نقل النائب ظافر العاني، الخميس، مشاهدات من زيارته الى تركيا رفقة الوفد الذي ترأسه عبدالمهدي في زيارته الاخيرة الى انقرة، مبيناً أن الجانب التركي عمل استقبالاً من الدرجة الاولى على غير العادة في الاعراف الدبلوماسية، مشيراً الى أن الشيخ خميس الخنجر لعب دورا في تغيير مراسم الاستقبال.
وقال العاني، في منشور له على الفيسبوك اليوم (16 آيار 2019)، “يوم الاربعاء شاركت في زيارة رسمية يرأسها رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي الى تركيا”.
وتابع “أحببت ان اعرض لكم بعض مشاهداتي غير الرسمية والصالحة للنشر”.
واوجز 15 نقطة لما شهدته زيارة تركيا وهي:
(1. الزيارة سريعة لم تستغرق اكثر من ست ساعات ذهبنا في الواحدة ظهرا ووصلنا بغداد الواحدة ليلا، وستسألون لكنها اثنتا عشرة ساعة فاقول لكم بان الزمن الباقي هو الوقت الذي قضته الطائرة في الرحلة، وستسألون لماذا الواحدة ظهرا فسأجيب لكي يبقى الصائمون صياما ولايضطروا للإفطار حسب بعض المذاهب خصوصا واننا مدعوون لمأدبة افطار يقيمها الرئيس اردوغان على شرف رئيس الوزراء ، اما انا فقد افطرت وساضطر لقضاء هذا اليوم.
2 تم تبليغ الوفد بالتفاصيل كافة: اين يقفون، تسلسلهم، اماكن جلوسهم في الطائرة حيث وضع اسم كل منا على مقعده المخصص ، رقم سيارة كل منا ، اسم الشخص المرافق من سفارتنا مع كل سيارة ، اين يقف رئيس الوزراء ، ماذا يقول للحرس الشرف التركي، اين يتم التقاط الصور وغيرها وغيرها من التفاصيل الدقيقة بتوقيتات محددة وقد دون كل ذلك في كتيب صغير وزع على الوفد، وهو ماجعلني أشعر بان المراسم البروتوكولية قد تحسنت لحد كبير وان الفريق المحيط برئيس الوزراء يعرف عمله جيدا.
3 في اثناء الرحلة قام السيد رئيس الوزراء بمجاملة اعضاء الوفد واحدا واحدا . مر على مقاعدهم ودردش مع الجميع حتى صغار الموظفين وعقد اجتماعات قصيرة طوال الرحلة مع مسؤولي الملفات من الوزراء.
4 جرى لرئيس الوزراء استقبال رسمي مهيب من الدرجة الاولى والذي يتضمن موكب الخيول والاطلاقات الواحدة والعشرين، علما ان الاتراك عادة لا يقيمون هذه المراسم لرؤساء الوزراء وانما تكون من الدرجة الثانية ولكنه حدث ذلك مع العراق استثناء، وقال لي اصدقائي من المسؤولين الاتراك بأن الشيخ خميس الخنجر هو من لعب هذا الدور في تغيير مراسم الاستقبال، فتأكدت من ان الدبلوماسية غير الرسمية احيانا تلعب دوراً لايقل عن الجهود الرسمية.
5 مشاركتي في الوفد كانت لأني رئيس لجنة الصداقة البرلمانية العراقية التركية وقد وجدت بانتظاري اعضاء لجنة الصداقة من الجانب التركي وعقدنا اجتماعا غير رسمي على هامش الزيارة كان من بعض ثماره منح عدد من البعثاث الدراسية للعراقيين في الجامعات التركية من خلال لجنة الصداقة البرلمانية وتم ذلك بحضور السيد رئيس هيأة التعليم الجامعي والسفير الذكي صاحب الشعبية فاتح يلماز.
6 أطول اجتماع كان منفردا بين الرئيسين ولم يحضره أحد، وقد اطلعنا على بعض نتائجه في الاجتماع الموسع.
7 كان الرئيس اردوغان ودوداً مع الوفد العراقي، وصريحا جدا في عرض قضايا بلاده واهتماماتها لحد التفاصيل الصغيرة وكذلك كان السيد رئيس الوزراء العراقي.
8 استغربت ان تركيا تستخدم سجادا تركوازيا وليس احمر على خلاف العادة في البروتوكلات العالمية، ولما سألت عن السبب فقالوا لان العلم التركي بلون أحمر، فأكبرت فيهم هذه الروح القومية حتى وان كان فيها قدرا قليلا من المبالغة.
9 وكجزء من الثقافة العصملية راعى الاتراك قواعد اللياقة والضيافة بما فيها اننا وجدنا قلما انيقا موضوعا على طاولاتنا في الاجتماع الموسع وقد حفروا عليه اسم كل منا بشكل انيق كهدية تذكارية احتفظنا بها.. الاشياء الصغيرة تترك اثرا طيبا في النفس واحيانا هي أثمن من القضايا الكبيرة.
10 طرح العراق قضايا مهمة ومن بينها : الجانب الامني والموقف من الـpkk ، مسألة التعاون المائي، إطلاق الفيزا لكل العراقيين في المطار كما كان سابقا، تذليل مشاكل العراقيين في تركيا، رفع مديات التبادل التجاري، دعوة الشركات التركية الكبرى للاستثمار في العراق، التوتر الاقليمي في المنطقة وتأثيره على البلدين.
11 تم الاتفاق على تفعيل لجنة التنسيق العليا برئاسة اردوغان وعبد المهدي والمتوقفة منذ سنوات وستعقد جلستها الرابعة في بغداد في غضون شهرين لتوقيع الاتفاقيات التي سيتم الاعداد لها.
12 مأدبة الافطار كانت أنيقة وبسيطة ، والاكل التركي لذيذ جدا، وطريقة التقديم تجري بنسق واحد كأن النادلين اعضاء في فرقة عسكرية.
13 بعد الافطار جاءت فرقة فنية للموشحات الدينية واستمعنا للتهليلات الصوفية التي خلقت جواً روحانيا قدسيا جعلت رؤوسنا تميل كأننا في ذكر نبوي، وبعد الانتهاء التقط الرئيسان الصور التذكارية مع العازفين والمنشدين وجاملوهم بكل ودية.
14 حينما وصلنا بغداد نزل رئيس الوزراء قبلنا ووقف بانتظارنا عند مدرج الطائرة ليصافحنا واحدا واحدا، لتعكس منه لمسة انسانية وتهذيب عال.
15 أكثر ما أعجبني في الزيارة انها بلا حقائب مزعجة فقد ذهبنا خفافا وعدنا خفافاً، صياما مقبولا وافطارا شهيا بإذن الله).