكتفاء الذاتي، وهذا ينقل الحديث باتجاه الجهة المؤثرة في سياسته حاليا ومنذ احتلاله عام 2003.
من المعروف أن هذا البلد تتقاسم فيه النفوذ قوتان هما أمريكا وايران، وهاتان القوتان لم يطرأ خلاف بينهما في العراق ويبدو انهما في غاية التوافق، بينما هما بنفس الوقت في صراع مستمر في مختلف المسائل خارج الحدود العراقية.. بمعنى أن هناك تفاهم على تقاسم مجالات النفوذ في العراق.
المهم هنا، بأن هذا التفاهم في العراق بين القوتين العدوتين لبعضهما بصرف النظر عن طبيعة وحدود هذه العداوة، يَفترض بالضرورة وجود خطوط اتصال وتواصل بينهما في الشأن العراقي، وهذا بدوره يؤكد وجود تواصل وقنوات اتصال بين ذات القوتين خارج العرق أيضا بشأن كل نقاط الصراع القائم بينهما وبؤره في المنطقة على مختلف المسائل، فليس هذا التواصل بالمنطق محللا في العراق ومحرما خارجة.
بمعنى أوسع إن وجود وسائل الاتصال والتواصل بينهما يجعل من حدوث الحرب بينهما والضارة بكليهما غير وارد وتحت السيطرة المباشرة منهما، وأن الخطأ في الحسابات من كليهما ضعيف أو غير موجود وبالتالي إن حدثت الحرب فستكون نتيجة خطأ جسيم من أحد الطرفين بحيث يفرض تحديا مباشرا من الطرف الأخر، ولا تعتبر الاستفزازات ومنها الأخيرة إلا من مقتضيات الشد والرخي كجزء من اللعبة، حيث أن الضغوطات الاقتصادية على ايران هي وسيلة أمريكا لضبط المسار الايراني، متطلعة في هذا الى نقل الصراع ليصبح بين النظام وشعبه والنظام، وعلى كل الأحوال لن تكون هذه الحرب إن وقعت إلا خيارا إيرانيا ولن يكون الرد الأمريكي على المستوى الذي حدث في العراق وقد تناولت ذلك في مقال سابق.
وللتوضيح، فإن النقطة التي يجب أن نتذكرها دائما على هذا الصعيد أن مطامع أمريكا ليست في ايران بل في الجزيرة والدول العربية، وهي مطامع استعماريه في مواقع جغرافية حساسة وثروات طاقه حيوية، وحاجة وجودية وسياسية واقتصادية هامة لإسرائيل، ومن هنا فإن وجود ايران قوية وعلى عداء دائم مع دول الخليج والعرب هو مطلب امريكي صهيوني حيوي ليبقى وسيلة ابتزاز وإخضاع لتلك الدول، وإن تدمير قوة إيران ليس في صالح أمريكا ولا مطلب لها، بل المطلوب هو ضبط تسليحها على أن يكون ذلك بميزان عسكري مخسوف بين ايران والدول العربية المستهدفة لا مع اسرائيل، وأن لا تمتلك السلاح النووي بالذات كمطلب اسرائيلي أكثر منه مطلبا أمريكيا، وأمريكا تعلم أن لا قوة تمنع ايران من تطوير سلاح نووي.
إلا أن ايران اليوم تمتلك قوة رادعه في داخل أراضيها ومجالاتها الجوية والبحرية وتمتلك قوة رادعة في غاية القوة والتأثير على حدود فلسطين تهدد فعلا وجود الكيان المحتل بحيث لو تمكنت اسرائيل من تدمير لبنان وجنوبه فإنها تعلم بأنها ستتعرض لخسائر وتدمير لا تحتمله لا سيما سكانيا، وهذا الوضع المتين الذي تمكنت إيران من صنعه لنفسها رغما عن رغبة أو حسابات امريكا واسرائيل جعل منها دولة قادرة على الحفاظ على كرامتها الوطنية وعلى أن تحتل موقع الند المحترم الذي يحسب حسابه.
نحن لسنا على يقين ولا لدينا مؤشر إن كانت ايران ومعها حزب الله هي فقط على نية استخدام قوتها لحسابها الوطني والقومي ومصالحها كأية دولة تسعى لردع عدو محتمل أو كورقة ضغط مشروعة، أم أن نيتها هذه تمتد لمواجهة اسرائيل على خلفية القضية الفلسطينية، ومع أن الحالة الأولى تصب بنفس الوقت لصالحنا كشعوب عربيه ولو كمثال في وجه أنظمتنا الذليلة بلا سبب أو مبرر، إلا أننا نلاحظ أن إيران تهدد احيانا بمهاجمة اسرائيل وبتدمير اسرائيل ولكن على خلفية خلاف أو مسألة تخصها وليس على خلفية الاحتلال، ولم نسمعها تهدد بتحرير فلسطين مثلا . ونحن كعرب ليس لنا أن نطلب من ايران وغيرها تحمل أعباء تحرير أوطاننا، بل نشكرها مهما كان الدافع عندما تدعم المقاومة الفلسطينية وعندما جعلت من حزب الله مثالا للعرب على أن هزائمهم وإذعانهم هو بسبب تقصيرهم وضعفهم وخياناتهم لا بسبب قوة اسرائيل، ولكنا بنفس الوقت لا نريد لإيران أن تعطينا بيد وتأخذ أضعافه باليد الأخرى …
من هنا أعود للعراق وما يتعلق بسياسته الخارجية لا سيما بشأن المسأله الأهم لأمريكا والتي كانت الأهم للعراق وما زالت الأهم للشعوب العربية وهي القضية الفلسطينية واسرائيل ككيان محتل، فهذا القطر العربي الذي يحكم برأسن، امريكي وايراني، ويشهد تراجعا رهيبا على صعيده الداخلي المدمر بالفساد وفقدان السيادة، فإنه يشهد تراجعا في عروبته وانتمائه للقضية الفلسطينية، وتعميق علاقاته بالأنظمة العربية المستخدمة لتصفية القضية دون أن نرى تأثيرا عليه من ايران التي نراها تقف في المحافل الدولية لجانب الشعب الفلسطيني وقضيته والتي تعتبر اسرائيل مشروع موت .. أم أن عروبة العراق وموقفه من اسرائيل مسألة من اختصاص أمريكا ولا تدخل في نطاق حصة ايران من نفوذها في العراق، نريد أن نلمس جوابا أو تفسيرا.
لا أعتني بالتفصيلات في مقال، لكن على أيران أن تفهم بأن للشعوب العربية قضيتها، وبأن العراق دُمِّر وكذلك سوريا على مذبح استقرار الاحتلال في فلسطين والمشروع الصهيوني في المنطقة، وعلى مذبح ذلك سُلّمت الجزيرة للعائلة السعودية مجهولة النسب معروفة الانتماء والعقيدة الصهيونية، وأنشئ الأردن كدولة دور تحت الحصار وسُلخت مصر وتصهينت المغرب وأحرقت اليمن وارتدت الأعراب ووقفت الجزائر محتارة، ودخلت الشعوب العربية في المعاناة والاذلال والتدمير الذاتي في الجيل الرابع من الحروب، وتحول الدين لمذاهب سياسية، فليست إيران غائبه عن كل ذلك ولا عن تضحيات العراق التاريخية في مواجهة الصهيونية حتى تتدخل اليوم في تفاصيله وتسكت عن تحوله السياسي، وأشعر بالمرارة وأنا اتحدث عن العراق وكأنه بلا سياده ولا قرار، ولكنه الواقع.
العراق الرسمي اليوم ينسق مع الأنظمة العربية المتعاونة مع الاحتلال، ومسموح له ولمن أراد من شعبه أن يُطبع مع العدو الصهيوني بلا حساب ولا متابعة، بل هناك من شعبه من جُند ليتطاول ويصطف مجاهرا مع الاحتلال ويصف حماس والمقاومة بالارهاب دون حراك من المسئولين العراقيين ولا ملاحظة من ايران لما هو تقليد وتماه مع ما يحدث في الاعلام الرسمي لدول عرابي الخيانة والذل في الجزيرة، بناء سكة الحديد التي تربط اسرائيل بالجزيرة والعراق عبر الأردن يجري على قدمين وساقين بصمت، وإعادة تشغيل أنابيب نقل النفط العراقي الذي توقف حين قامت اسرائيل يعود الى الطاولة الصهيونية، العراق ليس بعيدا عن صفقة القرن ومشاريعها الاخضاعية للعرب، أين ايران من كل ذلك وهي في العراق؟
3 سقوط إيران أو اتفاق جديد
غازي الحارثي
العرب بريطانيا

بالرغم من أن إيران كانت تشكل مصدر قلق وإزعاج لمحيطها منذ زمن الشاه، إلا أن الذي تغيّر بوصول الملالي المتشدّدين في 1979 كان قدرة العالم على التفاوض بمنطق الدولة مع الجمهورية الإسلامية.

ومنذ ذلك الوقت كانت إيران لا تمانع حين تصارع الولايات المتحدة بقبول بعض الخسائر “الجزئية”، مقابل بقاء رأس النظام وأدوات الثورة المنتشرة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

أثناء الحرب مع العراق دخلت إيران مناوشات مع دول الخليج والولايات المتحدة على مياه الخليج، وضربت ناقلات نفط خليجية واشتبكت مع القوات الأميركية والخليجية وخسرت لكنها كانت خسارة جزئية. وكان ذلك في عز الضغوط الاميركية والخليجية عليها مقابل الدعم المعلن لعراق صدام حسين في حرب الثماني سنوات.

هذا السيناريو الذي رسمته إيران وضحّت فيه بعدد من ناقلاتها وبوارجها مقابل عدم هزيمة آية الله الخميني ونظامه قد يتكرر مع آية الله خامنئي هذه المرة، وستكون إيران سعيدة بذلك وإن رافقته خسائر واضحة. وهي تدفع اليوم باستهداف ناقلات النفط في مياه الخليج، وبالتالي لن تمانع بدخول حرب جزئية مع الولايات المتحدة، أو أي من حلفائها في مياه الخليج، أو في مواقع إحدى أذرعها مع توفر ضمانات بأنها لن تصل إلى قلب طهران، أو لن يرافقها تحرك أو تحريك داخلي فعلي وقوي مختلف عن التحركات الداخلية السابقة.

الأمل في انتهاج مبدأ التأديب الصارم للنظام باستراتيجية تدفعه للتفاوض كطرف خاسر على أحد أمرين، إما بقاؤه كنظام يحكم إيران وفق أسس ديمقراطية لا تضرّ بدول المنطقة، أو التفاوض على اتفاق جديد يشمل ملفي البرنامج الصاروخي والدور المخرّب في المنطقة.

4 “الإرهاب”.. والحقيقة المؤكدة!
صالح القلاب الرياض السعودية

غير مقنع على الإطلاق القول -إنْ في بعض الغرب وإنْ في بعض الشرق- إنّ المزيد من الضغط على إيران أو إسقاط نظامها سيُلهب المنطقة الشرق أوسطية كلها ومعها أوروبا والأبعد منها عبر المحيط الأطلسي، بحروب وعمليات إرهابية غير مسبوقة وإنَّ الضغط الرئيس لهذا الإرهاب سيتركز أثره على المناطق النفطية وعلى خطوط نقل الطاقة إلى العالم بأسره.
فإيران بالأساس وفي واقع الأمر أكبر قاعدة إرهابية في الكون كله ولعلّ ما لا يمكن إنكاره ولا دحضه هو أن كل هذه التنظيمات الإرهابية التي أوجعت قلب هذه المنطقة وأدمت الغرب بمعظمه وبخاصة أوروبا “مرابطُ خيولها” في طهران وهذه مسألة باتت واضحة ومعروفة ولا يمكن إنكارها على الإطلاق.
لقد ثبت، والكُلّ يعرف هذا، وأول هؤلاء الأوروبيون أنَّ مرجعية “القاعدة” و”داعش” و”النصرة” هي “إطلاعات” الإيرانية وهي الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس وهي باقي الشراذم الطائفية المسلحة مثل حزب الله اللبناني ومثل الحشد الشعبي في العراق و”طالبان” في أفغانستان والحوثي في اليمن ومع هؤلاء جميعاً وبالتأكيد أنظمة معروفة ودول لم تعد خافية على أحد كنظام بشار الأسد الذي ثبت أنه هو من أوجد أول “خلية” إرهابية بإطلاق سراح بعض القتلة والمجرمين في سجونه وإرسالهم إلى العراق لينفذوا تلك العملية الإجرامية التي استهدفت بعض الوزارات والمراكز الحكومية العراقية.
ولذلك فإنه لا ضرورة لإخافة “الناس”، إنْ دولاً وإنْ شعوباً وقوى سياسية، بأن أي استهداف لإيران سيلهب هذه المنطقة الحيوية والإستراتيجية بنيران إرهاب غير مسبوق فهذا الإرهاب غير المسبوق حاصل وموجود وهو يتدثّر بعباءة “الولي الفقيه” منذ فبراير عام 1979 والدليل هو أن كل هذه الجماعات والمجموعات الإرهابية التي غدت آفة العصر لم تظهر وعلى هذا النحو إلاّ بعد انتصار الثورة الخمينيّة.
إنَّ هذه مسألة من المفترض أنها باتت معروفة ومؤكدة طالما أن حتى علي خامنئي لا ينكرها وأن جنرالات الحرس الثوري يتباهون بها ليلاً ونهاراً وأن حسن نصر الله بقي يقول وعلى المكشوف وفي العلن أنه “يفتخر” بأن حزبه سرية مقاتلة في فيلق “الولي الفقيه” وهذا لم يكتشفه الغرب، حسب ادعائه، إلاّ متأخراً ولهذا فقد تم اعتبار هذا الحزب منظمة إرهابية تجرى الآن مطاردة أعضائها في أربع رياح الكرة الأرضية.